قبل انتقالها للشاشة.. أبرز النسخ سمراء البشرة لأشهر الأبطال الخارقين

مَرّ عالم القصص المصورة الخاص بالأبطال الخارقين -وبالأخص العالمين الأشهر Marvel و DC- بالعديد من التطورات والكثير من التوسعات على مدار عقود ممتدة، كان ذلك هو سبيلها للتجدد والتقدم بصفة دائمة وبالتبعية التمكن من الاستمرار حتى اليوم، وقد اعتمدت عمليات التوسع والتجدد المستمرة بهذا العالم على عدة ركائز، أبرزها العمل على تقديم أبرز شخصياتها أكثر من مرة، سواء من خلال Reboot للشخصية أي إعادة تقديمها من البداية وتناولها من منظور مختلف نسبياً، أو بتقديم نظير لها أو نسخة أخرى منها، كثيراً ما تم الاعتماد في ذلك على فكرة الأكوان المتعددة، وفي بعض الأحيان كانت تُقدم كبطل جديد يخلف البطل الأصلي في حمل لقبه وهويته ومواصلة رحلته.

كان هناك حرص شديد على أن وجود اختلافات جوهرية بين تلك النسخ البديلة أو المتعددة والنسخ الأصلية لنفس الشخصية، لذا كانت غالباً ما تكون من الجنس الآخر أو تحمل جنسية مغايرة أو تنتمي لعِرق مختلف، بل في بعض الأحيان كانت تحمل الصفات المتغيرة الثلاث في آن واحد، من خلال الفقرات التالية سوف نتعرف على مجموعة من النسخ البديلة لأشهر شخصيات الأبطال الخارقين التي تنتمي إلى العرق الإفريقي وتمتاز بالبشرة السمراء.

نعيش في الوقت الحالي العصر الذهبي لأفلام الكوميكس والذي تزامن مع اعتماد هوليوود لسياسة التعدد العرقي في أفلامها، لذلك من المتوقع مشاهدة المزيد من النسخ سمراء البشرة لأشهر الأبطال الخارقين على الشاشة خلال الفترة المُقبلة، فيما يلي مجموعة -على سبيل المثال وليس الحصر- من تلك النسخ، مع استبعاد ما سبق تقديمه من خلال أعمال سينمائية بارزة مثل نسخة مايلز موراليس من شخصية سبايدرمان التي قُدمت بفيلم الرسوم المتحركة الشهير Spider-Man: Into the Spider-Verse.

ينتمي فال-زود “Val-Zod” إلى الأرض الثانية في كون دي سي المتعدد، وتتشابه قصته مع القصة الأصلية والشائعة لشخصية سوبرمان الأصلية، حيث هو الآخر تم إرساله للأرض على متن كبسولة فضائية بالثواني الأخيرة قبل دمار -موطنه الأصلي- كوكب كريبتون، وعند وصوله إلى الكوكب الأزرق تولى شخص يدعى “تيري سلون” رعايته وحمايته، وليتحقق ذلك أبقاه منعزلاً عن العالم الخارجي.

أصبح فال-زود الأمل الأخير للأرض حين تمت السيطرة على عقل سوبرمان من قبل القوى الشريرة، من ثم قامت جماعة “Wonders of the World” بالبحث عن ذلك الفضائي الغامض الذي كانت تتردد الشائعات حول وجوده، حين تم العثور أخبروه بأنه الوحيد القادر على التصدي لذلك الخطر باعتباره هو الآخر كريبتونياً، ومن ثم كان عليه التخلي عن عزلته ليكتشف العالم من حوله وفي ذات الوقت يكتشف قدراته للمرة الأولى، ليحمل لاحقاً لقب وشعار الرجل الفولاذي “سوبرمان”.

قُدمت نسخة سوبرمان / فال-زود لأول مرة على صفحات الكوميكس في عام 2014 من خلال إصدار Earth 2 #19، وقد أعلن الممثل مايكل بي. جوردان -بطل سلسلة أفلام Creed وأحد أبطال فيلم Black Panther المُنتمي لعالم مارفل- عن عمله على مشروع تلفزيوني جديد خاص بتلك الشخصية، من المقرر أن يتم عرضه بشكل حصري عبر شبكة HBO MAX التي تعمل حالياً على تطوير عدة أعمال مستوحاة من عالم قصص DC المصورة.

ظهرت شخصية نوبيا Nubia على صفحات الكوميكس للمرة الأولى في عام 1973، كان هذا من خلال إصدار Wonder Woman #204 Vol.1، قد قُدمت بصفتها الشقيقة سمراء البشرة للبطلة الخارقة ديانا برنس / ووندر ومان؛ حيث تم تخليقها من الطين الداكن كما خُلِقت ديانا من الطين الأبيض، لكنها لفترة طويلة كانت واقعة تحت تأثير إله الحرب “آريس”، الذي يعد أحد أشرس الأشرار في عالم DC وكان الخصم الرئيسي في فيلم Wonder Woman الأول.

أما نسخة نوبيا في الأرض 23 من الكون المتعدد فيتم تقديمها بصفتها ووندر وومان الأصلية والوحيدة، تتطابق قصتها تقريباً -في هذا العالم- مع قصة شقيقتها، حيث نشأت وتدربت على جزيرة الأمازونيات، وتخوض مواجهاتها عبر العالم لإرساء قواعد العدل والحرية والمساواة، كما أنه عضواً أساسياً ضمن فرقة العدالة بتلك الأرض البديلة.

تعتبر ناتاشا رومانوف هي الأرملة السوداء الأشهر في عالم Marvel Comics، وقد تزايدت شهرتها وشعبيتها بعدما جُسدتها سكارليت جوهانسون بالعالم السينمائي (MCU)، لكنها بالتأكيد ليست الوحيدة نظراً لأن لقب “الأرملة السوداء” يُمنح لعدد كبير من المقاتلات اللواتي تم تدريبهن من قبل منظمة سرية في روسيا كما تبيّن من أحداث فيلم Black Widow، ويتضاعف عددهن عِدة مرات في عالم الكوميكس لكونه الأكثر توسعاً وتشعباً، من أبرز نسخ الشخصية بهذا العالم هي تيانا أو بلاك ويديو المستقبلية ذات البشرة السمراء، التي تم الكشف عنها للمرة الأولى في منتصف 2015 من خلال إصدار Secret Wars 2099 #1.

قُدمت شخصية تيانا باعتبارها قاتلة شرسة ذات مهارات قتالية فائقة، لكن في مرحلة ما من حياتها يتم التواصل معها من قبل رئيس شركة Alchemax ليعرض عليها الانضمام إلى فريق الأفينجرز، قد قبلت تيانا هذا العرض وانضمت لهم بالفعل بعدما حصلت على الاسم المستعار “بلاك ويدو”.

حمل أكثر من بطل لقب وقدرات Green Lantern في عالم دي سي سواء من خلال إصدارات القصص المصورة أو أعمال الرسوم المتحركة، يظل هال جوردون هو الأبرز والأشهر بينهم جميعاً، بينما يحل في المرتبة الثانية جون ستيوارت ذو الأصول الإفريقية، وكان من المقرر أن يكون أول تجسيد سينمائي لتلك النسخة من شخصية جرين لانترن من خلال فيلم Zack Snyder’s Justice League، إلا أن شركة وارنر بروس تمسكت بحذف مشاهده القليلة منها.

جاء الظهور الأول لشخصية جون ستيوارت من خلال إصدار Green Lantern #87، وتم تقديمه بصفته مهندساً معمارياً من أصل إفريقي، وقع اختيار حُراس الكون “The Guardians of the Universe” عليه ليحمل الخاتم ويمتلك قوى الفانوس الأخضر، كان الهدف من ذلك أن يكون بديلاً لهال جوردان الذي تعرض لإصابات بالغة، وقد حمل ستيوارت تلك الهوية لعدة سنوات انضم خلالها للعديد من التحالفات البارزة في عالم DC وأهمها رابطة العدالة الأمريكية، كما تزوج خلال ذات الفترة من “كاتما توي” وهي نسخة جرين لانترن المسؤولة عن حماية كوكب كورجار.

نشأت ريري ويليامز في مدينة شيكاغو الأمريكية وبسبب مشكلاتها السلوكية المتكررة قررت أسرتها عرضها على طبيب نفسي للأطفال، قد أظهرت نتائج الاختبارات أن الطفلة لا تعاني من خلل نفسي إنما غرابة أطوارها ناتجة عن عبقريتها الفذة، وفي عمر الصبا كان لدى ريري هوس حقيقي بالأبطال الخارقين وفريق المنتقمون، ولذا كانت تعمل في مرآب صديقتها على تطوير العديد من الأدوات التكنولوجية التي قد تساعدهم في تنفيذ مهامهم، وحين التحقت بالجامعة قامت باستغلال مواردها في إنشاء نسختها الأولى من درع Iron Man، وذلك باستخدام تقنية الهندسة العكسية التي حصلت عليها من درع آيرون مان القديم “الطراز 14”.

اكتشف “توني ستارك / آيرون مان” المشاريع السرية التي تقوم بها، وعلى خلاف المتوقع قام بدعمها ومدّ لها يد المساعدة، حتى أنه استعان بها عندما انقسم فريق المنتقمون واندلعت أحداث الحرب الأهلية، وحين تعرض توني ستارك للإصابة أثناء مواجهته مع كابتن مارفل ودخل على إثرها في غيبوبة طويلة، قررت “ريري” حمل الراية خلفاً له وقامت بتطوير درعها الآلي الخاص ومنحت نفسها لقب Iron Heart، ذلك بإشراف وتوجيه نسخة ذكاء اصطناعي من توني ستارك نفسه.

يتضح مما سبق أن قصة ريري ويليامز وعلاقتها بتوني ستارك كانت مُلهمة لصُناع أفلام عالم مارفل السينمائي وتحديداً فيلم Captain America: Civil War وفيلم Spiderman: Homecoming، إلا أنهم استبدلوا شخصيتها بشخصية “بيتر باركر / سبايدرمان”، لكن أخيراً قررت مارفل منح الشخصية فرصة الانضمام إلى عالمها؛ إذ أعلنت عن بدء العمل على تطوير مسلسل Iron Heart المرتبط بالعالم السينمائي والمقرر عرضه عبر منصة ديزني بلس، وسوف تقوم الممثلة دومينيك ثورن بتجسيد شخصية ريري ويليامز ضمن أحداثه.

توجد عدة نسخ من شخصية البطل الخارق سوبرمان موزعة بين الأكوان المتعددة في عالم دي سي، ولم يكن فال-زود -المشار له سلفاً- صاحب البشرة السمراء الوحيد بينها، إنما قدمت نسخة سمراء أخرى من سوبرمان في مارس 2009 بالعدد الصادر تحت عنوان Final Crisis #7، تلك النسخة تحمل نفس الاسم الكريبتوني “كال-إل” ولكنها تعرف بين البشرة بالاسم البديل كليفين إليس.

تبدأ قصة كليفين إليس كبداية كافة القصص الخاصة بنسخ سوبرمان، حيث يقوم أبويه بإرساله إلى الأرض بعد تيقنهم من فناء كوكب كريبتون وعدم وجود أدنى فرصة للنجاة، لكن رغم تطابق البدايات إلا أن مسار كليفين إليس اتخذ مساراً مغايراً تماماً، فلم يقتصر دوره على أن يكون حامياً للأرض، إنما اتجه للعمل السياسي أيضاً حتى تولى رئاسة الولايات المتحدة الأمريكية ويتخذ من البيت الأبيض قاعدة له، وقد خاض العديد من المواجهات الملحمية على صفحات الكوميكس، لعل أبرزها معركة “Final Crisis” التي اتحد خلالها لفريق مكوّن من نسخ سوبرمان بالأكوان المتعددة.

جاء الظهور الأول لشخصية مونيكا رامبو في أوائل الثمانينات من خلال عدد القصص المصورة Amazing Spider-Man Annual #16، وعُرّفت بأنها ملازم بقوة شرطة نيو أورليانز -التي نشأت بها- وقد اكتسبت قواها الخارقة نتيجة تعرضها لإشعاع صادر عن أحد الأسلحة المتطورة التي ابتكارها عالم إجرامي، ومن ثم انتلقت في رحلة طويلة باحثة عن وسيلة تُمكنها من اكتشاف كامل قدراتها وتعلمها كيفية السيطرة عليها والتحكم بها.

حملت مونيكا رامبو عدة ألقاب وهويّات بديلة مثل “فوتون” و”بولسار”، لكن يظل أبرزهم وأشهرهم لقب Captain Marvel وهو الاسم الذي عُرفت به طويلاً، كما انضمت تحته إلى فريق Avengers وخاضت معهم الكثير من المعارك، حتى أنها في فترة من الفترات تولت قيادة الفريق، كما كانت لفترة عضواً بفريق خاص من الأبطال الخارقين ذوي البشرة السمراء، يضم إلى جانبها كل من بلاك بانثر ولوك كيدج وبليد.

تم تقديم شخصية مونيكا رامبو فعلياً ضمن عالم مارفل وتجسدها -بمرحلة الشباب- الممثلة تيونا باريس، كان الظهور الأول للشخصية في عمر الطفولة والصبا ضمن أحداث فيلم Captain Marvel عام 2019، أما الظهور الأبرز فجاء من خلال مسلسل WandaVision الذي أظهرت ضمن أحداثه جانباً من قدراتها، لكنها لم تُقدم بعد باسم “كابتن مارفل” الذي تحتفظ به بالعالم السينمائي شخصية كارول دينفرز (باري لارسون) حتى الآن على الأقل.

تمتلك نسخة ليونارد ويليامز بداية شبيهة بالنسخة الأشهر من العملاق الغاضب في عالم مارفل وهي نسخة “بروس بانر”، حيث أن هو الآخر كان عالماً فذاً عمل لسنوات على تطوير عقار “Super-Soldier”، وقد قرر تجربة المصل المُبتكر على نفسه مما أكسبه قوة بدنية هائلة وعِدة قدرات أخرى خارقة للطبيعة، ومن ثم قرر التخلي عن حياته بالكامل واتخذ هوية بديلة باسم “تيرون كاش” وتمكن -بفضل ذكائه الحاد- من الاختفاء عن الأنظار طيلة 16 عاماً، تنقل خلالها بين عدة دول في إفريقيا وآسيا وأسس إمبراطوريته الخاصة على أنقاض أمبراطوريات أباطرة المخدرات، لكن لم يكن هدفه من ذلك محاربة الجريمة إنما فعلها للاستيلاء على ثرواتهم وقصورهم.

كان ليونارد قد استقر في دولة الأرجنتين حين عثر عليه نيك فيروي، من ثم أرسل إليه “وور ماشين” لتجنيده ضمن فريق المنتقمون المُعاد تنشيطه، وقد قابل ليونارد هذا العرض بالرفض في البداية، لكنه اضطر للموافقة على الانضمام بعدما تعرض للابتزاز من فيوري الذي هدده بإخبار عائلته بأنه لا يزال على قيد الحياة.

اقرأ أيضاً: لهذه الأسباب نجح مشروع عالم مارفل (MCU) بينما لا يزال عالم دي سي يتعرقل

كان ولا يزال باتمان واحداً من أشهر شخصيات الأبطال الخارقين وأكثرهم شعبية حول العالم، قد ارتبط اسمه منذ ظهوره الأول بثلاثينات القرن الماضي باسم “بروس واين”، الملياردير الذي عانى من فقدان أبويه في طفولته فقرر أن يصبح حارس ليلي يكافح الجريمة في شوارع مدينة جوثام، وبعد كل هذه السنوات قررت DC Comics إنهاء عصر بروس واين بوفاته على صفحات القصص المصورة، بينما قامت بنقل لقبه وهويته وإرثه بالكامل لبطل جديد قدمته في عام 2021 عبر إصدار Dark Nights: Death Metal #7 باسم تيموثي “جيس” فوكس.

تم تقديم تيموثي فوكس بصفته ابن لوسيوس فوكس أحد المقربين من بروس والمدير التنفيذي لمجموعة شركات واين، إلا أن تيموثي قد نشأ بعيداً عن والده والتحق في شبابه بإحدى الأكاديميات العسكرية، لكن عقب تخرجه قرر العودة إلى موطنه الأصلي “جوثام”، وقد تزامن ذلك مع إعلان وفاة بروس واين، بينما تعاني المدينة التي سقطت في قبضة جماعة “القضاة” التي جَرّمت نشاط الأبطال الخارقين وأصدرت أوامرها بملاحقة كل شخص مُقنع يجوب شوارعها، بما في ذلك باتمان الأصلي نفسه الذي أفنى حياته في حمايتها.

قرر تيموثي فوكس أن يخلف بروس واين في ارتداء عباءة الوطواط، ومواصلة رحلته ورسالته في القضاء على الجريمة المنظمة وتحقيق العدالة، من ثم خاض العديد من الصراعات الشرسة في مواجهة الكثير من العصابات والمنظمات السرية، خاصة أنه ملاحقاً من قبل السلطات القضائية بالمدينة باعتباره خارج عن القانون.