لهذه الأسباب نجح مشروع عالم مارفل (MCU) بينما لا يزال عالم دي سي يتعرقل
6 د
نعيش في الوقت الحالي العصر الذهبي لأفلام الكوميكس أو أفلام الأبطال الخارقين التي تضاعفت معدلات إنتاجها بصورة كبيرة خلال السنوات الـ 15 الأخيرة، ونسبة غير قليلة منها صارت تُدرج ضمن قوائم الأكثر تحقيقاً للإيرادات بل إنها أخيراً عرفت الطريق إلى فئات جوائز أوسكار الرئيسية وباتت تنافس عليها، والسر وراء كل هذا يعود إلى ظهور ما يُعرف بمصطلح العوالم السينمائية وبالأخص عالمي مارفل ودي سي.
انطلق عالم مارفل السينمائي في عام 2008 بفيلم Iron Man ثم جاءت انطلاقة عالم DC في 2013 بفيلم Man of Steel، ورغم أن شركة DC تمتلك حقوق استغلال شخصيات الكوميكس الأكثر شهرة على مستوى العالم مثل “باتمان، سوبرمان، فلاش، ووندر وومان، الجوكر.. إلخ” إلا أن التفوق كان دائماً من نصيب العالم المنافس، وهو ما سنحاول التعرف على أسبابه من خلال الفقرات التالية.
الترابط والتكامل بين أفلام العالم السينمائي
يتمثل أول وأبرز العوامل التي ساهمت في إنجاح تجربة عالم مارفل السينمائي في قدرة صُنّاعه على جعل الأفلام المُنتمية له أكثر اتصالاً وترابطاً وتأثيراً في بعضها البعض، بمعنى أن كل فيلم من أفلام عالم (MCU) يقدم قصة فرعية هي بمثابة حلقة تُكمل سلسلة الأحداث الممتدة وتتصل بشكل ما بالقصة العامة أو الرئيسية التي تدور حولها كل مرحلة من مراحله، وبالتالي فإن استبعاد أي فيلم من أفلام مارفل السابقة سوف يؤثر بدرجة ما على فهم سياق الأحداث، لعل الرابط الأبرز بين أفلام المراحل الثالثة الأولى كان الأحجار الأبدية Infinity Stones والتي كانت بالفعل محور أحداث الفيلمين الأضخم Avengers: Infinity War وAvengers: Endgame.
الأمور جرت بصورة مُعاكسة بالنسبة لأفلام عالم DC السينمائي الذي انصب تركيز صُنّاعه على تقديم أكبر عدد ممكن من شخصيات القصص المصورة الشهيرة من خلال أقل عدد من الأفلام، ولم يقابل ذلك اهتمام مماثل ببناء الحبكات وتطويرها، تجلت تلك المشكلة في الفيلم الثاني Batman v Superman: Dawn of Justice وتكررت وتفاقمت بالفيلم الثالث Suicide Squad، وفي محاولة لتدارك الأثر السلبي لهذين الفيلمين كان التركيز في المرحلة التالية على تقديم مجموعة أفلام منفردة لأبرز شخصياتها مثل فيلم Wonder Woman وفيلم Aquaman وأخيراً فيلم Shazam، ورغم أن تلك الأفلام كانت أفضل بكثير مما سبقها إلا أنها خلت من أي عنصر مؤثر يربط بين أحداثهم.
المُضي وفق خطة محددة
استغرقت شركة مارفل فترة طويلة في الإعداد لعالمها السينمائي قبل أن تبدأ العمل عليه فعلياً، ويُشاع بأن كان من المفترض أن تكون البداية من خلال فيلم Doctor Strange، ولكن بعد وضع الخطوط العريضة لمسار أحداث العالم السينمائي ككل تم استبداله بفيلم Iron Man الذي صدر في عام 2008 بينما تم تأجيل فيلم Doctor Strange للمرحلة الثالثة ليصبح الفيلم رقم 14 ضمن تسلسل إصدارات (MCU) وعُرض في عام 2016.
يتضح مما سبق أن عالم مارفل يمتلك خطةً محددةً وهدفاً واضحاً يمضي باتجاهه بخطى ثابتة، بينما تبدو الأمور عشوائية على الجانب الآخر الخاص بعالم DC ودليل ذلك هو التعديل الدائم في خططها المستقبلية والتغيير المتكرر في ترتيب عرض أفلامها، كما أنها أضافت بعض الأفلام إلى جدولها بصورة مفاجئة مثال ذلك فيلم Birds of Prey الذي عُرض مؤخراً والذي كان محاولة لاستثمار النجاح الذي حققته مارجوت روبي من خلال تجسيدها لشخصية هارلي كوين في فيلم Suicide Squad، أما الدليل الأكبر على عشوائية هذا العالم السينمائي هو إدخال تعديلات جذرية بسيناريوهات بعض أفلامه خلال تصويرها مثلما حدث في فيلم Justice League بعد استبعاد مخرجه زاك سنايدر.
بين صناعة النجم واستغلاله
هناك عدة استراتيجيات تسويقية تتبع في عالم صناعة السينما والترفيه، أبرزهما استراتيجية صناعة النجم وهي الأكثر تعقيداً ولكنها تضمن نجاحاً أكبر وأكثر استمرارية، أما الثانية -والطريق الأسهل- فهي استغلال النجم الذي يمتلك شعبية كبيرة بالفعل، ويمكن القول بأن مارفل اعتمدت في بناء العالم السينمائي الخاص بها على الاستراتيجية الأولى في حين اتبعت شركة وارنر بروس على الأسلوب الثاني لدعم عالم دي سي السينمائي.
أخلصت مارفل للقصة في المقام الأول -كما أشرنا سابقاً- وبالتالي كانت تقدم الشخصيات التي تخدم تلك القصة والتي يعتبر تواجدها ضرورة لدفع أحداثها للأمام بغض النظر عن مستوى شهرتها في عالم الكوميكس، لكن مع توالي الأفلام اكتسبت تلك الشخصيات شهرة عالمية لدرجة يمكن معها القول بأن أفلام (MCU) ساهمت في مضاعفة مبيعات القصص المصورة الخاصة ببعض الشخصيات، أما شركة DC فقد أرادت الرهان على الأحصنة السوداء من البداية وكان هدفها تقديم أشهر شخصيات القصص المصورة المملوكة لها على الشاشة حتى لو تم إقحامهم بالأحداث بصورة غير مبررة، والمثال الأبرز لذلك هو الظهور الباهت لشخصيتي فلاش وأكوامان في فيلم Batman v Superman دون تمهيد، والأمر نفسه ينطبق على الجوكر في فيلم Suicide Squad، وتكرر الأمر للمرة الثالثة حين تعجلت بإعادة شخصية سوبرمان للأحداث في فيلم Justice League رغم عدم وجود ضرورة تُحتم ذلك.
يمكن القول بأن الاستراتيجية التي اتبعها عالم DC كانت السبب الرئيسي فيما شهده من إخفاقات سابقة وما سوف يتكبده من خسائر في المستقبل، فالإصرار على إقحام بعض الشخصيات إلى الأحداث دون داعٍ تسبب في تفكك الحبكة وإثقال أفلامها بما لا تتحمله، فضلاً عن إحراقها لعدة كروت رابحة خلال السنوات الأولى لإطلاق عالمها، وهي الآن مهددة باستبعاد أشهر شخصيتين في عالم الكوميكس من عالمها السينمائي وهما باتمان بعد قرار بين أفليك بالتخلي عن المشاريع القادمة بالإضافة إلى سوبرمان نظراً لأن هناك علامات استفهام عديدة تحيط بموقف الممثل هنري كافيل من مشاريع عالم DC المُقبلة.
شاهد إعلان جديد لفيلم Black Widow من مارفل
دي سي على خُطى مارفل!
لنكن واضحين وصادقين علينا الإقرار بأن فكرة العالم السينمائي لم تكن ضمن خطط شركتي وارنر بروس ودي سي ولكنها اتجهت إليها عقب إطلاق مارفل لعالمها السينمائي والنجاح المتكرر لأفلامها الأولى، فلحقت بها دي سي بعد 5 سنوات واستهلت عالمها بفيلم Man of Steel في عام 2013، لكن المشكلة أن دي سي كان لديها رغبة قوية ومُلحة في اللحاق بمنافستها الأولى والوحيدة رغم تقدمها عليها بخمس سنوات وستة أفلام!
تعجلت DC في الجمع بين أبطالها البارزين في أفلامها فضمت “باتمان، سوبرمان، ووندر ومان” معاً في فيلم Batman v Superman، ثم أسرعت بإضافة “سايبورج، فلاش، أكوامان” إليهم في فيلم Justice League كما قدمت أحد أشرارها الكونيين وهو ستيبن وولف في من خلال نفس الفيلم، وكان الغاية الوحيدة من ذلك هو تقديم عمل يماثل فيلم The Avengers، لكن النتيجة بطبيعة الحال كانت مخيبة للآمال نظراً لأنها قفزت إلى مرحلة الذروة دون المرور بالمراحل التمهيدية اللازمة والضرورية.
في الختام يمكن القول بشكل قاطع أن الشركة المنتجة لأفلام عالم DC قد ارتكبت العديد من الأخطاء الفادحة التي كانت سبباً مباشراً في سلسلة الإخفاقات التي تعرضت لها أفلامها خاصة الأولى، بينما كان عالم مارفل السينمائي يمضى بخطى ثابتة وفق خطة واضحة وهو ما ضمن له النجاح والتفوق المستحقَّين، لكن تجدر بنا الإشارة إلى أن القائمون على عالم دي سي بالفترة الأخيرة يبذلون جهداً مضنياً للعودة به إلى المسار الصحيح وهو الأمر الذي تحقق نسبياً بالسنوات، ولا يسعنا سوى انتظار الجولة التالية بين العالمين لمعرفة إن كانت تلك الجهود قد أتت ثمارها أم أن وقت التراجع قد مضى؟!
كابتن أمريكا يعود لعالم مارفل بمسلسل The Falcon and the Winter Soldier لكن بشكل مختلف!
أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية
بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك
عبَّر عن رأيك
إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.