الفارق بين Tomorrowland وأفلام نهاية العالم الأخرى
5 د
يتطور هاجس الموت لدى البشر منذ الولادة، يحاولون تجاهله، ولكنه يظل في مؤخرة الرأس يطل ليخيفهم من آن لآخر عندما يشاهدونه يختطف أحد أحبائهم على حين غرة، ولكن ماذا عن موت الأرض ونهاية عالمنا؟ أليس هو الموت الأهم والأعظم؟
في الحقيقة نهاية العالم تحتل ايضاً مساحة كبيرة في ذهن الكثيرون، فإنذارات العلماء تتوالى، لتنبئنا أن سلوك الإنسان المزري في تعامله مع كوكبه ستكون نتائجها وخيمة لا محالة، وقد ظهرت تأثيرات هذه الإنذارات في العديد من الأعمال الأدبية، والأفلام السينمائية بطبيعة الحال، ليكون لدينا سلسلة طويلة من أفلام نهاية العالم، ليس آخرها Tomorrowland العمل الذي أطل من خلاله جورج كلوني على جمهوره هذا العام، والذي يعرض فكرة جديدة حول نهاية كوكبنا الأزرق الحزين.
وهنا سنستعرض أفلام نهاية العالم بأنواعها المختلفة والفارق بينها وبين فيلم Tomorrowland.
النوع الأول: الطبيعة عندما تتمرد على الإنسان
تتحمل الطبيعة الكثير من الأذى الإنساني، فنحن نغمرها بالتلوث، نجرف الغابات، نقطع الأشجار، ونلقي فضلاتنا في البحار، نعاملها كالطفل الذي يشاكس أمه ويضايقها لأنه يعلم أنها لن تتخلى عنه في يوم من الأيام.
ولكن المؤلفون قدروا أن حلم الطبيعة علينا له نهاية، وفي هذه الحالة غضبها سيكون قاسياً للغاية، قد تكون السبب في فناء الجنس البشري، ورأينا هذا في أفلام مثل 2012 عندما قررت المياه إغراق الأرض بمن عليها، أو Interstellar الذي تمردت الأتربة والغبار على البشر وقررت أن تغمر كل شيء وتنهي البشرية مختنقة، أو The Day After Tomorrow الذي تخيل مؤلفوه حدوث عصر جليدي جديد عندما تأتي عاصفة ثلجية لتغمر الأرض، وكيف سيتعامل معها البشر.
النوع الثاني: الحيوانات الغاضبة
غلطة بشرية أخرى قد تنهي حياتنا على الكرة الأرضية، وهي أسلوب التعامل القاسي مع الحيوانات، شركائنا في الكوكب، الذين نغفل عنهم أغلب الوقت إن لم نؤذيهم بطريقة أو بأخرى، أو على الأقل بتخريب الكوكب الذي يعيشون عليه معنا.
هناك العديد من الأفلام التي تناولت الحيوانات المتمردة التي تقرر التخلص من البشر المزعجين، لتمسك هي زمام الأمور، ومنها Rise of the Planet of the Apes عندما غضبت القرود، و Reign of Fire حيث العدو هذه المرة قادم من عالم الأساطير القديمة على هيئة تنين ينفث النار لينهي الحياة.
النوع الثالث: الحرب النووية
من أوائل الأفلام التي نبهت لخطوة الحرب النووية واحتمالية أن تكون السبب في نهاية العالم الفيلم الكوميدي Dr. Strangelove or: How I Learned to Stop Worrying and Love the Bomb رائعة المخرج ستانلي كيوبريك وبطولة بيتر سيليرز عام 1964 والذي تناول بشكل كوميدي الصراع الأزلي ما بين أمريكا وروسيا، ومثال آخر على هذه الأفلام Miracle Mile والذي تدور أحداثه حول شاب يعلم أن الحرب النووية بدأت ومدينته سينتهي أمرها بعد سبعون دقيقة.
النوع الرابع: الروبوتات التي تخرج عن السيطرة
من ينسى أفلام The Terminator الشهيرة عندما تمردت الروبوتات على صانعيها وقررت أن تتسلم مقاليد الأمور وتدير هي الكرة الأرضية ويصبح الإنسان على هامش الحياة وتابع آخر، فكرة أن يفقد الإنسان سيطرته على الكوكب مرعبة للغاية له، بعدما تعود السيادة على باقي المخلوقات، ومن هذه الأفلام أيضاً I, Robot من انتاج عام 2004.
النوع الخامس: الأمراض الغامضة
على الرغم من قوة وهيمنة الإنسان على الكرة الأرضية، إلا إنه في غاية الضعف أمام مجرد فيروس أو ميكروب لا يٌرى بالعين المجردة، ووعيه ورعبه من هذه الحقيقة كان الوقود لعدد من الأفلام التي دارت أحداثها حول نهاية العالم بسبب مرض غامض لا شفاء له، ومن أشهر هذه الأفلام Twelve Monkeys الذي تدور احداثه في المستقبل حيث ظهر مرض لا شفاء له، ويتم العودة للماضي لمعرفة المزيد عن بداياته، ومنها أيضاً Outbreak الذي تم انتاجه عام 1995 وكان من بطولة داستن هوفمان وتدور احداثه حول فيروس نزفي يهاجم البشر والحيوانات.
النوع السادس: الكائنات الفضائية
هل نحن وحيدون في هذا الكون الشاسع؟ سؤال لم يتم الإجابة عليه بعد في الحقيقة، ولكن في عالم السينما كانت هناك الكثير من الإجابات، فهناك أفلام عن الكائنات الفضائية الطيبة التي تتعايش مع الأرضيون مثل E.T ولكن هناك على الجانب الاخر كائنات أخرى تأتي للأرض وهي تبغي نهايتها، ومن هذه الأفلام Independence Day حيث قررت هذه الكائنات احتلال الأرض والتخلص من سكانها المزعجون وهو من انتاج 1996، و War of the Worlds من انتاج 2005.
Tomorrowland وفي المعرفة الطريق للهلاك
واحد من أمتع أفلام 2015 والذي تدور أحداثه في إطار من الخيال العلمي والمغامرة مع لمسة كوميدية بسيطة، ولكنه يعرض وجهة نظر جديدة لنهاية العالم، حيث توشك الكرة الأرضية على الفناء، ولا يدري بهذه الحقيقة سوى فرانك والكر “جورج كلوني” العبقري الذي يمتلك الكثير من الأسرار، ولكن السبب هذه المرة هو المعرفة.
فبدون حرق الكثير من الأحداث وإفساد الفيلم على من لم يشاهده، كان سبب الأزمة التي كادت أن تنهي حياة الأرض ما نعيشه الآن من واقع، فكل يوم يطل علينا العلماء يخبروننا أن الأرض مصيرها الفناء، والتلوث زاد بمعدلات خطرة، والمياه أصبحت ملوثة وكذلك الطعام، فماذا كان رد الفعل الإنساني، للأسف هذه التحذيرات اليائسة لم توقظ الإنسان من غفوته وتنبه إلى ما يفعله، بل تصيبه بنوع من اليأس تجعله يوغل فيما هو فاعل، يتعامى عن مصيره ولكن ينتظره في آن واحد.
المعرفة هنا لم تكن الطريق للإصلاح، بل شعور الإنسان أن كوكبه فسد لدرجة إنه لم يعد هناك خط للرجعة، جعل كل الحلول متساوية لذلك قرر أن يعيش بما يريحه أيا كانت العواقب.
في النهاية سواء بقينا على قيد الحياة حتى شاهدنا نهاية كوكب الأرض أم لا، فكل فعل نقوم به يؤثر عليها وعلى الأجيال القادمة، لذلك ربما كانت هذه الأفلام صرخات تحذيرية من نوع آخر، تعرف الإنسان نتيجة أفعاله.
أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية
بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك
عبَّر عن رأيك
إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.
تعجبني أفلام ما بعد الكارثة post apocalybtic و كيف تتفكك المجتمعات و إنتشار العصابات و قطاع الطرق و محاولات إحياء الحضارة من جديد
أشكرك 🙂
مقال رائع منك كالعادة 😉