روايات السفر عبر الزمن الأكثر مبيعًا على منصة أمازون خلال 2020

ما رأيك في التعرف على قائمة روايات السفر عبر الزمن الأكثر مبيعًا خلال 2020 حصرًا؟ تعد فكرة السفر عبر الزمن أحد أكثر الأفكار مداعبة لخيال الإنسان وأمانيه في كل العصور، ويظل أثرها واضحًا في كل الفنون، برغم من تقليدية الفكرة واستهلاكها المستمر إلا أنها ظلت جذابة وخلاقة في أذهان الكثير من الفنانين.

قد ترجع جاذبية فكرة السفر عبر الزمن إلى تلك الرغبة الدفينة لدى الإنسان أن يكون إلهًا أو شبه إلهًا، وأن يفرض سلطته المطلقة على جميع مسارات الحياة، خاصة تلك المسارات التي ليست بين يديه، كالماضي الذي يمكن تصحيحه، أو كالمستقبل الذي يمكن تشكيله، حتى يتسنى للإنسان التحكم الكامل في كل شيء.
اقرأ أيضًا:

بين الجمود والتجديد: هكذا تصارعت الأفكار عبر التاريخ الإنساني

بالطبع لم يستطع العلم الوصول إلى تفسير متقن تمامًا لفانتازيا فكرة السفر عبر الزمن، إلا أن الفكرة كانت قديمة جدًا، ولن نبالغ إذا زعمنا أنها نشأت في ذهن الإنسان منذ عرف الندم على ماضيه، أو الخوف على مستقبله، ثم توالت الفكرة في الظهور في الحكايات الخيالية والشعبية، حتى ظهرت لأول مرة على يد الكاتب الأسباني Enrique Gaspar – إنريك غاسبار في روايته El Anacronópete والتي يمكن ترجمتها بمعنى الطيران للخلف عبر الزمن، كان ذلك قبل ثماني سنوات من ظهور رواية ج. هـ. ويلز الأكثر شهرة وتفردًا آلة الزمن.

توالت الروايات التي تستند على فكرة السفر عبر الزمن، لكن الطفرة الكبرى في التعامل مع السفر عبر الزمن كان بظهور السينما، فنلاحظ أن الفكرة كانت جذابة جدًا لصناع السينما الأوائل، فمثلًا في عام 1921 ظهر أول فيلم للسفر عبر الزمن بعنوان A Connecticut Yankee in King Arthur’s Court والذي كان مأخوذًا عن رواية للكاتب الأمريكي مارك توين بنفس العنوان.

لا يمكن الإنكار أن السينما أفادت كثيرًا من فكرة السفر عبر الزمن، وأن السينما بدورها أثرت في الفكرة، وقدمت لها أبعادًا أكثر بكثير كلما تطورت التقنيات السينمائية الجبارة، حتى انتقلت الفكرة من طور الفانتازيا إلى طور الفكرة العادية، التي لا ينقصها سوى التحقق فعلًا.

اقرأ أيضًا:

أفضل أفلام فانتازيا في عام 2020: قائمة جمعت بين الخيال والسحر والمغامرات

وفي هذا العام، المليء بالتوتر والقلق، كان الإقبال على قراءة أفضل روايات السفر عبر الزمن ملحوظًا على منصة أمازون. في هذا التقرير نستعرض تلك الروايات الأكثر مبيعًا لهذا العام، (حتى وقت كتابة التقرير).

تجمع رواية The midnight Library – مكتبة منتصف الليل، والتي صدرت في سبتمبر من هذا العام، بين فكرتي السفر عبر الزمن والأكوان المتعددة، حيث تحكي عن مكتبة تقع في ما مكان خارج حافة الكون، تحتوي على عدد لا متناهي من الكتب. أحد تلك الكتب يحكي قصة حياتك كما هي بالفعل، وبقية الكتب تعرض قصصًا أخرى لحيوات لم تعشها لكن كان من الممكن أن تعيشها لو اتخذت قرارات مختلفة أو مسارات غير التي سرت فيها، في أي مرحلة من حياتك.

تجد Nora Seed، بطلة الرواية، نفسها في مواجهة أسئلة من قبيل ماذا كان يمكن أن يحدث؟ ومدى إمكانية تغيير حياتها وتشكيلها كما تريد وتحقيق حلمها في أن تصبح عالمة جليدية. لكنها تجد نفسها في حيرة شديدة بين ما كان وما يجب أن تختاره.

رواية مكتبة منتصف الليل هي من تأليف الكاتب الإنجليزي مات هيج. يكتب هيج كتبًا موجهة للأطفال والكبار، وغالبًا ما يمزج عوالم الواقع المحلي والخيال الصريح، مع لمسة غريبة، وصفت صحيفة الغارديان كتاباته بأنها “غريبة بشكل مبهج” ووصفته صحيفة نيويورك تايمز بأنه “روائي ذو موهبة عظيمة”، حصل على العديد من الجوائز، وترجمت رواياته إلى 28 لغة على مستوى العالم.

في أحد الأيام يلتقي ميليساندي ستوكتس، الخبير في اللغات واللغويات، عن طريق المصادفة خبير الاستخبارات العسكرية تريستان لويز، في أحد ممرات جامعة هارفارد، لتبدأ حينها سلسة من الأحداث التي ستغير حياة الرجلين، بل وتاريخ البشرية كاملة.

تجمع هذه الرواية بين سلسلة كبيرة من التشويق والغموض والسحر والمكائد والخيال العلمي والتاريخ والنظريات التي تشكك في أسس بناء العالم الحديث. يحتاج تريستان إلى ميليساندي لترجمة بعض الوثائق التاريخية، القديمة جدًا، وشديدة الخطورة والسرية، والتي تتعلق بأسرار السحر وممارسيه، حيث يتقدم له بعرض مغري، بشرط واحد: أن يوقع على اتفاقية عدم إفشاء أي سر سيعرفه وإلا سيكون الثمن حياته.

وهكذا فإن قسم العمليات الرقمية – D.O.D.O. – يتمكن من تحقيق مهمته الحقيقية: تطوير جهاز يمكنه إعادة السحر، وإرسال عملاء في الوقت المناسب لإبقائه فعالًا ومستمرًا، والتدخل في القليل من الأحداث التاريخية الرئيسية في نفس الوقت. لكن بينما يتقن تريستان في عمليته الموسعة العلم ويبني التكنولوجيا، فإنه يغفل الطبيعة العاطفية التي تتحكم دون وعي في قلب الإنسان وتؤثر على قرارات حياته.

صدرت هذه الرواية في عام 2017 كعمل مشترك بين الكتابين نيل ستيفنسون، ونيكولا جالاند. نيل ستيفنسون هو أحد الكتاب الأكثر مبيعًا في مجال أدب الخيال العلمي، روائي أمريكي يعيش في سياتل – نيويورك. أما نيكول جالاند فهي كاتبة شابة نالت استحسان النقاد في الكثير من المجالات، خصوصًا الخيال التاريخي، فقد صدرت لها عدة روايات تاريخية، حتى باتت متمكنة في ذلك النوع من الكتابة.

أما هذه الرواية، فهي العمل المشترك الأول بين الكاتبين، تتسم بالعبقرية والتعقيد والابتكار الذي يميز جميع أعمال نيل ستيفنسون ومغمورة بالدفء والفكاهة الواقعية لأسلوب نيكول غالاند في سرد ​​القصص، وسوف يصدر لها تكملة من جزء ثان في عام 2021.

ومن روايات السفر عبر الزمن الأكثر مبيعًا تأتي رواية The Sychology Of Time Travel – سيكلوجية السفر في الزمن، للكاتبة Kate Mascarenha – كيت ماسكارينهاس، والتي تدور أحداثها في منتصف الستينات، عندما كان العالم متوترًا ولم يتعافى بعد من آثار الحرب العالمية الثانية، عملت أربع عالمات على اختراع أول آلة للسفر عبر الزمن.

لكن لم تسر الأمور كما أرادت العالمات الأربع، فقبل ظهور الاختراع للعيان، يحدث انهيار مفاجئ لإحداهن مما يعرضهن -ومستقبل السفر عبر الزمن- للخطر. ولأجل إنقاذ الاختراع يتم نفي تلك العالمة خارج الفريق، بل ومحو مساهماتها من التاريخ تمامًا.

بعد نصف قرن، يصبح السفر عبر الزمن عملًا تجاريًا كبيرًا. تعرف روبي ريبيللو، البالغة من العمر عشرين عامًا، أن جدتها المحبوبة، الجدة “بي”، كانت واحدة من رائدات اختراع السفر عبر الزمن، على الرغم من أن لا أحد سيخبرها أكثر. لكن عندما تتلقى “بي” قصاصة صحفية غامضة من المستقبل تتحدث عن مقتل امرأة مجهولة الهوية، تصبح روبي مهووسة: هل يمكن أن تكون الجدة “بي”؟ من يريد موتها؟ والأهم من ذلك كله: هل يمكن وقف قتلها؟

تقدم رواية سيكلوجية السفر في الزمن صوتًا جديدًا ورائعًا في أدب الخيال العلمي، حيث يدمج بين تشويق الأدب الفانتازيا وألعابها وصوت الكتابة النسوية الجادة والطموحة. نشرت هذه الرواية عام 2018، للكاتبة كيت ماسكارينهاس، ذات الأصول المتعددة ما بين أيرلندا وسيشيل. درست كيت علم النفس التطبيقي، ثم أكملت الدكتوراه في الدراسات الأدبية.

عملت كيت ماسكارينهاس لبعض الوقت كمؤلفة إعلانات وصانعة دمى، ثم دخلت إلى الكتابة الروائية بروايتها سيكولوجية السفر في الزمن التي تنبئ عن قلم طموح يمزج بين القضايا الجادة والفناتازيا المبدعة.

رواية Oona Out of Order – أونا خارج الترتيب، هي الرواية الأحدث للكاتبة الأمريكية الأكثر شهرة ومبيعًا في أمريكا، Margarita Montimore – مارجريتا مونتمري، وتقع الرواية ضمن تصنيف روايات السفر عبر الزمن الأكثر مبيعًا خلال عام 2020 على منصة أمازون.

تحكي الرواية احتمالية حيوات أوونا المتعددة. ففي ليلة رأس السنة من العام 1982، كانت تقف أونا مع صديقها الحميم، تحت شجرة عيد الميلاد، منتظرة ان تدق الشاعة الثانية عشرة، لتقبله، وتتمنى لهما عامًا سعيدًا.

كانت أونا ستكمل عامها التاسع عشر في تلك الليلة، لكنها كانت محتارة جدًا، حيث تقف في منحى صعب في حياتها، بين أن تختار السفر إلى لندن لدراسة الاقتصاد، أو البقاء في بروكلين واتباع شغفها في تعلم الموسيقى مع صديقاتها.

مع الدقات الأخيرة للساعة الثانية عشر، يغمى على أونا، وعندما تستيقظ من إغمائتها تجد نفسها في منزل صيفي جميل، يستقبلها رجل غريب لكنه كريم، لكنها في عامها الـ 51 من العمر، أي بعد مرور اثنين وثلاثين سنة من ليلة رأس السنة تلك.

تكتشف أونا أنها ستقفز في العمر، للأمام والخلف، عشوائيًا مع بداية كل عام جديد، وهكذا تبدأ أونا لتخرج عن ترتيب حياتها الطبيعي، ولتواجه كل عام احتمالًا مختلفًا تمامًا، برغم أنها ما زالت من داخلها أونا الشابة، لكنها تتغير من الخارج باستمرار، لتظل أونا تتساءل، ونحن معها، عن طبيعة الحياة الحقيقية، وعن الجدوى من الاختيارات التي يشكل كل منها نسقًا مختلفًا تمامًا في شخوصنا.

مارجريتا مونتمري، روائية أمريكية، حصلت على ماستر في الكتابة الإبداعية من جامعة إيمرسون، ثم عملت بعد ذلك لأكثر من عقد في النشر ووسائل التواصل الاجتماعي قبل أن تقرر التركيز على حلمها بالتفرغ للكتابة. تكتب مارغريتا روايات راقية تميل إلى السباحة عكس السائد، وتغازل أشكالًا أكثر تجربية وغرائبية. إنها تحب كل الأشياء المظلمة والغريبة والسريالية، ولكنها أيضًا متفائلة، ومهووسة بثقافة البوب، لذلك يميل عملها إلى دمج كل هذه العناصر بدرجات متفاوتة.