تريند 🔥

🌙 رمضان 2024

طرق مثبتة علمياً لتعلم أي شيء بشكل أسرع

تهامة جلعود
تهامة جلعود

5 د

السعي نحو النجاح في جوانب متعددة من حياتنا - سواء في المجال الدراسي أو المهني - لا يعتمد فقط على العلوم والمعرفة التي نمتلكها حاليًا، بل على قدرتنا على استيعاب المزيد من المعلومات بسرعة وكفاءة. في هذا السياق، يبرز الفارق بين الأشخاص بناءً على سرعة استقاءهم للمعلومات وقدرتهم على استغلال الوقت بشكل أمثل للتعلم. فمن منا لا يرغب في أن يتقدم خطوة نحو الأمام؟ في هذا المقال، سنستكشف سويًا أبرز الطرق المدعومة علميًا التي تمكنك من تعزيز قدراتك التعليمية وتحسين استراتيجيات حفظ المعلومات.


قل ما تريد تذكره بصوت عالٍ

أظهرت دراسات بالمقارنة بين القراءة والتفكير أن الكلام الجهري آلية فعالة جداً لتحسين الذاكرة. ما تقوله بصوت عالٍ تذكره وتفهمه أكثر مما تردده بفكرك وبدون صوت. التعلم والذاكرة يستفيدان من المشاركة الفعالة أي عندما نقوم بربط الكلمة والمعلومة بإجراء تفاعليٍ أكثر فتنطبع في الذاكرة على المدى الأطول.


اعتمد الكتابة باليد وليس الكترونياً

على الرغم من أن في الكتابة السريعة على الكيبورد متعة ظريفة إلا أن دراسات أظهرت دور الكتابة باليد في التعلم أكثر. وعلى غرابة الأمر, إلا أن الكتابة باليد تحفز الفهم والتذكر. لعل الأمر يعود لكونك عندما تكتب بيدك تسعى لتسجيل معلوماتك على الورقة في نفس الوقت تعمل على التفكير باختيار الكلمات والتركيز فيها وتتعزز أكثر مع حركة يدك والكتابة.


قسم مهماتك

إذا ما كنت تعمل على عرض تقديمي أو بحث دراسي أو مقال جرب تقسيم المهمات التي أمامك بحيث تستعرضها وتراجعها دون تعجل. عندما تنتهي من مقالك اتركه وعد إليه بعد ساعة أو حتى يوم ثم راجعه مجدداً. ميزة أخرى يمكنك أن تضيفها وهي ربط المعلومات أياً يكن شكلها بصور أو رسوم غرافيك توضيحية للأفكار أو موسيقى. وإن كنت تحاول حفظ نص أو فهم نص وزع عملية الحفظ بعدة خطوات، يمكن أن تصاحبك الموسيقى أو الطعام مع القراءة بصوت عالٍ ليس للتذكر فقط بل للفهم كذلك.


اختبر نفسك كثيراً

عدد من الدراسات أكد على التأثير الكبير للاختبار الذاتي في تسريع عملية التعلم، فأنت عندما تراجع نفسك ومعلوماتك بشكل متكرر تعود في كل مرة تنسى بها معلومة أو جملة أو كلمة إلى مراجعتها ومن ثم تتثبت في ذاكرتك أكثر. عندما تقوم مثلاً بمراجعة عرضك التقديمي اسعى لتتدرب على طريقة تقديمك للمعلومات كذلك واطرح اسئلة على نفسك عن العرض وعن طريقة تقديم المعلومات وعن المعلومات نفسها. هل هذا كافٍ؟ كيف أطرح هذه الفكرة بشكل أفضل؟ كيف أتذكر مجموعة الأفكار أقدمها؟


غير الطريقة التي تدرب بها.

التكرار الكثير الذي تأمل منه إحداث تحسن في تعلمك لن يبعدك عن طريق التحسن السريع وحسب بل قد يقلل من مهارتك كذلك. فهو نسخ وتكرار لذات المعلومات بذات الطريقة. ما تحتاجه حقاً هو نسخة معدلة قليلاً من طريقتك. أي عليك التفكير بتقديم عرضك أو إلقاء خطابك متضمناً إجراءات جديدة وطريقة تقديم مختلفة في كل مرة تدرب بها. يؤكد البحث الجديد ل Johns Hopkins أن الذكريات المحفوظة لديك تتثبت بشكل أقوى عندما تُستعرض بطرق مختلفة وفي فترات متقطعة أيضاً.


تمرن باستمرار

ولا نقصد هنا تمرن على الإلقاء أو القراءة أو توزيع المهام بل التمرن الفيزيائي وممارسة الرياضة وهو من أكثر الطرق فعالية وأكثرها استخداماً في تحسين التركيز ورفع إنتاجية العمل. ينتج عن التدريب الرياضي زيادة في إفراز مادة كيميائية في الدماغ تسمى BDNF وهو اختصار ل (عامل التغذية العصبية الذي يفرزه الدماغ) وهو بروتين يدعم وظيفة خلايا الدماغ ونموها وبقائها على قيد الحياة. يمكنك أن تستنتج إذاً أن مع كل تمرين رياضي أنت تحفز دماغك وتغذيه ليحفظ أكثر.


حافظ على عدد ساعات نوم أكثر

اخلال النوم تحدث عملية تثبيت الذكريات والمعلومات ويقوم الدماغ بمراجعة ومعالجة كل ما كان قد تعرض له خلال النهار. وبالنوم نقصد أيضاً أنه حتى خلال القيلولة القصيرة والتي تتراوح بين الخمس دقائق حتى الساعة ونصف أنت تساعد دماغك على حفظ المعلومات. في تجربة بغرض اختبار قوة الذاكرة قام عدد من المشاركين بحفظ مجموعة من البطاقات المصورة ثم أخذوا استراحة لمدة 40 دقيقة. قامت مجموعة منهم باستغلالها في قيلولة وبقي الأخرون مستيقظين. عند الانتهاء طُلب منهم استذكار البطاقات. نجحت مجموعة المشاركين الذين ناموا في تذكر البطاقات مع بعض التفاصيل أكثر بكثير من الآخرين. كذلك الأمر لو عكسنا الآية، فالحرمان من النوم يمكنه التأثير على قدرتك في حفظ المعلومات في الذاكرة وتثبيت المعلومات الموجودة في الذاكرة قصيرة الأمد.


تعلم عدة مواضيع بالتسلسل

بدلاً من تعلم موضوع واحد أو القيام بمهمة واحدة يمكنك تعلم شيئان أو أكثر على التوالي. بعض المهام يمكن أن تتوازى من حيث القدرة على القيام بها في نفس الظروف كأن تتدرب على حفظ معلومات محاضرة ما بتكرارها وأنت تقوم بالرسم أو التصميم، أو كتابة مقال ما وأنت تستمع لمقاطع تعلم الإيطالية على اليوتيوب، أو تتدرب على إلقاء خطاب عن لغة الجسد في نفس الوقت تسجل ملاحظات لبحثك حول أفضل طرق التقديم. ويمكنك أن تعتمد التعلم التتابعي. أي أن يتبع تعلمك لحرفة ما تعلم شيء آخر مرتبط بها أو يقويها أو ينميها.


ابني على ما تعرفه

أينما وجدت فرصة لجمع مهارتين أو بناء معلومات جديدة على أخرى قديمة اسعى لاستغلال الأمر والربط بينهم. فعقلك كذلك يقوم تلقائياً بالبحث عن أي شيء ليربط به المعلومات الجديدة التي تريد تخزينها بشيء موجود لديه مسبقاً، فقم بتسهيل العملية عليه وأجد روابط ودلالات للمعلومات والمهارات التي تريد تعلمها وحفظها. ستسهل الأمر على ذاكرتك طويلة الأمد كذلك.


درّس شخصاً ما

ذو صلة

لا يغيب عن هذا المقال واحدة من أنجح الطرق للتعلم والتذكر على حد سواء. فكما يقال إن أفضل الطرق للتعلم هي التعليم. أنت تتدرب وتحفظ أكثر عندما تقوم بمراجعة المعلومات أمام شخص آخر حيث تنظم معلوماتك في هيكلية متماسكة وواضحة ومفهومة لك ويعمل عقلك هنا على تشكيلها في صورة تجعل عرضها سهل ومفهوم على المتلقي وهنا تكون أنت قد تمكنت من الفكرة بنفسك. هذه الآلية تضمن لك أن تنظر للعملية أو المهمة من زاوية جديدة ومختلفة، فترى صورة أشمل لما يجب أن يكون عليه الأمر. فإن كانت معلومات دراسية فإنك تتمكن من فهمها أعمق وإن كان تقديم عرض أو بحث فأنت تصحح وتملئ الثغرات بشكل أكمل.

أياً يكن ما تقوم به أو تحاول تذكره أو تعلمه قم باختبار طرق كثيرة دوماً وأعتمد ما يريحك ويناسبك. ولا تتوقف عند طريق واحد. قم بتجريب هذه الطرق جميعها ودون الملاحظات حولها. أنت تحقق أكثر من تعلم سريع وذاكرة قوية وجسم صحي بل وأنت تحضر نفسك لتطوير نفسك من كل النواحي وتستقبل كل التحديات بقدرات هائلة.

أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية

بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك

عبَّر عن رأيك

إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.

ذو صلة