تريند 🔥

🌙 رمضان 2024

التحرش في الجامعة: 9 أمور كفيلة بتلقين المتحرش درساً لن ينساه

التحرش في الجامعة
داليا عبد الكريم
داليا عبد الكريم

6 د

من المؤكد أنّك سمعت مؤخراً عن العديد من حوادث التحرش في الجامعات، مما قد يجعلك تخشين الجامعة أو تتوجسين من الاحتكاك بزملائك، لذا دعيني أذكّرك أن الرجال ليسوا جميعهم كهؤلاء وأنّك ستقابلين بعضاً من خيرة الأصدقاء في الجامعة، لكن إن حصل وتعرضت لموقف مشابه، فأنت قادرةٌ تماماً على التصدّي للأمر.

إن كنت عانيتِ يوماً من التحرش في الجامعة، فلا تشعري بذنبٍ أو تحملي نفسك المسؤولية. خذي نفساً عميقاً وأبعدي عقدة الذنب عنك، لأن التعرض للتحرش الجنسي في الجامعة أو الشارع، ليس سببه أنت أو لباسك أو تصرفاتك، بل مرضٌ نفسي لدى الشخص المتحرش.

وعلى طول المقال سنستعرض لك 9 طرقٍ لردع المتحرش، لكن أولاً دعينا نفهم سبب تصرف المتحرش.


كيف يصبح الشخص متحرشاً؟

يؤكد بعض علماء النفس، أن التحرش سببه اضطراب سلوكي يساعد في تعزيزه لدى الشخص المتحرش قوانين المجتمع والأعراف السائدة فيه، بينما يرجع البعض سبب التحرش الجنسي إلى سوء وخلل في عملية التربية، وعدم الاهتمام بالأبناء وتفضيل الذكور على الإناث، ومنحهم كامل الحصانة والقوة على حساب الطرف الآخر.

وربما يكون السبب في دفع شخصٍ ليصبح متحرشاً، مزيجاً بين السببين السابقين، ما يقود إلى نتيجةٍ واحدة على الفتيات إدراكها جيداً، وهي أن فعل التحرش أمر سببه المتحرش ذاته، لا الفتاة لأنّها لو كانت محجبة أو ترتدي ملابس مكشوفة ستتعرض لهذا الفعل في الجامعة أو السوق أو الشارع.


التحرش في الجامعة

كيف تتعاملين مع متحرش الجامعة؟

إن أولى وأهم استراتيجيات التعامل مع التحرش بشكلٍ عام، بما فيه متحرش الجامعة، يكمن في امتلاك الفتاة لشخصيةٍ قوية منفتحةٍ منطلقةٍ لا تخشى المطالبة بحقوقها وفرض حدودها على من هم حولها، لذا على الأهل التنبّه جيداً لهذه الناحية ودعم طفلاتهن بالقوّة وتعزيزها لديهنّ منذ المراحل العمرية المبكرة من خلال التربية الصحيحة التي لا تقوم على التمييز بينها وبين شقيقها الذكر.

كذلك صديقتي الجميلة، إن كنت تبحثين عن وسائل للتعامل مع متحرش الجامعة، أو متحرش العمل، تعالي نأخذ من وقتك قليلاً لقراءة هذه السطور:


تجنّب التواجد معه في مكانٍ مغلق

سواءً كان التحرش من قبل أستاذك الجامعي، أو زميلك في الجامعة، ستدركين الأمر من تصرّفاته تجاهك، لذا عليك الابتعاد بشكلٍ كامل عن التواجد معه في الأمكنة المغلقة بعيداً عن الأعين، خصوصاً إذا كانت بنيته الجسدية أقوى من بنيتك الجسدية.


تعلّم حركات الدفاع عن النفس

هناك العديد من حركات وخطوات الدفاع عن النفس، تستطيعين تعلّمها في النوادي الخاصة أو حتى من خلال الإنترنت، فلا تترددي أبداً بتخصيص جزءٍ من وقتك لها، كي تستطيعي تلقين الشخص الذي يمارس التحرش الجنسي درساً لا ينساه، بإمكانك كذلك وضع رذاذ الفلفل في حقيبتك لوقت حاجة.


عبّري عن نفسك بوضوح

متحرّش الجامعة سيكون شخصاً ضعيفاً، تأكّدي من ذلك هو يغذّي قوته من ضعفك، لذا لا تظهري ضعفاً أبداً بالتعامل معه، أخبريه بوضوح من انزعاجك من تصرفاته، وأخبريه أنّ ما يقوم به يعتبر أحد أشكال التحرّش الجنسي، واطلبي إليه أن يغيّر من سلوكه هذا، وإن لم يقتنع تستطيعين تقديم شكوى ضده.


الحصول على دليل

إن أرسل لك متحرش الجامعة، سواءً كان زميلك أو أستاذك الجامعي، رسائل نصية أو بريداً إلكترونياً، احتفظي به لتستخدميه كدليلٍ ضده، في حال اتخذتِ قراراً بتقديم شكوى ضده، أو حتى التهديد بفضحه.


تقديم شكوى

لا تترددي مطلقاً بتقديم شكوى ضد متحرش الجامعة، سواءً إلى إدارة الجامعة، أو حتى إلى قسم الشرطة إن كنت تعيشين في بلدٍ تدعم قوانينه النساء ضد التحرش الجنسي.


افضحي المتحرش

لا تخشي أبداً من فضح المتحرش، إنها أهم استراتيجيات التعامل معه، وهي تتيح لعددٍ كبيرٍ من الفتيات حماية أنفسهنّ منه، كما تشجع الفتيات على التحدث عن تجاربهنّ مع التحرش وتدعمهنّ لفضح كافة أشكال التحرش الجنسي التي يتعرضنّ لها، سواءً في الجامعة أو الشارع أو العمل.


أخبري أهلك وأصدقائك

من المهم جداً أن تخبري أشخاصاً تثقين بهم، أنك تتعرّضين إلى أحد أشكال التحرش، فتأخذي النصيحة بكيفية التعامل مع الأمر، وتحصلي على الدعم الكافي لمواجهة التحرش الجنسي.


تجاهليه

أحياناً من المهم جداً تجاهل المتحرش وإشعاره أنّه يتم تجاهله عمداً، كما من المهم جداً عدم منحه أيّ معلوماتٍ عن حياتك مهما كانت صغيرة، لأنّه قد يجد ثغرةً ما لابتزازك.


قومي بحظره في وسائل التواصل الاجتماعي

حاولي الابتعاد عنه ما أمكن، حتى في صفحات السوشيال ميديا وكافة حسابات مواقع التواصل التي تمتلكينها، لا تسمحي بأن يكون المتحرش موجوداً فيها، لأنه سيزيد من عملية التحرش الجنسي التي يتبعها، وستساعدينه في كشف خصوصياتك خصوصاً إن كنت ممن يمتلكن نشاطاً كبيراً على وسائل التواصل الاجتماعي.


مواجهة التحرش الجنسي في الجامعة

كيف تتعاملين مع أستاذك الجامعي إن كان متحرشاً؟

للأسف فإنّ عدداً لا بأس به من الأساتذة الجامعيين، يستغلّون مناصبهم التربوية التعليمية، لممارسة التحرش على الفتيات، وابتزازهنّ في الامتحانات للحصول على مرادهم، لذا من المهم جداً على الطالبات عدم التساهل مع هذا الأمر، وعدم تجاهله مهما خشين من النتيجة.

في البداية على الطالبة العثور على دليلٍ يؤكّد قيام الأستاذ الجامعي بعملية التحرش الجنسي بها، من الممكن أن تكون رسالةً نصيّةً أو بريداً إلكترونياً أو تسجيلاً صوتياً مثلاً. الخطوة الثانية تقديم شكوى لإدارة الجامعة، وإن لم تتخذ الجامعة أي إجراءات، بالإمكان التهديد بفضح القصة في وسائل الإعلام أو السوشيال ميديا، ما يعرّض سمعة الجامعة للخطر فتضطر للقيام بفعل ما تجاه المتحرّش.


أشكال التحرش الجنسي

التحرش يأخذ أشكالاً عديدة، حتى “التلطيش” في الشارع يعتبر أحد أشكاله، ومنها:

  • التحديق بشكلٍ غير لائق، للفتاة أو لأي جزءٍ في جسدها.
  • إيماءات الوجه، مثل العض على الشفتين، الغمز، وفتح الفم.
  • الأصوات ذات الإيحاءات الجنسية، مثل الصفير، التلطيش، الهمس بالقرب من الأذن.
  • إلقاء النكات الجنسية، أو إبداء ملاحظات جنسية عن جزءٍ في جسدك.
  • الملاحقة، أي تجدينه في كل مكان تذهبين إليه تقريباً، ما يُخرج الأمر عن كونه صدفةً عابرة.
  • الابتزاز، خصوصاً إن كان مديرك أو أستاذك الجامعي، فإن المتحرّش سيبتزّك بطريقةٍ جنسية.
  • اللمس، كأن يلمس جسدك بطريقةٍ مقصودة، ثم يخبرك أنه لم يقصد ذلك، ليعلم ردة فعلك.

وهناك الكثير من أشكال التحرش الجنسي التي يمارسها المتحرّش، والتي ليس من الصعب على الفتاة اكتشافها، فهناك دائماً إحساسٌ داخلي بعدم الشعور بالارتياح لدى وجود هذا الشخص، أقصد المتحرش، ولا بدّ أنه شعورٌ جرّبته غالبيّتنا سواءً في الجامعة أو العمل أو الشارع.


قصة متحرش الجامعة الأميركية

للتأكيد على أهمية فضح المتحرش وكافّة أفعال التحرّش الجنسي في الجامعات، لنعد بالذاكرة قليلاً إلى العام 2020 الفائت، حين أقدمت عددٌ من الفتيات على تقديم شكوى ضد ما بات يعرف باسم متحرش الجامعة الأمريكية، أحمد بسام ذكي، والذي تمت إدانته والحكم عليه بالسجن ثلاث سنوات، بعد أن تعرّض بأفعال التحرش الجنسي لعددٍ من الفتيات في الجامعة بدولة مصر في الفترة ما بين 2016 وحتى 2020 حين تم افتضاح أمره.

ذو صلة

قصة متحرش الجامعة الأمريكية، التي تحولت لقضية رأيٍ عام، وانتشرت أخبارها في كافة الدول العربية، وما رافقها من تأييدٍ لموقف الفتيات اللواتي قدمنّ شكوى ولومٍ كبير وإدانة للمتحرش، يعكس بوضوح أهمية أن تكون الفتاة قوية وشجاعة، لتفضح المتحرش وتلقنّه درساً لن ينساه أبداً.

أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية

بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك

عبَّر عن رأيك

إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.

ذو صلة