4 مؤشرات تثبت لك أن الطالب الصغير يحتاج دروساً خصوصية
هل يحتاج أطفالي في المرحلة الابتدائية دروساً خصوصية في المنزل، سؤال يؤرّق الأهل، خصوصاً أولئك المنشغلون بمتطلبات الحياة القاسية، ولا يجدون الوقت الكافي لتدريس أطفالهم، فيفكّرون بالحصول على مساعدة مدرّسٍ خاص، لتعويض غيابهم من جهة، وضمان حصول أطفالهم على قدرٍ جيّدٍ من التعليم من جهة ثانية.
متى يحتاج طالب المرحلة الابتدائية إلى الدروس الخصوصية؟
هناك العديد من المؤشرات لحاجة الأبناء للدروس الخصوصية التي على الأهل الانتباه لها، وعلى أساسها يتم اتخاذ قرار إعطاء أطفالهم الصغار الدروس الخصوصية وهي:
صعوبات التعلم
السبب الرئيسي في صعوبات التعلم لدى الأطفال، يكمن في عوامل وراثية أو بيولوجية عصبية، تؤثر على الدماغ وتؤدي إلى صعوبات كثيرة يواجهها الطالب الصغير في القراءة والكتابة والعمليات الحسابية، التي تعتبر أساس المرحلة التعليمية المبكرة.
اكتشاف معاناة الطفل من صعوبات التعلم، ليس صعباً، فغالباً الطفل من خلالها يعاني من خلل في الكتابة أو عسر القراءة، أو عدم القدرة على إجراء العمليات الحسابية، ومتابعة الدروس مع أقرانه داخل القاعدة الدراسية في المدرسة.
الطفل الذي يواجه هذه المشكلة، يحتاج إلى الدروس الخصوصية في المنزل، لمتابعة ما فاته في المدرسة، ومساعدته ما أمكن على التعلّم، لذا لا تترددي صديقتي الأم باستشارة مختصٍ نفسي، ومساعدة طفلك بمنحه الدروس الخصوصية في المنزل.
عدم التركيز
يغلب على الأطفال طابع اللعب في مراحلهم العمرية الأولى، وفي حال انتقل الطفل إلى المدرسة مباشرةً دون أن يمر بمرحلة الروضة، فإنه سيعاني بشكلٍ أكبر في موضوع التركيز داخل القاعة الصفية والتفاعل مع المعلمة، فذهنه مشغولٌ باللعب غالباً، ربما يمضي الأمر بعد عدة أيام وربما يستمر كذلك، ما يعني حاجته إلى مدرسٍ خصوصي في المنزل لمتابعة ما فاته من جهة، وتعويده على التركيز العالي تحت إشراف الأهل من جهة ثانية.
ذوي الاحتياجات الخاصة
من الممكن أن يحتاج بعض الطلاب من ذوي الاحتياجات الخاصة، إلى الدروس الخصوصية في المنزل، وهذا عائدٌ إلى طبيعة الطفل والمشكلة التي يعاني منها.
ضعف في مادة ما
ربما تكون حاجة الطالب إلى الدروس الخصوصية لمادة واحدة فقط أو اثنتين أو أكثر، يعاني من صعوبات في فهمها أو متابعة دروسه بها، كأن يجد طالبٌ ما صعوبةً بدراسة اللغة الإنكليزية، أو صعوبة بدراسة الرياضيات أو غيرها، وفي حال كان الأهل منشغلون بأمور الحياة ولا يجدون وقتاً، فإن اللجوء إلى مدرس خصوصي يكون حلاً جيداً.
إيجابيات وسلبيات الدروس الخصوصية للطلاب
يجمع علماء النفس وخبراء التربية على أن الدروس الخصوصية، تتسبب بالكثير من السلبيات قياساً بالإيجابيات، وفيما يلي سنورد لكم أهم إيجابياتها وسلبياتها، تبعاً لما يراه خبراء التربية وعلماء النفس.
السلبيات
وجود سلبيات للدروس الخصوصية، يعتمد أولاً وأخيراً على طريقة تعاطي الأهل مع ابنهم، وبالإمكان تجنّب تلك التأثيرات السلبية بقليلٍ من الانضباط ومتابعة الدروس مع أولادهم، ليشعر الطالب بأن أبويه متابعان له أيضاً وهناك اهتمام به، ومن أبرز سلبياتها:
تعويد الطالب على الاتكالية
فالطالب الذي يعلم أن هناك معلّم سيدرس معه كلمة كلمة، سيصبح اتكالياً وللتغلب على هذه السلبية، ينبغي تدخّل الأهل وفرض صرامة من المعلم، وترك الطالب يحل بعض الواجبات بمفرده.
التكاليف المرتفعة
تفرض الدروس الخصوصية تكاليفاً وأعباءً مادية كبيرة على بعض الأسر، خصوصاً الأسر التي لا تمتلك دخلاً كبيراً، وبالإمكان حلّ هذه المشكلة، باختيار المواد الصعبة على الطالب ووضع مدرس خصوصي لها، وليس لكل المواد الأخرى.
أمور تتعلق بالسلامة
على الأهل مراقبة طفلهم خلال الدروس الخصوصية، وعدم تركه مع المعلم أو المعلمة لفتراتٍ طويلة دون رقابة، فمن الممكن أن يتعرض الطفل للتنمر أو العنف، وحتى العنف الجنسي والتحرش، لذا فإن الحرص واجب.
وقت طويل
طفل المرحلة الابتدائية ما يزال صغيراً، ويجب ألّا يدرس لفتراتٍ طويلة، غالباً فإنّ وقت المدرسة يعتبر كافياً، لكن في حال الحاجة للدروس الخصوصية سيصبح وقت الدراسة أطول، لذا يجب تعويض الطفل قليلاً بمشاركته بعض النزهات، وتقليل زمن الدروس الخصوصية ما أمكن.
الإيجابيات
بالمقابل فإنّ للدروس الخصوصية إيجابيات كثيرة، خصوصاً لدى الأسر التي يعمل فيها الرجل والمرأة لوقتٍ طويل، كذلك في الأسر التي لا يتمكن فيها الأبوان من تدريس أطفالهم كون مهنة التدريس تحتاج الكثير من الصبر وحتى موهبة خاصة قد لا يكونا يمتلكانها، ومن أهم إيجابياتها:
زيادة القدرة على الاستيعاب
الطالب الذي يراجع دروسه مع مدرّسٍ آخر بعد المدرسة، ربما سيفهم دروسه بشكلٍ أكبر من الطالب الآخر الذي حضر درس المدرسة فقط، خصوصاً أنّه في حالة الدروس الخصوصية يكون التركيز على طالبٍ واحدٍ فقط، وليس مجموعة طلاب كما هو الحال في المدرسة.
زيادة ثقة بالنفس
الطالب الذي يتمكّن من دروسه، سيظهر أمام زملائه وأقرانه بمظهر الواثق بنفسه، وبالتأكيد فإنّ الدّروس الخصوصية ستحقّق هذه الغاية، في حال كان الطالب مثابراً، أما إن اختار عدم التركيز فإنّ هذا الأمر سينعكس بطريقةٍ مختلفة، ويفقد الثقة بنفسه، وهنا يأتي دور الأهل في توجيه أطفالهم ومتابعة الدروس معهم ولو بطريقة التسميع مثلاً، للتأكد من مدى استفادة أطفالهم.
عدم الحاجة لها مستقبلاً
بخلاف ما يعتقد الكثيرون بأنّ الدروس الخصوصية تسبب اعتماداً كليّاً عليها من قبل الطالب مستقبلاً، فإنّ حصول الطالب على دروسٍ خصوصية في مرحلة التّأسيس يعني وضعه على الطريق الصحيح، وتعويده الدراسة لساعاتٍ طويلة، ما قد يغنيه مستقبلاً عن الدروس الخصوصية، وكل هذا مرهونٌ أولاً وأخيراً بمتابعة الأهل لأطفالهم.
وأخيراً، أود أن أتحدث قليلاً عن تجربتي مع طفلتي، التي اتخذت قراري بوضع أستاذ خصوصي لها بعد أسبوع على بدئها المرحلة الابتدائية، لم أكن أملك الوقت الكافي من جهة، ولا الصبر لتدريسها وهي المتفجّرة طاقة، كما أنّ تدريس اللغة الإنكليزية مثلاً يحتاج لشخصٍ متمكّن منها بالكامل، وليس شخصاً يعرف القليل عنها، فما كان مني إلا أن اتّخذت القرار، الذي سمعت الكثير من النقد عليه، لكنّي تجاهلت الأمر، وبالفعل تحسّن أداء طفلتي ولم تعد تلك المشاغبة التي لا تكترث بدروسها وواجباتها، علماً أنّي لم أتخلَّ أبداً عن عملية التسميع لها، ومشاركتها بعض الدروس في أيام العطل.
اقرأ أيضاً: الأطفال وكورونا: كيف تؤثر الجائحة في مهارات تواصل وصحة النشء؟
أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية
بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك
عبَّر عن رأيك
إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.