بُني قبل مليون سنة بطول 30 كم… صورٌ فضائية لجسر آدم تثير التساؤلات عمّن بناه ولماذا!

جسر راما آدم
داليا عبد الكريم
داليا عبد الكريم

3 د

حظيت صور التقطتها وكالة ناسا الفضائية، لجسر آدم الذي يربط الهند مع سريلانكا، تساؤلات على مستوى عالمي حول تاريخ هذا الجسر، وهل تم بناؤه من قبل البشر أم أنه من صنع الطبيعة، وما هي أسباب وجوده.

ويبلغ طول الجسر المغمور بالمياه نحو 30 كم، ويعرف باسم جسر راما، أو راما سيتو، كذلك بجسر آدم، ويمتد من جزيرة باميان الهندية وحتى جزيرة مانار السيرلانكية.

ووفقًا للتقديرات الأولية، فإن خبراء يعتقدون أن الجسر بني قبل أكثر من مليون عام، وكان من الممكن أن يعبر سيرًا حتى عام 1480 حيث أدى إعصار ضخم لغمره بالمياه.

خبراء المسح الجيولوجي في الهند، يرون أن الجسر الذي يبلغ عمره 1.7 مليون عام يؤكد أن البشر موجودون على الأرض منذ ملايين السنين وليس قبل 200 ألف عام فقط، مرجحين فرضية أن الجسر صنع على يد البشر.

جسر آدم لطالما كان بيئة خصبة للعديد من الأساطير الهندية، حيث وفقًا للطقوس الهندوسية، فإن الجسر تم بنائه من قبل الإله الهندوسي راما، ومن هنا أتت تسميته بجسر راما.

وتقول الأسطورة الهندوسية، إن بناء الجسر جاء خدمة للإله راما، حتى يتمكن من عبور المياه ويصل إلى الجزيرة الكبيرة لينقذ حبيبته سيتا من الملك رافانا.

وتبعًا للأسطورة، فإن راما طلب مساعدة هانومان وهو إله القرد الهندي لإنقاذ حبيبته، ليأمر الأخير قواته المؤلفة من الرجال القرود ببناء الجسر وإنشاء طريق يصل إلى الجزيرة السيرلانكية وتحرير سيتا.

أول من اكتشف الجسر المثير للجدل، كان المؤرخ بن خردازبة في الفترة بين 820 وحتى 912 م، وكتب عنه في كتابه "المسالك والممالك"، لينتبه الغرب للكتاب ويبحثوا عن صحة وجود الجسر أوائل القرن التاسع عشر، فتأكدوا من وجوده بالفعل لكن صور ناسا كانت أول دليل توثيقي.

المدير السابق للمسح الجيولوجي في الهند، الدكتور بادرينار ايانان، قال إن العينات التي تم أخذها من الجسر لدراستها، تشير إلى أن الجسر من صنع الإنسان ولم يحدث نتيجة الطبيعة.

وبخلافه فإن الجيولوجي المتخصص بالتكوينات البحرية، سوفرات خير، يقول إن الجسر تم تكوينه بشكل طبيعي دون تدخل العامل البشري، ويضيف أن الجسر تشكل خلال فترة العصر الجليدي حيث نتج عن ذوبان الأنهار الجليدية، التي تسببت بتقلبات في مستوى سطح البحر لينتج عنها حدوث اتصال بري بين الدولتين.

ويشير الباحث أنه وفي نهاية التجلد الأخير، وبسبب ارتفاع مستوى سطح البحر تم غمر الجسر بالمياه.

من الجدير بالذكر أن الجسر كان حظي بضجة سابقة عندما قدمت الحكومة الهندية تقريرًا مثيرًا للجدل للمحكمة العليا فيما يتعلق بقضية ضد مشروع قناة شحن مقترح بين الهند وسريلانكا.

ذو صلة

وعندما رفض متشددون هندوس المشروع لأنه سيدمر جسر رام، قدمت الحكومة والمسح الأثري للهند تقريرًا يشكك في الاعتقاد، قائلين إنه يستند فقط إلى ملحمة رامايانا الأسطورية الهندوسية وأنّ الجسر صنع الطبيعة، إلا أنّ الحكومة عادت وسحبت التقرير.

يذكر أن الهند من أكثر البلدان في العالم، التي تحوي الكثير من الأساطير تبعًا لغنى مكوناتها الاجتماعية والدينية، وبالتالي فإنه من الطبيعي أن يرتبط أمر مجهول مثل جسر آدم بالعديد من الأساطير المحلية التي وكما غيرها من الأساطير الأخرى لم يتم إثباتها علميًا.

عبَّر عن رأيك

إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّة واحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.

ذو صلة
متعلقات

كشف أسرار الهياكل الحجريّة الغامضة الّتي عُثِر عليها في المملكة العربية السعودية!

العثور على حاويات مستطيلة قديمة منتشرة في جميع أنحاء صحراء شمال غرب المملكة العربية السعودية، ممّا أثار حيرة علماء الآثار منذ السبعينيات.

كشفت عمليات التنقيب في مستطيل من الحجر الرملي يبلغ طوله 140 متر بالقرب من العلا في عام 2019 عن بقايا حيوانات، متجمعة حول لوح قائم من الحجر يُفسر على أنه مقدّس.

يُظهر التأريخ بالكربون المشعّ مجموعة من التواريخ، مما يشير إلى أن الموقع كان قيد الاستخدام لفترة طويلة من الزمن، من حوالي 5307-5002 قبل الميلاد، إلى 5056-4755 قبل الميلاد.


كشف تحليل حديث أنّ الهياكل الحجريّة الغامضة الّتي عُثِر عليها عبر الصّحاري الشّماليّة الغربيّة للمملكة العربيّة السّعوديّة كانت تُستخدَم لطقوس غير معروفة، بما في ذلك إيداع قرابين حيوانيّة، يُحتَمل أن تكون نُذراً لآلهة غير معروفة.

يعود تاريخ العبوات المستطيلة، المُسمّاة mustatils، إلى حوالي 7000 عام، وقد حيّرت علماء الآثار منذ السّبعينيّات. تم التعرف على أكثر من 1600 مستطيلات من خلال المسوحات الجوّية، ووجدوا أنّها تتكون من منصتين قصيرتين وسميكتين متّصلتين بجدران منخفضة يصل طولها إلى 600 متر، ولكن لا يزيد ارتفاعها عن نصف متر. عدم وجود الأسقف والجدران المنخفضة يجعلها غير مناسبة لمرافق التخزين أو حظائر الماشية.


كشفت التّنقيبات الّتي أجريت في مستطيل واحد عن ألواح حجرية قائمة ومزخرفة، بالإضافة إلى تناثر عظام الحيوانات، وتحديداً جماجم الحيوانات، المأخوذة من الماعز والغزلان والمجترّات الصّغيرة والماشية الدّاجنة.

تظهَر على العِظام علامات القطع والحرق، والّتي يعتقد الباحثون أنّها تشير إلى أنّ اللّوح الحجريّ كان "بيتيل"، وهو حجر مقدس يمثل إله أو آلهة الناس الذين عاشوا في المنطقة منذ آلاف السنين. يفترض الباحثون أن الأحجار الدائمة، أو البيتيل، كانت بمثابة وسيط بين الجنس البشري والإلهي، حيث كانت تعمل كوكيل أو مظهر من مظاهر إله / آلهة العصر الحجري الحديث أو فكرة دينية غير معروفة، والتي أودعت فيها العناصر الحيوانية كعروض نذرية.


يُظهر التأريخ بالكربون المشع للموقع مجموعة من التواريخ، مما يشير إلى أنه كان قيد الاستخدام لفترة طويلة من الزمن، من حوالي 5307-5002 قبل الميلاد، إلى 5056-4755 قبل الميلاد. علاوة على ذلك ، اكتشف الباحثون غرفة حجرية صغيرة مستطيلة بجوار رأس المستطيل حيث توجد غرفة بيتيل، تحتوي على رفات بشرية. هذه حجرة دفن قديمة، مبنية من ألواح من الحجر الرملي غير المشغول. كان المتوفى ذكراً بالغاً ربما كان يعاني من هشاشة العظام، لكن من كان ولماذا دُفن في المستطيل لا يزال مجهولاً.

عبَّر عن رأيك

إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّة واحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.

متعلقات