غموض كبير حول تقنية إنجاب طفل من 3 آباء في بريطانيا
أكدت هيئة الإخصاب البشري وعلم الأجنة (HFEA)، ولادة أطفال في المملكة المتحدة باستخدام تقنية استبدال الميتوكوندريا منذ شهر أبريل 2023.
المعلومات التي قدمتها الهيئة حيال التجربة، ليست كافية، والباحثون يطالبونها بالكشف عن المزيد، والإجابة على الأسئلة المفتوحة.
يهدف العلاج ببدائل الميتوكوندريا (MRT)، إلى منع وراثة الحالات الصحية الخطيرة التي تسببها الطفرات في الميتوكوندريا، مثل السكري والزهايمر وأمراض القلب والضغط.
أكدت هيئة الإخصاب البشري وعلم الأجنة (HFEA)، وهي الجهة المنظمة للخصوبة في المملكة المتحدة، أن أقل من خمسة أطفال في المملكة المتحدة قد ولدوا باستخدام تقنية استبدال الميتوكوندريا منذ أبريل 2023، والتي تقوم على استخدام الحمض النووي لأكثر من والد.
وهكذا باتت المملكة المتحدة الدولة الأولى التي تنظم تقنية الإنجاب المعروفة باسم استبدال الميتوكوندريا، بعد ظهور أخبار تفيد بأن هناك أطفال قد ولدوا باستخدام هذا الإجراء، ليأتي التأكيد استجابة لطلب حرية المعلومات من قبل صحيفة الجارديان، لكن HFEA لم تقدم أي معلومات إضافية حول الإجراء أو الأطفال.
يقول عالم الوراثة التناسلية بجامعة أكسفورد بالمملكة المتحدة، داغان ويلز: "إنها أخبار مثيرة، لكنها في الوقت نفسه لا تخبرنا بأي شيء عما إذا كانت الطريقة قد نجحت بالفعل".
يرى ويلز أن هناك العديد من الأسئلة المفتوحة، التي تحتاج إلى إجابات في أسرع وقت ممكن.
ويهدف العلاج ببدائل الميتوكوندريا (MRT)، الذي تم تقنينه في المملكة المتحدة في عام 2015، إلى منع وراثة الحالات الصحية الخطيرة التي تسببها الطفرات في الميتوكوندريا؛ فغالبًا ما تؤثر هذه الطفرات على القلب والدماغ والعضلات، وتؤثر في وراثة أمراض السكري والزهايمر والشلل وغيرها.
ويتضمن الإجراء - الذي يُطلق عليه أحيانًا الإخصاب في المختبر لثلاثة أشخاص (IVF) - نقل الحمض النووي من بويضة أو جنين وحيد الخلية، به ميتوكوندريا مسببة للأمراض إلى بويضة أو جنين متبرع تمت إزالة مادته الوراثية النووية.
ونفذ هذا الإجراء في عدة بلدان أخرى، وولد أطفال من خلال عمليات نقل الميتوكوندريا التي أجريت في اليونان وأوكرانيا لعلاج العقم، إلا أنه ليس منظماً حتى اليوم.
وفي العام الماضي، أصبحت أستراليا ثاني دولة توافق على MRT. لكن الإجراء لا يزال مقيدًا في العديد من البلدان الأخرى، بما في ذلك الولايات المتحدة.
عمليات نقل الميتوكوندريا التي كشفت عنها صحيفة The Guardian، تم إجرائها في مركز الخصوبة في نيوكاسل، وهي العيادة البريطانية الوحيدة التي لديها ترخيص للقيام به، وبموجب القوانين الحالية، يجب أن توافق HFEA على كل حالة، بعد دراستها.
ويتوق الباحثون لمعرفة المزيد حول عمليات نقل الميتوكوندريا في المملكة المتحدة عندما يبدؤون في إجراء تجاربهم الخاصة. يقول ويلز: "إذا كانت هناك أية أشياء سلبية يجب أخذها في الاعتبار، فنحن بحاجة إلى معرفة هذه الأمور عاجلاً وليس آجلاً".
ويقول روبن لوفيل بادج، عالم الأحياء في معهد فرانسيس كريك في لندن، الذي أدلى ببيان أمام مركز العلوم الإعلامي في المملكة المتحدة: "إن معرفة مدى نجاح الإجراءات وما إذا كان الأطفال خاليين من أمراض الميتوكوندريا يعتبر أمراً بالغ الأهمية".
كما يريد العلماء أيضًا معرفة ما إذا كانت مستويات الميتوكوندريا التي يتم نقلها تظل مستقرة بمرور الوقت. حيث وجدت الدراسات التي أجريت على الحيوانات والخلايا أنه في بعض الحالات، يمكن أن تزداد الميتوكوندريا المنقولة بشكل ملحوظ بمرور الوقت، وهي ظاهرة تُعرف باسم الانعكاس.
ومن جهة أخرى فقد لاحظ ويلز وزملاؤه انعكاسًا بعد استخدام عمليات نقل الميتوكوندريا لعلاج العقم في تجربة على 25 زوجًا في اليونان.
وليس من الواضح سبب زيادة نسبة الميتوكوندريا التي يحتمل أن تكون مسببة للأمراض بشكل كبير بعد نقل الميتوكوندريا وأثناء التطور. لكن أحد الاحتمالات هو أن العوامل الوراثية تمكن سلالة الميتوكوندريا الأم من التكاثر بشكل أكثر كفاءة من الميتوكوندريا في البويضة أو الجنين المتبرع.
يرى ويلز، أنه سيكون من المفيد مطابقة المتبرع والمتلقي على أساس أوجه التشابه في الحمض النووي للميتوكوندريا، فهذا من شأنه أن يقلل من قدرة سلالة واحدة على تجاوز تكرار سلالة أخرى.
يذكر أن الولادات الأولى في المملكة المتحدة باستخدام تقنية استبدال الميتوكوندريا توفر فرصة لتقييم النهج الحذر الذي تتبعه الدولة في السماح بالإجراء، وبحسب وجهة نظر ويلز، فإن هذا يمنح المواطنين بعض الطمأنينة بأن هذه الأنواع من الإجراءات المتطورة - التي تُدفع بالحدود العلمية والأخلاقية أيضًا - تتم بإشراف مناسب.
أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية
بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك
عبَّر عن رأيك
إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.