يأس من عائلته فهرب إلى أحد المطارات وعاش بها لأكثر من عقد كامل.. تعرف على قصته
2 د
ربما يفكر جميعنا بالمطارات كمعبر للهروب من جميع مشاكلنا نحو عالم آخر ربما يكون أكثر ألفة؛ لكن أحدهم اتخذ مفهوم الهروب بمعناه الحرفي؛ دون اعتبار أي أبعاد لغوية للفكرة؛ بعد أن قرر الهرب من عائلته باتجاه مطار بكين منذ 14 عامًا ولم يعد بعدها.
وتروي التفاصيل عن رجل صيني يدعى وي جيانغو حصد من عمره ما يزيد عن ستين عامًا، يعيش في مطار بكين الدولي منذ العام 2008؛ مدفوعًا برغبته بالهرب من عائلة التي لم تترك له فرصة الحياة كما رغب.
فلجأ إلى المطار ليدخن ويشرب دون أدنى إزعاج من أحد. فبعد إدمان وي على التدخين وشرب الكحول قررت عائلته منعه عن الأمر، فآثروا فرض بعض القوانين الخاصة بالمنزل، وطلبوا من وي الإقلاع عن عاداته هذه؛ وإلا فيفترض عليه أن يقدم جلّ راتبه الشهري البالغ 1000 يوان (200 دولار إسترليني) لهم، وهو الأمر الذي وبكل تأكيد لن يتيح له فرصة شراء السجائر أو الكحول.
وحول هذا الأمر علق وي قائلًا: "تزعجك العائلة بشكل لا متناه، فتتوق إلى عطلة بعيدة تتسم ببعض الحرية؛ إلا أن معظمنا يعود بعدها إلى منزله مرة أخرى". لذا قرر وي أن يغير مجرى هذه الخطة، وألا يسمح لعطلته هذه بالانتهاء، فحريته هناك مقيدة، لذا لا مجال للعودة إلى المنزل. لكن الأمر لم يستقر عند هذا الحل، فبعد كل ما جرى، سُرح وي من وظيفته بعد تقدمه في السن؛ وفشل في الحصول على عمل لذات السبب.
لذا يعيش الآن وحيدًا غير قادر على إعالة نفسه في جنبات مطار بكين. وبالرغم من محاولات الشرطة المستمرة إعادته إلى منزله، إلا أنه دائمًا ما يشق طريقه نحو المطار لينعم بحريته المزعومة هناك. الغريب في الأمر، أن وي ليس الوحيد الذي اختار حياة مشابهة؛ فقد سبقه التركي بيرم تيبيلي للعيش في مطار أتاتورك منذ العام 1991 لذات الأسباب؛ لعيش في المطار لمدة تقارب 27 عاماً قبل إغلاق المطار عام 2019؛ وهو ما دفعه إلى تغيير وجهته نحو مطار صبيحة كوكجن الدولي ليكون منزله الجديد.
وعن السبب الذي دفعه إلى العيش في المطار يقول بيرم أنه غادر مسقط رأسه في جيمليك بعد نشوب مشاكل عائلية؛ وقرر السفر باتجاه إسطنبول بعد أن وعده مديره في العمل بإيجاد وظيفة مناسبة له في المطار. إلا أن الأمور لم تسر على ما يرام، وأصيب بيرم ببعض المشاكل الصحية أجبرته على ترك وظيفته. لكنه قرر العيش إلا يتخلى عن منزله الجديد في المطار، واستمر في العيش هناك حتى الآن.
أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية
بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك
عبَّر عن رأيك
إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.