تريند 🔥

🌙 رمضان 2024

أسرار العصر الحجري.. بقايا بشرية تكشف عن عادات دفن الموتى في تلك الحقبة

مريم مونس
مريم مونس

2 د

تم اكتشاف عادات دفن نيوليثية فريدة في كهف "جاليريا ديل سيليكس" بإسبانيا، تتحدى المعتقدات حول عادات الدفن في العصر الحجري.

وجدت بقايا بشرية بجانب أواني فخارية، مما يشير إلى احتمالية وجود عروض جنائزية.

تُظهر الاكتشافات أن السكان الأوائل للمنطقة كانوا يمتلكون نظمًا ثقافية وعقائدية معقدة.

كشفت الأبحاث الأثرية الأخيرة في كهف "جاليريا ديل سيليكس" بإسبانيا عن عادات دفن فريدة، مُغيرة المعتقدات السابقة حول عادات الدفن في العصر الحجري بشبه الجزيرة الإيبيرية.

وقد جاء كهف "جاليريا ديل سيليكس" الموجود في جبال أتابويركا إلى الضوء، بعد أن اكتشف العلماء الأواني الفخارية بجانب بقايا بشرية في حفرتين منفصلتين. إذ توفر هذه الاكتشافات رؤى جديدة حول كيفية تكريم سكان شبه الجزيرة الإيبيرية الأوائل لموتاهم.

العديد من الجماعات النيوليثية في المناطق المحيطة مثل فرنسا والبرتغال وأندلسيا دفنوا أحبائهم في الكهوف، بينما كان يُعتقد أن المستوطنين الأوائل في شبه الجزيرة الإسبانية كانوا يفضلون دفن الأموات في الأرض. لكن الاكتشافات في كهف "جاليريا ديل سيليكس" تتحدى هذا الافتراض.

اكتشف الكهف لأول مرة في عام 1972، إذ يتميز بوجود لوحات جدارية معقدة ونقوش على الصخور ومجموعة من بقايا الحيوانات والبشر بالإضافة إلى السيراميك. كما يتميز الكهف بوجود موقع لمجموعتين من بقايا البشر بعد أكثر من 300 متر من مدخل الكهف، مما يشير إلى الانحراف الكبير عن عادات الدفن المعتادة في ذلك الوقت.

رغم الاعتقاد السائد أن تاريخها يعود إلى العصر البرونزي، دفع التاريخ المشع للأواني الفخارية إلى تحليل جديد. فمن بين أربعة أشخاص حُلِّلت بقاياهم، تم تحديد تاريخ ثلاثة منهم بين 5307 و4897 قبل الميلاد، مما يضعهم في الفترة النيوليثية المبكرة. وكان الاكتشاف الأكثر إثارة هو بقايا فتاة صغيرة يتراوح عمرها بين 13 و14 عامًا، وُضعت بعناية بجانب ست أواني فخارية، مما يوحي بأنها كانت عروضًا جنائزية.

ذو صلة

يُشير البحث الذي قاده الأثري أنطونيو مولينا-ألمانسا من جامعة الكالا إلى أن كهف "جاليريا ديل سيليكس" كان من بين الأوائل في المنطقة الذين أظهروا عادات جنائزية معقدة. وبالمقارنة مع المواقع الأخرى المعروفة حيث وُجدت بقايا بشرية في سياقات منزلية، يبدو أن الدفن في كهف "جاليريا ديل سيليكس" كان مقصودًا ومقدسًا.

يخلص الباحثون إلى أن هذه الاكتشافات لا توفر فقط نظرة على عادات دفن النيوليثية المبكرة في شبه الجزيرة الإيبيرية، ولكنها تُظهر أيضًا النظم الثقافية والعقائدية المعقدة للعصر. ومع استمرار الأبحاث، يعد كهف "جاليريا ديل سيليكس" بتقديم رؤى أعمق حول حياة وممارسات أسلافنا من العصر الحجري.

أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية

بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك

عبَّر عن رأيك

إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.

ذو صلة