النباتات “تصرخ” بصوت عال أيضاً. نحن فقط لم نسمع به حتى الآن 😟

وجدت الأبحاث الحديثة الّتي أجرتها مجموعة من علماء الأحياء التطوّرية أنّ النّباتات تصدر أصواتاً بتردّدات فوق صوتيّة خارج نطاق السّمع البشريّ عندما تكون تحت الإجهاد. يمكن أن تكون هذه الأصوات إحدى الطرق التي تنقل بها النّباتات محنتها إلى العالم من حولها.

بالإضافة إلى إطلاق الرّوائح القويّة، تخضع النّباتات لتغييرات كبيرة عند التعرّض للإجهاد، بما في ذلك تغيير لونها وشكلها. يمكن أن تشير هذه التّغييرات إلى الخطر على النّباتات القريبة، والّتي بدورها تعزّز دفاعاتها أو تجذب الحيوانات للتّعامل مع الآفات. ومع ذلك، لم يُعرَف سابقاً ما إذا كانت النّباتات تصدر أنواعاً أخرى من الإشارات، مثل الأصوات، لم يتمّ استكشافها بشكل كامل.

لاستكشاف هذه الفكرة، سجّل الفريق أصوات نباتات الطّماطم والتّبغ في العديد من الحالات. في البداية، قاموا بتسجيل النّباتات غير المعرّضة للإجهاد، للحصول على خط الأساس. ثمّ سجّلوا النّباتات التي تعرّضت للجفاف والنّباتات التي تمّ قطع سيقانها. ثم قاموا بتدريب خوارزميّة التعلّم الآلي للتمييز بين الأصوات التي تنتجها كل حالة.

بيّنت الدراسة التّالي: الأصوات المنبعثة من النّباتات تصدر أصواتاً أو نقراً على تردّد مرتفع للغاية بحيث لا يستطيع البشر سماعه، ويمكن اكتشافه في دائرة نصف قطرها يزيد عن متر. تصدر النّباتات غير المجهَدة ضجيجاً ضئيلاً، بينما تصدر النّباتات المجهدة ما معدّله 40 نقرة في الساعة اعتماداً على الأنواع. تتمتّع النّباتات المحرومة من الماء أيضاً بملف صوتي ملحوظ، حيث تبدأ في النّقر أكثر قبل ظهور علامات الجفاف المرئيّة، وتتصاعد مع زيادة جفاف النّبات، قبل أن تهدأ مع ذبول النبات.

في حين أنّه ليس من الواضح كيف يتمّ إنتاج هذه الأصوات أو ما إذا كان إنتاج الصّوت هو تطوّر تكيّفي في النّباتات، أظهر الفريق أنّ الخوارزميّة يمكن أن تتعلّم التّعرّف على أصوات النّباتات والتّمييز بينها.

تتمثّل المرحلة التّالية من البحث للفريق في التّحقيق في استجابات الكائنات الحيّة الأخرى، سواء الحيوانات أو النّباتات، لهذه الأصوات واستكشاف قدرتنا على تحديد وتفسير الأصوات في البيئات الطّبيعيّة. يمكن أن تسمح لنا الآثار المترتّبة على هذا البحث بضبط نداءات الاستغاثة للنّباتات العطشى وسقيها قبل أن تصبح مشكلة.