باحثون سعوديون يعيدون بناء وجه امرأة نبطيّة عاشت قبل 2000 عام!

كشف باحثون في المملكة العربيّة السعوديّة النّقاب عن أوّل صورة تقريبيّة لوجه امرأة من الحضارة النّبطية، وهم قبائل عربية قديمة عاشت في القرن السّادس قبل الميلاد تقريباً. كانت المرأة، المسمّاة "حِنّات"؛ بناءً على نقش في الحجر موجود على واجهة قبرها البالغ من العمر 2000 عام، واحدة من 80 هيكلاً عظمياً تمّ العثور عليهم في أحد مواقع التراث العالمي لليونسكو في مدينة العلا القديمة. أظهر تحليل هيكلها العظمي أنّها عاشت حتى سنّ 40 إلى 50 عاماً، وكانت من الوضع اجتماعي المتوسّط؛ بناءً على طريقة دفنها، ويبلغ طولها حوالي 5 أقدام و3 بوصات (1.6 متر).

من أجل إعادة بناء الوَجه، استخدم فريق دولي من الخبراء معرفتهم المشتركة بالطّب الشّرعي وعلم الأمراض القديمة، واستخدموا التصوير المقطعي المحوسب (CT) وطابعة ثلاثية الأبعاد لإنشاء تقريب من سيليكون لامرأة ذات ملامح داكنة وشعرها مغطى جزئياً بالوشاح. واستخدم الباحثون البيانات الأثرية لفهم كيفية ارتداء النساء من الحضارة النّبطية بشكل أفضل، بالإضافة إلى قصاصات من القماش وُجدَت في قبرها، فكان ذلك مصدر إلهام لملابسها التي تمّ تصويرها في إعادة إنشاء الشكل.

كان الأنباط ماهرين في التّجارة الدولية، وعاشوا على طول طريق تجارة البخور، الذي يربط جنوب شبه الجزيرة العربية بالبحر الأبيض المتوسط. على الرّغم من بروزهم، لا يُعرف سوى القليل عن الأنباط بسبب نقص النصوص أو السجلّات الأدبيّة. ولذلك، أتاح التّنقيب في مقبرة "حنّات" فرصة لمعرفة المزيد عن معتقداتهم حول الحياة الآخرة.

ومع ذلك، شكّك بعض الخبراء في دقة إعادة التّكوين، مستشهدين ببعض التفاسير غير العلمية في إعادة بناء الوجه. يتمّ عرض الصّورة التقريبيّة لوجه "حِنّات" حالياً في مركز Hegra Welcome Center في مدينة العلا في السّعودية، حيث يقدّم لمحة عن حياة امرأة من حضارة قديمة.