تريند 🔥

🌙 رمضان 2024

حمض نووي لأخطبوط عمره أربعة ملايين عام يكشف دليل على ارتفاع مستويات سطح البحر

ميس عدره
ميس عدره

3 د

تحتفظ جينات أخطبوط Turquet بذكريات ذوبان الغطاء الجليدي السابق في القارة القطبية الجنوبية، ممّا يثير مخاوف كثيرة من النتائج المحتملة جرّاء حدوث ذوبان آخر.

يحاول العلماء اكتشاف دليلٍ رئيسيّ حول المصير المستقبلي للغطاء الجليدي في القارة، من خلال رحلة علميّة فريدة من نوعها ضمن أعماق الحمض النووي لأخطبوط القارة القطبية الجنوبية. مع تزايد جهود علماء المناخ لمعرفة فيما إذا كان الغطاء الجليدي قد انهار تماماً خلال فترة العصر الجليدي الأخير منذ حوالي 125000 عام، عندما كانت درجات الحرارة العالمية مماثلةً لأيامنا الحاليّة.

تحتوي الطبقة الجليدية على كمية كافية من الماء لرفع مستوى سطح البحر بمقدار 3 إلى 4 أمتار، ممّا يثير مخاوف جديدة من أن يؤدّي ارتفاع درجة حرارة الأرض قريباً إلى اندفاعها نحو الذوبان الجامح الذي سينعكس على ارتفاع مستويات سطح البحر على مدى قرون.

ضمن عمليّة منهجيّة مبتكرة، قام فريق مكون من 11 عالمًا، بما في ذلك علماء الأحياء وعلماء الوراثة وعلماء الجليد وعلماء الكمبيوتر ومصممي الألواح الجليدية، بدراسة علم الوراثة لأخطبوط Turquet، وهو نوع يعيش في جميع أنحاء القارة القطبية الجنوبية منذ حوالي 4 ملايين سنة. حيث تمّ أخذ عينات وراثية من 96 أخطبوطًا، جمعت على مدى ثلاثة عقود من جميع أنحاء القارة.
يحمل الحمض النووي للأخطبوط ذكريات ماضيه، التي تشمل معلوماتٍ عن كيفيّة وتوقيت حركة المجموعات السكانية المختلفة واختلاطها ببعضها البعض بالإضافة إلى آلية تبادل المود الجينية بينها.

اكتشف العلماء علامات واضحة تبيّن اختلاط بعض مجموعات الأخطبوط على جوانب متقابلة من الطبقة الجليدية الغربية في أنتاركتيكا منذ حوالي 125000 عام، حيث كان الطريق الوحيد المحتمل هو ممر بحري بين جنوب بحر ويديل وبحر روس.

بحسب قائدة فريق البحث الدكتورة سالي لاو، عالمة الوراثة في جامعة جيمس كوك : "من الممكن أن يحدث ذلك الاختلاط في حال الانهيار التام للغطاء الجليدي، كما يمكن استخدام المعلومات المتعلّقة بالتغييرات في الحمض النووي للأخطبوط مثل نظام الساعة، ممّا يسمح بتحديد الفترة التي شهدت اختلاط الأخطبوطات في جنوب بحر ويديل وبحر روس".

وفقاً للبروفيسور نيك جوليدج، المؤلّف المشارك في البحث من جامعة فيكتوريا في نيوزيلندا : "يكمن مصدر القلق الرئيسي بوصول الغطاء الجليدي إلى نقطة التحوّل التي يصبح الذوبان عندها مستداماً ذاتيّاً، أي أنّه سيستمرّ لقرون أو أكثر، حيث من المعتقد وقوع القناة التي قد سلكها الأخطبوط على عمق 1500 إلى 2000 متر تحت قمّة الغطاء الجليدي الحالي، ومن الممكن أن يبلغ عمق القناة حوالي 1000 متر، لكنّها أقلّ عمقًا بالقرب من الحافة".

وفقًا لأحدث تقييم مناخي للأمم المتحدة، تزايد معدّل فقدان الجليد من غرب القارة القطبية الجنوبية على مدار العقدين الماضيين، حيث ارتفعت درجات الحرارة خلال العصر الجليدي الأخير بين 0.5 درجة مئوية و 1.5 درجة مئوية، وأصبح المناخ أكثر دفئاً من الفترة التي سبقت الثورة الصناعية مباشرة، مع ارتفاع مستويات سطح البحر بين 5 و 10 أمتار أعلى ممّا هي عليه اليوم.

ذو صلة

تشير النتائج التي توصّل إليها مؤلّفو بحث الأخطبوط إلى إمكانيّة تعرّض الطبقة الجليدية في غرب أنتاركتيكا للانهيار، في ظلّ ارتفاع درجة حرارة الأرض بمقدار 1.5 درجة مئوية بموجب اتفاقية باريس العالمية للمناخ.
كما سيؤدّي فقدان الغطاء الجليدي إلى عواقب حقيقية على الكوكب بأسره، على اعتبار وجود حوالي 670 مليون شخص في مناطق منخفضة حول العالم، بالإضافة إلى 65 مليونًا آخرين في الدول الجزرية الصغيرة.

تعدّ هذه الورقة البحثية بمثابة دليلٍ آخر يقللّ من الشكوك بشأن كيفية تطور الغطاء الجليدي في الماضي، بالإضافة إلى تأثيرها على كيفيّة تفكيرنا في المستقبل.

أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية

بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك

عبَّر عن رأيك

إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.

ذو صلة