دراسة جديدة تكشف أن العناكب تفقد البصر بسبب الجوع!

أظهرت دراسة حديثة أنّ الجوع يمكن أن يلحق ضرراً بقدرات العناكب البصريّة، ممّا يؤدّي إلى فقدان مكوّنات حاسمة من بصرهم. وقد توصّلت الدراسة إلى أنّ هذا التّدهور البصريّ له تشابه مع تدهور الشّبكية المرتبط بالعمر (AMD) المعروف لدى البشر، وهو ما قد يفيد في تطوير علاجات متقدّمة للحالة.

ركّز الباحثون على دراسة عنكبوت فيديبوس اوداكس (Phidippus audax)، وهو نوع شائع يعتمد بشكل كبير على مستقبلات الضوء الحسّاسة في عيونه الكبيرة لرصد الفريسة. ووجدت الدراسة أنّ نقص المغذّيات يمكن أن يؤدّي إلى فقدان هذه المستقبلات الضوئية.

تفسّر الباحثة إلكي بوشبيك، عالمة الأحياء في جامعة سينسيناتي، أنّ "المستقبلات الضّوئيّة تكلّف طاقة عالية، ومن الصّعب مواكبة احتياجاتها الطّاقوية". تابعت بوشبيك قائلة: "إذا حرمتهم من التّغذية، يفشل النّظام، وهذا ما يعادل اللّطخة الصّفراء وظيفيّاً في عيوننا".

استخدم الباحثون جهاز تأمّل العين المخصّص لدراسة الأضرار الشّبكية في عيون العناكب الأماميّة الجانبيّة (ALEs) وقارنوا تسعة عناكب محرومة من المغذّيات باثني عشر عنكبوتاً كمراقبة. تبيّن أنّ الأضرار كانت تتركّز أساساً في منطقة العين حيث تكون المستقبلات الضّوئية مكتظّة بشكل كبير.

أوضحت عالمة الأحياء أنيت ستواسر من جامعة سينسيناتي أنّ: "قبل أن نستنتج أي شيء حول كيف يمكن أن يساعد ذلك في علاجات البشر، يجب إجراء دراسات مصمّمة بعناية لفصل المغذّيات المحدّدة المتورّطة، والتي قد تعتمد على الظّروف البيئيّة وعوامل أخرى". وأضافت: "ومع ذلك، يشير تأثير نقص المغذّيات إلى أهمّية الاهتمام بآثار المغذّيات على البصر".

لم يكن الباحثون يعتزمون بدء دراستهم حول العناكب بالبحث عن العلاقة بين التّغذية والبصر، ولكنّهم اتّجهوا إلى هذا الاتّجاه بعد ملاحظة بقع داكنة على المستقبلات الضّوئية لبعض العناكب التي كانوا يراقبونها.

تشير إحصائيّات عام 2014 إلى أنّ حوالي 8.7% من السّكان البشر على مستوى العالم يعانون من شكل ما من AMD، ممّا يؤدّي إلى إنفاق مبالغ ضخمة على الرّعاية الصّحية المتعلّقة به. كما يتفاقم المرض مع مرور الوقت ويمكن أن يتسبّب في فقدان البصر الشديد.

علّق عالم الأحياء ناثان مورهاوس من جامعة سينسيناتي قائلاً: "لن يكون أمراً مدهشاً إذا ألهمت دراسة هذه العناكب الشّجاعة في الحدائق المنزليّة في جميع أنحاء الولايات المتّحدة تقدّماً في علاج تدهور الشّبكية لدى البشر؟". وأضاف: "أحياناً تأتي إجابات المشاكل المعقّدة من مصادر غير متوقّعة".