طبقًا لدراسة جديدة من جامعات كورنيل وأكسفورد وكامبريدج .. حقق العلماء تقدمًا كبيرًا نحو سر الشباب الأبدي، والوقاية من سرطان الدم

نبحث دائمًا عن الشباب الأبدي والخلود على الأرض، ونحاول جاهدين أن نحارب الشيخوخة وآثارها، وربما يكون العلماء قد اكتشفوا السبب الرئيسي للشيخوخة، وهذا الاكتشاف يمهد الطريق لظهور علاجات تبطئ هذه العملية، وفي نفس الوقت تقلل من خطر الإصابة بسرطان الدم.

وجد العلماء أن المستويات العالية من المواد الكيميائية السامة مثل الفورمالديهايد التي تستخدم في التحنيط، تنتج بواسطة خلايا الجسم، وتساهم في عملية الشيخوخة، وعمل فريق من علماء من جامعة كورنيل، وأكسفورد، وكامبريدج، ومعهد البحوث السرطانية في بريطانيا على فهم ما يحفز الخلايا لإفراز هذا المركب الكيميائي بإفراط، ويأملون في تطوير أدوية تخفض من مستويات الفورمالديهايد، وهذا قد يعكس عملية الشيخوخة.

يقول البروفيسور مينغ وانغ عالم أمراض الدم:"نعتقد أننا حددنا أحد أسباب الشيخوخة الطبيعية المحتمل، وهذا سوف يساعدنا على الوصول لعلاج لإبطاء التدهور الطبيعي المرتبط بالعمر"، بالإضافة إلى هذا الاكتشاف اكتشف العلماء طفرة جينية تمنع الذين يعانون من فرط الفورمالديهايد من التخلص منه من أجسامهم، وهذه حالة نادرة تُصيب أقل من واحد في المليون شخص.

وفقًا لمعهد البحوث السرطانية في بريطانيا، فإن الفورمالديهايد يُسبب تلف الحمض النووي في خلايا الدم الجذعية، وينتج عن هذا تسريع شيخوخة هذه الخلايا مما يزيد من احتمالية الإصابة بأنواع السرطان الدموي المختلفة، ويُضيف البروفيسور وانغ "يوجد نقاش حول الشيخوخة، إذ يوجد فريق من العلماء يقول أن الشيخوخة تنتج عن تلف بطيء وتدريجي ومتراكم للخلايا، والفريق الآخر يقول أن الشيخوخة استجابة مبرمجة يحفزها بعض المؤثرات، التي تحول الخلايا الشابة لخلايا أكبر سنًا، ومن خلال دراستنا وجدنا أن في خلايا الدم الجذعية على الأقل، تحدث الشيخوخة بفعل استجابة تعتمد على بروتين يُسمى P53".

بحث الفريق عن آثار الشيخوخة في الدم فقط، لكن قد تحدث الشيخوخة كذلك في الأعضاء، ويحاول الفريق الآن معرفة ما إذا كان إنتاج الفورمالديهايد يتأثر بالطعام، أو بعوامل أخرى مرتبطة بنمط الحياة، ويعد هذا البحث مهم للغاية في فهمنا لعملية الشيخوخة وآثارها وكيفية إبطائها، ويفتح المجال لتصنيع أدوية لإبطاء الشيخوخة وعلاج أو منع الإصابة بأنواع سرطان الدم المختلفة، ولكننا ما زلنا بحاجة إلى مزيد من الدراسات، لفهم هذه العمليات بدقة أكثر.