تريند 🔥

🌙 رمضان 2024

عبر تقنيات متقدمة.. بقايا جثث محترقة تحمل أدلة عن الحياة والموت في العصر البرونزي

مريم مونس
مريم مونس

2 د

استخدم علماء الآثار أساليب متقدمة لكشف أسرار بقايا محترقة من العصر البرونزي المتأخر تعود إلى حوالي 1400-1300 ق,م في النمسا.

تم العثور على بقايا امرأة شابة وطفل داخل أواني، لذا أجروا تحليلات تظهر معلومات حول نمط حياتهم وأصلهم والطقوس التي تم اتباعها أثناء دفنهم.

تقدم الدراسة نظرة عميقة عن طقوس الدفن خلال تلك الفترة، وتبرز البيانات والمعلومات الأثرية التي يمكن الحصول عليها من البقايا المحترقة.

استطاع خبراء وعلماء الآثار من سلوفاكيا وجمهورية التشيك وبلجيكا والنمسا أن يكشفوا أسرار بقايا محترقة من العصر البرونزي المتأخر باستخدام أساليب متقدمة ومتعددة التخصصات. إذ تم العثور على هذه البقايا في أواني فخارية تعود إلى 1400-1300 ق.م في النمسا، تلقي الضوء على ممارسات الدفن ما قبل التاريخ وتقدم نظرة على حياة الأفراد في تلك الحقبة. كما نُشر في مجلة PLoS ONE.

تعود طقوس الدفن التاريخية إلى النياندرتال أو نوع من الإنسان المنقرض هومو ناليدي، وتعدّ موضوعًا محاطًا بالغموض والإعجاب. بينما يوضح الدفن التقليدي للعلماء إعداد "أوستيوبيوغرافي" أو قصة حياة المتوفى استنادًا إلى البقايا العظمية، تطرح البقايا المحترقة مجموعة مختلفة من التحديات.

على عكس الاعتقاد الشائع، لا تتحول الجثث المحترقة كليًا إلى رماد. فبدلاً من ذلك، تترك شظايا عظمية. بعضها يصل طولها إلى 20 سم، والتي تقدم رؤى حول حياة الشخص. "من خلال قراءة هذه المعلومات، يصبح من الممكن الحديث عن تاريخ حياة الفرد حتى بعد الآلاف من السنين."، يقول عالم الأنثروبولوجيا الجنائية لوكاس والتنبرجر.

تضمنت الدراسة فحص بقايا محترقة كاملة من العصر البرونزي المتأخر اكتُشفت في 2021. وتم تبني نهج متعدد التخصصات، متكاملاً مع أساليب الآثار التقليدية والأنثروبولوجيا والتوموغرافيا المحوسبة وعلم النبات الآثري وعلم الحيوانات القديمة والجيوكيمياء والتقنيات الإيزوتوبية. كما تضمنت الخطوات الأولية استخدام المسح بالأشعة المقطعية لحفر الأواني افتراضيًا، محافظةً على موثوقيتها.

من خلال تحليلاتهم، اكتشف الفريق أن إحدى الأواني تحتوي على بقايا امرأة شابة توفيت في عقدها الثاني، بينما تحتوي الأخرى على بقايا طفل يتراوح عمره بين 9 إلى 15 عامًا كما أظهرت علامات نقص الفيتامينات. وكشفت التحليلات الإيزوتوبية أن كلا الفردين وُلدا في منطقة سانت بولتن في شمال شرق النمسا وعلى الأرجح عاشا هناك عندما توفيا.

ذو صلة

وجدوا أيضًا أدلة على أن كلا الشخصين تم حرقهما على مكدس من الحطب مع طعام (لحم من الأغنام أو الماعز والأيل الأحمر) ومجوهرات برونزية. كما تم دفن الفرد الأنثوي مع شظايا أسنان خنزير بري، والتي يشتبه في أنها كانت جزءًا من سوار أو عقد. كما كشفت الأواني عن آثار ثمانية أنواع نباتية برية وخمسة أنواع نباتية زراعية من المنطقة تم تقديمها كعروض جنائزية واستخدمت كمسرعات للنيران. وفقًا للفريق، هذه هي المرة الأولى التي يُكتشف فيها أدلة على بقايا نباتية في دفن ما قبل التاريخ.

تُظهر هذه الاكتشافات الرائدة مدى غنى البيانات التي يمكن الحصول عليها من البقايا المحترقة، وتتحدى الافتراضات السابقة. والآن، يتوسع والتنبرجر وفريقه في أبحاثهم لتحليل عينة أكبر تضم 1000 دفن محترق. كما يقول، من أجل الحصول على انطباع شامل عن العصر البرونزي المتأخر، ويحتاج الباحثون إلى استخدام تقنيات رائدة والبحث عن أصغر الأدلة كالمحققين.

أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية

بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك

عبَّر عن رأيك

إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.

ذو صلة