كيف عاش التيتانوصور؟ أكبر ديناصور مشي على الأرض

تسلط الأبحاث والاكتشافات الجديدة الضوء على التيتانوصور، وهي ديناصورات طويلة الرقبة كانت تجول في كل قارة خلال العصر الطباشيري. كما أنها من الأنواع الأكبر حجمًا بناءً على أنظمتها التنفسية الفريدة وعاداتها الغذائية، ليكشف علماء الآثار ألغاز هذه المخلوقات الرائعة، موفرين فهمًا غير مسبوق لوجودها وطريقة حياتها.

كان التيتانوصور من بين أكبر الحيوانات التي مشت على وجه الأرض، وبعض الأنواع مثل Patagotitan mayorum و Argentinosaurus تصل إلى حوالي 30 متراً في الطول. وربما ساعدها نظامها التنفسي المتخصص شبيه بالطيور في الوصول إلى هذه الأحجام الضخمة. إذ تم العثور على هذه المخلوقات في كل قارة، وبكثرة في أمريكا الجنوبية وأفريقيا. وعاشوا حتى نهاية العصر الطباشيري حوالي 66 مليون عام مضت.

على الرغم من أحجامها الضخمة، كان التيتانوصور يتغذى أساساً على النباتات والخضروات، لذا درس الباحثون عادات تغذيتهم. فقد كانوا قادرين على أكل كل شيء من النباتات الصغيرة إلى أوراق الأشجار، ومن المحتمل أن يكون لديهم نظام غذائي نحيل نسبياً.

تشير الأدلة إلى أن التيتانوصورات كانزا يعيشون في قطعان، تتكاثر بالبيوض، وربما تستخدم استراتيجيات مشابهة لسلاحف البحر اليوم. وقد أظهرت السجلات الأحفورية ديناصورات تيتانوصور مختلفة الأعمار من نفس النوع معاً، مما يلمح إلى سلوكها الاجتماعي.

أما البقاء على قيد الحياة من الحيوانات المفترسة والطفيليات، فيعتقد علماء الآثار أنه لا يمكن لأي حيوان مفترس أن يقتل تيتانوصور بالغ وصحي تمامًا. ومع ذلك، فقد كشفت دراسات حديثة عن أدلة على أن الطفيليات ربما كانت تصيبها وتأكل جزءًا من جلدها.

ترسم الأبحاث صورة حية لهذه العمالقة القديمة التي كانت تهيمن على كوكبنا في يوم من الأيام. من أحجامها الاستثنائية إلى هياكلها الاجتماعية وعاداتها في التغذية، توفر دراسة هذه المخلوقات نافذة فريدة على ماضي عالمنا. إذ تعد استكشافات التيتانوصور المستمرة، بمساعدة الاكتشافات الأحفورية الجديدة، شهادة على الصلة العميقة بين الإنسانية وعالم الديناصورات.