لا أحد سيتمكن من التحكم به.. بروفيسور بريطاني يحذر من أن الذكاء الاصطناعي قد يقضي على البشرية

حذر البروفيسّور ستيورات راسل، وهو رائد في مجال الذّكاء الاصطناعي، من أن التطور الكبير للذكاء الاصطناعي دون وجود الرقابة المناسبة، قد يؤدي في النهاية إلى القضاء على البشرية، مشبهاً الأمر بالغزو الفضائي.

البرّوفيسور راسل، البريطاني الذي سبق أن نصح داونينغ ستريت والبيت الأبيض بشأن سياسات الذكاء الاصطناعي، انتقد ما وصفه استهتاراً بالمخاطر التي يشكّلها الذّكاء الاصطناعيّ.

راسل قال إنه قلق جداً بشكل خاصّ من التّفضيل للتّنظيم القليل لصناعة الذّكاء الاصطناعي، رغم التّحذيرات الكبيرة، من أن منتجات الذّكاء الاصطناعي، ربما تشكّل تهديداً كبيراً للغاية.

وأعلن البروفيسور مؤخّراً دعمه لرسالة مفتوحة تدّعي أنّ المختبرات المتخصّصة في الذّكاء الاصطناعي تشارك في "سباق خارج عن السّيطرة"، لخلق عقول رقميّة أكثر قوة. ويخشى أن تصبح هذه الكيانات متقدّمة لدرجة أنّ أحداً، لن يكون قادراً على فهمها أو السيطرة عليها، حتى من ابتكروها.

واعترف أنهم أحرزوا تقدماً كبيراً لم يتوقعوه، لكن في الوقت ذاته قال إنه يعتقد بأن نظاماً مشابهاً، لـ ChatGPT ربما يصبح في النهاية جزءاً من آلة فائقة الذّكاء تقاوم أيّ محاولة للسيطرة عليها.

ولا يبدو أن راسل وحده من يعيش تلك المخاوف، التي سبق وشاهدناها كأفلام خيال علمي سابقاً، إذ أن الحكومة البريطانية، تتشارك معه بنظريته تلك، وقال متحدث باسمها في تصريحات رسمية، إن أنظمة الذّكاء الاصطناعي حين تصبح أكثر قوّة، فإنها بالتأكيد ستخلق تحدّيات ومخاطر جديدة.

المتحدث الحكومي الرسمي، أكد التزامهم بالحوار العالمي، حيال مخاطر الذّكاء الاصطناعي، ضمن الاستراتيجية الدّولية للتكنولوجيا.

ودعا البروفيسّور راسل لحظر أسلحة الذّكاء الاصطناعي المستقلّة لمدّة عقد من الزمن، محذراً من تأثيرات جانبيّة غير متوقعة، قد تكون كارثية على البشرية، طارحاً مثالاً خطيراً على حديثه، وقال إنه في حال كُلّف الذكاء الاصطناعي بحلّ مشكلة التغيير المناخي، فإنه ربما يقرّر أن الحل يكمن بالقضاء على البشر كونهم أصل المشكلة!.

وعلى الرّغم من التّحذيرات، يرى راسل إمكانيّة لاستخدام الذّكاء الاصطناعيّ بشكل مسؤول. ويعتقد أنّ خلق أنظمة تتفوّق في مهمّة محدّدة، بدلاً من الذّكاء الاصطناعيّ العامّ الذي يمكنه تعلّم أي مهارة بشريّة، قد يكون أسلوباً أكثر أماناً وفائدة. وقال: "إنّه شيء مفيد للغاية. لكنّه ليس في مجال السّيطرة على العالم، أليس كذلك؟"

بينما لا يمكن إنكار فوائد الذّكاء الاصطناعي، فإنّ تحذير راسل يعمل كتذكير صارخ بأنّ الأخطار المحتملة للذّكاء الاصطناعي تجاه البشرية قد تفوق مزاياه في حال عدم وجود تنظيم وإشراف دقيقين. ومع التطوّر السّريع للتكنولوجيا، تصبح الحاجة ملّحة إلى مقاربة سريعة وأكثر مسؤولية في تطوير ونشر الذكاء الاصطناعي.

وأنتم ما رأيكم، هل من الممكن أن ما شاهدناه كفيلم خيال علمي في السابق، سنشاهده كواقع مستقبلاً؟.