«أصحاب ولا أعز» على نتفليكس و«سهر الليالي» في السينما.. جمعهما منى زكي وإثارة الجدل!
6 د
حالة من الجدل أثيرت على صفحات السوشيال ميديا، عقب عرض "أصحاب ولا أعز" أولى إنتاجات "نتفليكس" العربية، وتصدر هاشتاج الفيلم اهتمامات رواد المنصة الإلكترونية ليصبح ضمن قائمة الأعلى تداولاً بالوطن العربي في غضون ساعات من طرحه.
طالت الفيلم العربي انتقادات لاذعة متعلقة بجرأة الموضوع المطروح فنيًا، وجرأة الحوار بين أبطاله، وغرابته عن المجتمعات الشرقية، بحسب ما وصف البعض مشاهده بـ "الإباحية"، وترويج شاشة المنصة الأمريكية لـ "المثلية الجنسية"، ضمن سياق أحداث "أصحاب ولا أعز" ومناقشة صراعات أبطاله.
يرى الصحفي والناقد المصري محمد عبد الرحمن أن النسخة العربية الـ 19 لفيلم "أصحاب ولا أعز" تفتح مجالاً واسعًا للنقاش، تطرح تساؤلات حول لماذا نتقبل الأفكار الجريئة طالما تدين مجتمعات أخرى ونرفضها عندما تقترب من بيوتنا.
يؤكده الناقد إيهاب التركي: "الجدل حول أي فيلم سينمائي جديد أمر صحي ولكن انحراف الجدل عن المعالجة الفنية والدرامية استنزاف يرجعنا للخلف ويدخلنا في مهاترات ومحاكمات أخلاقية لا تنتهي"، فيما يصف الناقد رامي المتولي "إثارة القضايا وكسر التابوهات"، بأنها أحد أهم الأدوار الرئيسية للفن، رافضًا تقييم "أصحاب ولا أعز" أخلاقيًا.
يوضح "رامي" في تصريحات صحفية خاصة لـ "أراجيك فن": "تقييم الأفلام على منظور أخلاقي رؤية فاشلة وغير المقبولة، وهذا لا يمس النقد بصلة، ولا يجب أن ينساق الجمهور وراء تقييم الفيلم أخلاقيًا؛ فمَن لا يعجبه فيلمًا لا يراه بدلاً من ذلك، لأن الفن لا يلتزم بكود أخلاقي؛ المعايير الأخلاقية عادة تختلف بين المجتمعات والدول، وأحيانًا تنقسم الأكواد الأخلاقية داخل نفس الدول أيضًا".
"الفن خير محفز لإثارة التصادمات"...هكذا يؤكد "رامي" على ضرورة طرح المناقشات حول الأفكار المختلفة للمساهمة في إنتاج أفضل بعيدًا عن أحكام المجتمعات المتحفظة، لافتًا إلى أن هناك مثل هذه القضايا الاجتماعية المنتشرة بالفعل سواء فيما يخص المثلية الجنسية أو سلوكيات الخيانة والحقد بين الأصدقاء وغيره؛ جميعها أوبئة سائدة تعاني منها المجتمعات بالعالم ولا داعي لإنكارها.
جدل أصالة الفكرة وإعادة الطرح
"أصحاب ولا أعز" هو النسخة العربية من فيلم «Perfect Strangers» وتدور أحداثه حول عشاء يجمع 7 أصدقاء؛ لعبة واحدة تجمعهم وتكشف كل أسرارهم، حيث يضع الجميع هواتفهم المحمولة على الطاولة، بشرط أن تكون كل الرسائل أو المكالمات الجديدة على مرأى ومسمع من الجميع، وسرعان ما تتحول اللعبة التي كانت في البداية ممتعة وشيقة إلى وابل من الفضائح.
الجدل المثار بين مؤيدين ومعارضين، حول ”Remake" إي إشكالية أصالة الفكرة وإعادة الطرح لقصة الفيلم الإيطالية، وهُنا يرى رامي المتولى أنه جائز ولا غبار على ذلك، قائلاً: "المفاضلة بين توجه الاقتباس أو النقل بحذافيره يعود لاختيارات صناعه، أمًا التقييم يأتي على مقدار توفيقهم في صناعة عناصره".
فيما يقول محمد عبد الرحمن في حديثه لـ "أراجيك": "في رأيي أن النقطة الأضعف -دراميًا- في أصحاب ولا أعز أنه ليس مقتبسًا ولا ممصر، وإنما مترجم بالحرف وبالكادر من الأصل الإيطالي دون أي تدخل فاعل من الصانع العربي وهو أمر يشعر به سلبًا من شاهد الأصل ويجعل مَن لم يشاهده ويحكم أخلاقيًا على المحتوى الفني يشعر بالصدمة، هذا الفيلم -وقد أكون مبالغًا- دراما مستوردة مصنوعة بمستوى ترجمة جوجل، الأمر الذي جعل الأراء لا تنصرف إلى تكوين الشخصيات وأداء الممثلين الذين برعوا في شخصياتهم وبالأخص منى زكي وإياد نصار وجورج خباز وفؤاد يمين".
يتابع موضحًا: "ولماذا يصمم صاحب الأصل الأجنبي على عدم تدخل الدراماتورج بالتعديل وكأننا ننقل برنامج "ذا فويس"، لا فيلم بطولة شخصيات من لحم ودم ولا يمكن أن تتطابق في كل المجتمعات بنفس التفاصيل".
أمًا الناقد إيهاب التركي يرى أن ميزة سيناريو وحبكة الفيلم الإيطالي الذي حصل على عدة جوائز عالمية، إمكانية تقديمه في أى ثقافة وأى مجتمع، ولذلك رأينا عشرات النسخ للفيلم نفسه بلغات مختلفة، قائلاً: "ورغم تحيزى للأصل فالنسخة العربية مقبولة بشكل عام ولا أراها غريبة، كنت أتمنى بالطبع أن يكون أول إنتاج ناطق بالعربي لنتفليكس عمل أصلي بسيناريو عربي أصلي وليس مقتبسًا".
يشارك في بطولة "أصحاب ولا أعز" الذي يخرجه وسام سميرة ويأتي من إنتاجات "نتفليكس" الأصلية، نخبة من أبرز نجوم الوطن العربي؛ إياد نصار، ومنى زكي، ونادين لبكي، و عادل كرم، و دياموند بو عبود، و جورج خباز، و فؤاد يمين.
القضايا الجريئة في الأفلام
وعلى غرار الانتقادات التي وجهت للفيلم وصناعه، تعرضت النجمة منى زكي لهجوم بسبب مشاهدها الجريئة بالفيلم، بشخصية جديدة عما قدمته من قبل في أعمالها سينمائيًا وتلفزيونيًا، بينما وصفه أخرون بالدور الأكثر "نضجًا" بمشوارها الفني.
ظهور منى زكي ضمن فريق التمثيل لشريط سينمائي تدور تيمته حول عدة أصدقاء مقربين ومشاكلهم الاجتماعية والعاطفية يذكرنا ببطولتها لفيلم "سهر الليالي"، للسيناريست تامر حبيب والمخرج هاني خليفة، والذي تفاقمت أحداثه وتكشفت أسرار أبطاله بعد اجتماع (4 أصدقاء) في حفل عيد ميلاد، مفعمًا بأجواء الود كمثيلتها التي شعرنا بها في عشاء "أصحاب ولا أعز".
"سهر الليالي" وأصحاب ولا أعز" يناقشان القضايا الجريئة في العلاقات الاجتماعية، الأول عُرض في 2003 والثاني في 2022، كما احتوى على بعض الجمل الجريئة على ألسنة أبطالها منها ما قاله الفنان فتحي عبد الوهاب، مجسدًا شخصيته الدرامية الزوج الخائن بالفيلم "دمى بيجرى فيه كرات بيضة وحمرا ونسوان".
يوضح محمد عبد الرحمن أنه لا يوجد مقارنة بين "سهر الليالي" و"أصحاب ولا أعز"؛ لأن هناك اختلاف كبير في الجرأة والموضوعات، ويقول لـ "أراجيك": "هناك اختلافات الأول لم يقدم المثلية على الشاشة، كما كان هناك خلافات بين كل الأزواج، لكن لا يحتوي على خيانات متقاطعة، أو هجر زوجي كما طُرح بين إياد نصار ومنى زكي في الأخير".
البعض يرى أن "أصحاب ولا أعز" أكثر غرابة عن ثقافة المجتمعات العربية، وهو ما ينفيه الناقد إيهاب التركي، مشيرًا إلى أن منى زكي ظهرت بأدوار أكثر جرأة في أعمال أخرى، منها مشاهد مني زكي مع حسن الرداد في فيلم (إحكي يا شهر زاد).
ويقول ضمن حديثه لـ "أراجيك فن": "ليس أكثر غرابة، طول عمر الأفلام العربية تناقش قضايا الخيانة والعلاقات الجنسية خارج وداخل وحتى العلاقات المثلية ظهرت في أفلام مثل "عمارة يعقوبيان" وقبلها في "حمام الملاطيلي" في السبعينيات، ولكن الصادم بالنسبة للبعض هو استخدام لغة قوية غير مألوفة في الحوار بين الشخصيات، والذي تحدثوا به مثلما نراه في الحياة العادية "بدون فلترة"، ومجموعة الخيانات المتشابكة بفيلم يدور في مكان واحد وزمن قليل (عدة ساعات) هو الذي صدم البعض. إنما الفيلم لا يوجد به أى عري أو مشاهد جنسية".
جماهيرية العرض
بالمقارنة مع حالة المناقشات التي أثيرت مع طرح فيلم "سهر الليالي" وقتذاك، هل ساعدت السوشيال ميديا في زيادة الجدل وانتشاره بعد مرور 19 عامًا؟..يجيب "التركي": "بالتأكيد زادت من حدة أى جدل فني. وفي الماضي كانت الجماعات المتشددة تترصد الأعمال الفنية من خلال الخطب والتجمعات الدينية وللأسف أصبحت السوشيال ميديا ساحة شبيهة جدًا لما كان يحدث في الزوايا وبعض المساجد مع الأخذ في الاعتبار سهولة انتشار الأراء على مواقع التواصل الاجتماعي وتحولها إلى تريند".
وفي السياق ذاته، يتفق محمد عبد الرحمن مع ما تتسبب فيه السوشيال ميديا بإثارة الجدل، مفسرًا: "هذا يعود سببه لـ "المشاهدة المتزامنة" أي أن فئات كثيرة من المجتمع أصبحت تشاهد الفيلم وتعبر عن اَرائها في نفس الوقت، على عكس التتابع الزمني الذي كان يحدث قديمًا عندما يسبق أحدهما الأخر لمشاهدته. الاَن هناك حالة زخم بين التمهيد السلبي والإيجابي للجمهور قبل المشاهدة"، لافتًا إلى أن ذلك الجدل مفيد لكنه يعيبه إغفال المستوى الفني بعيدًا عن اَراء الخبراء، ربما تكون حالة مؤقتة ولا يتذكر أحد الفيلم بعد مرور عامًا أو أكثر.
وعن الشروط الخاصة بالسن المسموح به داخل قاعات السينما، وانفتاح المنصة وإتاحتها أمام مختلف الأعمار، يقول "التركي” :” نتفليكس فيها ضوابط وتصنيف عمري أيضًا، وممكن الأهل يتحكموا في مشاهدات أفراد الأسرة، لكن الأغلب يكسل في المتابعة والمراقبة، لأنه يعتبر أنه دور الرقابة وليس دوره. الحرية وعدم وجود رقابة أمر مزعج لأغلب فئات المجتمعات العربية لكن هذا هو الحاضر والمستقبل وعلينا التعامل معاه بالوعى والفهم الحقيقي لواقع إن العالم بالفعل أصبح مكانًا مفتوحًا على كل الأفكار والثقافات".
أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية
بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك
عبَّر عن رأيك
إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.