اكتشاف دير مسيحي عمره نحو 1400 عام في الإمارات العربية المتحدة

اكتشاف دير مسيحي عمره نحو 1400 عام في الإمارات العربية المتحدة
أحمد سعيد
أحمد سعيد

2 د

تم اكتشاف دير مسيحي قديم - ربما يعود تاريخه إلى سنوات ما قبل انتشار الإسلام عبر شبه الجزيرة العربية - في جزيرة قبالة ساحل الإمارات العربية المتحدة.

يلقي الدير الواقع في جزيرة سيناء، وهو جزء من مشيخة أم القيوين ذات الكثبان الرملية، ضوءًا جديدًا على تاريخ المسيحية المبكرة على طول شواطئ الخليج العربي. وهو ثاني دير يعود تاريخه إلى أكثر من 1400 عام تم العثور عليه في الإمارات العربية المتحدة.

في الوقت الحاضر، لا يزال المسيحيون يمثلون أقلية في جميع أنحاء الشرق الأوسط الأوسع، بالنسبة لتيموثي باور - أستاذ مشارك في علم الآثار في جامعة الإمارات العربية المتحدة، والذي ساعد في التحقيق في الدير المكتشف حديثًا - فإن الإمارات العربية المتحدة هي "بوتقة تنصهر فيها الأمم".

وقال: "حقيقة أن شيئًا مشابهًا كان يحدث هنا منذ ألف عام أمر رائع حقًا، وهذه قصة تستحق أن تُروى". إذ يعود تاريخ تأسيس الدير إلى عام 534 م

يقع الدير في جزيرة السينية، التي تحمي مستنقعات خور البيضاء في أم القيوين، وهي إمارة تبعد حوالي 50 كيلومترًا شمال شرق دبي على طول ساحل الخليج الفارسي.

في جزيرة السينية سلسلة من القضبان الرملية تنطلق منها مثل الأصابع الملتوية. اكتشف علماء الآثار الدير من جهة الشمال الشرقي للجزيرة. تأريخ الكربون للعينات التي عثر عليها في تأسيس الدير يعود تاريخه إلى ما بين 534 و 656 بعد الميلاد.

تحتوي الغرف على جرن معمودية، بالإضافة إلى فرن لخبز الخبز أو رقائق لطقوس الشركة. من المحتمل أيضًا أن يكون صحن الكنيسة يحتوي على مذبح وتركيب لنبيذ الشركة.

بجانب الدير يوجد مبنى ثانٍ به أربع غرف، من المحتمل أن يكون حول فناء - ربما منزل رئيس الدير أو حتى الأسقف في الكنيسة الأولى.

ذو صلة

يقول المؤرخون إن الكنائس والأديرة القديمة انتشرت على طول الخليج الفارسي حتى سواحل عمان الحالية وعلى طول الطريق إلى الهند. إذ وجد علماء الآثار كنائس وأديرة أخرى مماثلة في البحرين والعراق وإيران والكويت والمملكة العربية السعودية. ففي أوائل التسعينيات، اكتشف علماء الآثار أول دير مسيحي في الإمارات العربية المتحدة، في جزيرة صير بني ياس، والتي أصبحت الآن محمية طبيعية وموقعًا للفنادق الفاخرة قبالة سواحل أبوظبي، بالقرب من الحدود السعودية. وبالمثل، يعود تاريخه إلى نفس فترة الاكتشاف الجديد في أم القيوين.

ومع ذلك، قال باور إن الأدلة على الحياة المبكرة على طول مستنقعات خور البيضاء في أم القيوين تعود إلى العصر الحجري الحديث، مما يشير إلى استمرار السكان في المنطقة لما لا يقل عن 10000 عام.

عبَّر عن رأيك

إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّة واحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.

ذو صلة
متعلقات

كشف أسرار الهياكل الحجريّة الغامضة الّتي عُثِر عليها في المملكة العربية السعودية!

العثور على حاويات مستطيلة قديمة منتشرة في جميع أنحاء صحراء شمال غرب المملكة العربية السعودية، ممّا أثار حيرة علماء الآثار منذ السبعينيات.

كشفت عمليات التنقيب في مستطيل من الحجر الرملي يبلغ طوله 140 متر بالقرب من العلا في عام 2019 عن بقايا حيوانات، متجمعة حول لوح قائم من الحجر يُفسر على أنه مقدّس.

يُظهر التأريخ بالكربون المشعّ مجموعة من التواريخ، مما يشير إلى أن الموقع كان قيد الاستخدام لفترة طويلة من الزمن، من حوالي 5307-5002 قبل الميلاد، إلى 5056-4755 قبل الميلاد.


كشف تحليل حديث أنّ الهياكل الحجريّة الغامضة الّتي عُثِر عليها عبر الصّحاري الشّماليّة الغربيّة للمملكة العربيّة السّعوديّة كانت تُستخدَم لطقوس غير معروفة، بما في ذلك إيداع قرابين حيوانيّة، يُحتَمل أن تكون نُذراً لآلهة غير معروفة.

يعود تاريخ العبوات المستطيلة، المُسمّاة mustatils، إلى حوالي 7000 عام، وقد حيّرت علماء الآثار منذ السّبعينيّات. تم التعرف على أكثر من 1600 مستطيلات من خلال المسوحات الجوّية، ووجدوا أنّها تتكون من منصتين قصيرتين وسميكتين متّصلتين بجدران منخفضة يصل طولها إلى 600 متر، ولكن لا يزيد ارتفاعها عن نصف متر. عدم وجود الأسقف والجدران المنخفضة يجعلها غير مناسبة لمرافق التخزين أو حظائر الماشية.


كشفت التّنقيبات الّتي أجريت في مستطيل واحد عن ألواح حجرية قائمة ومزخرفة، بالإضافة إلى تناثر عظام الحيوانات، وتحديداً جماجم الحيوانات، المأخوذة من الماعز والغزلان والمجترّات الصّغيرة والماشية الدّاجنة.

تظهَر على العِظام علامات القطع والحرق، والّتي يعتقد الباحثون أنّها تشير إلى أنّ اللّوح الحجريّ كان "بيتيل"، وهو حجر مقدس يمثل إله أو آلهة الناس الذين عاشوا في المنطقة منذ آلاف السنين. يفترض الباحثون أن الأحجار الدائمة، أو البيتيل، كانت بمثابة وسيط بين الجنس البشري والإلهي، حيث كانت تعمل كوكيل أو مظهر من مظاهر إله / آلهة العصر الحجري الحديث أو فكرة دينية غير معروفة، والتي أودعت فيها العناصر الحيوانية كعروض نذرية.


يُظهر التأريخ بالكربون المشع للموقع مجموعة من التواريخ، مما يشير إلى أنه كان قيد الاستخدام لفترة طويلة من الزمن، من حوالي 5307-5002 قبل الميلاد، إلى 5056-4755 قبل الميلاد. علاوة على ذلك ، اكتشف الباحثون غرفة حجرية صغيرة مستطيلة بجوار رأس المستطيل حيث توجد غرفة بيتيل، تحتوي على رفات بشرية. هذه حجرة دفن قديمة، مبنية من ألواح من الحجر الرملي غير المشغول. كان المتوفى ذكراً بالغاً ربما كان يعاني من هشاشة العظام، لكن من كان ولماذا دُفن في المستطيل لا يزال مجهولاً.

عبَّر عن رأيك

إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّة واحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.

متعلقات