كيف تبني قائمة بريدية قويّة

كيف تبني قائمة بريدية قوية
ضيوف تِك
ضيوف تِك

8 د

مقال من إعداد: يوسف ماتيوس / بريطانيا

بالرغم من التطور الهائل في تقنيات التسويق الالكتروني، يظل البريد الالكتروني واحدًا من أفضل الطرق للوصول إلى الجمهور المستهدف على الانترنت. بل إن نسبة اكتساب العملاء عبر البريد الالكتروني زادت أربعة أضعاف في السنوات القليلة الأخيرة.

ولكن، يجب الانتباه، لأن التسويق عبر البريد الالكتروني ليس الطريقة المثلى للتواصل مع الناس الذين لا يعرفون من أنت ولا يريدون أن يسمعوا منك أو يقرأوا لك. ارسال الرسائل إلى قوائم بريدية عشوائية يعتبر مزعج أو “سبام”. والسبام سيعطل جهودك التسويقية وسيقوّض البزنس الخاص بك ولن يساعدك في النمو أو تحقيق الأرباح.

في هذا المقال سنعطيك هنا المعلومات التي تحتاجها من أجل بناء قائمة بريدية قوية وشرعية في نفس الوقت. بالتحديد، سأقوم بمناقشة كيف تبدو القوائم الجيدة، وكذلك القوائم الضعيفة، وما هي الخطوات التي يجب عليك اتباعها لتحويل تلك الضعيفة إلى جيدة.


كيف تبدو القوائم البريدية الضعيفة؟


هي إما مشتراة، مؤجرة أو مستعارة

قد يكون من المغري بأن تحصل على القوائم البريدية بالطريقة السريعة السهلة، أو كما يسميها البعض“الطريقة القذرة” عبر شرائها أو استعارتها من الشركات التي تبيع القوائم البريدية. ولكن إرسال الإيميلات إلى ناس ليس لديك بهم علاقة سابقة ولا يعرفون البزنس الخاص بك، سيسيء إلى سمعتك بشدة. ليس هذا فحسب، وإنما كذلك سيسيء إلى مقدم خدمة الإنترنت وأيضًا إلى صاحب أو شركة سيرفر إرسال الإيميلات الذي تستخدمه.

اعرف تماماً أن أي قائمة بريدية معروضة للبيع أو للإيجار ستكون وبكل تأكيد منخفضة الجودة. ثانيًا، الناس عادة لا تحب أن تتعرض للإزعاج. مستقبلي الإيميلات الذين اشتريت تفاصيلهم لا يتوقعون استقبال إيميل منك، ومن المرجح أنهم لا يريدون أن يستقبلوا إيميل منك في الأساس. معظمهم سيقوم بوضع علامة السبام على رسالتك، ومن ثم تسيء إلى مجموع “نقاط المرسل” الخاصة بالسرفرات Sender Score  التي ترسل منها. هذا أيضًا سيلوث سمعة عنوان الـ IP الذي ترسل منه، وهذا بالتالي يؤثر على إيميلاتك المستقبلية في الوصول إلى صناديق البريد الخاصة بعملائك.

بالإضافة إلى ذلك، ستصبح أنت مسوق مزعج.. وأنت أفضل من ذلك بكثير.


قديمة

عناوين الإيميلات الجيدة أشبه بالخبز: يغطيها العفن والقدم إذا تُركت فترة طويلة من الزمن. قواعد البيانات الخاصة بالبريد الالكتروني تقل قيمتها بنحو 22.5% كل عام، بفعل تغيير شركات الإيميلات، أو مقدم خدمة الإنترنت ISP، أو بسبب هجر الإيميل القديم وعدم استخدامه مجددًا. هذا واقع يواجهه كل مسوق عبر البريد الالكتروني وهذا يعني أنه عليك إضافة المزيد من الإيميلات ذات الجودة المرتفعة إلى قائمتك البريدية بشكل مستمر.


معدل الارتداد الخاص بها مرتفع High Bounce Rate

حينما يرتد إيميل ما، فهذا يعني أنه عاجز عن الوصول إلى الصندوق البريدي Inbox للمستخدم. معدلات الارتداد عادة ما تكون مرتفعة إذا كانت القوائم البريدية مليئة بعناوين البريد الالكترونية المشتراة وغير الصالحة، وهذه إشارة أخرى إلى مقدم خدمة الإنترنت ISP إلى أنك مسوق مزعج Spammy Marketer، ومن ثم سيكون من المحتمل أن يحظروا حسابك، فلا تستطيع توصيل رسائلك إلى الأبد.

ولكن ليست كل الارتدادات سيئة، لذا من المهم أن تمتلك القدرة على التمييز بين الارتدادات الناعمة والارتدادات القاسية قبل أن تقوم بإلغاء أي عنوان بريدي من قائمتك البريدية.

  • الارتدادات الناعمة Soft Bounces: على الناحية الأخرى، يتم تعيين مثل هذا النوع من الارتداد حينما يتم تسليم الرسائل البريدية بشكل متقطع. يتم هذا الأمر حينما يقوم أحدهم بتشغيل خاصية الرد الآلي على الإيميلات auto-responder، أو أن يكون صندوقهم البريدي ممتلئ بالرسائل. احتفظ بهم في قائمتك البريدية، ولكن راقبهم عن كثب. فإذا كان معدل ارتدادهم الناعم لا يقل – بل يزيد – فمن المحتمل أن يكون هذا العنوان غير نشط، وينبغي عليك حينئذ أن تقوم بحذفه من قائمتك البريدية.الارتدادات القاسية Hard Bounces: يتم تسجيلها حينما يتم اعتبار أحد الإيميلات غير قادر على الاستقبال بشكل دائم، وهو ما يحدث إذا تم إرسال الرسالة إلى عناوين بريدية غير صحيحة أو محظورة blocked. مقدم خدمة القوائم البريدية قد يقوم بحذف هذه الإيميلات من قائمتك البريدية بشكل آلي، ولكن قم بإعادة الفحص للتأكد، فهذا أمر شديد الأهمية والخطورة. اجتهد كثيرًا في أن تصل بمعدل الارتداد الخاص بقائمتك البريدية إلى أقل من 5%.

الآن أصبح لديك فكرة عما يجب ألا يكون متواجدًا في قامتك البريدية، دعنا الآن نلق نظرة على ما يجعل القوائم البريدية جيدة وفعّالة وقويّة.


كيف تبدو القائمة البريدية الجيدة؟


كيف تبني قائمة بريدية قوية

قائمة على أخذ تصريح من الزائر

استراتيجية التسويق عبر البريد الالكتروني الصحيحة قائمة على الحصول على تصريح من الزائر بأخذ بريده الالكتروني، أي تكون بالإذن. التسويق الوارد – Inbound Marketing  – والذي يشكل التسويق عبر البريد الالكتروني جزء منه، يهتم في الأساس ببناء الثقة، القيمة، والصلة. عبر إرسال رسائلنا البريدية فقط إلى الناس الذين أعطونا التصريح بإرسال مثل تلك الرسائل لهم، نحن نبني الثقة ونعزز المصداقية مع مشتركي قائمتنا البريدية وعملائنا المستهدفين.

الناس الذكية فقط في عالم التسويق هي من تبني قوائم بريدية مبنية على أخذ التصريح من الزوار قبل التسجيل، ولهم استراتيجيات معينة في بناء مثل تلك النماذج الجذابة، ومن ثم يشترك الناس في قوائمهم البريدية باختيارهم وبكامل حريتهم، بمعنى أنهم في مكان ما من موقعك أو ملحقاته سيتعرضون للسؤال للاشتراك في القائمة البريدية مقابل وعد بمحتوى قوي حصري وخاص لهم.


نموها طبيعي

القوائم البريدية الجيدة تم بناؤها بالتدريج، بدلاً من اللجوء إلى شرائها. أفضل طريقة لبناء قائمة بريدية هي عرض محتوى متميز مفيد وجذاب وذات صلة باهتمامات الزائر، وتدفعه إلى إعطائك معلوماته – التي تريد أخذها منه – في نموذج التقاط إيميلات خاص.


يتم إرسال الرسائل البريدية بشكل منتظم

لكي تحتفظ بقوائمك البريدية دائمًا نشطة ونظيفة، أنت في حاجة إلى إرسال رسائلك البريدية إلى أعضاء تلك القوائم بشكل منتظم، لأن القوائم البريدية تبلى مع الزمن من كثرة التجاهل. هذا يساعد على الاحتفاظ بعنصر التواصل مع مشتركي قائمتك البريدية ومن ثم يتذكرون دومًا أنهم قد اشتركوا معك. حتى عندما اختار الناس الانضمام إلى قائمتك البريدية، فلو لم تحافظ على معدل منتظم من التواصل معهم، ربما ينسوا أنهم قد اشتركوا يومًا في قائمتك البريدية.


كيف تقوم ببناء قائمة بريدية قوية؟


1) قم بتقسيم القائمة طبقًا لعمر العنوان البريدي

تقسيم القوائم البريدية التي لديك طبقًا لـ (منذ متى قام ذلك الشخص بالاشتراك في قواعد البيانات لديك) يجعلك تضع أولويات لإرسال الرسائل البريدية إلى مشتركي قائمتك البريدية بينما تلك البيانات طازجة لم يمض عليها الكثير من الزمن.

ابدأ بالتنقيب في أكثر القوائم لديك حداثة، وحدد عمر محدد للاشتراك لجهات الاتصال بها. لكي تفعل ذلك، قم بفعلها عن طريق التاريخ الذي قام فيه المشترك بالاشتراك، أو حسب آخر تفاعل قام به الزائر مع الرسائل المرسلة إليه، أو حسب تاريخ مصدر جهة الاتصال Contact’s source، أو أي مؤشر آخر مرتبط بالزمن.


2) قم ببناء استراتيجية خاصة لالتقاط البيانات والإيميلات

استراتيجيات مسك البيانات والإيميلات تسمح للناس بالاشتراك في قائمتك البريدية باختيارهم، وهذا بالطبع هو العنصر الأساسي الذي سيزيد من جودة قائمتك البريدية مع الوقت. الخطوة الأولى لإنشاء استراتيجية التقاط بيانات ناجحة هي إنشاء محتوى مفيد وحصري وأصلي من النوعية التي يبحث عنها الجمهور المستهدف، والتي توجه لهم رسالتك التسويقية، ونشره بشكل منتظم. الخطوة التالية هي إيجاد واستخدام الوسائل والأدوات التي بها تستطيع أن تطلب من الناس الاشتراك في قائمتك البريدية.

  • طريقة “السؤال” المباشر: وهي الطريقة المباشرة التي تطلب بها من الزوار الاشتراك في تحديثات موقعك عبر الإيميل، ولكن ليس مطلوب منها أن تفعل ذلك كي تستهلك هذا المحتوى. مثال رائع لهذا أن تضع مربع تأشير (√) في نموذج صفحة الهبوط تسأل الزائر فيه إذا كان يرغب في الاشتراك في مدونة الشركة.
  • طريقة “الطلب”: تتم هذه الطريقة من خلال عرض محتوى إضافي متميز مثل كتاب الكتروني، تقارير هامة، قوالب مجانية، من خلال نموذج يطلب البيانات الشخصية.

3) انشئ حملة تعيد التواصل مع أعضاء قائمتك البريدية

هل هناك جمهور ضخم من المشتركين يستقبل رسائلك البريدية عبر الإيميل، ثم لا يفتحها أو لا ينقر علي الروابط فيها؟ حسنًا.. هذا لا يعني أن جهودك التسويقية ذهبت سدى.

بدايةً، قم بتحديد عناوين البريد الالكتروني التي لا تُحدث أي نوع من أنواع التفاعل مع رسائلك لسنوات عديدة، ثم قم بحذفهم جميعًا، فهم حتمًا أحد الوسائل التي ستزيد من معدل بلاغات السبام التي تتلقاها. أرح عقلك وعملك من هذا الإزعاج المحتمل.

ثانيًا، حاول إعادة تنشيط بقية الإيميلات الموجودة في القائمة البريدية بعمل حملة إعادة ترابط Re-engagement Campaign. لكي تفعل ذلك، قم بإنشاء رسالة بريدية جذابة تعطي قرائك الاختيار الحر في الاشتراك بقائمتك البريدية، وإلا سيتم حذفهم من قائمتك البريدية بعد هذه الرسالة. استغل هذه الفرصة لسؤال مشتركي قائمتك البريدية أن يعطوك مردود حيوي Feedback عن طبيعة رسائلك التي يستقبلوها كذلك، ومن ثم يصبح لديك وعي أكبر في تهيئة حملات التسويق عبر البريد الالكتروني التي تصنعها، مبنية على اهتماماتهم واحتياجاتهم.


4) قم بحذف كل الناس غير المتفاعلين معك

ذو صلة

للأسف، حملة إعادة الترابط التي أطلقتها لن تعمل مع كل شخص.. لا تقلق، فحينما يأتي الحديث عن مشتركي قائمتك البريدية، فالجودة مقدمة على الكمية. معدل فتح الرسائل البريدية الخاص بك (أي التفاعل) سيزيد عندما تقوم بإرسال إيميلات إلى مجموعة من الناس يريدون بالفعل أن يفتحوا إيميلاتك، ويقرأوا ما تعرض لهم، ومهتمين به حقًا. بعد بعض من الوقت، قم بحذف كافة الإيميلات التي مازالت لا تفتح الإيميلات التي ترسلها لهم، ومن ثم ستحافظ على معدل التوصيلية Deliverability Rate الخاص بك على المدى البعيد.

نصيحتي: تأكد من أن قوائمك البريدية نظيفة بشكل كامل من المشتركين غير المهتمين قبل أن تقوم بإرسال الرسالة التالية لهم.

عبَّر عن رأيك

إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّة واحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.

ذو صلة
متعلقات

الكشف عن أسرار مصدر نهر النيل الذي كان لغزاً لآلاف السنين!

2 د

ظلّ مصدر نهر النيل لغزاً لآلاف السنين.

لنهر النيل مصدران رئيسيان: النيل الأزرق من إثيوبيا والنيل الأبيض من البحيرات الأفريقية الكبرى وما وراءها.

حاولت العديد من الحضارات البحث عن مصدر النيل، لكن نظام النهر المعقّد يجعل من الصعب تحديد أصل واحد.


يعتبر نهر النّيل من أطول الأنهار في العالم وأحد أهم الأنهار في مصر والمنطقة العربية. ومنذ القدم، كان مصدر المياه الذي ينبعث منه النّيل يثير اهتمام المصريّين القدماء، وحتى الآن لا يزال هذا السؤال غامضاً ولا يحمل إجابة واضحة. على الرّغم من التقدّم التكنولوجي والمعرفة الجيوفيزيائية، لا يزال أصل النّيل لغزاً حتّى يومنا هذا.

في حين أنّ الإجابة البسيطة هي أنّ للنيل مصدرين رئيسيّين -النّيل الأزرق من إثيوبيا والنّيل الأبيض من البحيرات الأفريقيّة الكُبرى وما وراءها- فإنّ منشأ النّيل أكثر تعقيداً ممّا يبدو.

حاول الرّومان القدماء العثور على منبع النّيل، وبمساعدة المرشدين الإثيوبيين، توجّهوا عبر إفريقيا على طول نهر النيل إلى المجهول. على الرغم من أنّهم وصلوا إلى كتلة كبيرة من المياه كانوا يعتقدون أنّها المصدر، إلا أنّهم فشلوا في النّهاية في حلّ اللغز.

قبل الرّومان، حرص المصريّون القدماء معرفة أصل النّيل لأسباب ليس أقلّها أنّ حضارتهم كانت تعتمد على مياهه لتغذية ترابهم وتكون بمثابة طريق مواصلات. فتتبّعوا النهر حتّى الخرطوم في السّودان، واعتقدوا أنّ النّيل الأزرق من بحيرة تانا، إثيوبيا، هو المصدر. وقد كانت رؤية النيل الأزرق على المسار الصحيح، ولكن لا يوجد دليل على أنّ المصريين القدماء اكتشفوا القطعة الرئيسية الأخرى في هذا اللغز؛ النيل الأبيض.

واليوم، تمّ الاتّفاق على أنّ للنيل مصدرين: النّيل الأزرق والنّيل الأبيض، يلتقيان في العاصمة السّودانية الخرطوم قبل أن يتّجه شمالاً إلى مصر. يظهر النّيل الأزرق من الشّرق في بحيرة تانا الإثيوبيّة، بينما يظهر النّيل الأبيض من حول بحيرة فيكتوريا يخرج من جينجا، أوغندا. ومع ذلك، حتى هذه المصادر هي أكثر تعقيداً ممّا تبدو عليه لأول مرة.

يوضّح المغامر الشهير السير كريستوفر أونداتجي أنّ بحيرة فيكتوريا نفسها عبارة عن خزّان تغذّيها أنهار أخرى، وأنّ النّيل الأبيض لا يتدفّق مباشرة من بحيرة ألبرت ولكن من نهر كاجيرا ونهر سيمليكي، اللّذان ينبعان من جبال روينزوري في الجمهورية الكونغو الديمقراطية. في نهاية المطاف، كما يجادل، يمكن تتبّع النّيل الأبيض مباشرة إلى نهر كاجيرا ونهر سيمليكي.

في الختام، ليس لنهر النّيل مصدر واحد، بل يتغذّى من خلال نظام معقّد من الأنهار والمسطّحات المائية الأخرى. في حين أنّ الفكرة اللّطيفة القائلة بإمكانيّة تحديد المصدر بدقّة على الخريطة هي فكرة جذابة، إلّا أنّ الحقيقة نادراً ما تكون بهذه البساطة.

حتى اليوم، لا يزال مصدر النيل لغزاً يثير إعجاب النّاس في جميع أنحاء العالم.

عبَّر عن رأيك

إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّة واحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.

متعلقات