تريند 🔥

🌙 رمضان 2024

تغييرات فيسبوك الجديدة … مارك زوكربيرج ينأى بنفسه عن الهجوم ويرمي الكرة في ملعب المستخدمين!

تغييرات فيسبوك الجديدة
مدثر النور احمد
مدثر النور احمد

5 د

يبدو أنّ مارك زوكربيرج سيعاني كثيرًا مع منصته للتواصل الاجتماعي فيسبوك، فمنذ مدة وتحديدًا في الانتخابات الأمريكية الماضية، وجد الرجل هجومًا ومعارضةً شديدين للسياسة المتبعة في منصته فيسبوك بشكل لم يتوقعه من قبل، وتم كيل الاتهامات للمنصة بشكل حاد لدوره في نشر الأخبار الكاذبة، وعدم فعل المنصة شيئًا للحد من هذه الموجة.

وبما أنّ مارك زوكربيرج قد عودنا – نحن متابعيه على فيسبوك – على وضع أهداف معينة في بداية كل عام يسعى لتحقيقها، وينشرها على حسابه على المنصة، فإنّ أهداف هذا العام 2018 أو بالأحرى الهدف الوحيد الذي وضعه لنفسه، ومن خلفه كتيبة المبرمجين والقائمين على الموقع هو محاربة الأخبار الكاذبة Fake News على منصة فيسبوك ولا شيء غيره.

وهذه قراءة وتحليل لما نشره مارك زوكربيرج على صفحته الرئيسية على فيسبوك وفائدته بالنسبة لك كمستخدم، وهل سيؤثر عليك أم أنّ هذا مجرد مناورة من زوكربيرج لتقليل الضغط عليه قليلًا.


ما الذي حدث بالضبط؟!

في العامين الماضيين لاحظت فيسبوك – كما تقول – أنّ الفيديو والمحتويات العامة الأخرى من الشركات والعلامات التجارية قد انتشرت بشكل لا يصدق على الفيسبوك، وما زاد الطينة بلة هو أنّ ما ساهم في انتشار هذه المحتويات التجارية هي المشاركات التي تحصل عليها سواءً بالإعجاب أو التعليق أو المشاركة من أصدقائِك وعائلتك، ويكون لها وجود كثيف على الصفحة الرئيسية News Feed مما حول المنصة بعيدًا عن الهدف الذي أُنشِئ من أجله وهو التواصل الاجتماعي مع بعضنا البعض، ومعرفة أخبار العائلة والأصدقاء ومشاركة اللحظات الشخصية.

وهذا ما جعل مارك زوكربيرج يكتب على صفحته على فيسبوك: “لقد تلقينا ردود فعل من مجتمعنا أنّ المحتوى العام – المشاركات من الشركات والعلامات التجارية ووسائل الإعلام – يُزاحم بشكل كبير مع اللحظات الشخصية التي تقودنا إلى التواصل أكثر مع بعضها البعض”.


إذًا ما هي التغييرات المتوقعة؟!

التغيير الأول والرئيسي الذي ستلمسه كمستخدم فيسبوك، هو صفحتك الرئيسية والمسمى بخُلاصة الأخبار News Feed، وسوف يتم تغيير الطريقة التي تقوم بها للتأكيد على “التفاعلات الاجتماعية ذات المغزى”، حيث يمكنك أن تتوقع رؤية المزيد من منشورات أصدقائك وعائلتك ومجموعاتك المشترك فيها.

وهذا يعني أنّك ستشاهد عددًا أقل من الأخبار، وتلك التي تشاهدها من المرجح أن تكون “جديرة بالثقة” بحسب وصف مارك مع التركيز على مصادر الأخبار المحلية، مع مواصلة محاربة الأخبار المزيفة باستخدام وسيلة جديدة هي استطلاعات يقوم بها مستخدمو فيسبوك أنفسهم؛ لتحديد مصادر الأخبار ذات الجودة العالية والموثوقة لمحاربة الصفحات التي تبُث الأخبار الكاذبة والمثيرة.


ما هو السبب الذي جعل مارك يضع هذا الهدف الشخصي؟!

مع نهاية الانتخابات الرئاسية الأمريكية تمت مواجهة فيسبوك، ومن خلفه المؤسس بالعديد والكثير من الاتهامات والتشكيك في نوعية الأخبار التي يتم تداولها على موقع فيسبوك، وأتت الضربة الكُبرى المؤثرة على مصداقية مارك ومنصته، بعد الكشف عن  عملية روسية محتملة أنفقت قرابة 100,000 دولار على آلاف الإعلانات التي تروج للرسائل الاجتماعية والسياسية المثيرة للانقسام خلال فترة الانتخابات الرئاسية الأمريكية الماضية.

عند الكشف عن هذه العملية الروسية، حاولت فيسبوك امتصاص غضب المستخدمين، ووسائل الإعلام بعزمها على تطوير وإدراج رمز مخصص يتم توفيره لمستخدمي المنصة للتأشير، وتنبيه مسؤولي فيسبوك بأنّ هذا الموقع أو الصفحة يبث أخبارًا كاذبةً أو غير موثوقة.

ولكن لاحقًا تم الاستغناء عن هذه الفكرة؛ لأنّ فيسبوك تخوفت بأن يتم استخدام هذه الميزة بشكل غير احترافي، مما يؤدي لغضب وسائل الإعلام الكبيرة ذات التوجهات المعينة إذا تم استخدام هذه الميزة ضدها في حالة اتحاد المعسكر المعارض لها لتأشير أخبارها بأنّها أخبار كاذبة في حين أن العكس يقول غير ذلك.


كيف ستتأثر كمستخدم بهذا التغيير الجديد؟!

ستكون صفحتك الرئيسية News Feed أكثر اجتماعيةً، وسترى مشاركات الأصدقاء والعائلة بشكل أكثر كثافةً، وسيتم تقليص كمية الأخبار بنسبة كبيرة على صفحتك الرئيسية تُقارب 4%، مما يتيح وصول المنشورات الشخصية والعائلية بشكل أكثر على صفحتك الرئيسية.

مع تأكيد فيسبوك بأنّ هذه التغييرات لا يهدف على التأثير مباشرةً أي مجموعات محددة من الناشرين على أساس حجمها أو أيديولوجيتها.


متى ستبدأ هذه التغييرات بالقدوم إليك؟!

بحسب إعلان مارك زوكربيرج فإنّ هذه التغييرات سوف تبدأ بالقدوم إلى صفحتك الرئيسية ابتدءًا من الأسبوع المقبل، وستشاهد محتوى عامًا أقل، بما في ذلك الأخبار والفيديو والمشاركات من العلامات التجارية، بعد هذا التغيير بحسب مارك من المتوقع أن تشكل الأخبار ما يقرب من 4٪ من خلاصة الأخبار – من 5٪ تقريبًا في اليوم – مع التأكيد بأنّ الأخبار ستكون دائمًا وسيلةً حاسمةً للناس لبدء المحادثات حول الموضوعات الهامة.

وذكر مارك بأنّه لمكافحة الأخبار الكاذبة حاول الاستعانة بخبراء خارجيين لوضع إستراتجية لهذا الأمر، ولكنه وجد أن هذا الأمر لن يشكل حلًا جذريًا وموضوعيًا.

لذلك، استعد عزيزي مستخدم موقع فيسبوك للمشاركة في أكبر تغيير يمكن أن تشهده المنصة منذ إطلاقها للعموم، ومشاركتك الهامة والجوهرية هو إبداء رأيك في استطلاعات رأي سيتوافد بشكل تدريجي على صفحتك الرئيسية News Feed.

تأثيرك سيكون في تحديد مصادر الأخبار، وإبداء رأيك في أنّ هذا المصدر يمكن الثقة به أم لا، فالأمر متروك لك أنت كمستخدم بشكل رئيسي لتحديد مصادر الأخبار الموثوقة، والتي يمكن لها أن تستمر بالظهور على المنصة بشكل عام وعلى صفحتك الشخصية بشكل خاص.


هل يمكننا الثقة بمارك ومنصته في مكافحة الأخبار الكاذبة؟!

الإعلانات هي المورد الرئيسي لفيسبوك في الاستمرار. لذلك، لا أعتقد أنّ مارك يمكنه العيش والحياة والاستمرار بدون هذا المورد الهام، فالجميع أصبح تواجده على فيسبوك ضرورةً لا يقبل النقاش لما يوفره من وصول سريع وعملي لأكثر من ملياري شخص من مستخدمي المنصة، فهل هنالك موقع يتوفر فيه هذا العدد من المستخدمين؟!

حديث مارك عن أنّ هدفه جعل المنصة أكثر اجتماعيةً، برأي ما هو إلّا تكتيك تم اتباعه لصرف الأنظار عن الاتهامات التي أصبحت تهطل كالمطر على المنصة في تغذيته للأخبار الكاذبة من الانتخابات الأمريكية، إلى انفصال بريطانيا عن الاتحاد الأوروبي، إلى ثوراتنا العربية التي كان الفيسبوك العامل المؤثر في انطلاقها.

ذو صلة

لذلك، أعتقد أنّ مارك قد مل وتعب من هذه الاتهامات حول منصته. لذلك، أراد إشراك مستخدمي الموقع في صناعة الحدث ورفع يده كُليًا عن تأثير منصته في هذه الجانب، أمّا عن الإعلانات فلا تعتقد عزيزي القارئ أنّها ستنقطع عن صفحتك الرئيسية، فخوارزمية المنصة لن ولم تنقطع عن بث الإعلانات لك، وستجد أنّ أرباح الشركة في الربع القادم أكثر مما يتخيله مارك نفسه، ففي النهاية فيسبوك أثبت بمرور الأيام أنّها مجرد شركة إعلانية حتى وإنت تظاهرت بأنّها منصة للتواصل الاجتماعي.

أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية

بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك

عبَّر عن رأيك

إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.

ذو صلة