تريند 🔥

🌙 رمضان 2024

الإنترنت الفضائي: انترنت حقيقي أم عالم مخادع كذاب؟

الإنترنت الفضائي
هادي هولا
هادي هولا

6 د

يدل وقع مصطلح “الإنترنت الفضائي” على تطور تقني كبير عادةً، فبمجرد أن تسمع كلمة “فضائي” ستشعر بأن الموضوع عظيم، فماذا يُخفي هذا المصطلح في طياته؟ وهل الإنترنت الفضائي تقنية مستخدمة اليوم؟ وهل سيتم استخدامه قريباً من قبل الجميع؟ وهل هو فعال حقاً؟

كل هذه التساؤلات وغيرها سنجيب عنها في مقالنا هذا، فإن كنت ممن تستهويهم هذه المواضيع، فاقرأ معنا السطور القليلة القادمة لنكشف الغموض عن هذه التساؤلات.


لمحة عامة عن الإنترنت الفضائي

لنبدأ بالتعرف على ماضي الإنترنت الفضائي، فإن فكرته بدأت فعلياً عام 1995 بعد إطلاق أول قمر صناعي أمريكي اسمه Space Way وتبعه بعدها عدة أقمار. وكانت الفكرة الرئيسية في هذا النوع من الإنترنت تكمن في استخدام الأقمار الصناعية لتبادل المعلومات بحيث يتم إرسال واستقبال المعلومات عبر القمر الصناعي باعتباره وسيلة تؤمن سرعة تبادل بيانات عالية جداً، مما يجعلها تمثل مستقبلاً مشرقاً لمستخدمي شبكة الإنترنت في كل أنحاء العالم.

لكن هذه التجربة مرت بعدة مراحل وخضعت لمجموعة من السلبيات في مقابل الإيجابيات التي قدمتها، وسوف نضيء على كل منها في مقالنا هذا. ولكن لنبدأ من تصنيف الإنترنت الفضائي إلى الأنواع الثلاثة التالية:

  • إنترنت فضائي عشوائي (غير قانوني)
  • إنترنت فضائي أحادي الاتجاه
  • إنترنت فضائي ثنائي الاتجاه
صحن فضائي

ولنبدأ بالتعرف على مبدأ عمل كل نمط من الأنماط السابقة:


الإنترنت الفضائي العشوائي

بما أن الفضاء المحيط بنا مليء بالبيانات التي يتم تبادلها (أي إرسالها واستقبالها) فلا بد من أن يكون هناك وسيلة للحصول على هذه المعلومات المتبادلة واستقبالها أو لنقل بمعنى آخر اقتناصها، ولكي تقوم بذلك لا تحتاج سوى لأمرين اثنين فقط وهما:

  1. كرت الستالايت
  2. برنامج تعتمد عليه لعملية اقتناص تلك البيانات

وكل هذا بدون أن تدفع أي مبلغ مالي فكل ذلك يتم بطريقة غير شرعية أي بالمختصر كسرقة! تتم عملية الإرسال من قبل القمر الصناعي عن طريق إشارات (مثل إشارات الراديو) وبالتالي يمكن لأي شخص ضمن المجال المحيط اقتناص تلك المعلومات والحصول عليها، وذلك بمجرد توفر المكونين السابقين اللذين تحدثنا عنهما منذ قليل، وما عليك كمستخدم سوى توجيه البرنامج ببعض المعطيات كحجم الملفات التي تريد الحصول عليها (تحميلها) ونوعها (صوت أو صورة أو سواها).

جاءت تسمية العشوائي من هنا حيث لن تتمكن من اختيار ما تريده بالضبط، بل ما ستحصل عليه هو ما يقوم الآخرين بإرساله واستقباله، فأنت تقوم بالتجسس على البيانات المتبادلة وسرقتها لتخزنها لديك وبالتالي فالعلمية عشوائية وغير منظمة وهذا طبعاً انعكاس لكونها مجانية وغير شرعية.

وهنا لا بد أن ننوه بأن كرت الستالايت هو عبارة عن قطعة داخلية تركب في الحاسب الشخصي (PC) عبر المنفذ PCI (ويوجد منه نموذج خارجي يركب عبر منفذ USB) ويحوي على منفذ لوصل كبل الستالايت عبرها. ولتحقق الاستفادة من كرت الستالايت في حالة الإنترنت العشوائي قلنا أننا بحاجة إلى برامج معينة، ولعل أبرز هذه البرامج:

  • SkyGrabber
  • Skynet

ومن البرامج الشائعة التي تستخدم الستالايت لمشاهدة القنوات الفضائية برنامج ProgDVB الشهير. عموماً ضع بحسبانك أنك هنا لن تستفيد حقاً من الأمر كخدمة إنترنت. بل سيكون كل شيء أشبه بشبكة محلية متخمة بالملفات عديمة القيمة وحتى البرمجيات الخبيثة.


الإنترنت الفضائي أحادي الاتجاه

وهذا النوع منتشر أيضاً بكثرة كما النوع الأول مع فروق رئيسية تبدأ من أنه شرعي وليس سرقة كما في النوع السابق، ولكن تكلفته بسيطة (فهو يحتاج إلى اشتراك) ويعمل وفق نمط وحيد (فهو حسب الاسم أحادي الاتجاه) وبالتالي العملية هنا إما عملية تحميل (Download) أو عملية رفع (Upload).

في عملية التحميل يتم استقبال البيانات عبر القمر الصناعي أما في عملية الرفع فأنت بحاجة إلى خط إنترنت (ADSL) لتقوم برفع البيانات (أي إرسالها). حيث يعتمد مبدأ العمل على تنسيق وتشارك لتحقيق عملية الإرسال والاستقبال عبر إنشاء شبكة وهمية تقوم بعملية الربط بين كرت الستالايت وبين خط الإنترنت (ADSL).

وهنا عندما يقوم المرسل بإرسال أمر ما (طلب صفحة معينة) فإن عملية الإرسال هذه تتم عبر خط الهاتف (عبر ADSL) إلى شبكة الإنترنت ليتم إرساله إلى محطة الشركة، فيتنفذ هذا الأمر وينتقل بدوره إلى القمر الصناعي وتُرسل المعلومات إلى المستخدم عبر كرت الستالايت (عن طريق اللاقط الموجود) وهنا لا بد أن ننوه إلى أن سرعة التحميل تتحكم بها الشركة التي قمنا بالاشتراك بالإنترنت الفضائي عن طريقها، أما سرعة الرفع فترجع إلى سرعة خط ADSL الموجود لدينا.


الإنترنت الفضائي ثنائي الاتجاه

وهذا النوع أيضاً من الأنواع الشرعية (أي المرخصة). عند طلب المستخدم لموقع ويب معين يتم الإرسال إلى القمر الصناعي عبر اللاقط الذي يقوم بدوره بإرسال المعلومات إلى محطة استقبال أرضية تابعة للشركة المسؤولة عن تزويد الإنترنت الفضائي، فيتم الإرسال إلى شبكة الإنترنت العادية ليتم تنفيذ المطلوب (عرض صفحة الويب) وبعدها يتم العمل بالاتجاه المعاكس (أي إلى المحطة الأرضية ثم إلى القمر الصناعي ثم إلى اللاقط) لتظهر الصفحة أمامك.

مشكلة هذا النوع أنه مكلف فهو يحتاج إلى معدات خاصة تقدمها الشركة التي نشترك بالخدمة عن طريقها فهنا نحتاج إلى لاقط خاص مسؤول عن الإرسال والاستقبال وأيضاً مودم خاص بالعملية السابقة.

ويبقى هناك تساؤل رئيسي بعد أن عرضنا كل ما يتعلق بأنواع الإنترنت الفضائي، ما هي السرعة التي يمكن أن تحصل عليها باستخدامه؟

كان الجواب في بداية الأمر مخيباً للآمال، فإنه كان يعطيك سرعة رفع تتراوح بين 50 و 150 كيلوبت في الثانية وسرعة التحميل تصل إلى ما يقارب 1.2 ميغابت في الثانية، فمن يسمع المصطلح في البداية سيعتقد أنه سيكون سريع جداً حتى أسرع من أي وسبلة متاحة حالياً للاتصال بالإنترنت. ولكن ذلك لم يستمر طويلاً ليتم تطويره حتى أصبحت شركة Viasat (وهي شركة مشهورة جداً بتقديم الإنترنت الفضائي) تقدم إنترنت فضائي تصل سرعته إلى 100 ميغابت في الثانية.

اقرأ أكثر: كل ما تحتاج لمعرفته عن مؤتمر سامسونج الأخير وهواتف جلاكسي اس 10 الجديدة


إيجابيات وعيوب الإنترنت الفضائي


الإيجابيات

  • يقدم هذا الإنترنت سرعات عالية مقارنةً بغيره من وسائل الاتصال بالإنترنت.
  • يمكن الاتصال بالإنترنت الفضائي من أي مكان في العالم.
  • ليس هناك حاجة إلى وجود خط هاتف في حال استخدام خدمة ثنائية الاتجاه.

العيوب

  • ثمن الاشتراك مرتفع جداً، عادةً ما يصل إلى 129 دولاراً أو أكثر شهرياً.
  • تؤثر عوامل الطقس على جودة الإنترنت بشكل كبير وفي العواصف أو السماء الغائمة قد تفقد الخدمة.
  • يحتاج إلى تجهيزات ومعدات إضافية مكلفة للغاية أي أن الاستثمار الأولي كبير جداً.
  • شركات الإنترنت الفضائي تفرض عليك حداً معيناً من استهلاك البيانات، وبعدها تصبح السرعة أبطأ (أي يخضع لمبدأ الاستخدام العادل).
  • لا يدعم بعض التقنيات مثل VPN.
ذو صلة

وفي الختام، يمكن القول بأن مستقبل الإنترنت الفضائي ما زال غامضاً نوعاً ما، فهو يتقدم بشكل ملحوظ ويمكن أن يكون الثورة المستقبلية في عالم الاتصالات. ولكنه يعاني حالياً من العديد من السلبيات التي أبرزها التكلفة المادية. فهل أنت مستعد لتجربته؟ شاركونا أراءكم في التعليقات!

أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية

بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك

عبَّر عن رأيك

إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.

ذو صلة