مراجعة هاتف Xiaomi 11T Pro – هل يستحق هاتف شاومي الجديد لقب برو؟

على الرغم من مرور عدة سنواتٍ على لقب قاتل الأجهزة الرائدة أو ما يعرف بـ”فلاجشيب كيلر”، إلا أن شاومي لم تتوقف عن تقديم هواتف لا تُماثل فقط الهواتف الرائدة في مواصفاتها وأدائها وجودة تصميمها، بل أيضاً تمتلك ميزاتٍ غير موجودةٍ حتى في أحدث الهواتف الأغلى ثمناً.

يأتي هنا دور عائلة T من شاومي والتي غالباً ما تقدم ميزاتٍ جديدةٍ تسرق الأضواء من الهاتف الذي يسبقها، وهذا بالضبط ما فعله هاتف شاومي 11 تي برو (لاحظ عدم وجود علامة Mi) الذي أطلقته الشركة بعد شهر من إعلانها عن التخلي عن علامة Mi التجارية، وبعد مرور ستّة أشهر على إطلاق هاتف الفئة المتوسطة شاومي مي 11 آي. يتقارب كلا الهاتفين في الكثير من المواصفات مع وجود فارقٍ كبيرٍ في استطاعة الشاحن، الأمر الذي قد يعتبره الكثيرون عاملاً حاسماً لتفضيل هاتف شاومي تي 11 برو على باقي المنافسين.

قد لا يكون من السهل بمكان تمييز هاتف شاومي 11 تي برو عن باقي الهواتف المنافسة من الجهة الأمامية، حيث أصبحت جميع الهواتف متشابهةً هذه الأيام بعد تبنّي أغلبها تصميم ثقب الكاميرا سواءً في منتصف الشاشة أو على يسارها.

يُصبح تمييز الهاتف أكثر سهولةً عند النظر إلى الجهة الخلفية بفضل إطار الكاميرات الكبير والمُشابه إلى حدٍّ ما تصميم كاميرات سَلفه شاومي مي 11 آي. يأخذ الإطار شكلاً مستطيلاً تتوضع الكاميرات فيه طُولياً مع وجود حلقةٍ لامعةٍ تُحيط بالكاميرات الطَرفيّة مانحةً إياها لمسةً جماليةً كما تُوصل للناظر إحساساً بالاحترافية.

يتوضع على الجانب الأيمن لهاتف شاومي 11 تي برو قارئ بصمةٍ سِعَوي، حيث قررت الشركة لسبب ما (لعله تقليل التكلفة) عدم استخدام قارئ بصمةٍ ضوئيٍّ أسفل الشاشة. لكن بجميع الأحوال، فالحساس المستخدم لقراءة البصمة ليس سريعاً في التعرف على إصبعك فقط، بل أيضاً يقع تحت ابهامك مباشرةً بشكلٍ طبيعي.

يمكنني القول إن شاشة هاتف شاومي 11 تي برو هي الجانب الأكبر الذي ساومت عليه الشركة مقابل الإبقاء على سعر الهاتف ضمن الحدّ المقبول، فبينما كانت شاشة هاتف مي 11 أحد أبرز الجوانب بيعه، نجد الشركة هنا تركز أكثر على الكاميرات والبطارية.

لا يعني الكلام السابق أن شاشة الهاتف سيئة، بل هي أكثر من كافيةٍ لتأمين تجربة استخدام جيدة، لكنها لسيت أفضل تجربةٍ يمكنك الحصول عليها من هواتف شاومي.

الشاشة نوع AMOLED بقياس 6.67 إنش وبدقة 2400×1080 بيكسل، وهي الدقة التي تحصل عليها في أغلب الهواتف التي تنتمي إلى نفس الفئة السعرية، كما أن دقة 1080 كافيةٌ للاستخدام اليومي العادي كون معظم الألعاب وتطبيقات مشاهدة الفيديو المباشرة تدعم هذه الدقة فقط.

تدعم الشاشة معدل التحديث المتغير 120 هيرتز والثابت 60 هيرتز، بمعنى أنك لو اخترت معدل تحديث 60 هيرتز سيبقى المعدّل ثابتاً طوال فترة الاستخدام، بينما لو كنت تفضل معدل التحديث المرتفع 120 هيرتز سيتغير المعدل بين 120 و 90 و 60 هيرتز تبعاً للاستخدام بهدف توفير الطاقة. وبالمقارنة مع الهواتف الرائدة الأغلى ثمناً كما في هواتف سامسونج على سبيل المثال، تستطيع الشاشة خفض معدل تحديثها إلى 10 هيرتز فقط في بعض حالات الاستخدام كالقراءة مثلاً وذلك لتوفير أكبر قدرٍ من الطاقة.

لا تدعم الشاشة تقنية HDR10 و +HDR10 فقط، بل أيضاً تقنية Dolby Atmos التي كانت حكراً على هواتف شاومي الأغلى ثمناً مثل مي 11 ألترا و ميكس 4. أما درجة سطوع الشاشة الأعظميّةٍ تصل إلى 1000 nits مما يمكنك من استخدامها بكل وضوحٍ في جميع ظروف الإضاءة وحتى تحت أشعة الشمس المباشرة.

إن كنت من متابعي أخبار التكنولوجيا، فلن يكون نظام الكاميرات الثلاثي لهاتف 11 تي برو غريباً عنك، فقد رأيناه سابقاً في هاتف مي 11 آي وريدمي نوت 10 برو وحتى في الإصدار الأول من هاتف مي 11 -مع اختلافٍ بسيطٍ في الكاميرا عريضة الزاوية. يتألف نظام الكاميرات من كاميرا رئيسية بدقة 108 ميجا بيكسل، وكاميرا ثانوية عريضة الزاوية بدقة 8 ميجا بيكسل، وكاميرا أخيرة بدقة 5 ميجا بيكسل نوع telemacro لتصوير الأجسام القريبة.

تستخدم الكاميرا الرئيسية حساس Samsung ISOCELL HM2 بدقة 108 ميجابيكسل، ويعتمد تقنية Nona-Bayer التي تعمل على دمج المعلومات الضوئية القادمة من 9 بيكسلاتٍ في بيكسل واحد كبير، مما يؤدي إلى تحسين الصور المُلتقطة خصوصاً في ظروف الإضاءة الخافتة كما يلعب دوراً أساسياً في تقليل حجم الصورة الملتقطة.

تلتقط الكاميرا افتراضياً صوراً بدقة 12 ميجابيكسل، لكنها تتيح ايضاً التقاط صورٍ بالدقة الكاملة 108 ميجا بيكسل لتحصل على صورةٍ فائقة الدقة للمشهد الذي تراه أمامك وبحجم صورةٍ كبيرٍ جداً دون خسارة أي تفاصيل ناتجةٍ عن المعالجة اللاحقة للصورة، ما يمنحك بدوره مرونةً أكبر إذا ما رغبت بإجراء تعديلات لاحقة على الصورة باستخدام البرامج الخاصة.

أما في الكاميرا عريضة الزاوية، فقد استخدمت الشركة حساس SONY IMX355 بدقة 8 ميجا بيكسل. تلتقط الكاميرا صوراً قريبةً من صور الكاميرا الرئيسية، إلا أنها قد تخسر بعض التفاصيل في بعض ظروف الإضاءة نتيجة الدقة المنخفضة نسبياً.

أما الكاميرا المقربة ذات 5 ميجا بيكسل فهي الأفضل بين جميع المنافسين، وتتفوق عليهم في إظهار التفاصيل الدقيقة للأجسام التي تصوب الكاميرا نحوها، وسيجدها هواة التصوير ميزةً إضافيةً ممتعة الاستخدام.

تدعم كلا الكاميراتين الرئيسية وعريضة الزاوية الوضع الليلي، وهو مُفعّلٌ افتراضياً في كليهما، حيث تتعرف الكاميرات تلقائياً على ظروف الإضاءة المحيطة وتُفعّل الوضع الليلي تلقائياً عند الحاجة مع اتحاة امكانية تفعيله يدوياً. تبلي الكاميرا الرئيسية أداءً جيداً في التقاط صورٍ ليليّةٍ واضحةٍ وغنيّةٍ بالتفاصيل تتمتع بألوانٍ طبيعيةٍ مع أقل قدرٍ من الضجيج.

بالانتقال إلى الجهة الأمامية من الهاتف نجد كاميرا بدقة 16 ميجا بيكسل، وهي اكثر من رائعةٍ في التقاط جميع أنواع صور السيلفي خصوصاً في وضع البورتريه

يأتي هاتف شاومي تي 11 برو بمعالج Snapdragon 888 القوي لكنه ليس الأحدث، حيث أعلنت Qualcomm عن معالج +SD 888 قبل الإعلان عن الهاتف بوقتٍ قصير. توفر شاومي أيضاً عدّةَ نُسخٍ من الهاتف بذاكرةٍ وسعةٍ تخزينيةٍ مختلفة هي 8/128، 8/256 و 12/512 جيجابايت.

يضمن معالج SD 888 أداء جميع المهام بسرعة وسلاسة عاليتَين، لكنه -ولسببٍ غير معروفٍ- لم يعط أرقاماً قريبةً من باقي المنافسين أثناء اختبارات الأداء، حيث سجل على منصة Geekbench 5 نقاطاً تتراوح بين 2787 و 3058 متأخراً عن شقيقه مي 11 ألترا الذي سجل 3500 نقطة.

معالج SD 888 ليس فقط أحد أقوى المعالجات الموجودة حالياً، بل أيضاً أكثرها انتاجاً للحرارة، وبالتالي قد تعاني الهواتف من مشكلة الاختناق الحراري إن لم يكن نظام التبريد الخاص بها فعالاً. أظهرت الاختبارات خسارة هاتف 11 تي برو لما يقارب 50% من قوة معالجته عند إجراء اختبارات الأداء الثقيلة والمُكثّفة نتيجة تخفيض المعالج لأدائه في سبيل الحفاظ على حرارة الهاتف ضمن حدودها المقبولة.

من الجدير بالذكر أن اختبارات الأداء تكون كثيفةً جداً، كما أن الحِمل الثقيل الذي تُطبقه على المعالج هو حملٌ غير فعليٍّ ويفوق ما يحتاجه أي برنامجٍ أو لعبةٍ مهما كانت كبيرة. أما أثناء الاستخدام اليومي الفعلي، فيقدم الهاتف أداءً سلساً وسريعاً في جميع الحالات وحتى عند تشغيل أضخم الألعاب.

لعلّ بطارية هاتف شاومي 11 تي برو هي أكبر الأسباب لتفضيل الهاتف على غيره من المنافسين، حيث يأتي الهاتف ببطاريةٍ باستطاعة 5000 مللي أمبير ساعي وهي استطاعةٌ كبيرةٌ نسبياً في أي هاتفٍ ذكي، لكنك ستحتاجها بكل تأكيد إذا ما أخذنا بعين الاعتبار جميع التقنيات الجديدة الشرهة للطاقة مثل الشاشة الكبيرة ذات معدل التحديث المرتفع والجيل الخامس من الاتصالات والكاميرا بدقة 108 ميجا بيكسل.

تمدّ البطارية الكبيرة الهاتف بالطاقة ليومٍ كاملٍ حتى تحت الاستخدام المتوسط، لكن إن كنت ممن يقضون وقتاً طويلاً في استخدام الهاتف للألعاب الضخمة أو التقاط الصور واعتدت شَحن الهاتف في منتصف اليوم فلا تقلق، فالشاحن فائق السرعة ذو 120 واط والمُرفق ضمن صندوق الهاتف يُزوّد الهاتف بـ 70% من الطاقة خلال 10 دقائق، وبـ 100% خلال 17 دقيقة فقط.

لا يدعم هاتف شاومي 11 تي برو الشحن اللاسلكي وبالتالي لن تحصل على تقنية الشحن العكسي بكل تأكيد، حيث قررت الشركة توفير بعض التكلفة على حساب هذه الميزة. لكن في المقابل ستحصل على شاحن 120 واط ضمن صندوق الهاتف في حين تفرض عليك أغلب الشركات شراء شاحنٍ منفصلٍ إذا رغبت بسرعة شحنٍ أعلى.

بدأ الطلب المُسبق على هاتف شاومي 11 تي برو بالفعل، في حين سيتاح الهاتف في الأسواق في الأول من تشرين الأول/أكتوبر بسعرٍ يبدأ بـ 830 دولاراً تقريباً لنسخة 8/128 جيجابايت، بينما سيتوجب عليك دفع 970 دولاراً للحصول على ضعف السعة التخزينية.