فيلم Mortdecai .. ضربة ثالثة قاسية لمسيرة جوني دب المميزة!

يعتبر جوني ديب من نجوم هوليوود الكبار، سواء بأدواره المختلفة المتنوعة أو بسحره الذي لا ينتهي على الشاشة الكبيرة، لكن مثل جميع الممثلين جوني ديب قادر أيضاً على صنع الأفلام السيئة، حيث شاهدنا في الفترة الأخيرة تمثيله ومشاركته في بطولة فيلمين لم يحققا إلا الفشل الذريع سواءً على النحو المادي أو النقدي، ليأتي الآن أحدث أفلامه Mortdecai ليرفع من رقم العدّاد إلى ثلاثة، عبر خيبة جديدة كان بطلها في هذه السنة جوني ديب.

لا أعرف من أين أبدأ تحديداً، من قصة الفيلم السخيفة أم من الشخصيات الفارغة؟ حيث تمحوّر أو أنتج الفيلم العديد من العناصر السينمائية الفاشلة في ظل محاولات يائسة لصنع أمر مميز، حيث تم إضافة طابع غريب على الفيلم بشكل عام، لكن دون أي فائدة، بل عاد هذا الطابع بالسوء على الفيلم من عدة نواحي ليجعلك متسائلاً ما هذا الذي يحصل في خطوات ولمسات ليس لها أي ضرورة في ابتعاد كبير عن مفهوم المتعة أو الجودة السينمائية.

أفضل 10 أفلام في مسيرة عبقري الشاشة الكبيرة إدوارد نورتون

حظي جوني ديب بشخصية غريبة جديدة له، من أجل إضافتها لعالم خاص به من الشخصيات اللامنطقية في الكثير من الأحيان، لتعود مرة أخرى الغرابة وتجعلك تبتعد أكثر ما يمكن عن الإعجاب أو الاهتمام بهذه الشخصية، لن أحكم على أداء جوني ديب ولكن اختياره لهذه الشخصية كان أمراً مأساوياً فهي بدورها غير مثيرة أبداً للاهتمام، مملة، وأيضاً فارغة لتنضم إلى شخصيات أخرى لم يكن لها أي تأثير إيجابي على الفيلم قامت مجموعة من الممثلين الرائعين بلعب أدوارها.

يعمل فيلم Mortdecai على تقديم مادة كوميدية حقيقية لكنه أبعد ما يمكن عن الكوميديا المميزة، ليس مضحكاً أبداً وجزء كبير من هذا الأمر كان من المفترض استعارته من أداء ديب لكن شخصيته تماماً لم تساعد في ذلك، بل في الواقع ممل كثيراً أو حتى تجد الفيلم غبياً في الكثير من المناسبات ولا يستحق المشاهدة دون أدنى شك، قد يمتلك الفيلم عدة لحظات مميزة أو تقريباً ثلاثة، لكن الباقي بأكمله يمكن التخلّص منه نظراً لكميّة الضجر الهائلة الذي سيصنعها فيك.

فيلم The Voices .. لوحة كوميدية سوداء بامتياز وفرصة لإنعاش نجومية رايان رينولدز

يرتكز فيلم Mortdecai في الحقيقة على الأكشن والحركة، ليس على الكوميديا، ولكن أيضاً لا يمكن أبداً الاعتماد على هذه النقطة في الفيلم ذو الإخراج العادي وفي الواقع العادي جداً عندما يأتي الأمر لمقاطع الأكشن، في غياب أي نظرة خاصة أو مميزة للكاتب الشهر ديفيد كويب ومحاولاته الإخراجية هذه، والتي صنعت نقطة سوداء في مسيرته لن يلام عليها بالقدر الذي سيلام عله كل من كتّاب الفيلم إيريك أندرسون وكايريل بونفيجليولي بسبب تقديمهم لهذا النص الباهت اليائس.

عكل حال يعتبر هذا الفيلم من التجارب السينمائية التي عليك الابتعاد عنها، فآخر ما تريده هو عدم تقبّل جوني ديب مرة جديدة على الشاشة الكبيرة، وشخصيته “أو دوره” كانت سيئة لهذه الدرجة، محاولات فاشلة متكررة في طرح الكوميديا الغائبة بشكل تام عن النص أو عن أحداث الفيلم، أكشن ستتفاجأ بمعرفتك أنه أساس الفيلم، وأهم من ذلك كله قصة غبيّة سخيفة تمتد لفترة 107 دقائق تقريباً ولن تثير اهتمامك لمرة واحدة حتى بالرغم من إضافة بعض الأبعاد التاريخية والقليل من اللاشيء في هذه الحالة.

مقامر يحبّ الخسارة .. فيلم The Gambler

يتحدث الفيلم عن شخصية تدعى تشارلي مورتديكاي (جوني ديب) وهو تاجر أعمال أو تحف فنيّة شهير، يصبح محط أنظار العديد من الجهات بما فيهم تاجر أعمال فنيّة روسي، قوات الـ MI5 البريطانية ومجرم دولي عند اختفاء واحدة من اللوحات الشهيرة في المجال الفنيّ، تجري هذه الأمور أثناء اقتراب وضعه الماديّ من الهاوية بالإضافة إلى مشاكل مع زوجته بسبب شاربه الجديد، فكيف سيتعامل مع هذه المشاكل بأكملها؟

شارك في بطولة هذا الفيلم إلى جانب جوني ديب (راوي القصة) بالطبع كل من غوينيث بالترو التي تلعب دور زوجة تشارلي جوانا، لدينا أيضاً بول بيتاني حارس تشارلي الشخصية جوك، مع ظهور للنجم ايوان ماكجريجور كعميل الـ MI5 مارتلاند المغرم بزوجة تشارلي جوانا، يشهد الفيلم أيضاً ظهور كل من أوليفيا مون، جوني باسفولسكي، مايكل كولكن وجيف غولدبلوم. كان الفيلم مقتبساً عن قصص مصورة على الأغلب لن يتم الاستعانة بها مرة أخرى.

تم تدمير فيلم Mortdecai من قبل النقّاد وهو أمر ليس أبداً بالمفاجئ، من ناحية أخرى لم يستطع تحقيق أي إيرادات تُذكر حيث وصلت عالمياً إلى (30 مليون دولار) أي تقريباً نصف مقدار ميزانية الفيلم الضخمة في هذه الحالة (60 مليون دولار)، أرقام ليست مفاجئة أبداً في ظل المستوى المتدني الذي فرضه الفيلم على المشاهدين في الواقع حتى أعمال جوني ديب السابقة الشهيرة لم تساعده ولو حتى قليلاً في المجال المادي هذه المرة، ليتم التركيز فقط على أحدث أعماله السينمائية.

لماذا يحدث هذا مع ممثل موهوب وقادر على امتاع المشاهدين مثل جوني ديب؟ هل بسبب اختياراته الخاطئة أم القليل من سوء الحظ؟ تحدثنا مطولاً أن جوني ديب لم يحظى بشرف الفوز بجائزة الأوسكار لحدّ الآن وإذا تابع المشاركة بأفلام من هذه المستوى على الأغلب لن يحظى أبداً بهذه الفرصة، لكن نظراً إلى تاريخه الحافل سأقول أنها فترة مؤقتة وسيعود جوني ديب إلى القمة!

ماذا عنكم، ما رأيكم بهذا الموضوع؟ أو الفيلم بشكل عام؟ شاركونا أفكاركم عن طريق التعليقات..