شاهد فيلم قصير عن علي نصري شمص … بابلو اسكوبار العربي

فيلم وثائقي تلفزيوني قصير أنتجه برنامج “BBC Pop Up” التلفزيوني من ابتكار شبكة بي بي سي، عن تاجر مخدرات لبناني، ربما لم تكن تعرفه أو قد سمعت عن اسمه من قبل، وربما ستتعجب عما يفعله وما بإمكانه فعله، فهو يمتلك مزرعة كبيرة للمخدرات حيث يزرع الحشيش ومن ثم يبيعهُ، ويوجد لديه كمية ليست بالهينة من الأسلحة والعتاد الصغيرة والثقيلة تكفي للدفاع عنه في أحلك الظروف.

يأخذنا “بنيامين زند” مراسل عن شبكة BBC الإخبارية في زيارة لإحدى القرى الجميلة في وادي البِقاع في لبنان، لنتعرف على أحد أكبر تجار المخدرات في البلاد، ويكشف لنا كيف تساعد الحرب في سوريا التي تبعد بِضع كيلومترات عن قريته في ازدهار زراعة وبيع الحشيش.

اللبناني علي نصري شمص، والذي هو أشبه بتاجر المخدرات الكولومبي بابلو اسكوبار، أو روبن هود – كما يدعي هو! – بسبب بيعه للحشيش وإعطاء المال للفقراء، يدير مزرعة مخصصة لزرع المخدرات – الماريوانا ربما – بقرية في وادي البِقاع في لبنان القريبة من الحدود السورية، بكميات كبيرة في ظل ظروف الحرب في سوريا.

نعم الحرب التي مرت على حدوثها أكثر من 6 سنوات والتي راح ضحيتها الآلاف، حيث يقول شمص بأنّ الأزمة السورية أفادته بشكل كبير، فالكثير من الناس يعملون (يزرعون) في هذا المجال، ولم تكن الحال هكذا قبل الحرب.

وقال علي نصري شمص مستهزئاً “حينما تصدر أوروبا وأمريكا الإرهاب لنا، نحن بدورنا سنقوم بإصدار وبيع الحشيش لهم”، إذا كان هذا حقاً ما يفعله، أعتبره -شخصياً – فكرة ساذجة ويزيد الطين بلة، الإرهاب والحشيش وجهان لعملة واحدة، كلاهما يلحقان الأذى والدمار للشباب والمستقبل أينما كان، وكل ما يحملانه هو البؤس والظلام.

الكل يُراود عقله ذلك السؤال كيف بإمكانه إيصال المخدرات التي يزرعها إلى بلاد أوربا أو أمريكا والإفلات من الدولة والشرطة في لبنان؟ هذا ما كان يريد “بنيامين زند” أن يعرفه، لكن علي نصري شمص وجد لكل سؤال جواب ولكل مشكلة حلها، حينما قال: “90‎%‎ من الناس الذين نتعامل معهم يقبلون الرشوة، هذا ما سيجعله بالتأكيد بابلو اسكوبار الجديد”.

كما قال الجنرال شمس الدين الذي يدير إحدى مراكز الشرطة في العاصمة بيروت، أسلحة كبيرة وصغيرة يمتلكها علي نصري شمص ويقول: “أستخدمها ضد داعش في أكثر الأحوال، وأدافع فيها عن نفسي إذا ما قامت الحكومة بالتقدم نحوي”.

وحينما سأله “بينجامين زاند” “ربما الحكومة مشغولة بسبب الحرب السورية لهذا لا يفعلون شيئاً حيالك” يُجيبه علي نصري شمص وهو يحمل واحداً من أسلحته: “الحكومة لم تفعل أي شيء قبل وبعد الحرب السورية”، ويضيف إلى جملته نحن العشائر هنا في البِقاع شعارنا:

هذه الأشياء جعلت من لبنان تُعرف كأكثر الدول تصديراً للحشيش، خاصة في وادي البِقاع حيث المزارعين يفلتون من العقاب، أو بالمعنى الأصح أنّهم لا يفلتون لأنّهم لا يعاقبون أصلاً.

بعد مشاهدتك للفيديو ستعرف ما أعنيه عن أطنان من الحشيش!

مزارع كبيرة على مرمى البصر بشكل لا يصدق، وكل هؤلاء يزرعون ويبيعون بمنتهى السهولة، يقول لنا شمص عندما يسأله مقدم البرنامج “هل عمل الحشيش في لبنان قانوني؟” فيجيب بشكل بسيط: “الحكومة هي غير القانونية، الحكومة اغتصبت قانون الدولة، ونحن هم الشرعيون”.

كل هذا يتيح لهم الفرصة في جني ملايين الدولارات سنوياً، وكما قال شمص عن الربح الذي يجمعه من بيع الحشيش: “نربح سنوياً ما بين مليون ونصف المليون دولار”، وهذا كله بدعم من المليشيات المسلحة.

الشيء البائس الذي اكتشفناه في هذا الفيلم، أنّ الحرب السورية المحزنة يستفاد منها الكثيرون من تجار المخدرات، وتجار الدم حول العالم، ومن بينهم سيد المخدرات كما تم وصفه، علي نصري شمص.