تريند 🔥

🌙 رمضان 2024

هل يمكن للسينما أن تغيّر حياتنا نحو الأفضل؟

أفلام شهيرة
مقالات الضيوف
مقالات الضيوف

4 د

مقال بواسطة عمر الحمدي

السينما، الأفلام.. هذه الأشياء التي قد يعتقد البعض أننا نضيع وقتنا فيها، لكن من جهة نظري أنا ووجهة نظر البعض، هي أداة ووسيلة فعالة للتغيّر الحضاري، لتغيير أفكار الإنسان ومعتقداته نحو الأفضل، أعرف أنها قد تعمل في الاتجاه المعاكس، هي في الأخير أداة تُستخدم للخير أو للشر، بحسب ما يريد صنّاع السينما والأفلام.

وعندما تبتعد الأيادي البيضاء والعقول الخيرة عن تلك الأداة، فإن الأيادي الأخرى تستلمها، وتمضي بها لتحقيق مآربها، وفي كلا الحالتين صناعة السينما باقية وتزدهر يوماً بعد يوم، تنتشر أكثر وأكثر ليس فقط عبر دور السينما، لكنها اليوم اصبحت تنتشر عبر الانترنت والحواسيب الشخصية والهواتف المحمولة، أنت الخاسر إذا قررت أن تتعامى وتتجاهل وتدير ظهرك لها بدلاً من الاستفادة منها واستخدامها في الصالح والنافع.


بعض الأفلام وليس جميعها

شخصيات من أفلام الرعب

ليست كل الأفلام جيدة، ليست كلها تستحق المشاهدة، يُضيّع البعض منها فعلاً وقتك أثناء مشاهدتها، والبعض قد يكون له آثار سلبية، وخاصة أفلام العنف والرعب، تلك التي تجعل من الجريمة والقتل أمراً بسيطاً، يمضي البطل في مغامرته ويقتل 2 على الطريق و3 في الزقاق و10 في الحانة، استهتار بحياة الانسان بشكل هائل، ورسائل سلبية خطيرة تعمل على برمجة العقل في اتجاه الاستهانة بحياة هذا الإنسان، طبعاً لست أقصد بالتأكيد تلك النوعية من الأفلام.

إنما أقصد نوعية الأفلام الأخرى، الدرامية في الغالب، التي تحكي لنا قصة الإنسان من مختلف جوانبه، تفتح لنا مدارك جديدة وأبواب سرية تقودنا إلى دهاليز هذا المخلوق العجيب المكرم، نعيش معها تجربة فريدة قد لا يسمح لنا العمر أن نعيشها بأنفسنا، توصلنا إلى نتائج معرفية وقناعات عقلة لم نكن لنصل إليها بأنفسنا لصعوبة الطريق أو لعدم وجود الفرصة، تمضي بنا في الماضي البعيد لتغنينا عن قراءة عشرات الكتب التاريخية، تساعدنا على فهم الآخر، على التواصل مع الآخر، على محبة الآخر.

لقد أصبحنا اليوم نعيش في قرية صغيرة بفضل الانترنت والتقنية الحديثة، نشارك آرائنا مع الآخرين ونساهم في صناعة محتوى له قيمة، بإمكانك اليوم الوصول لأفضل الأفلام ومعرفة ما يستحق المشاهدة فعلاً، بواسطة التقييمات الجماعية للأفلام والمراجعات النصية التي يتركها الآخرون، لست مضطراً أن تجرب حظك مع أي فيلم تنوي مشاهدته، يمكنك اختيار الأفلام الجيدة بعناية، موقع IMDB يعطيك تصوّر مبدأي عن جودة الفيلم بواسطة التقييم العام وعدد المقيمين له، يمكنك مشاهدة الإعلان وقراءة التعليقات والوصف المختصر، وفي النهاية ستقرر أي الأفلام يستحق أن يستقطع ساعتين من وقتك الثمين.


التأثير على الأفكار والمشاعر

لقطة من فيلم The Shawshank Redemption

هنالك نوعين من التأثير تتركه بعض الأفلام فينا، يتعلّق الأول بالأفكار والثاني بالمشاعر، التأثير على الأفكار مهم جداً في صناعة الوعي العام، قد يفعل الفيلم الواحد ما لا تفعله 100 خطبة أو موعظة، قد يوصل الفيلم رسائل خفية تجعل العقل يفكر في الأمر من زوايا مختلفة، ويبدأ يعيد حساباته ويراجع معتقداته التي قد تكون خاطئة أو بحاجة إلى إصلاح، قد يثير الفيلم بركان من التساؤل يتبعه تفكير عميق وبحث جاد حتى نصل إلى حقائق كانت غائبة عنا، قد وقد وقد، الأمر يطول شرحه، الأمر الأكيد أن بعض تلك الأفلام تغيّر فعلاً أفكارنا نحو الأفضل.

أما التأثير الآخر فهو التأثير على المشاعر، على الحالة النفسية، تلك الحالة التي يجب أن تكون في وضعية جيدة تسمح لك بالمضي قدماً في هذه الحياة بشوق وشغف، المشاعر التي يجب أن تكون ايجابية إذا أردنا النجاح والفلاح، بعض الأفلام الجيدة تترك فيك طاقة إيجابية تستمر لعدة أيام وتدعمك في مسيرة الحياة الصالحة.

أذكر عندما شاهدت فيلم The Shawshank Redemption لأول مرة، لقد كان من أروع الأفلام التي تركت في نفسي أثراً إيجابياً كبيراً، أتذكر كيف أن قلبي كان قد امتلأ بالأمل بعد الانتهاء من الفيلم، لقد عادت لي أحلامي القديمة وبدأت أراها سهلة التحقيق، تحتاج المسألة إلى صبر واستمرار في المضي نحو حلمك يوماً بعد يوم، لقد دعمني ذلك الفيلم بطاقة إيجابية لم أتمكن من إخفائها عن ملامح وجهي وعن تصرفاتي في تلك الأيام.


لنمضي في هذه الرحلة

لقطة من فيلم Into the Wild
ذو صلة

لقد كنت فيما مضى مثل الكثير من الناس، بعيد عن الأفلام، كنت أعتقد أنها مضيعة للوقت، وأن فيها الكثير من السلبيات، نعم صحيح، فيها سلبيات، لكن، هل تخلو الحياة منها، هل يمكن أن نجد أي شيء أو أي نشاط في هذه الحياة ليس فيه أي سلبي 100% أو يمكن أن يستخدم في ذلك من قبل البعض، كل شيء فيه وفيه، هذه هي الحياة، وإلا لما كان هنالك ابتلاء واختبار، وظيفتك أيها الإنسان أن تنتزع اللب الصالح من الوعاء الفاسد، وأن تصنع من الليمون الحامض عصيراً حلواً رائق.

لقد اكتشفت أن في بعض الأفلام عوالم أخرى غير العالم الذي نعيش فيه، اكتشف أن بعض الأفلام قد تساعدني على اكتشاف نفسي من جديد واكتشاف الآخرين، اكتشف أنني كنت أعيش حياة بسيطة وأنا بعيد عن القراءة وعن مشاهدة الأفلام، أما اليوم فأنا لست فقط مشاهداً بل كاتباً أعبّر بقلمي عن تلك العوالم الأخرى الغائرة في أعماق بعض تلك الأفلام..

أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية

بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك

عبَّر عن رأيك

إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.

والله أبدعت … سلمت أناملك

مقال جميل … شكرا للكاتب

ذو صلة