جينات التمثيل واقعية، ممثلين مبدعين عرب وعالميين يملكون صلة قرابة

يُعرف التمثيل بأنه تقمص للشخصيات الدرامية وتجسيد ملامحها وصفاتها المكتوبة في نص السيناريو على أرض الواقع، تحتاج مهنة التمثيل في الدرجة الأولى للموهبة الفنية، فليس بمقدور أي شخص أن يُصبح ممثلًا نجاحًا، ولهذا السبب تلجأ المعاهد المسرحية في العالم لامتحان قبول من أجل اختبار قدرات الطلاب الفطرية لتدريبهم فبما بعد على اللياقة في الإلقاء والحركة.

لم يعد تدريب الممثل في بداية القرن العشرين يقتصر على إمكانياته الفيزيولوجية في الحركات الجسدية والصوت فقط بل امتد لتنمية طاقاته الانفعالية، والروحية، والحسية، والفكرية. يجب أن يتمتع الممثل بالجاذبية الطبيعية والكاريزما حتى يصدقه الجمهور، سنتكلم في هذا المقال عن جينات التمثيل الواقعية وسنذكر أهم الممثلين المبدعين العرب والعالميين الذين يملكون صلة قرابة.

أحد أعلام مصر العظيمة، إمبراطور الكوميديا المصرية الذي أمتع جمهور الوطن العربي لسنوات عديدة، كانت مسرحياته بفترة معينة أحد أهم المعالم السياحة في مصر، هو الفنان المصري الوحيد الذي استطاع الحفاظ على قمته الفنية لحوالي الربع قرن. بالإضافة لنجاحه بمهنة التمثيل حاول الزعيم عادل إمام استثمار أولاده في الفن، فقام بغرس حب الدراما والسينما فيهم منذ طفولتهم المبكرة، ليصبح ولديه رامي ومحمد إمام من أهم شباب السينما، رامي إمام أحد أهم مُخرجي جيله، أما محمد إمام فيُعتبر من ممثلين الصف الأول في التلفزيون والسينما.

محمد إمام هو أصغر أبناء الفنان عادل إمام ولد عام 1984 بالإضافة لاكتسابه موهبة التمثيل منذ الصغر حصل على تشجيع والده، حيث شارك مع والده بواحد من أهم أفلامه وهو فلم كراكون في الشارع، بعد تخرجه من الجامعة الأمريكية اختار محمد إمام أن يكون ظهوره الفني الأول بعيدًا عن والده، حيث ظهر مع الفنان المصري فاروق الفيشاوي بمسلسل كنايا وشركاه، ليقدم بعد ذلك أدوار عديدة إلى جانب والده كمشاركته بمسلسل صاحب السعادة، ومسلسل فرقة ناجي عطا الله.

انطلاقته الفنية المميزة كانت من مشاركته بفلم عمارة يعقوبيان، حيث أدى شخصية مميزة جدًا، وبعد ذلك شارك بفلم حسن ومرقص إلى جانب والده والفنان الراحل عمر الشريف، وكانت أول بطولة مطلقة له بفلم البيه رومانسي، لتستمر نجاحاته بعد ذلك في الدراما والسينما، قدم العديد من الأفلام الرائعة كفلم كابتن مصر، وفلم حلم عزيز، وفلم جحيم في الهند، وفي التلفزيون قدم الكثير من المسلسلات كمسلسل لمعي القط، ومسلسل دلع البنات.

سنتحدث الآن عن العائلة الفنية التي غيرت المصير الفني في الهند، بدأ أميتاب باتشان المُلقب بالأسطورة الهندية مسيرته الفنية في القرن الماضي، إلى أن أصبحت عائلته المؤلفة من زوجته وابنه وزوجة ابنه أحد أهم أسباب تطور وتقدم السينما الهندية، لمع اسم الأسطورة أميتاب باتشان في التمثيل، والاستعراض، والغناء، والرقص، وهذا ما جعله ينال شهرة كبيرة منذ بداية السبعينيات والتي امتدت إلى يومنا هذا، حيث قدم أكثر من 170 فيلمًا فمسيرته الحافلة بالنجاحات جعلته من أعظم ممثلين بوليوود وأكثرهم تأثيرًا.

أما زوجته جايا بهادوري فتميزت بملامحها البسيطة وجمالها المتواضع، لم يصدق الجميع حقيقة ارتباط أميتاب باتشان بها إلى أن أعلن رسميًا زواجه منها، تُعتبر علاقتهم واحدة من أروع العلاقات في تاريخ بوليوود، فتميزت جايا بعلاقتها الهادئة مع زوجها. وبالرغم من كونها ممثلة بارعة إلا أنها فضلت عائلتها على التمثيل، فظهرت بأدوار منتقاة إلى جانب زوجها أميتاب.

ابنه أبهيشيك باتشان الذي ورث وسامة، وجاذبية، ومهارة والده بالتمثيل، دخل لعالم التمثيل عام 2004 بعمر 28 ليأثر قلوب الجميع، حقق نجاحًا كبيرًا بعد مشاركته بفلم Doom، وقع أبهيشيك بحب الممثلة الهندية آيشواريا راي بعد مشاركتهم بالجزء الثاني من فلم Doom تزوجا عام 2007 لتنضم المرأة الأجمل في العالم لعائلة باتشان. قدمت آيشواريا أول أدوارها في عام 1997، تميزت بروحها الفكاهية وجمالها، وفي عام 2000 حقق فيلمها Josh إلى جانب شاه روخ خان نجاحًا كبيرًا وتخطت إيراداته 700 مليون روبية.

الشقيقتان الفنانتان سامية وصباح الجزائري مواليد دمشق، دخلت سامية إلى عالم التمثيل قبل شقيقتها بحوالي العشر سنوات تقريبًا، هما الثنائي الأقدم والأشهر في الدراما السورية، وبالرغم من اختلاف الأدوار والشخصيات التي يقدماها الشقيقتان إلا أنهما حققتا نجاحًا باهرًا في التمثيل. اتجهت الأخت الكبرى سامية الجزائري للأعمال الكوميدية حيث لمع اسمها بمسلسل عيلة خمس نجوم، والأجزاء الأخرى منه ولُقبت بسيدة الكوميديا. أما الأخت الأصغر صباح الجزائري فاتجهت للأعمال الدرامية واشتهرت في الآونة الأخيرة بشخصية إم عصام التي تقدمها بمسلسل باب الحارة. اجتمعت الشقيقتان ببداية مسيرتهما بمسرحية غربة إلى جانب العديد من فنانين الدراما السورية كالفنان دريد لحام، والفنان ياسر العظمة، والفنان الراحل عمرو حجو.

يُعد الممثل الأمريكي إيريك روبرتس أول من دخل عالم التمثيل من هذه العائلة حيث حقق عدة نجاحات في الثمانينيات بالإضافة لترشيحه لنيل جائزة الأوسكار عن فلمه Runaway Train عام 1985 وهذا ما شجع شقيقته جوليا روبرتس على التمثيل.

شاركت جوليا ببطولة العديد من الأفلام كفلم Pretty Woman والفلم الذي نالت عنه جائزة أفضل ممثلة Erin Brockvich بعد ذلك صُنفت كأشهر ممثلة في هوليوود. بعد ذلك دخلت إختهم ليسا إلى عالم التمثيل والغناء وشاركت أختها جوليا في عدة أفلام كفلم Mon Lisa Smile وفلم Eat Rray Love . بالطبع لن ننسى إيما روبرتس ابنة الفنان إيريك التي شاركت عمتها جوليا بفلم Valentine’s Day بالإضافة لتقديمها العديد من الأفلام الرائعة كفلم Palo Alto .

في النهاية نستطيع القول أن جينات التمثيل تنتقل وتنتقل معها الموهبة الفطرية بالإضافة إلى الموهبة المكتسبة التي يحصل عليها الفنان لنحصل في النهاية إلى خبرة ودقة في الأداء تبهرنا دائمًا في الأعمال المعروضة.