أفلام فشلت في إقناع الجمهور والنقاد بحداثة سينما الـ CGI.. وإليكم الأسباب!

يقول العالم العظيم توماس أديسون :" فقط لأن شيئاً ما لا يفعل ما خططت له أنت أن يفعل، فهذا لا يعني أنه عديم الفائدة"..  لقد أصبح التطور التقني الهائل الذي شهدته البشرية خلال الأعوام الأخيرة واضحاً على كل الأصعدة كل ما تخيله العقل البشري تحول إلى أمر واقع بحت.

ما كان محض خيال علمي قبل عشرين عاماً أصبح واقعاً ملموساً معتاداً، نظارات تخلق واقعاً افتراضياً أجهزة صغيرة تربط العالم ببعضه البعض؛ سماؤنا المزدحمة بمئات الأقمار الصناعية، لقد تغير عالمنا دون شك، وقد نالت السينما حصتها الخاصة من التطور التقني وأصبحنا نسمع مصطلحات مثل كاميرات Imax وأفلام الـ 3D وبالطبع الـ CGI.

إنها التقنية التي اكتسحت عالم الفن السابع تقنية Computer Generated Imagery؛ أي الصور المولدة بالحاسوب والتي يمكن أن نطلق عليها اختصارًا CGI التقنية التي تولع بها مخرجوا هوليوود.

لقد أصبحت الـ CGI منتشرة في كل مكان سواء في أفلام الأبطال الخارقين أو في أفلام الخيال العلمي الجميع يريد CGI في عمله؛ ونادراً ما ترى فيلمًا خالياً منها في السنوات الأخيرة، بل إن بعض المخرجين يتفاخرون بعدم استعمالها مثلما فعل كريستوفر نولان في فيلمه الأخير Oppenheimer الذي أعلن وبفخر أنه خال تماماً من أي مؤثرات بصرية خاصة. 

إن هذه التقنية ليست بالحداثة التي قد تتوقعها إذ إن أول استخدام معروف لها كان تحفة هيتشكوك الرائعة Vertigo عام 1958 في افتتاحية الفيلم، لكن أول فيلم يستخدم الـ CGI ضمن أحداث العمل فقد كان فيلم Westworld عام 1973 منذ ذلك الحين تطورت هذه التقنية حتى أصبح الاستغناء عنها صعباً. 

يمكن القول إن الـ CGI تقنية ثورية في عالم الفن السابع دون شك؛ إذ إنها سمحت لمبدعيه بخلق عوالم خيالية مذهلة لإمتاع الجمهور وأصبحت جزءاً أساسياً من الصناعة اليوم، لكنها وكأي تقنية أخرى سلاح ذو حدين ينبغي الحذر عند التعامل معه حيث يمكن استخدامها لابتكار وخلق عوالم لا تصدق وأفلام تحطم شباك التذاكر  أو يمكن لها أن تكون سببًا لفشل الفيلم لو لم تستخدم كما يجب.

إن تقنية الـ CGI رائعة بالفعل لكنها مكلفة جداً وصعبة بشكل لا يصدق؛ لذا فإن وجود الأخطاء عند استخدامها هو أمر شائع يمكن التغاضي عنه، لكن بعض الأفلام أساءت استخدام هذه التقنية بشكل محبط وتحولت إلى سبب لفشلها أحياناً.

الأمر لا يتعلق بتلك الأخطاء التي لا تقدر سوى العين الخبيرة على رصدها بل بأخطاء كارثية يمكن لطفل اكتشافها، في الواقع ورغم كل التطور التقني الذي طرأ على هذا المجال إلا أننا لا نزال نشهد أفلاماً احتوت كوارث بصرية غير قابلة للوصف جعلت تجربة المشاهدة مزعجة للغاية خاصة هذا العام الذي احتوى كوارث بصرية مؤسفة.

اليوم في "أراجيك فن" نقتحم هذا العالم المثير ونقدم لكم مجموعة من الأفلام المتنوعة التي امتلكت CGI كارثياً جعلها عرضة للنقد والهجوم الجماهيري من مبدأ استخدمه جيداً أو لا تستخدمه في الأساس فلنبدأ معًا..

لا شك أن فيلم DC هذا نال قسماً وافراً من النحس والحظ السيء لكن أسوأ ما حدث له كان الخلاف المفاجئ بين زاك سنايدر وإدارة الشركة بعد الانتحار الصادم لابنته فقررت دي سي استبداله بجوس ويدون الذي أراد أن يصبغ الفيلم بنظرته الفنية الخاصة بشكل أقل ظلامية.

وطالب بإعادة تصوير واسعة النطاق لكن لسوء حظه كان سوبرمان مشغولاً بعمل آخر غير التحليق في الأجواء حيث كان هنري كافيل بطلاً من أبطال Mission Impossible Fallout  ملزماً بإبقاء شاربه طليقاً، ولحل هذه المشكلة قام صناع الفيلم بإزالة الشارب بواسطة الـ CGI لكن النتيجة كانت فظيعة.

إذ بدا شكل هنري غريباً ملطخاً، الأمر الذي حول الفيلم إلى نكتة لأسابيع عديدة في الإنترنت وخلق حالة جدل واسع بين أوساط محبي عالم دي سي السينمائي الذين عجزوا تماماً عن تجاوز منظر هنري كافيل المربك.

إنه القنفذ الأزرق خارق السرعة الذي أغرمنا به جميعاً في طفولتنا لكنه لم يمتلك أبداً نسخة حية مما جعل الحماس مرتفعاً لرؤية القنفذ المحبوب الذي يحمل وجوده الكثير من الحنين إلى الأيام القديمة.

لكن ردود الفعل على التريلر الأول كانت كارثية دون شك؛ إذ كان شكل سونيك غريباً للغاية كانت أبعاد الوجه غريبة كما أن الفراء المستخدم جعله أشبه بقطة غاضبة مرعبة.

لحسن الحظ امتلك صانعوا الفيلم بُعد نظر جيد وقرروا تأجيل مشروعهم بضعة أشهر لإعادة تصميم الشخصية بشكل جذري الأمر الذي جعل الفيلم يحقق أرقام إيرادات مرتفعة رغم بعض أخطاء المؤثرات التي يمكن التغاضي عنها، هذه نتيجة حتمية لاستماع الصناع لجمهورهم الذي يشكل أساساً لأي نجاح.

عندما ظهر فيلم The Matrix للمرة الأولى كان عملاً مذهلاً دون شك حبكة مثيرة للتفكير تسلسلات قتال مذهلة وطبعاً مؤثرات بصرية لا تضاهى.

كان هذا النجاح الأسطوري للفيلم هو ما شجع مخرجه لصنع جزء ثانِ لم يلاق النجاح نفسه للأسف بل إن أحد مشاهده الأيقونة تحول إلى نكتة عالمية.

لا شك أنك رأيت هذا المشهد كثيراً نيو في مواجهة مئات النسخ من العميل سميث الجاهزين لتدميره، كان المشهد أسطورياً دون شك لكن يصعب حقاً عدم ملاحظة انخفاض مستوى تقنية الـ CGI فيه إذ كان شكل نيو غير إنساني بطريقة غريبة.

كما يمكن لك بسهولة رؤية أين تبدأ الشاشة الخضراء وأين تنتهي إضافة إلى ضعف دقة غريب يجعل المشهد خارجاً من لعبة Play station 2 حسب رأي الجمهور الذي لم يستطع التغاضي عن هذا الخطأ الفاحش، لكن ومع هذا كله يبقى الفيلم واحداً من أساطير السينما الذي يصعب حقاً أن يتكرر.

تعتبر سلسلة المومياء وحتى يومنا هذا واحدة من أمتع سلاسل المغامرات إذ احتوت كل شيء الإثارة والتشويق والجرعة الملائمة من الرعب والخوف إضافة إلى طاقم العمل الأسطوري المكون من بريندن فريزر وراتشيل وايز.

كانت أحداث الفيلم الثاني عودة المومياء تدور بعد عشر سنوات من الفيلم الأول حيث يعود الشرير امنحوتب مجدداً ليعكر صفو عائلة أوكونيل ويسعى لإطلاق العنان للملك العقرب.

رغم إن الفيلم كان ممتعاً مسلياً إلا أن التغاضي عن شكل دواين "ذا روك" جونسون كان صعباً حقاً إذ بدا شكل دواين الذي كانت مسيرته كمصارع في WWE في أوجها غريباً للغاية لدرجة يصعب عليك تعرفه.

لقد كانت مشاهده كالملك العقرب مرعبة بسبب سوء المؤثرات التي حولته إلى هجين مشوه نصف إنسان ونصف عقرب بدقة مماثلة لدقة لعبة فيديو فاشلة، حتى إن شكل وجهه كان ضبابياً غريباً رغم ميزانية الفيلم العالية إلا أن صناعه فشلوا فشلاً ذريعاً في استخدام تقنية الـ CGI بطريقة غير الكارثية على أقل تقدير.

أعاد الفيلم الذي أخرجه كينيث براناه الحياة لواحدة من أشهر روايات أغاثا كريستي وأكثرها غموضاً، كان الفيلم مزيجاً من الغموض والتشويق وسحر مصر لكن ومع ذلك لاحظ عدد كبير من المشاهدين أن هناك خطأ ما في المشاهد الطبيعية التي من المفترض بها أن تدور في النيل العظيم.

إن أبرز ميزات تقنية الـ CGI هو القدرة على خلق عوالم خيالية أو حتى عالم حقيقي دون الاضطرار للسفر ذلك لتقليل التكاليف وهو ما حدث في الفيلم؛ إذ تم تصوير المشاهد الخارجية أمام شاشة خضراء لكن المشاهد نفذت بطريقة غير الصحيحة.

الأمر الذي جعل الصورة ضبابية غريبة تبدو أشبه بفردوس ميلتون أكثر من الطبيعة المصرية الساحرة خاصة عندما تخطو شخصية إيما ماكي على سطح القارب؛ حيث تظهر الشاشة الخضراء واضحة جداً للعيان وهو ما كان بالإمكان تفاديه برحلة سريعة إلى مصر الحقيقية.

رغم كل الانتقادات التي وجهت إليها لا يمكن إنكار الشعبية الواسعة التي حازت عليها سلسلة الشفق خاصة بين فئة المراهقين، وقد كان الجزء الأخير من السلسلة واحداً من أكثر الأفلام انتظاراً لقد أنجبت بيلا طفلة وكادت أن تموت أثناء الولادة لكنها تمكنت من التحول إلى مصاصة دماء في آخر لحظة، لذا فقد كان الجمهور متشوقاً بشدة لرؤية بيلا الجديدة وطفلتها أيضاً.

في الواقع تمتلأ سلسلة Twilight بأخطاء المؤثرات البصرية الكارثية لكن تصميم الـ CGI الخاص بطفلة بيلا وإدوارد كان فظيعاً بشكل لا يمكن التغاضي عنه من المفترض أن الطفلة مزيج من البشر ومصاصي الدماء لكن الـ CGI جعلها مخلوقاً كابوسياً خارجاً من عوالم ديفيد لينش، حتى أشد معجبي السلسلة حماساً لن يستطيع التغاضي عن هذه الكارثة البصرية التي جعلتنا نتنفس الصعداء لأن الطفلة كبرت بسرعة خيالية.

كانت فترة التسعينات وبداية الألفية الجديدة فترة تعج بسحر التقنيات الحديثة الحواسيب والهواتف وبالطبع المؤثرات البصرية الخاصة التي جعلت صناع الأفلام مقتنعين أن بإمكانها تحويل أشد أحلامهم جموحاً إلى واقع بصري، لقد اعتقد عدد كبير من المخرجين أن هذه التكنولوجيا الجديدة ستمكنهم من تحقيق وإخراج كل الأشياء المجنونة التي قد تخطر ببالهم لكنهم كانوا مخطئين بشكل مؤسف وفيلم جيمس بوند Die Another Day برهن على هذا وبقوة.

كان الفيلم هو آخر أفلام بيرس بروسنان كجيمس بوند ويعد من كلاسيكيات السلسلة من المعروف أن أفلام جيمس بوند تعجّ بالمبالغات والمشاهد الخالية من أي منطق لكن المشهد الذي يسقط فيه بوند على نهر جليدي ويتزلج بواسطة مظلته الشراعية على موجة قطبية عملاقة كان مزيفاً بشكل واضح وسخيفاً للغاية كما أنه تحول إلى نقطة ضعف لا يمكن تجاهلها جعلت منه في يوم آخر أضعف فيلم يقدمه بروسنان كجيمس بوند الذي تحول إلى نكتة عالمية لا تزال متداولة حتى اليوم يبدو أنه حتى جيمس بوند يمكن أن يقع في فخ التقنيات الحديثة 

يعد هذا الفيلم في نظر الكثير من النقاد والجمهور أفضل أفلام ويل سميث، حتى لو لم تكن شاهدت الفيلم من قبل فإنك وبدون شك شاهدت المشهد الشهير لويل مع كلبه.

يلعب سميث في الفيلم دور الدكتور روبرت نيفل العالم الذي يبدو أنه آخر ناج في مدينة نيويورك التي تحول كل سكانها إلى مصاصي دماء متوحشين بسبب فايروس أصابهم.

نال الفيلم إشادات واسعة لكن مظهر مصاصي الدماء كان غير قابل للتجاهل، لقد بدوا مخلوقات غريبة مشوهة بسبب سوء استخدام الـ CGI لإنشائهم إذ كانوا مخلوقات ضبابية خرقاء الحركة مما أفسد التوتر الذي يفترض بهم خلقه وتحولوا إلى نقطة ضعف قوية في العمل الأمر الذي أثار استياء عدد كبير من المشاهدين المغرمين بالفيلم والعاجزين عن التغاضي عن سخافة منظر وحوشه.

كان الإيرلندي فيلماً منتظراً بشدة كأي فيلم لسكورسيزي في الواقع خاصة بعدما انتشرت أخبار تفيد باستخدام المخرج الكبير لتقنية تمكنه من تصغير أعمار أبطاله.

لقد وقع سكورسيزي في فخ الولع بالتقنيات الحديثة دون إدراك حدود قدراتها إذ أنه استخدم الـ CGI لجعل روبرت دينيرو ذو السبعين عاماً شاباً في الثلاثينات لكن التقنية جعلت وجه دينيرو غريباً بشكل ما كما أنها أضفت لوناً بنفسجياً مربكاً على عينيه ثم أن هناك شيئا آخر شتت المخرج.

هذه التقنية سحرية لكنها ليست سحراً مطلقاً لربما تعيد الشباب لوجه الممثل لكن ماذا عن الجسد؟ لقد أثار أحد مشاهد الفيلم سخرية واسعة عندما يقوم دي نيرو بركل شخص ما عن الرصيف ويبدو واضحاً في هذا المشهد ثقل أعوامه السبعين رغم شباب وجهه.

ومع هذا يبقى سكورسيزي أيقونة سينمائية لربما أصبح عجوزاً لكنه سينمائياً شاب يضج بالحياة بدليل نجاح آخر أفلامه قتلة زهرة القمر killers of the flower moon.

لاقى آخر أفلام سلسلة المرتزقة فشلاً مؤلماً بين النقاد والجمهور على حد سواء لقد اتفق الجميع على حقيقة أن هذا الفيلم كارثة حقيقية كان ظهورها خطأ شنيعًا.

لكن أسوأ ما في الفيلم كان المؤثرات البصرية الخاصة التي بدت وبشكل غريب مزيفة جداً وخارجة من أسوء ألعاب PS خاصة المشهد الذي تنفجر فيه طائرة بارني.

كان يفترض بالمشهد أن يكون حزيناً مؤثراً لكنه في الحقيقة كان مضحكاً بسبب بلاهة الصورة التي يمكن لطفل صغير اكتشاف مدى سوئها وضعف دقتها، إن ما يثير الاستغراب هو أن ميزانية الفيلم لم تكن قليلة بأي حال؛ إذًا لماذا خرج لنا بذلك الـ CGI المريع؟ لا نعلم السبب حقاً لكن لا شك أن سوء المؤثرات كان أبرز عوامل فشل الفيلم.

شهد هذا العام عودة بطل التسعينات المحبوب إنديانا جونز لمرة وداعية أخيرة وقد انتشر خبر قيام هاريسون فورد ذو الثمانين عاماً بدور إندي مرة أخيرة انتشار النار في الهشيم فكيف سيقدر على فعلها؟.

كما فعل سكورسيزي من قبِل استخدم جيمس مانغولد الـ CGI لتصغير ملامح فورد لكن وكما لك أن تتوقع ألقى ثقل الأعوام بنفسه على هاريسون ولم تستطع التقنية الثورية إعادة الشباب لجسده كما فعلت مع وجهه إذ كانت حركته ثقيلة بشكل ملحوظ كما أن كثرة الـ CGI جعلت المشاهد مشتتاً لا منبهراً خاصة في المشاهد القتالية الخاصة بمطاردة القطار إذ بدا المشهد خارجاً من لعبة فيديو لا من فيلم سينمائي.

إن الـ CGI تقنية رائعة دون شك لكن عندما يتم استخدامها كما ينبغي وضمن حدودها المنطقية، وفي النهاية ورغم سوء المؤثرات إلا أن هذا الفيلم منحنا وداعاً لائقاً لشخصية أحببناها كثيراً شخصية المغامر الأثري إنديانا جونز.

تعد سلسلة الرجال إكس واحدة من أشهر سلاسل مارفل وأكثرها شعبية؛ مَن منا لم يغرم بشخصية وأداء الرائع هيو جاكمان كوولفرين، لقد شهدت هذه السلسلة تغييرات كثيرة على صعيد الشخصيات والقصة والمؤثرات لكن أسوأ ما حدث فيها كان استبدال مخالب وولفرين وصناعتها بواسطة الـ CGI.

في أوائل أفلام السلسلة كانت المخالب مصنوعة من مواد حقيقية منحها منظراً مقنعاً مخيفاً لكنها كانت ثقيلة عند الاستخدام ولهذا قرر صناع العمل استبدالها بواحدة مصنوعة بالـ CGI وكانت النتيجة مثيرة للضحك إذ بدت المخالب مصنوعة من البلاستيك الرخيص كما أنها بدت مهزوزة متحركة، وفي أحد المشاهد كان على وولفرين أن يشبك مخالبه معاً في حركته الشهيرة لكن ومع الشرارة المنبعثة منها كان المشهد غريباً حقاً. 

لم ينل أي فيلم من أفلام الرجال إكس استقبالاً سلبياً كما حدث مع هذا الفيلم مما دفع صناعه لإعادة حساباتهم تفاديًا لغضب الجمهور.

كان فيلم فلاش كارثة أخرى من كوارث دي سي وعانى سلسلة لا تنتهي من النحس حتى في شباك التذاكر حقق إيرادات مخيبة للآمال.

لكن الـ CGI كان أبرز هذه الكوارث في أحد مشاهد الفيلم ينقذ فلاش عدداً كبيرًا من الرضع المخيفين من السقوط بعد تفجير المشفى كان شكل هؤلاء الأطفال المولدين بواسطة الـ CGI غريباً مرعباً كما أن تسلسلات الحركة كانت خرقاء للغاية.

أمًا أفظع ما يمكن رؤيته فقد كان حقل السرعة الذي يجري فيه فلاش بأقصى سرعته بداية من البشر الذين يشبهون الياقوت إلى إعادة إنشاء لا طعم لها للممثلين الراحلين بواسطة الـ CGI الأمر الذي جعل أهم مشاهد الفيلم أكثرها تعرضاً للسخرية والنقد، لقد كانت المؤثرات البصرية الخاصة بالفيلم أسوأ ما حدث فيه وجعلته خيبة أمل قاسية لكل من انتظره لأكثر من عقد يبدو أن دي سي تمتلك نحساً من نوع خاص جداً.

كان هذا الفيلم واحدًا من الأفلام القليلة التي يتفق النقاد والجمهور معًا على فشله الذريع، حاول الفيلم نقل سحر برودواي إلى السينما لو كنت غير المتطلع على المسرح الغنائي فلتعلم أن مسرحية القطط واحدة من أشهر وأنجح المسرحيات الموسيقية على الإطلاق، لكن الفيلم قدم شيئاً لا يمكن وصفه جعله فيلم رعب لا فيلماً موسيقياً. 

لا يمكنك التغاضي عن رؤية هجائن بشرية قططية مولدة بأسوأ CGI ممكن وما يزيدها سوءاً كان الأيادي البشرية التي جعلت المنظر أشد غرابة. 

لاقى الفيلم فشلاً أسطورياً منذ إطلاقه ونال نقداً قاسياً توجه بأغلبه إلى المؤثرات المرعبة التي حولت الفيلم إلى كابوس مريع رغم وجود أسماء كبيرة مثل تايلور سويفت؛ إلا أن أحداً لن يستمتع بالأغاني والموسيقى وهو يرى مخلوقاً كابوسياً نصف إنسان ونصف قط أمامه على الشاشة لربما كانت مسرحية القطط أهم مسرحيات برودواي لكن الفيلم الذي فشل صناعه في استخدام الـ CGI كان ألعن كابوس لك أن تتخيله.

رغم كل التطور الذي نراه في أيامنا هذه إلا أن بعض صناع السينما يصرون بشكل غريب على إساءة استخدام التكنولوجيا وفيلم جاكي شان وجون سينا الأخير أصدق مثال على هذا.

كان الفيلم محبطاً على أكثر من صعيد لكن الكارثة الأكبر تجسدت في الـ CGI الخارج من القرن الماضي يصعب حقاً إيجاد مؤثرات بصرية أسوأ مما رأيناه في الفيلم في أحد المشاهد.

نرى جون سينا واقفًا في صحراء غريبة تبدو كأنها صحراء لعبة Assassin Creed الشهيرة أمًا الانفجارات فحدث ولا حرج لقد بدت مزيفة سخيفة بشكل محرج حول الفيلم إلى نكتة العام، لقد كان الفيلم منذ أول لقطة محبط فنيًا؛ لكن هذا لا يغفر الاستخدام السيء لتقنية متطورة كان بإمكانها إنقاذ الفيلم نوعاً ما لو أن صناعه أحسنوا الاستفادة منها.

لا بد أن هذا السؤال توارد إلى ذهنك بعدما قرأت هذا المقال، للإجابة على هذا الاستفسار تذكر ما قلناه في مقدمة المقال إن الـ CGI سلاح ذو حدين ينبغي الحذر عند التعامل معه والأفلام التي ذكرناها رغم أن بعضها كان أفلاماً مميزة إلا أن صناعها استخدموا السلاح بشكل خاطئ فتحول من نقطة قوة إلى نقطة ضعف.

 هناك أسباب كثيرة جعلت هذه الأفلام تمتلك CGI سيئاً لعل أبرزها كان عدم فهم حدود التقنية الحقيقية والتعامل معها على أنها شيء مطلق خاصة تقنية تصغير ملامح الوجه التي فتن بها مخرجوا هوليوود وظنوا أن وجود ممثلين لأداء شخصية واحدة في فترات زمنية مختلفة صار شيئاً من الماضي.

لكنهم أهملوا حقيقة مهمة للعمر حقه وجسد الكهل يستحيل أن يكون بمرونة جسد الشاب في الواقع وحسب رأي الخبراء تصغير ملامح الوجه أكثر صعوبة من ابتكار تنين أو وحش خرافي ذلك لأن تطبيق التقنية على الملامح ومطابقتها مع حركات الوجه يحمل مخاطرة عالية وجهداً كبيراً.

نرشح لك: جعفر العمدة، The Irishman، وX-Men.. كيف تتلاعب بالتكنولوجيا لتصغير عمرك؟
أمًا السبب الآخر فهو الاستعجال ومحاولة تقليل التكاليف إن الـ CGI مكلفة جداً كما أنها عملية معقدة، وغالباً ما يتم تحديد جداول زمنية ضيقة لذا فإن أي شيء يعطل هذا الجدول الزمني من المرجح أن يؤثر على المنتج النهائي ويجعل الصورة مخلخلة كما أن التصوير أمام شاشات خضراء يرغم مبدعي الـ CGI على مزيد من العمل دون وجود فكرة محددة عن الشكل النهائي وهو ما يخلق تلك الحركة الخرقاء على الشاشة بسبب صعوبة دمج الصورة مع حركة الممثلين.

في الواقع لا يزال هناك مَن يرفض وجود هذه التقنية في عالم السينما ويطلقون على الأفلام التي تحتوي كثيراً من الصور المولدة بواسطة الحاسوب الأفلام المزيفة، لكن وفي المقابل هناك أفلام احتوت CGI أسطورياً جعلها تحفة بصرية مذهلة يصعب تخيل أنها احتوت أية مؤثرات أصلاً.

ختاماً.. يمكن أن نقول إن أفضل الصور المولدة بواسطة الكمبيوتر في بعض الأحيان هي تلك التي لم تكن تعلم بوجودها في المقام الأول وهو ما سنراه في المقال القادم الذي سنتناول فيه أفلاماً امتلكت CGI مذهلاً يفوق الخيال.

نرشح لك: “أراجيك فن” تقدم لكم ما فعله اليابانيون مع تطور فن الأنمي – (الجزء الأول)