تريند 🔥

🌙 رمضان 2024

بعد انتقاله من شاشة الدراما للسينما.. هل استحق فيلم The Flash كل هذا الانتظار؟

بعد انتقاله من شاشة الدراما للسينما.. هل استحق فيلم The Flash كل هذا الانتظار؟
ساندي ليلى
ساندي ليلى

15 د

ُيُقال إن قصص الأبطال الخارقين نشأت على أيدي مجموعة من الحالمين المسحوقين في الحياة، ظهرت قصص الأبطال الخارقين منذ عقود طويلة وكانت ذروتها في فترة الستينيات الجامحة، بشكل عام ينقسم عالم الأبطال الخارقين إلى فريقين المنتقمون وهم أبطال عالم مارفل ورابطة العدالة وهم أبطال عالم دي سي المتنافسان الأزليان، رغم أنه وفي العقد الأخير تخطت مارفل دي سي بمراحل.

 لا يوجد بطل خارق يمتلك نفس قدرات البطل الآخر، كل بطل له قدراته وشخصيته وتاريخه وطريقة مميزة اكسبته قدراته هذه، ربما هو كائن فضائي يستمد قواه من شمسنا الصفراء كسوبرمان أو تعرض لعضة عنكبوت مشع جعله عنكبوتاً بشرياً كسبايدرمان أو ضربته صاعقة رعدية فلم يتفحم ويتحول إلى هباء منثور بل اكتسب سرعةً خارقةً تخترق الزمن كفلاش. 

وُلد فلاش في الأربعينات باسم باري آلين والذي ككل بطل خارق تعرض لمأساة شنيعة في طفولته كونت شخصيته كبطل لاحقاً عندما اكتسب قواه، كانت مأساة حياة باري أشد قسوة من مأساة بروس واين الذي رأى موت والديه أمام عينيه عندما كان طفلاً. 

فكبر ليصبح باتمان حامي مدينة غوثام المستتر دوماً بالظلام، أما باري فقد قُتلت أمه نورا بطريقة خوارقية وتم اتهام أبيه هنري بالجريمة ليبقى باري وحيداً في الحياة ساعياً بجهد لإثبات براءة أبيه بلا أي دعم أو مال، على الأقل بروس كان لديه آلفريد وكثير جدا من المال أما باري فقد كان دومًا يركض وحيداً إلا أن تحول بين ليلة وضحاها إلى أسرع رجل في الكون، يُوصف باري على أنه شخص ذكي وحازم بشكل ملحوظ.

بروح فكاهية خفيفة مرحة، يدرس ليكون عالماً في الطب الشرعي لإثبات براءة والده المسجون هنري ألين وبصفته كفلاش أيضاً، في الحقيقة فإن باري آلين واحد من أكثر شخصيات عالم دي سي عمقاً وتعقيداً ويجده الكثير من محبي القصص المصورة البطل الخارق الأكثر جاذبية. 

رغم جاذبية فلاش كبطل خارق محبوب إلا أنه كان البطل الأسوء حظاً بين أقرانه من ناحية امتلاكه لفيلم خاص به في الواقع كان آخر فيلم قدّم فلاش كبطل رئيسي هو فيلم The Flash III: Deadly Nightshade عام 1992 بعد ذلك تحول فلاش لبطل مساند في أفلام رابطة العدالة وفرقة الانتقام. 

عام 2014 حاز فلاش على مسلسل من تسعة مواسم حمل اسم The Flash من بطولة غرانت غستن بدور باري آلين وكانديس باتون بدور آيريس ويست محبوبة فلاش وزوجته لاحقاً، حقق المسلسل نجاحاً معقولاً رغم الانتقادات الموجهة والملل الذي حملته المواسم الأخيرة، إلا أنه ومقارنة بتعثرات الأفلام كان نجاحاً باهراً. 

عام 2016 تم تقديم فلاش جديد هو إيزرا ميلر، وذلك في فيلم زاك سنايدر الرائع Batman vs superman: Dawn of Justice وتم الإعلان عن فيلم خاص بشخصية فلاش على أن يتم طرحه عام 2018 إلا أن العقبات والنكسات المريبة لاحقت الفيلم الذي تم إصداره أخيراً وبشق الأنفس هذا العام بعد طول انتظار.

 فهل حقق الفيلم النجاح المطلوب؟ وهل استحق كل هذا الانتظار؟ ما هي العقبات التي واجهت صناع الفيلم؟ سنجيب عن هذا وأكثر بسرعة معقولة في مقالنا المخصص اليوم من "أراجيك فن" لمراجعة فيلم أسرع شخص في العالم .The Flash

7.2/10
إعلان الفيلم

صفحة IMDb

تقييم أراجيك

The Flash

تبدأ الأحداث بشكل سريع عندما يقوم فلاش بمساعدة باتمان ووندر وومن في إيقاف سرقة بنك وقعت بشكل خاطئ في مدينة جوثام، يعيد باري آلين زيارة منزل طفولته ويتذكر شبابه مع والديه نورا وهنري، قبل سجن هنري بسبب جريمة قتل نورا، لقد كان مقتل أمه وسجن أبيه ظلماً أكبر ألم في حياة باري الذي يريد فعل أي شيء، أي شيء في العالم لاستعادة حياته الطبيعية السعيدة، للتغلب على مشاعره يستخدم باري قوة السرعة بطريق الخطأ للعودة بالزمن إلى وقت مبكر من اليوم ويكتشف قدرته على اختراق حاجز الزمن ويبلغ بروس بالأمر، على الرغم من تحذيرات الأخير من أن السفر عبر الزمن يمكن أن يكون له عواقب كارثية غير مقصودة، إلا باري الراغب بشدّة في استعادة الحياة التي سرقت منه ظلماً يعود بالزمن إلى يوم وفاة نورا ويمنع حدوث ذلك، لكن ومع عودته إلى الحاضر يحدث ما ليس في الحسبان، إذ يتم طرده من حقل السرعة بواسطة متسارع مجهول وينتهي به الأمر في عام 2013 البديل الذي أنشأه عندما أوقف قتل نورا لقد كانت والدته على قيد الحياة يجد باري نسخة أخرى منه في الماضي نسخة مدللة مرفهةً خاليةً من مرارة اليتم ويدرك أنه وصل في اليوم الذي حصل فيه على قواه في الأصل يحاول باري إعادة القوى لباري-2013 كما سنطلق عليهما خلال مقالنا كي نفرق بينهما لكن الأمور تتعقد بشكل أسوء عندما يحصل باري-2013 على قواه على حين يخسرها باري المستقبلي. 

يكتشف الاثنان أن الجنرال زود عدو كال-إل الأزلي سيغزو الأرض في هذا الجدول الزمني الذي أنشأه باري ولم يتمكن من تحديد موقع ديانا ولم يكتسب فيكتور ستون قدراته كسايبورغ بعد ولم يولد آرثر كاري أبداً لذا كان الأمل الأخير معقوداً على بروس واين فيتجه الاثنان إلى قصر واين ليكتشفا أن بروس واين الأنيق الثري الواثق من نفسه الذي يعرفه باري قد اختفى وحل محله رجل عجوز محطم متقاعد من عمله في حماية مدينة غوثام التي تحولت إلى المدينة الأكثر أماناً في العالم، يشرح بروس مفهوم الأكوان المتعددة، موضحاً أن استخدام السفر عبر الزمن لتغيير التاريخ لا يؤثر فقط على الأحداث بعد التغيير ولكن قبله أيضاً، يدرك باري المأزق الذي أوقع به نفسه مع سائر الكوكب ويدرك أن الحل الوحيد لإنقاذ الأرض هو البحث عن كال-إل سوبرمان هذا العالم لتستمر أحداث الفيلم في مزيج من الترقب والحذر والكوميديا والكثير من النوستالجيا التي ظنها صناع الفيلم ورقتهم الرابحة.

عرض المزيد

  • name

    مناسب من عمر 4 سنوات فما فوق.

  • إنتاج

    2023
  • إخراج

    أندريس موسشيتي

بطولة

إيزرا ميلر،
مايكل كيتون،
ساشا كالي

النوع

كوميكس

توقف عن العبث بالزمن باري آلين!

تبدأ الأحداث بشكل سريع عندما يقوم فلاش بمساعدة باتمان ووندر وومن في إيقاف سرقة بنك وقعت بشكل خاطئ في مدينة جوثام، يعيد باري آلين زيارة منزل طفولته ويتذكر شبابه مع والديه نورا وهنري، قبل سجن هنري بسبب جريمة قتل نورا، لقد كان مقتل أمه وسجن أبيه ظلماً أكبر ألم في حياة باري الذي يريد فعل أي شيء، أي شيء في العالم لاستعادة حياته الطبيعية السعيدة، للتغلب على مشاعره.

 يستخدم باري قوة السرعة بطريق الخطأ للعودة بالزمن إلى وقت مبكر من اليوم ويكتشف قدرته على اختراق حاجز الزمن ويبلغ بروس بالأمر، على الرغم من تحذيرات الأخير من أن السفر عبر الزمن يمكن أن يكون له عواقب كارثية غير مقصودة، إلا باري الراغب بشدّة في استعادة الحياة التي سرقت منه ظلماً يعود بالزمن إلى يوم وفاة نورا ويمنع حدوث ذلك.

لكن ومع عودته إلى الحاضر يحدث ما ليس في الحسبان، إذ يتم طرده من حقل السرعة بواسطة متسارع مجهول وينتهي به الأمر في عام 2013 البديل الذي أنشأه عندما أوقف قتل نورا لقد كانت والدته على قيد الحياة يجد باري نسخة أخرى منه في الماضي نسخة مدللة مرفهةً خاليةً من مرارة اليتم ويدرك أنه وصل في اليوم الذي حصل فيه على قواه في الأصل يحاول باري إعادة القوى لباري-2013 كما سنطلق عليهما خلال مقالنا كي نفرق بينهما لكن الأمور تتعقد بشكل أسوء عندما يحصل باري-2013 على قواه على حين يخسرها باري المستقبلي. 

يكتشف الاثنان أن الجنرال زود عدو كال-إل الأزلي سيغزو الأرض في هذا الجدول الزمني الذي أنشأه باري ولم يتمكن من تحديد موقع ديانا ولم يكتسب فيكتور ستون قدراته كسايبورغ بعد ولم يولد آرثر كاري أبداً لذا كان الأمل الأخير معقوداً على بروس واين فيتجه الاثنان إلى قصر واين ليكتشفا أن بروس واين الأنيق الثري الواثق من نفسه الذي يعرفه باري قد اختفى وحل محله رجل عجوز محطم متقاعد من عمله في حماية مدينة غوثام التي تحولت إلى المدينة الأكثر أماناً في العالم.

 يشرح بروس مفهوم الأكوان المتعددة، موضحاً أن استخدام السفر عبر الزمن لتغيير التاريخ لا يؤثر فقط على الأحداث بعد التغيير ولكن قبله أيضاً، يدرك باري المأزق الذي أوقع به نفسه مع سائر الكوكب ويدرك أن الحل الوحيد لإنقاذ الأرض هو البحث عن كال-إل سوبرمان هذا العالم لتستمر أحداث الفيلم في مزيج من الترقب والحذر والكوميديا والكثير من النوستالجيا التي ظنها صناع الفيلم ورقتهم الرابحة.


حبكة مستهلكة في مسلسل فلاش

إن أساس شخصية باري آلين هو خسارته المؤلمة لأمه في طفولته وسجن أبيه ظلماً، لقد تسبب هذا الحادث في ندبة لا تمحى في قلب باري، ومع امتلاك باري لقواه الفريدة واكتشافه لقدرته على اختراق الزمن كان أول ما خطر بباله استعادة والديه ذلك عبر العودة إلى ذلك اليوم المشؤوم وتغيير ما حدث.

نعم الفكرة ظريفة مميزة فريدة لكن المشكلة هي أنها قدمت سابقاً في المسلسل عودة فلاش بالزمن والكوارث التي سببها والتغييرات المخيفة الحاصلة، الفرق الوحيد كان أن مسلسل فلاش قدم فكرة الخط الزمني المختلف والعدو المستقبلي أما الفيلم فقد اتجه إلى فكرة العوالم البديلة التي يبدو أن صناع عوالم الأبطال الخارقين مغرمون بها وبشدة، عندما قدمت الفكرة أول مرة كانت مبهرة حقاً لكن تكرارها مرة بعد مرة فيلماً بعد فيلم جعلها تفقد قليلاً من السحر الخاص بها.

ماذا لو كان هناك عالم لا يحتوي سوبرمان؟ ماذا لو لم يقتل المجرم والدي بروس واين؟ مئات وآلاف الاحتمالات المعقدة، لقد تحولت هذه النظرية الفيزيائية إلى منجم للأفكار الخاصة بالأفلام. 

نرشح لك: Spider-Man: Across the Spider-Verse.. هكذا تستعيد “مارفل” شعبيتها وتعوض خسائرها السينمائية!

إن أجمل ما في قصص الأكوان المتعددة أنها تُريك مدى اختلاف هذا المخطط الزمني الجديد عن المخطط الأصلي، الأمر نفسه ينطبق على الشخصيات، إنه تأثير الفراشة كما ينبغى له أن يكون، كل حدث مهما كان صغيراً سيخلق آلاف التغييرات التي قد تكون جذرية في بعض الأحيان.

لقد قامت بعض الأفلام باستثمار هذه الفكرة بشكل جيد، مثل Spider-man: Into the Spider-Verse ،حيث حصلنا على رجال عناكب مختلفين تماماً، لكل منهم شخصيات فريدة وقصص خلفية لعبت بعضها البعض بطرق ممتعة جعلته أفضل فيلم انيميشن لهذا العام. 

لكن صناع فيلم فلاش لم يحسنوا استخدام الفكرة بشكل جيد، لقد كان الفيلم عبارة عن فوضى غريبة من السرد المتقطع والاستخدام الفضفاض لفكرة الـ Flash point باري يعود بالزمن كي يستعيد ما فقده سابقاً غير آبه بالكوارث التي قد تحصل والتي غالباً ما تدمر حياته شخصياً لقد غير باري في الفيلم العالم كاملاً وخلق بفعلته كوناً مختلفاً تماماً عن الكون الذي يعهده كوناً يكاد يخلو من أبطال خارقين قادرين على صد هجوم فضائي وشيك.

لكن وفي الحقيقة يستحق "The Flash" التقدير لأخذه فكرة الألم والمعاناة على محمل الجد، لقد صاغت معاناة باري شخصيته وحولته إلى رجل ناضج موثوق، لذا عندما انتقل باري إلى ما يعتقد أنه "الماضي" فإنه لا يصادف فقط نسخةً أخرى من نفسه مع عائلة سليمة وسعيدة بل يرى باري-2013 الخالي من الألم ويكتشف على طول الطريق كيف يمكن أن يكون شخصاً مزعجاً مدللاً لكن الخطر القريب المحدق بالأرض يحول الولد المدلل المزعج إلى نسخة أقرب من باري الحقيقي الذي نعهده، لقد كان تناقض شخصيتي باري نقطة قوة جيدة لكن كان بالإمكان استثمار الفكرة بشكل أفضل وأوسع. 

لم تكن قصة الفيلم بالجديدة فكرة السفر عبر الزمن وتأثير الفراشة هي أفكار قديمة حقاً لكن طريقة تقديم أي قصة مهما كانت مطروقة هو الفيصل الحقيقي كما فعلت مارفل في أفلام المنتقمين عندما قدمت نظرة متجددة لفكرة إنقاذ الأرض من الغزو الفضائي جعلت منها الرقم واحد في شباك التذاكر منذ بضعة أعوام. 

إن الفيلم ليس سيئاً بصدق، لكنه لم يحسن استخدام أدواته مما جعل حبكته المميزة مليئة بالثغرات المزعجة التي أضعفته بشكل واضح القصة جيدة حقاً توضح حقيقة أنه ينبغي علينا أن نتقبل الماضي ونتعايش مع نتائجه في الحاضر كل هذا جميل بالفعل لكن في النهاية باري قام بتغيير الزمن إذاً ماذا تعلم؟ لا شيء حرفياً، يضاف إلى هذا الكثير من المشاكل والعيوب المختلفة التي رصدها النقاد والمشاهدون على حد سواء.


النوستالجيا ليست الحل السحري حقاً، هذا ليس No way home 

تعد النوستالجيا أو الحنين إلى الماضي الحالة الأكثر شيوعاً بين الناس، نحن نفتقد "الزمن الجميل" باستمرار غير آبهين أو واعين بحقيقة أن ذلك الزمن كان مفتقداً لكثير من الكماليات والرفاهيات المتوفرة في زمننا هذا.

لا سبب واضح لهذه الحالة، لعله الخوف الدائم من المستقبل المجهول الذي يجعلنا مغرمين بماض نألفه ونعهده، حتى في مجال الفن هناك نوستالجيا فنية، توجد كثير من الأعمال التي لم تحقق نجاحاً يذكر في فترة عرضها تحولت بعد بضعة عقود إلى تراث حقيقي يتدافع الجمهور لرؤيته مرة تلو مرة.

حقا النوستالجيا حالة جميلة لطيفة أحسن بعض صناع الفن استخدامها بطريقة ذكية للفت انتباه الجمهور، ماذا لو قدمنا حلقة في الموسم التاسع لمسلسل ما نعيد فيها إحياء شخصية محبوبة انتهى دورها في الموسم الأول، لا ريب أن الحلقة ستحقق أرقام مشاهدة خرافية. 

في العام الماضي قدمت مارفل فيلماً حطم الأرقام في شباك التذاكر الأمريكي والعالمي إنه فيلم Spider-man no way home الذي جمع الرجال العناكب الأكثر شعبية في عالم مارفل توبي ماغواير، آندرو غارفيلد اللذين افتقدناهما بشدة وبالطبع توم هولاند 

لقد قدم الفيلم ملحمة نوستالجية قوية متناغمة أعادت ذكريات محببة لكل عشاق الرجل العنكبوت بنهاية صاعقة جعلت الفيلم يحقق إيرادات خيالية تجاوزت المليار دولار.

يبدو أن دي سي وجدت أن النوستالجيا فكرة قوية ستساعد في بناء المرحلة الجديدة، فأعادت لنا رجلاً وطواطاً لم نره منذ عقود هو الممثل الأسطوري مايكل كيتون الذي جسد باتمان في الفترة الممتدة بين 1989-1992 والذي كان مفاجأة رائعة لكل عشاق باتمان خاصة أن مرحلة كيتون تعد من المراحل الذهبية لدي سي.

إن أولئك الذين لم يعرفوا باتمان نسخة كيتون سيجدون متعة حقيقة في مشاهدة أدائه الرائع للشخصية لقد كان وجود كيتون هو أفضل شيء في هذا الفيلم وقد بدا واضحاً الجهد الكبير الذي بذله للعودة إلى الشخصية مجدداً، كيتون في السبعينات من عمره لم يكن هذا بالأمر الهيّن إطلاقاً. 

لكن وكما حدث في فكرة الأكوان المتعددة لم يُحسن صناع العمل استخدام النوستالجيا بشكل صحيح، لقد بدا كيتون أو باتمان طائراً مغرداً خارج السرب لقد دمر عدم انسجام القصة وترابطها أي أمل في زيادة قيمته الفنية. 

في الواقع قام كثير من المتابعين والنقاد بالمقارنة بين فيلمي فلاش وسبايدرمان إذ أن كليهما استخدم النوستالجيا لجذب المتابعين إلى الفيلم لكن في حين أن صناع سبايدرمان قدموا نوستالجيا متماسكة بحبكة قوية فإن صناع فلاش بقوا على تخبطهم وضياعهم رغم أن عودة باتمان القديم كانت حركة قوية.

ترى لو أن باتمان العائد كان كريستيان بايل فهل كنا لنرى فرقاً؟ على الأغلب لا لأن أي ممثل مهما كان بارعاً فهو في نهاية المطاف بحاجة ماسّة إلى نص قوي يدعمه ومن دون هذا لا يوجد الكثير لتقديمه والشلل الذي أصاب هوليوود بعد إضراب كتابها خير شاهد على هذه الفكرة .


مؤثرات بصرية كارثية

إضافة إلى باتمان، ازدحم الفيلم بالكثير من الشخصيات التي لم تنل المساحة الكافية تماماً، مثل آيريس ويست محبوبة فلاش وزوجته المستقبلية، إن وجودها في حياة فلاش أمر مفصلي، إنها حبه الحقيقي وداعمه الأكبر والشخص الذي سيجري لآخر العالم لأجله، ومع ذلك تم تقديم آيريس ويست في الفيلم بشكل غاية في السطحية حتى أنها بدت ضيفة شرف لا أكثر.

أما ساشا كالي سوبر غيرل الجديدة فلم نرَ ما يكفي كي نحكم على أدائها، لقد كانت مساحة دورها صغيرة بالنسبة لفكرة أنها ستكون شخصية فارقة في عالم دي سي لاحقاً، في الواقع يبدو فيلم فلاش مزدحماً بالشخصيات التي تدور كلها في فُلك باري آلين.

أمًا المؤثرات البصرية فحدث ولا حرج، إن أقل وصف لها هو كارثي، بالنسبة لفيلم بهذا الإنتاج الضخم يحق لنا توقع مؤثرات خاصة محترمة لا تبدو مصنوعة بتقنية التزييف العميق، في الحقيقة حتى حركة الشخصيات كانت متقلبة وغير ملائمة وحقيقة أن حركة الفلاش فائقة السرعة غالباً ما يتم عرضها بالحركة البطيئة التي لا تفعل شيئاً سوى أن تجعل هذا أكثر وضوحاً.

الاستثناء الوحيد هو باتمان ولكن هذا لأننا عجزنا عن رؤية تحركاته أصلاً، نعم باتمان هو فارس الظلام نعرف هذا تماماً لكنه لا يعني أننا مرغمون على مشاهدة ظل داكن متحرك نتكهن أنه باتمان من صوته، لم تكن الإضاءة والألوان أفضل شيء في الفيلم من المؤسف بالفعل أن فيلماً كهذا طال انتظاره لأعوام يظهر في النهاية كأن عملية المونتاج وتوزيع الإضاءة تمت تحت تهديد السلاح، إن كنت تتساءل ما سبب هذا التأخير والانتظار، إليك الأسباب كلها..


هل كانت مشاكل إيزرا ميلر القانونية سبباً في ضعف الإيرادات؟

منذ البداية عانى الفيلم الكثير والكثير من العقبات والمشاكل أبرزها طبعاً مشاكل بطله غريب الأطوار إيزرا ميلر، في الواقع إن مجرد خروج الفيلم من مرحلة التطوير هو أمر إعجازي، تأجيلات كثيرة وخطط متغيرة لقد كان هناك فترة معينة ذهب فيها الفيلم إلى غياهب النسيان كل هذا لحق بالفيلم الذي كان يفترض به أن يعرض منذ أعوام، يبدو أن تخبط دي سي بدأ من هنا.

وكأنما كل تلك الكوارث لم تكن كافية إذ أن بطل الفيلم إيزرا ميلر زاد الطين بلة بمشاكله القانونية الشائكة التي جعلت منه شخصاً غير محبوب للغاية بين الجماهير وقد يكون هذا سبباً في ضعف إيراداته، لا يدخل الجميع السينما لأجل القصة فقط إن وجود ممثل محبوب شهير دافع أكبر في الحقيقة وإيزرا ليس بتلك الشعبية.

كان فيلم فلاش الأمل الكبير لعالم دي سي والحجر الأساسي الذي سترتكز عليه الأفلام القادمة يبدو أن مستقبل دي سي حالك جداً وسيكون أشد تخبطاً من أي وقت مضى.


فضيلة عودة مايكل كيتون في فيلم  The Flash

إن أصعب ما قد يقوم به أي ممثل هو تأدية دورين في عمل واحد، هذا ليس سهلاً كما قد تتوقع، الأمر لا يتعلق بالملابس وتسريحات الشعر والمكياج فقط، إنه امتلاك القدرة التمثيلية الكافية التي تسمح للممثل بتأدية الدورين بطريقة تجعلك مقتنعاً أنه شخصان مختلفان بالفعل، قليل من الممثلين يقدرون على فعلها وهذا ما يجعلهم من أساطير السينما.

تأدية دورين مختلفين ليس التحدي الوحيد الذي قد يواجهه الممثل إذ أن القيام بالبطولة المطلقة ليس سهلاً أيضاً، عليك كممثل أن تمتلك الكثير من الحضور الطاغي والكاريزما العالية كي تأسر المشاهد وتبعد عن ذهنه أي ملل أو ضجر، لكن إيزرا ميلر لا يمتلك هذه الإمكانيات في حقيقة الأمر. 

لا يعني كلامنا هذا أن ميلر ممثل سيء قطعاً لا إنه ممثل جيد أثبت نفسه في سلسلة الوحوش المذهلة، إنه ممثل جيد في أدوار مساعدة أما كبطل مطلق فقد كان مشتتاً تائهاً لم نستشعر أي فرق في أدائه لباري وباري سوى تصفيفة شعره.

لكن وإن كان ميلر غير كاف تماماً فقد كان كيتون أكثر من كافٍ لقد قدم بعودته أجواء مميزة من الفكاهة والعاطفة والأداء القوي الذي لم تنقص منه الأعوام شيئاً، في الواقع كانت عودة مايكل كيتون كباتمان هي ما أنقذ الفيلم من السقوط المدوي.

لا يمكننا إبداء رأي واضح ببقية الطاقم التمثيلي ذلك أن مساحة دورهم لا تساعد في إعطاء لمحة مناسبة عن قدراتهم الحقيقية كممثلين وهنا ينبغي أن نجيب على سؤال مهم.. 


هل استحق فيلم فلاش كل هذا الانتظار؟

لا نرغب أن نكون شديدي القسوة في الحكم، الفيلم مسل وممتع في معظمه وقصته جيدة ممتعة لكنها نفذت بشكل غير موفق، عودة مايكل كيتون هي الأفضل لكننا لم نر ما يكفي من سوبر غيرل كي ننتظر فيلمها بالشغف المطلوب.

لقد قدم جايمس غان وعوداً كثيرة رفعت من سقف التوقعات الذي سقط على رؤوسنا مع عرض الفيلم، لذا فجواب هذا السؤال هو وللأسف لا، فيلم فلاش لا يستحق انتظار عشر سنوات تقريباً، إنه ليس سيئاً بالمطلق كان بالإمكان أن يتم تقديمه بشكل أفضل وأقوى وأكثر تماسكاً ربما لكنه كان فيلماً عادياً جداً يمكنك أن تشاهده وأنت تتناول الفشار لكن حذار أن تسقط في النوم في منتصفه.


هل ينقذ سوبرمان الخاص بجايمس غان دي سي؟ 

يصعب حقاً تخيل أن الشركة التي قدمت أفلاماً خالدة مثل ثلاثية فارس الظلام ورجل من حديد آلت إلى هذا المآل، لقد عانى عالم دي سي من تعثرات ونكسات غير مسبوقة يضاف إليها كم مؤلم من الفشل المطلق والأفلام الملغاة والأموال المهدورة إن لعنة شركة دي سي هي الإدارة السيئة لا أحد ينسى المعاملة الصفيقة التي تعرض لها زاك سنايدر في فيلم رابطة العدالة بعد فاجعة انتحار ابنته.

في أكتوبر 2022 تم إعلان تولي المخرج والكاتب الأمريكي جايمس غان منصب الرئيس التنفيذي للشركة، كان الأمل بالنجاح المنتظر يحدو الكثير من عشاق هذا العالم، إن جايمس غان فنان حقيقي ومبدع من الدرجة الأولى لكن أول ما فعله غان كان الإطاحة بهنري كافيل كسوبرمان -الذي تخلى عن مسلسله الشهير The Witcher لأجل سوبرمان- وإلغاء فيلم بات غيرل بعدما وصل إلى آخر مراحل الإنتاج. 

لم تلقَ قرارات غان احتفاءً كبيراً، إذ بدا للكثيرين أن قراراته متخبطة غريبة غير مدروسة لكن الوعود انهمرت على رؤوس المعجبين بعالم يفوق كل ما تم تقديمه حتى ما قدمه المخرج الأسطوري زاك سنايدر لكن فيلم فلاش الذي وعدنا به طويلاً كان حقاً خيبة أمل قاسية لكل من انتظره طيلة أعوام.

ذو صلة

الأمل الآن معقود على بطل خارق من خارج الأرض هو سوبرمان الذي أعلن منذ بضعة أيام أن ديفيد كورينسويت سيقوم بدوره على أن يُعرض الفيلم في 2025، لا نعلم إن كان الفيلم سينجح أم أنه سيلاقي ما لاقاه سلفه، لكن الأمر المؤكد أنه آخر مسمار يدق في نعش دي سي جايمس غان دون أي شك، فلننتظر ونرى..ماذا عنك عزيزي القارئ هل أعجبك فلاش أم لا؟

أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية

بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك

عبَّر عن رأيك

إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.

ذو صلة