تريند 🔥

🤖 AI

مسلسل How I Met Your Mother: البحث عن الحُب أم البحث عن الذات؟

صورة من مسلسل How I Met Your Mother
محمود يوسف خواجة
محمود يوسف خواجة

5 د

“هذا المقال يحتوي على حرق لأحداث المسلسل”.

في شتاء عام 2004، عُرضت أولى حلقات مسلسل How I Met Your Mother على شبكة CBS، تخطى عدد المشاهدات حاجز التسعة مليون مُشاهدة، وأصبح بعد عدد قليل من الحلقات من أكثر المسلسلات مُشاهدة في الولايات المتحدة الأمريكية والشبكة المُنتجة للمسلسل.

لم يكن المُسلسل يهدف إلى إضحاك المُشاهدين أو إرسال رسائل هادفة تتعلق بالحُب فقط، أو تتعلق بمدى أهمية وجود الأصدقاء في حياتنا، ولكن كانت رسائل المُسلسل أسمى من ذلك كُله.

وعلى الرغم من المقارنة الصريحة التي يوضع فيها هذا المسلسل بمسلسل عظيم آخر وهو Friends، إلا إن المسلسل استطاع إثبات ذاته كمسلسل ناجح له أجواء مُختلفة تمامًا وأحداث بعيدة عن مسلسل Friends.

ولكن.. بمعرفتنا في أولى الحلقات أن البطل “تيد موسبي” كان يبحث عن حُب حياته طيلة الوقت، وبأن أصدقاءه كانوا يبحثون معه عنها، هل حقًا كان “تيد” يبحث عن الحُب الحقيقي في أنحاء “نيويورك“؟ أم أنه كان يبحث عن ذاته التائهة في أعماق المدينة؟


فشل مُتكرر

صورة من مسلسل How I Met Your Mother

ما أكثر اللحظات في مسلسل How I Met Your Mother التي كان يشعر “تيد” فيها بالفشل الذريع! فشل في حياته العملية كمُهندس معماري مما أدى به إلى أن يُصبح أستاذًا ليُدرس الهندسة -وهو على غير اقتناع بهذا-، فشل في حياته العاطفية مُنذ اللحظة الأولى في المسلسل بعد أن وقع في حُب صديقته “روبن شيروباسكي”.

إلا إن علاقته بأصدقائه لم تندرج تحت قائمة الفشل هذه، فـ “تيد” لم يبحث عن أصدقاء أو أقرناء ليتجول معهم ويَحكي لهم ما يمر به من حظ عثر، لكن الجامعة والدراسة هم من وضعوا “مارشال أركسن وليلي ألدرن” في طريقه، وحُب الجلوس في “حانة ماكلرنز” هو ما جعله يتعرف على “بارني ستنسن”، وحُبه للبحث عن المنشودة هو ما جعله يجد “روبن”.

فعلى الرغم من أن حياته كانت مليئة بالفشل، إلا أن قليلًا من النجاح أعطاه الأمل في العثور على ما يفقده.. على الحُب التائه في ثنايا روحه المُشتتة.


بحث مُستمر

صورة من مسلسل How I Met Your Mother

حتى وأن “تيد” داخل أعماقه كان يعلم أن “روبن” هي المنشودة، إلا إنه لم يتوان عن البحث عمن تشبهه، عمن تفهمه دون حديث، لم يمّل من البحث عن حُب حقيقي لا يُعذبه مثلما فعلت “روبن”.

وهذا البحث عن الحُب لم يكن بداخل “مارشال وليلي” لأنهما قد وجدا بعضهما البعض في الماضي بالفعل، وحتى قبل أن يعرفا بعضهما، لم يلعب بحثهما عن الحُب دوره، بل لعب المُصادفة والترتيب الكوني والإلهي -كما كانا يقولان دائمًا- دورًا في جعلهما يعرفان بعضهما البعض.

أما عن “بارني” فلم يُظهر أبدًا أنه يأبه بالحُب، ولكن جُزءًا منه -كطبيعة بشرية- كان يبحث عنه، كما نفعل جميعنا.


اكتشاف الذات

صورة من مسلسل How I Met Your Mother

في كُل مرة كان يخرج “تيد” في موعد غرامي مع فتاة، كان يكتشف أن هُناك جزءًا جديدًا منه يظهر، فبسبب ما حدث له مع “ستيلا زينمان” التي تركته في زفافه، اكتشف أنه لم يكن يُحبها كما كان يتخيل، وحينما ابتعدت “فيكتوريا” عنه وظهرت له مُجددًا وهي تُخبره بأن (قلبك لا زال يُحب روبن)، لم يَدرك هو حقيقة هذا الشعور أبدًا، ولم يَدرك أنه كُلما نظر إلى فتاة وأحبها خشي أن يخسر “روبن” على وجه التحديد.

لم يكن “تيد” يعلم أن حُبه لـ “روبن” سيستمر حتى بعد وفاة الأم في الجزء الأخير، وأن ذاته الحقيقية كانت -طيلة الوقت- تُحب “روبن”.


الطريق إلى المعرفة

صورة من مسلسل How I Met Your Mother

على الرغم من علاقات “تيد” المُتعددة طيلة أحداث المسلسل، ففي كُل مرة كان يُحاول إقناع ذاته أن هذه الفتاة هي المنشودة، وأن كُل الصفات التي يبحث عنها تنطبق فيها، تلك المحاولات اليائسة كان يقوم بها “تيد” لإقناع ذاته أنه أخيرًا وجدها.. وجد المنشودة التي يحلم بها.

ولكن في نهاية الطريق، وفي نهاية أحداث المسلسل، علم “تيد” أن كُل من رآهم وتعرّف عليهم في رحلة البحث عن المنشودة لم يكونوا أكثر من تمهيد للوصول لها، كُل الحواجز والعقبات التي مر بها لم تكن إلا طريقًا فرعيًا للوصول إلى الطريق الرئيسي.. الطريق إلى معرفة أن المنشودة كانت أمامه طيلة الوقت، وهو يُكذب نفسه.

وبعد نهاية الأحداث، أدرك “تيد” أن هذه الرحلة لم تكن رحلة البحث عن المنشودة فقط، وإنما كانت رحلة للبحث عن ذاته، وإدراك ما يكرهه بحق وما يُحبه من قلبه، عرف “تيد” الكثير من الصفات عن نفسه التي لم يكن يعرفها، أحب كونه أستاذًا يُدرس الهندسة، وكونه لا يُحب الجلوس وحيدًا دون أصدقاء في شقته، كونه أيضًا لا يستطيع العيش دون اللجوء إلى حبيب يكون معه في كُل الأوقات.

كُل هذه الأشياء عرفها “تيد” عن ذاته في خلال رحلته الطويلة للبحث عن الحُب.. أو المنشودة.


دروس حياتية

من المُميزات التي لا يمكن انكارها في هذا المسلسل هو أنه مليء بالدروس والقيم التي يجب أن تتوفر في كُل شخص يُحب من قلبه، سواء يُحب فتاة أو صديق أو عائلة، فوجّهنا المُسلسل إلا أن المباراة التي سنشاهدها سويًا ليس لها أهمية بقدر أننا سنشاهد شيئًا ما سويًا.

وأن الفرص الثانية قد تكون أهم من الفرص الأولى، فمثلما رأينا مع “روبن وبارني” الذي لم يحالفهما الحظ في الجُزء الخامس وانتهت علاقتهما، حالفهما الحظ ووصل بهما الأمر إلى الزواج في الجُزء التاسع.

أكد المُسلسل على أهمية علاقات الصداقة بشكل عام، وأن لا شيء أسطوري يحدث إلا بحضور الأصدقاء، وحاول المسلسل إظهار ذلك عبر أحداثه التي لم يحدث بها شجار بين الخمسة أصدقاء إلا بشكل نادر جدًا مثل الشجار الذي حدث بين “بارني وتيد” في الجزء الثالث.

تلك الدروس التي أعطاها لنا المسلسل في 208 حلقة كانت بمثابة تطبيق ناجح لكُل الأفكار التي تجول في عقولنا ناحية الحُب والعلاقات الناجحة والفاشلة على حد سواء.

ولا ننسى الدرس الأقيم الذي تركه لنا المسلسل، أن الحُب لا يأتي أبدًا مهما حاولنا البحث عنه، الحُب يظهر وقتما يشاء أينما يشاء.

ذو صلة
صورة من مسلسل How I Met Your Mother

أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية

بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك

عبَّر عن رأيك

إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.

ذو صلة