الأفكار الجديدة في الأفلام .. هل تتجه نحو الانقراض؟ – انفوجرافيك
5 د
لا عجب أنك ولوهلة معينة، أخذت نظرة شاملة على أفلام عام معيّن، ووجدت بكل بساطة أنه تقريباً هناك عدد يُعدّ على الأصابع من أفكار الأفلام الأصلية، التي لم نسمع بها من قبل، لم نشاهدها من قبل، حتى الفكرة ستكون غريبة بالنسبة لنا، بالطبع الحال لم يكن هكذا دائماً، ولدينا انفوجرافيك رائع هنا من تصميم موقع Geektyran سيسهل كثيراً عملية شرح الفكرة التالية.
هناك أنواع كثيرة من الأفلام عندما يأتي الأمر إلى “مصدر الفكرة”، فيمكن اقتباس فكرة الفيلم من رواية قائمة، أو من قصة حقيقية، أو من مادة موجودة سابقاً، وفي هذه الحالة يصبح الفيلم مقتبساً عن مواد موجودة أو مستعملة مرة سابقاً، في أغلب الأحيان تكون هذه المواد عبارة عن كتب، ويتم كتابة نص الفيلم استعانةً بالكتاب الأصلي، لذلك تُدعى نصوص مقتبسة، وفي بعض الأحيان يتم اقتباس قصة الفيلم عن فيلم سابق ويدعى أيضاً هذا الأمر بعملية اقتباس، ويكون النص نتاج فكري بين السيناريو القديم والرؤية الحديثة لمشروع سينمائي ما.
النوع الثاني الواضح هو النصوص المبتكرة، أي لا يوجد لها أساس سابق، فلا وجود لرواية، لقصة أو حتى لكتاب صغير يتم الاستعانة به من أجل كتابة أو شرح فكرة فيلم وبالتالي كتابة الأساس المرتبط بالأفلام ألا وهو النص أو السيناريو، هذه النصوص نسخ استثنائية من أدمغة الكتاب الرائعين الذين يبدعون دوماً في كتابة كل ما يحتاجه الفيلم، من الشخصيات إلى كل تفصيل صغير من المشاهد المرغوبة.
لكن لن ينتهي الأمر هنا أبداً، فحتى النصوص المبتكرة، قد ترتكز فرضاً على شخصية سابقة، حيث لدينا أيضاً أنواع عديدة قد تكون نصوصها مبتكرة أو مقتبسة، مثل الانطلاقة الجديدة لسلسلة أو فيلم أو شخصية ما، أي تقريباً نسخة جديدة من الفيلم وهذا يدعى بالـ Remake، الانطلاقة الجديدة تدعى بالـ Reboot، ولدينا أيضاً أمر يدعى بالـ Reimagining.
الفرق كبير ولكن بسيط بين هذه الأنواع الثلاثة، فالـ Remake يأخذ الفيلم القديم تماماً، ويتم صنعه مرة أخرى مع بعض التغيرات على الأغلب ستكون من ناحية المؤثرات، الـ Reimagining سيأخذ بدوره الفيلم السابق ويتخيّل طريقة تقديم القصة بطريقة مختلفة تماماً، أو في بيئة مختلفة قد تشمل شخصيات، أحداث، وحتى نهاية مشابهة جداً للفيلم القديم، ولكن تقديمها بشكل عام اختلف كثيراً عن الفيلم القديم، وأخيراً لدينا الـ Reboot المرتبطة بسلسلة أفلام، أي على الأقل فيلمان مرتبطان، وتكون انطلاقة جديدة تماماً كما في فيلم Fantastic Four لهذا العام.
مع متابعة أفلام Marvel في الشهرة والتوسّع الهائل، تمكّنا من تحصيل كلمة جديدة تدعى Shared Universe وانتشرت على نحو كبير وبشكل مفهوم أكثر، كمثال بسيط فيلم Captain America: The Winter Soldier، هو الجزء الثاني من فيلم Captain America أي Sequel للفيلم الأول “جزء جديد يتابع من الجزء السابق”، ولكن ارتباطه الوحيد بفيلم Thor أنه في عالم مارفل السينمائي الهائل، وبالتالي تعتبر هذه الأفلام سلسلة، وأيضاً في هذه الحالة أنجح سلسلة سينمائية في التاريخ.
أريد شرح مصطلح آخر في هذا المجال وهو Prequel، ببساطة هو جزء جديد من فيلم سابق، أي Sequel، ولكن بفرق كبير في الخط الزمني لشخصيات الفيلم، فالـ Sequel يتابع من الفيلم السابق، قد تكون الأحداث متابعة مباشرة أو بعد 10 سنوات، أما الـ Prequel فجري أحداثه بأكملها قبل الفيلم الأصلي، وقد ينتهي الـ Prequel ببداية الفيلم الأصلي أو قبل 10 سنوات منه أيضاً.
أعتقد أن هذا الشرح يكفي حول المصطلحات السينمائية، وأساس الأفكار الأكثر شيوعاً في سينما هوليوود، لنعود الآن إلى الاحصائيات المفترضة، فبمساعدة موقع الإحصائيات Box Office Mojo تم التوصّل إلى رؤية شاملة حول انحدار أرباح وإيرادات الأفلام الأصلية، أي بالتالي انعدام شهرة شبه تام بالنسبة لهذه الأفلام، فستشعر بالتالي أن عددها قليل، بينما ستتابع الأجزاء الجديدة أو كل ما هو مألوف بتحقيقها لأرباح طائلة مع أن أساسها في يوم من الأيام كان أصلياً.
يُظهر الانفوجرافيك التالي ترتيب الأفلام في شباك التذاكر الأمريكي “أكبر سوق للأفلام في العالم” بناءً على إيراداتها في 15 سنة سابقة ما بين 1980 و 2014، ويأتي عن طريق الألوان شرح الأفلام ومصادرها الفكرية، لا أعتقد أن الإنفوجرافيك صعب الفهم، ويمكنك ملاحظة الانحدار الهائل للأفلام الأصلية أو المبتكرة التي اقتربت من لائحة أعلى 20 إيرادات في سنة سينمائية متنوّعة.
الأرقام والإحصائيات التالية حقيقيّة للأسف، فتقريباً نسبة الأفلام المبتكرة التي نشاهدها من كل عام في تناقص دائم، فبالرغم من اللوحات المستقلّة الخيالية التي نشاهدها، إلا أن القليل جداً منها ما يستطيع المرور إلى بوابة الشهرة وبالتالي إلى فئة العرض العالمي الواسع، وهذا أمر لن يشجع صنّاع الأفلام كثيراً على ابتكار هذه الأفكار، وأيضاً قد نشهد مشكلة أخرى متعلقة بالأساس المقدّم الجديد، هل ضعف شهرته قد يمنع شركات الإنتاج من استثمار الأفكار المختلفة وتطويرها أو تحسينها أو حتى صنع أجزاء جديدة منها؟ أي هل سنشهد حلقة لا نهائية من الأجزاء أو الأفلام التي تحقق إيرادات عاليّة، في حين المجازفات السينمائية الهائلة تبتعد أكثر وأكثر، وهي بالفعل أساس الفن السينمائي الهائل.
فكرة أخرى متداولة بشكل كبير، هي استهلاك الأفكار إلى أبعد حدود، لدرجة علينا أن نغض النظر عن التكرار المتواجد في بعض الأفلام، ولكن هل يعقل ذلك؟ لا يمكن إحصاء العاملين في هذا المجال، وبالتالي لا يمكن إحصاء الأفكار التي تدور في خيالهم طوال الوقت، وأعتقد أن السبب الرئيسي الذي يدفعنا لمشاهدة التكرار هو التركيز على أفلام الأموال والإيرادات الهائلة، ففي هذه الأيام تحقيق إيرادات هائلة من فكرة جديدة مجازفة كبيرة على ما يبدو، وآخر نجاح يُذكر لها هو Avatar، والآن احزروا ماذا، ثلاثة أجزاء جديدة قادمة من هذا الفيلم. فكل جزء جديد، كانت فكرته في يوم من الأيام أصلية، مبتكرة لم يسمع بها أحد من قبل..
اضغط على الصورة للتكبير!
أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية
بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك
عبَّر عن رأيك
إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.