أفلام دفعت الجمهور للغثيان ومغادرة صالات السينما!
9 د
إذا كنت من هواة السينما؛ فلعلك سمعت من قبل عن الأخوين (لويس وأوغست لوميير)، اللذان قدما للعالم عام 1895 أول عرض جماهيري لعشرة أفلام قصيرة للغاية بعدما اخترعا كاميرا لالتقاط الصور المتحركة (كاميرا سينمائية) وجهاز عرض أطلقوا عليه اسم السينماتوغراف، هذا العرض الصامت شكلَّ البداية الحقيقية لعالم جديد لم يعهده الجمهور من قبل وهو عالم السينما الرحب، حيث قاما الأخوان بتسجيل مقاطع صامتة تصور خروج العمال من مصنعهم بفرنسا تحت عنوان La Sortie des ouvriers de l’usine Lumière، هذه المقاطع المتتالية أحدثت ضجة كبيرة ليست فقط لأنها تمهد لثورة بصرية هائلة ستؤثر في تاريخ الإنسانية، ولكن أيضًا لتأثيرها اللافت على الجمهور حينذاك، حيث أصيب الحضور بالذعر حينما شاهدوا لقطة القطار المتحرك باتجاه الكاميرا؛ فظنوا للحظات أنه حقيقي وعلى وشك الاصطدام بهم!
وهي الحادثة الشهيرة التي أعاد إخراجها (روبرت بول) وهو واحد من صناع السينما الأوائل في فيلمه الكوميدي (الرجل الريفي والسينماتوغراف) في بدايات القرن الماضي..
وبالرغم من مرور أكثر من مئة عام على تلك المشاريع السينمائية الأولى؛ إلا أن السينما لا زالت مستمرة في ترك بصماتها السحرية على الجمهور، فمن الضحك والابتهاج إلى البكاء والانفعال.. ليصل الأمر أحيانًا إلى الحزن والاكتئاب، وفي هذا المقال سنتحدث عن أشهر الأفلام التي دفعت جمهور السينما إلى مغادرة مقاعدهم في صالات العرض السينمائي.
فيلم Freaks
رغم تصنيفه الآن كواحد من كلاسيكيات السينما الأمريكية؛ إلا أن وقت عرضه في عام 1932 واجه فيلم Freaks موجة هائلة من الاعتراضات عصفت بمسيرة مخرجه تود براونيغ حتى وفاته، وانتهت بسحبه من دور العرض الأمريكية ومنعه في المملكة المتحدة لمدة ثلاثين عامًا، وتقع أحداث الفيلم داخل كواليس إحدى فرق السيرك الاستعراضية، وهي فرقة مختلفة للغاية لأنها تضم مجموعة من المؤديين الذين يعانون من تشوهات خلقية واضحة، وتبدأ الحكاية حين تقوم فاتنة الفرقة (كليوبترا) بإغواء القزم (هانز) بعدما ورث مبلغًا كبيرًا من المال، وبعد زواجهما؛ تحاول (كليوبترا) بمعاونة (هرقليز) حبيبها وأحد المؤديين الأقوياء بالفرقة قتل (هانز) وحين يعلم أعضاء الفرقة بنوايا (كليوبترا) الشريرة؛ يحاولون إنقاذ (هانز).
واستعان مخرج الفيلم بمجموعة حقيقية من الأشخاص الذين يعانون من تشوهات خلقية، كالأقزام والتوائم الملتصقة ومبتوري الأطراف، ولكن جمهور الثلاثينيات أبدى استياءه الشديد من الفيلم ولم يتقبل مدى اختلاف هولاء الأشخاص! ولم يُمنح الفيلم فرصة حقيقية للمشاهدة إلا في السبعينيات والثمانينيات حين تطور وعي الجمهور والنقاد وخفتت وتيرة العنصرية تجاه الفيلم!
فيلم Psycho
تحفة هيتشكوك الخالدة التي جعلته يتربع على عرش الإيرادات رغم تحفظ النقاد على محتواه العنيف، ويعد الفيلم واحد من أهم الأفلام التي قدمها هيتشكوك في مسيرته الفنية التي استمرت خمسين عامًا، وتم تصنيفه كواحد من أهم أفلام الجريمة والإثارة في تاريخ صناعة السينما، ويدور الفيلم حول (ماريون كرين) السكرتيرة الحسناء التى تقوم بسرقة أربعين ألف دولار من رب عملها، وتقرر الهروب بعيدًا عن الأعين ولكن حظها التعس يجعلها تتعثر في إحدى الفنادق الصغيرة النائية، لتختفي في ظروف غامضة وتبدأ أختها (ليليا) بالبحث عنها لتتصاعد الأحداث على نحو غير مسبوق.
الشعور بالصدمة والهلع كانا جزءًا من نجاح الفيلم، فالجمهور الأمريكي حينذاك لم يتوقع موت البطلة في الثلث الأول من الفيلم، كما أن طريقة القتل ذاتها بشعة ومرعبة؛ وسجلت بعض دور العرض حالات إغماء متكررة للجمهور وتصاعد الأمر في إحدى صالات نيويورك إلى حد استدعاء الشرطة من أجل إعادة فرض النظام، وعلاوةً على أحداث الفيلم المثيرة، حرص هيتشكوك على اختبار جمهوره في تجربة سينمائية مختلفة، وأطلق شروط ترويجية غريبة منها على سبيل المثال: منع دخول الجمهور لصالات السينما بعد بداية عرض الفيلم، كما طالب الجمهور بعدم سرد قصة الفيلم بعد مشاهدته.
الفيلم من بطولة جانيت لي، وأنتوني بركنز، وفيرا مايلز، وجون غافن، وهو مأخوذ عن رواية تحمل ذات الاسم للكاتب (روبرت بلوتش)، وهو من إنتاج عام 1960، وترشح لأربع جوائز أوسكار وحصلت بطلته (جانيت ليه) على جائزة الجولدن جلوب كأفضل ممثلة مساعدة.
فيلم A Clockwork Orange
دراما نفسية معقدة يتخللها العنف والقتل، تدور حول (أليكس) وهو شخص سيكوباتي متطرف والقائد لعصابة من البلطجية مكونة من ثلاثة رجال، ويقوم بصحبة عصابته بارتكاب جرائم القتل والاغتصاب والسطو، وبعد دخوله السجن يخضع لتقنية تجريبية من التأهيل النفسي التي تربط بين مشاهدة أي عنف والشعور بالغثيان، فلا يستطيع القيام بأي عمل عنيف تجاه أي شخص، فكيف سيتفاعل (أليكس) مع ضحاياه؟
الفيلم احتوى على قدر كبير من مشاهد العنف الجسدي والجنسي التي انتقدها الجمهور بشدة، ومع ظهور حالات إجرامية مشابهة لقصة الفيلم في بريطانيا، قامت الشركة المنتجة بسحب الفيلم وخاصةً بعد تلقي المخرج لعدة تهديدات ومظاهرات أمام منزله.
الفيلم من بطولة مالكوم ماكدويل، وميشيل باتس، وباتريك ماجي، ومن تأليف وإخراج وإنتاج ستانلي كوبريك، وتمّ إنتاجه عام 1971، كما ترشح لـ 4 جوائز أوسكار و7 أخرى ضمن البافتا البريطانية، ولكنه لم ينل أيٍ منهم.
فيلم The Exorcist
علامة سينمائية مسجلة نتج عنها عشرات الأفلام التي تحمل نفس الحبكة بأسماء مغايرة، وتيمة درامية مرعبة رسخها فيلم The Exorcist أو طارد الأرواح الشريرة في أذهان أجيال متعاقبة من الجمهور منذ عرضه عام 1973، والقصة الشهيرة تدور حول فتاة مراهقة تبلغ من العمر اثني عشر عامًا تدعى (ريجان)، تلاحظ والدتها غرابة تصرفاتها كالسرقة وصنع أصوات غامضة وإظهار قوة غير طبيعية، وحين يصعب على الأطباء تشخيص حالتها؛ تظن والدتها أن الأرواح الشريرة تسكنها، فتلجأ إلى كاهنين لفك لعنتها وطرد الأرواح الشريرة.
الفيلم من بطولة إلين بورستين، وليندا بلير، وماكس فون سيدون وجايسون ميلر، وهو النسخة السينمائية من رواية كاتب الرعب الأمريكي (ويليام بيتر بلاتر) التي تحمل نفس الاسم، وأخرجه ويليام فريدكين.
حصلت تلك النسخة الرائدة على نجاح جماهيري ساحق، حيث تجاوزت إيرادات الفيلم 441 مليون دولار بينما قُدرت ميزانيته بـ 12 مليون دولار، وترشح لـ 10 جوائز أوسكار، فاز منها بجائزتين هما: أفضل سيناريو مقتبس وأفضل مزج صوتي، وبالرغم من الحفاوة الكبيرة التي استقبله بها الجمهور واصطفافهم في طوابير طويلة أمام شباك التذاكر؛ إلا أن بعض المشاهدين تعرض للقيء ونوبات من البكاء والخوف أثناء وبعد مشاهدة الفيلم ووصل الأمر إلى حد الإغماء ناهيك عن الوقع النفسي المرعب لأحداث الفيلم المقبضة، مما دفع البعض لمغادرة صالات العرض وهم يرتجفون..
فيلم Reservoir Dogs
دراما مشوقة تجمع بين الجريمة والإثارة، وهو التجربة السينمائية الأولى للمخرج كوينتن تارانتينو، والتي تحول بعدها إلى واحد من ألمع الوجوه الموهوبة في هوليوود، يحكي الفيلم عن (جو كابوت) زعيم العصابات واللص المحترف الذي يخطط لسرقة متجر مجوهرات بالتعاون مع خمسة لصوص آخرين تحت أسماء مستعارة، ولكن حين يفاجأ اللصوص بمداهمة الشرطة لمتجر المجوهرات أثناء السرقة، يعتقد البعض منهم بضرورة وجود واشي بينهم.
ويأخذنا الفيلم ذهابًا وإيابًا بين أحداث ما قبل السرقة وما بعدها، لنكتشف ماضي الشخصيات ومصيرها المستقبلي، وهو من بطولة مايكل مادسون، وتيم روث، وستيف بوشيمي، وكريس بن، وهارفي كيتل، وتمّ إنتاجه عام 1992، ولكن العنف المبالغ واللغة الفجة دفعا الكثير للخروج مبكرًا من السينما وخاصة مشهد التعذيب وقطع الأذن، الذي لم يحتمله الكثيرون.
أقرأ أيضًا: برنامج الحصن يعود من جديد، وإليكم رابط التسجيل!
فيلم The Blair Witch Project
دراما رعب أمريكية تحكي عن ثلاثة طلاب يقومون بتوثيق رحلتهم بالفيديو داخل غابات ماريلاند الأمريكية، من أجل التحقيق في أسطورة الساحرة بلير التي تعذب الأطفال الصغار، وبعد اختفائهم بعام تظهر أشرطة التسجيل لتكشف عن رحلتهم الأخيرة. وهو من بطولة هيذر دوناهو وجوشوا ليونارد ومايكل ويلياميز، ومن تأليف وإخراج دانييل مايرك وإدواردو سانشيز، وحقق نجاحًا جماهيريًا هائلًا وقت صدوره عام 1999، حيث وصلت إيراداته لـ 248 مليون دولار بينما بلغت ميزانيته 60 ألف دولار!
طريقة التصوير المهتزة على غرار الأفلام الوثائقية كانت السبب وراء شعور الجمهور بعدم الراحة أثناء مشاهدة الفيلم، حيث غادر البعض بسبب نوبات الدوار والغثيان والقيء، ودفعهم للمطالبة بثمن تذكرة السينما بعدما أصابهم الفيلم بالتوعك.
فيلم 127
دراما وسيرة ذاتية عن (أرون ورلستون)، وهو مغامر ومتسلق أمريكي خاض تجربة بقاء قاسية في أخاديد يوتاه بالولايات المتحدة الأمريكية، فأثناء تسلقه للجبال يتعثر ويسقط بين جبلين، والأسوأ أن ذراعه الأيمن قد علق أسفل صخرة لا يستطيع تحريها، ليجد نفسه محاصرًا بين الأخاديد الضيقة دون طعام.. أو مأوي أو ونيس، ولأنه لم يُبلغ أحد بمكانه قبل المغامرة؛ فلا يمكن العثور عليه، وعلى مدار خمسة أيام او 127 ساعة يصور لنا (أرون) محاولاته البائسة للنجاة عبر كاميراته.. الشيء الوحيد الذي حافظ عقله من الجنون!
الفيلم من بطولة جيمس فرانكو، وأنتجه وكتبه وأخرجه داني بويل، وهو النسخة السينمائية عن كتاب السيرة الذاتية للمتسلق (أرون ورلستون)، وتمّ إصداره عام 2010، وترشح لست جوائز أوسكار وثلاث أخرى ضمن جوائز الجولدن جلوب.
مشاهدة الفيلم كانت سببًا وراء شعور البعض بالقيء والغثيان الذي وصل لحالات الإغماء المتكرر في صالات السينما، بجانب نوبات الذعر التي تم رصدها أثناء عرضه في كلٍ من مهرجان تورنتو السينمائي ومهرجان تيوريدو السينمائي، ويبدو أن مشاهد محاولة البطل المستمرة لبتر ذراعه للتحرر من الصخرة؛ تركت وقعًا مؤلمًا لدى المشاهدين؛ جعلتهم لا يحتملون متابعة الفيلم حتى نهايته.
فيلم The Revenant
الفيلم الذي كان سببًا في فوز بطله (ليوناردو دي كابريو) بجائزة الأوسكار للمرة الأولى، وأيضًا مخرجه (أليخاندرو غونزاليز) بجائزة الأوسكار الرابعة في مسيرته الفنية.. كان سببًا أيضًا في شعور الجمهور بالاشمئزاز والتقزز من مشاهد بعينها، وبالأخص مشاهد هجوم الدب الوحشي على البطل وتناول الكبد النيئ وسلخ الحصان والنوم بداخله!
والفيلم هو ملحمة سينمائية مستوحاة من أحداث حقيقية ترصد عزيمة وإرادة الإنسان في البقاء حيًا رغم أجواء الطبيعة القاسية، حيث تدور قصة الفيلم عن مستكشف وصياد أمريكي يدعى (هيو غلاس) يتعرض لهجوم وحشي من قبل دب بري في إحدى رحلاته الاستكشافية، ثم يتركه أعضاء فريقه في الغابة الموحشة بين الحياة والموت، ويواجه خيانة زميله الصياد (جون فيتزجيرالد) الذي قتل ابنه (هوك) أمام عينيه، ومحملًا بالآلام النفسية والجسدية يحاول (غلاس) النجاة في شتاء شرس لا يعرف الرحمة، ليعود للانتقام.
ويشارك دي كابريو البطولة توم هاردي ودومينال غليسون، وترشح الفيلم لعشرات الجوائز منها عشر جوائز أوسكار وثماني جوائز في البافتا البريطانية، فاز منها بثلاث جوائز أوسكار وخمس جوائز من البافتا البريطانية، وحقق الفيلم إيرادات مرتفعة فور صدوره عام 2015 تجاوزت النصف مليار دولار بينما بلغت ميزانيته 135 مليون دولار.
أقرأ أيضًا: أفضل الأفلام الهندية على شبكة نتفليكس
فيلم Irréversible
دراما فرنسية صادمة تدور حول (أليكس) الإيطالية الحسناء التي تقرر العودة إلى المنزل بمفردها بعد مشاجرة مع صديقها الفرنسي (ماركوس) بإحدى الحفلات، ولكنها لم تصل إلى هناك أبدًا بل تم اغتصابها بوحشية في نفق مقفر، وحين يعلم صديقها الغاضب بالحادث؛ يقرر بمعاونة صديقهما (بيار) أن يحققا العدالة بأنفسهما ويطاردان المغتصب المجهول حتى النهاية، الفيلم من بطولة مونيكا بيلوتشي وفينسينت كاسيل وألبرت دوبونتل، ومن تأليف وإخراج غاسبار نوي، وتمّ إنتاجه عام 2002.
وبالرغم من دخول الفيلم في المسابقة الرسمية لمهرجان كان السينمائي وحصوله على جائزة أفضل فيلم في مهرجان ستوكهولم الدولي، إلا أن احتواءه على قدر كبير من العنف البدني والجنسي دفع المشاهدين إلى الشعور بالاشمئزاز ومغادرة صالات العرض، وخاصة النساء اللاتي لم يحتملن مشهد اغتصاب البطلة الوحشي لمدة عشر دقائق متواصلة.
فيلم Raw
دراما فرنسية مرعبة تدور حول شابة تدعى (جاستين) تلتحق بكلية الطب البيطري، وبالرغم من اتباعها لنظام غذائي نباتي إلا أنه مع تذوقها لطعم اللحم النيئ لأول مرة؛ تتطور لديها رغبة شرهة ومشوهة في التهام المزيد لتصبح أكلة للحوم البشر!
الفيلم من بطولة جارانس ماريلييه وإيلا رومف، ومن تأليف وإخراج جوليا دوكورناو، وعُرض للمرة الأولى في مهرجان كان السينمائي لعام 2016، وحصل على جائزة الفيبريسي ضمن مسابقة (أسبوع النقاد)، وأثناء عرضه بمهرجان تورنتو السينمائي تسبب الفيلم بإصابة بعض الحضور بالإغماء بسبب الصور الدموية لعلامات العض والأطراف المتشققة.
وأخيرًا.. هناك أفلام أخرى جديرة بوضعها في تلك القائمة، لذا شاركونا بتجاربكم.. ما هي الأفلام التي لم تحتملوا مشاهدتها؟
أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية
بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك
عبَّر عن رأيك
إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.