أحدثهم إليزابيث ديبيكي.. كيف يبرز هؤلاء النجوم فن “المكياج” السينمائي عالميًا؟

يقول الدكتور فيكتور فرانكل الطبيب النفسي الشهير :" عندما نكون عاجزين عن تغيير وضع ما.. سنواجه تحدياً لتغيير أنفسنا".

إن التغيير مرعب بحق ولعل هذا ما يجعل فترة المراهقة مرعبة مخيفة، لأن جسدك الذي اعتدت عليه يتغير وينمو ويتحول إلى شيء لا تعرفه، لكن دوام الحال من المحال وكل شيء يتغير حتى الجبال وأحياناً يكون التغير شيئاً ضرورياً مهماً لاستمرار مسيرة الحياة، في الواقع هناك فئة من البشر مطالبة بالتغيير الدائم وحياتهم عبارة عن سلسلة لا تنتهي من التغييرات المختلفة الغريبة والمزعجة أحياناً. 

إن الممثل البارع هو ذلك القادر على تجسيد أي شخصية تسند إليه وتقمصها وإضفاء الحياة عليها، وهذا ليس بالأمر السهل قطعاً؛ إذ إن الممثل يؤدي أحياناً شخصية لا تشبهه على الإطلاق بل تجسد كل ما يكره وكل ما يخاف وأحياناً تتطلب الشخصية تضحيات حقيقية مخيفة كتغيرات جسدية قاسية أو تحول مطلق في الشكل وفي الجنس.

تضحية لا بد منها لتقديم أعمال خالدة لا تنسى وقد استطاع بعض الممثلين إتقان تجسيد شخصيات أعمالهم لدرجة تجعل تعرفهم صعباً بحق إذ إن بعضهم أضاف أرطالاً كثيرة لجسده، وبعضهم خسر وزناً كثيراً ليتحول إلى شخص مختلف تماماً، وبعضهم الآخر استطاع بفضل خبراء مكياج رائعين أن يتحول إلى كائن خيالي لم يتخيله هو نفسه.

واليوم عزيزي القارئ سنصحبك في "أراجيك فن" برحلة زمنية نستعرض فيها ممثلين أبدعوا وتفننوا في تقديم شخصيات حقيقية أو خيالية، لكن ما جمع بينهم جميعاً كان التغيير الجسدي المذهل الذي يجعلك تكاد لا تصدق أن هذا هو الممثل الذي تحبه وتعرفه حقاً؛ فلنبدأ معاً من The Crown أحدث أعمال نتفليكس وأكثرها جدلية..!

نرشح لك:  مسلسل The Crown 6.. هل ينكشف لغز الأيام الأخيرة في حياة الأميرة ديانا؟

كان الإعلان عن الممثلة التي ستلعب دور الأميرة ديانا الراحلة حدثاً فارقاً في مسيرة مسلسل "التاج" الجدلي خاصة أن ديانا ورغم مرور أعوام على رحيلها المأساوي لا تزال أميرة القلوب.

لذا فيمكن لك تخيل السخط الذي رافق إعلان أن إليزابيث ديبيكي هي من ستقوم بالدور إذ وجدها كثيرون غير المناسبة لكن ديبيكي خطفت الأنظار وأخرست كل الأصوات المعارضة منذ أول حلقة بالشعر الأشقر القصير ونظرات العيون المفعمة بالحب والأمومة حتى الحركات الجسدية كإمالة العنق والابتسامة الدافئة.

لقد أجرت ديبيكي الكثير من الأبحاث عن ديانا وأخفضت من وزنها لتتمكن من تقمص الشخصية كما ينبغي لتتحول إلى نسخة حية من ديانا ونجحت بفضل المكياج الدقيق والموهبة الفذّة في أن تكون أفضل "ديانا" ممكنة بلا شك بفضل براعتها وموهبتها وإصرارها على أداء الدور كما ينبغي، لقد أحبت إليزابيث ديبيكي ديانا سبنسر وقدمت كل ما بوسعها لتجسيدها وتجسيد روحها الطيبة النقية التي لم تفارق محبيها حتى بعد رحيلها.

رغم الجدل الحاد الذي أثاره فيلم بريسيلا إلا أن أحداً لم يستطع إنكار الأداء الرائع لكيلي سبيني التي جسدت وببراعة دور الزوجة الوحيدة لإلفيس بريسلي في الفيلم الذي يحكي قصة أعوامها معه.

استطاعت سبيني تجسيد بريسيلا في مراحل حياتية مختلفة منذ المراهقة وحتى النضج عبر استخدام الكثير من الملابس المتنوعة والشعر المستعار وماكياج احترافي بالطبع، يعطي بريسيلا المراهقة عمراً أكبر من عمرها الحقيقي.

تميزت بريسيلا بريسلي بتسريحة شعر ضخمة مميزة لذا فقد اضطرت سبيني لارتداء شعر مستعار ثقيل للغاية أغلب أوقات التصوير إضافة إلى محدد عيون واسع معقد ومكياج دقيق جعلها تبدو حقاً مراهقة تحاول أن تكون امرأة.

لا شك في الجهد الضخم المبذول لإخراج فيلم وشخصية بريسيلا؛ الجهد الذي يبدو واضحاً للعيان بمجرد النظر لوجه كيلي سبيني المتقلب خلال أحداث الفيلم حتى لتشعر أنها كانت تؤدي ثلاث شخصيات لا شخصية واحدة، لقد ساعدت بريسيلا في إبراز موهبة أسطورية لممثلة شابة هي كيلي سبيني والتي يبدو أنها ستصبح ركيزة من ركائز هوليوود.

كثيرات أدين دور أيقونة الجمال والأنوثة مارلين مونرو لكن الكولومبية الجميلة آنا دي أرماس كانت متميزة بلا أي شك، أثار فيلم الشقراء جدلاً واسعاً منذ إطلاقه إذ اتهم صناعه بتشويه صورة مونرو ونقل أحداث غير الدقيقة عن حياتها، لكن أقسى النقاد قلباً لم يستطع إلا أن يغرم بمونرو نسخة دي أرماس.

إن "آنا" امرأة جميلة بلا أي شك لكنها نجحت في التحول إلى "مونرو" بشكل مذهل إذ قامت بتغيير شكل حاجبيها ورفع رموشها حتى الشفاه لم تسلم من التغير الجذري إذ أعادت رسمها لتماثل شفاه مونرو؛ أمًا الشعر المستعار فقد كان متقناً وتم إخفاء خط الشعر بواسطة السيليكون لضمان عدم تحركه من مكانه.

يمكنك أن تحب فيلم الشقراء أو تكرهه لكنك لا تستطيع إنكار قدرة آنا دي أرماس على تقمص شخصية أسطورية شهيرة كشخصية أجمل نساء الأرض مارلين مونرو.

يعد أوزوالد "أوز" كوبلبوت الشهير بالبطريق أحد أشرس أعداء باتمان وأكثرهم شراً وقد قام الممثل الإيرلندي الشهير كولين فاريل بعمل رائع عندما أدى دور هذا الشرير المعقد في فيلم باتمان الظلامي.

في الواقع لم يكن تحول فاريل إلى البطريق سهلاً بأي حال؛ إذ كان يستغرق ما يقارب ثلاث ساعات من العمل المتواصل لتحقيق النتيجة المرجوة حيث تمت تغطيته بطبقات من الأطراف الصناعية وإجراء تغيير شامل بالمكياج لوجهه وشعره ليتحول النجم الوسيم إلى كابوس مرعب بوجه مشوه تكاد لا تميزه.

إضافة إلى أداء بارع مميز أضاف المزيد من العمق لشخصية البطريق التي يعتبرها الكثيرون أفضل أعداء باتمان وأشدهم ذكاء.

إن أصعب ما قد يواجهه أي ممثل هو تأديته لشخصية شهيرة فكيف لو كانت هذه الشخصية هي إلفيس بريسلي محبوب أمريكا وملك الروك أند رول!

  لا شك أن أوستن بتلر كان واقعاً تحت ضغط خيالي مرعب عندما أدى دور البطولة في الفيلم الذي يروي حياة الملك، ولا شك أيضًا في الجهد الجبار المبذول في الفيلم إذ استطاع بتلر أن يتحول من ممثل شاب إلى نسخة حية من إلفيس بمكياج متقن غير من شكله تماماً لقد كان التحول يستغرق أربع ساعات كاملة.

إن شكل إلفيس مميز بطريقة يستحيل معها تغيير موضع أي شعرة لذا فقد أبدع فريق المكياج والشعر في منح بتلر شعر إلفيس الأسود وتسريحته المميزة إضافة إلى قطعة من السيليكون لمنحه خط الفك المربع الذي كان سر وسامة إلفيس.

يتتبع الفيلم حياة الملك عَبر مراحل زمنية مختلفة لذا فقد اهتم فريق المكياج بكل التفاصيل الدقيقة كالأظافر والرموش ولا ننسى سوالف إلفيس الشهيرة في السبعينات، عمل رائع متقن جعل من أوستن بتلر أفضل إلفيس يمكن لك مشاهدته.

كانت عودة براندون فريزر أسطورية بلا أي شك خاصة بعدما كادت هوليوود تمحيه من عالمها لقد عاد فريزر بفيلم أسطوري من إخراج العظيم دارين أرنوفسكي عن تشارلي الذي تحول إلى حوت من فرط زيادة وزنه أغلق الباب في وجه العالم الذي رفضه.

كان أداء بريندون أسطورياً بحق وأكسبه جائزة أوسكار مستحقة طال انتظارها لكن الأكثر إذهالاً كان ذلك التحول المرعب الطارئ عليه حتى أن كثيرين ظنوا أن فريزر زاد وزنه بنفسه لكن الحقيقة كانت أنه ارتدى بذلة عملاقة من الأطراف والجلد الصناعي الذي غلفه من رأسه حتى قدميه لمنحه المنظر الفريد لتشارلي.

رغم صعوبة التحرك عند ارتداء هذه البذلة الثقيلة إلا أن بريندون قدم لنا بفضلها أداء أسطورياً لا يمكن أن ينسى على الإطلاق أداء أعاده للصفوف الأولى مجدداً.

يمتلك الممثل جاريد ليتو شكلاً مميزاً بلا شك بشعره الأسود الناعم وعينيه فائقتي الزرقة لكنه وفي فيلم House of Gucci كان غير القابل للتعرف عليه، حيث جسد شخصية مصمم الأزياء باولو غوتشي وظهر ببشرة مبقعة مجعدة وشعر رمادي ورأس أصلع.

كان المكياج دقيقاً لدرجة أن من الصعب تصديق أن هذا العجوز هو جاريد ليتو حقاً لا عجب أن يتم ترشيح الفيلم لجائزة أفضل مكياج ضمن احتفالات الأوسكار فما فعله فريق مكياج العمل كان أمراً خارجاً من عالم السحر ولا ريب أن أداء ليتو الرائع أضاف سحراً حقيقياً لهذا المكياج الاحترافي الرائع.

إنه آلفونس كابوني أسطورة الإجرام الأمريكي المجرم الذي سبب صداعاً أبدياً للقانون الأمريكي والذي لا يزال بعد أعوام طويلة من رحيله رمزاً حقيقياً للإجرام وعالم المافيا، كثيرون جسدوا شخصية كابوني في كثير من الأعمال التي تناولت قصة حياته لكن أحداً لم يتقمص شخصيته كما فعل توم هاردي في الفيلم الذي حمل اسمه كابوني.

جسد هاردي في الفيلم شخصية كابوني في الأعوام الأخيرة من حياته بعد أن أمضى 11 عاماً في السجن كابوني العجوز الذي حطمه السجن ومرض الزهري، رغم المراجعات السلبية التي تلقاها الفيلم إلا أن أحداً لم ينكر الأداء البارع القوي لتوم هاردي الذي تحول إلى نسخة من آل كابوني بوزن زائد ورأس زحف عليه الصلع إضافة إلى سيجار ضخم لا يفارق شفتيه تحول الوسيم البريطاني إلى عراب المافيا الأشهر في الواقع.

رأى كثير من النقاد أن السبب الوحيد الذي قد يجعلك تشاهد الفيلم هو أداء هاردي الرائع لكن الكتابة والإخراج ظلما موهبته الرائعة ظلماً حقيقياً.

تعد جودي غارلاند واحدة من أشهر نجمات أميركا وأكثرهن شعبية اشتهرت جودي في فترة مبكرة من حياتها ورحلت تاركة أثراً لا يمحى في قلوب الملايين.

ولا شك أن الرائعة رينيه زيلويغر قامت بعمل رائع عندما قدمت شخصية جودي حيث كانت تستغرق يومياً حوالي الساعتين لتتحول إلى أيقونة الشاشة الفضية عن طريق استخدام الجلد الصناعي والعدسات اللاصقة والشعر المستعار.

لكن أداء زيلويغر المذهل كان من منح الحياة مجدداً لجودي، لقد كان حب رينيه لجودي واضحاً للغاية إذ قدمت الممثلة الأوسكارية كل ما بوسعها وأبرزت موهبتها الاستثنائية بنجاح مطلق أعاد محبوبة الشاشة إلى الحياة بعد عقود من رحيلها عن هذا العالم الذي قدمت له كل حياتها.

لم يكن أداء الجوكر سهلاً بأي حال على الرائع خواكين فينيكس إذ أنه ومنذ اول إعلان عن الدور واجه منافسة قاسية لا ترحم مع الراحل هيث ليدجر.

لكن خواكين الممثل الأسطوري الشهير كان على قدر التحدي بل وأفضل ونجح في تقديم الجوكر بطريقة مختلفة تماماً طريقة دفعتنا دفعا للتعاطف مع عدو باتمان اللدود.

لأجل الدور خسر فينيكس الكثير من وزنه حتى أن عظام قفصه الصدري كانت واضحة للعيان إضافة إلى إطالة شعره وصبغه بلون موحل غريب وبالطبع مكياج الجوكر المميز الذي كان مرعباً بحق، لكن كل هذه التغييرات الجسدية لا تذكر أمام الأداء الأسطوري المذهل الذي أتحفنا به خواكين والذي قاده بخطى ثابته لنيل جائزة أوسكار متوقعة للغاية يصعب حقاً منافسة أداء أسطوري مذهل كالذي أتحفنا به فينيكس. 

أصبح من المعروف أن مسلسل "التاج" يغير طاقم ممثليه كل موسمين ليتمكن من رصد تغير الأعوام التي مرت على الشخصيات ورغم وجود ثلاث ممثلات أدين دور الملكة إليزابيث إلا أن أولفيا كولمان تبرز بقوة بأدائها اللافت لدور الملكة في فترة الكهولة.

لقد نجحت كولمان في تقمص شخصية تاريخية شهيرة ببراعة حقيقية من خلال الالتزام بالحركات الجسدية إضافة إلى مكياج متقن لملامح الوجه وشعر مستعار وملابس مطابقة جعلت الكثيرين يرون أن أوليفيا كولمان كانت أفضل نسخة ممكنة من الملكة خاصة في الشكل الخارجي.

إذ بدت كولمان أحياناً نسخة طبق الأصل عن الملكة الراحلة حتى يصعب عليك أحياناً التفريق بينهما أضف إلى ذلك الموهبة الفذة الرائعة التي تتمتع بها كولمان كل هذه التفاصيل جعلتها رمزاً من رموز المسلسل الجدلي الشهير.

نرشح لك: Priscilla.. لماذا أعلنت ابنة بريسيلا و إلفيس بريسلي رفضها للفيلم؟

لو كنت متابعاً حقيقياً لأعمال كريستيان بايل فستدرك القدرة الخرافية التي يمتلكها هذا الرجل والتي تمكنه من تغيير شكل جسده كما يشاء.

في فيلم Vice يجسد بايل شخصية ديك تشيني نائب رئيس الولايات المتحدة الأسبق جورج بوش الذي يعتبر أكثر السياسيين شراً.

لقد كان تحول بايل في هذا الفيلم مذهلاً بالقطع إذ قام بزيادة وزنه وحلق رأسه كما ارتدى الكثير من الجلد الصناعي حول الوجه للمرة الأولى خلال مسيرته السينمائية، لقد قدم بايل تضحيات حقيقية لأداء دور تشيني بطريقة رائعة احترافية تليق بممثل من العيار الثقيل مثل كريستيان بايل الذي تقمص الشخصية بطريقة يصعب عليك تمييزه أصلاً 

نعم أنت لم تقرأ الاسم بشكل خاطئ إن جوزيف كليمبرير رجل ومن قام بتأدية دوره هو امرأة استثنائية بموهبة فذة هي تيلدا سوينتون.

إن فيلم Suspiria مقلق مرعب بلا شك وهو إعادة إنتاج للفيلم الأصلي الذي أنتج عام 1977 لقد نجح فنان المكياج الأسطوري مارك كولير في تحويل سوينتون إلى رجل عجوز بواسطة أطنان من الجلد الصناعي السميك والشوارب المزيفة الموضوعة بدقة واحترافية عالية حولت سوينتون النحيلة إلى عجوز بائس يدخن الغليون طوال الوقت.

تحول مذهل يستحيل تصديقه يثبت مدى البراعة التي قد يصل إليها محترف المكياج، لقد شكل كشف حقيقة مؤدي شخصية الدكتور جوزيف كليمبرير ذهولاً عالمياً؛ إذ كان المكياج متقناً لدرجة يستحيل معها توقع أن هناك امرأة تقف خلف هذه الشخصية.

يعد ونستون تشرشل أحد أشهر رجال السياسة على وجه الأرض إنه رئيس وزراء بريطانيا الذي تمكن من إنقاذ بلاده من رعب النازية.

قام كثير من الممثلين بأداء هذه الشخصية الشهيرة لكن الرائع غاري أولدمان قدم لنا نظرة مختلفة لتشرشل عبر الفيلم الذي منحه الأوسكار عام 2018 والذي حمل اسم أحلك الأوقات.

كان غاري مذهلاً حيث تحول من رجل نحيل وسيم إلى عجوز سمين أصلع الرأس عبر ارتداء بذلة مبطنة بالاسفنج والسيليكون ليزيد وزنه حوالي 14 رطلاً؛ إضافة إلى هذا فقد ارتدى جلداً صناعياً حول وجهه ليحاكي وجه السياسي الشهير، تحول مذهل أسطوري اكتمل بكثير من السيجار ليخرج لنا الفيلم أفضل نسخة قد تتمناها من وينستون تشرشل.

كان فيلم Wonder حكاية إنسانية عميقة مؤلمة عن طفل بريء مشوه يحاول التأقلم مع عالم يراه كوحش، إن أكثر ما يؤلم كان أن الفيلم مأخوذ عن قصة حقيقية واقعية وقد قام الطفل الموهوب جايكوب تيمبرلاي بأداء مذهل لدور أوغست بولمان الطفل الذي يحاول التأقلم مع العالم الخارجي الذي يهابه.

كان المكياج الاحترافي في الفيلم مذهلاً بلا شك إذ استطاع تحويل الطفل الجميل إلى طفل مشوه بندوب قبيحة وملامح غريبة ولا شك أن الأداء التمثيلي الرائع من قبِل تيمبرلاي أضاف الكثير من الإنسانية واللطف لقصة الفيلم الرائعة التي توضح أهمية تجاهل الشكل الخارجي والاهتمام بما في داخل قلوبنا لا وجوهنا.

لا يمكن لأحد أن ينكر أهمية جايك غلينهال في هوليوود إنه واحد من أكثر ممثلي جيله موهبة وحضوراً ودومًا ما استطاع ترك بصمة لا تنسى في كل عمل يقدمه، لكن التغيير الجسدي المذهل في فيلم Southpaw كان حقاً شيئاً لا ينسى.

يؤدي جايك في الفيلم دور الملاكم الشهير بيلي هوب الذي يحاول استعادة حضانة ابنته الصغيرة حيث بدا في الفيلم أطول قامة بجسد مفتول العضلات.

إذ يبدو أن جايك استطاع استعادة الثلاثين رطلاً التي خسرها لأجل فيلم Nightcrawler والتزم بكثير من التمارين الرياضية لينال جسد ملاكم محترف إضافة إلى أشهر طويلة من التدريبات القاسية على الملاكمة، لقد تحول النجم الوسيم إلى وحش كاسر ضخم.

أمًا الأكثر إذهالاً وبراعة فقد كان المكياج الخاص بإصابات بيلي هوب التي تجعلك تشك إن كان جايك غلينهال تعرض للضرب بالفعل، لقد استطاع غلينهال تجسيد شخصية صعبة قاسية بأفضل طريقة يمكنك تخيلها قاسياً غاضباً شرساً ليجتمع هذا الأداء المذهل مع التغيرات الجسدية وبراعة المكياج في تقديم أحد أفضل الأفلام القتالية على الإطلاق. 

كان ظهور ملك الليل في تحفة HBO الشهيرة لعبة العروش أحد أكثر المشاهد انتظاراً، إنه ذلك الشرير الغامض السحري المختفي منذ قرون طويلة والذي عاد فجأة ليثير الرعب في قلوبنا.

لا شك أن لعبة العروش امتلك فريق مكياج عظيماً لكن المكياج الخاص بملك الليل كان رائعاً بما لا يقاس إذ كان تحول بريك خيالياً ساحقاً ببشرة زرقاء غريبة وعيون تقدح شرراً استطاع بريك إذهالنا دون النطق بكلمة واحدة حتى، لقد كان ملك الليل الغامض أحد أفضل ما رأينا طوال مواسم المسلسل الأسطوري.

مَن الذي ينسى الرعب والرهبة المرافقة لظهور ملك الليل أول مرة تلك النظرة الباردة الطويلة نحو رجال الجدار لن تنسى على الإطلاق والفضل يعود بالطبع للمكياج البارع وللأداء المحترف المميز لريتشارد بريك.

لطالما تميزت سلسلة حراس المجرة بمجموعة رائعة من الشخصيات الفريدة القادمة من غياهب الفضاء، وقد كانت كارين غيلان التي جسدت دور نيبولا واحدة من أفضلهم لقد استبدلت الممثلة الحسناء خصلات شعرها الأحمر الكثيف برأس محلوق.

إضافة إلى طلاء وجهها وجسدها بطبقة سميكة من اللون الأزرق والبنفسجي كما ارتدت غيلان طرفاً صناعياً يشبه الأقنعة المعدنية حول الجانب الأيسر من وجهها.

وكأن هذا لم يكن كافياً؛ إذ تعين على غيلان القيام بالكثير من الحركات القتالية الرشيقة المعقدة، تضحيات كثيرة بذلتها كارين لأجل نيبولا لكن هذه الجهود الهائلة أتت أكلها بحق واستطاعت نيبولا خطف قلوبنا بشخصيتها الصارمة الكوميدية وأصبحت واحدة من أقرب حراس المجرة لقلوب المشاهدين.

لا يمكن ألا تكون قد شاهدت الصورة الشهيرة لماثيو ماكونهي، نحيل بشكل لا يصدق ويبدو مريضاً بشدة تعود الصورة إلى الفيلم الذي منح ماثيو ماكونهي جائزة أوسكار أفضل ممثل.

إنه فيلم نادي دالاس للمشردين فيلم السيرة الذاتية الذي يروي قصة رون وودوورف المصاب بالإيدز والذي يبدأ في تهريب أدوية غير المرخصة إلى داخل تكساس للتخفيف من آلام مرضه.

كان أداء ماكونهي مذهلاً خبيثاً مؤلماً إضافة إلى أنه شهد تحولا جسدياً أسطورياً يجعلك تعجز عن تمييز ماكونهي الذي لم يدخر جهداً لإتقان الدور كما ينبغي، حيث أنه خسر 50 رطلاً من وزنه في فترة قصيرة جداً حيث لم يأكل سوى البيض المسلوق والخضروات والسمك لخمسة أشهر كاملة لأجل الدور.

ليتمكن من تأدية دور مريض الإيدز بحيث يظهر شكله كنسخة طبق الأصل عن رون وودوورف الحقيقي في الواقع يمكن لنا اعتبار الفيلم دور حياة ماثيو ماكونهي بلا أي مبالغة. 

لو كنت تابعت تحفة الشاشة الصغيرة Lost فلا بد أنك أغرمت بشخصية الدكتور جاك شيبرد الذكي الشجاع التي أبدع ماثيو فوكس في تجسيدها.

من المعروف أن أصعب تحديًا يواجهه الممثل الذي يشتهر بأداء شخصية واحدة لأعوام طويلة هو الخروج من عباءة الشخصية وماثيو فوكس لم يكتف بالخروج من عباءة جاك شيبرد بل مزقها تمزيقاً في فيلم Alex Cross قد تواجه صعوبة حقيقية في التعرف على ماثيو الذي يجسد شخصية القاتل المتسلسل بيكاسو.

لقد تحول ماثيو بشكل مرعب إذ أخفض كثيراً من وزنه حيث خسر حوالي 40 رطلاً كما قام بتمنية عضلاته ليتقمص شخصية القاتل المتسلسل ببراعة حقيقية لفت بها الأنظار فوراً لربما أغرمنا بجاك شيبرد بشدة لكن شخصية بيكاسو كانت رائعة لا تنسى بحق. 

إنه حرباء هوليوود الشهير هناك كثير من الأفلام التي تغير فيها شكل جوني ديب تغيراً جذرياً لكن دوره كصانع القبعات في Alice in Wonderland جعل منه شخصاً آخر تماماً حيث بدا شكل جوني غريباً مقلقاً يليق بشخصية خارجة من عوالم الكوابيس بحق.

بوجه مطلي باللون الأبيض والدوائر الوردية حول عينيه إضافة إلى الرموش البيضاء والشعر الأحمر المجعد وتلك الفجوة الغريبة بين أسنانه الأمامية كل هذه العوامل حولت النجم الوسيم إلى أكثر نسخة مرعبة يمكن تخيلها لشخصية صانع القبعات الشهيرة، ولا شك أن الأداء الرائع لجوني أضاف الكثير من الرونق والروعة لفيلم الطفولة المفضل لدى الكثيرين منا.

كان الجوكر آخر أدوار الراحل هيث وأفضلها أيضاً كأنما كان هيث يعلم أن الجوكر سيكون آخر ما سيقدمه فقرر تقديم كل ما بوسعه لأجله.

لم يكن المكياج الخاص بجوكر ليدجر معقداً لكنه وعلى بساطته كان مؤثراً بالفعل طلاء وجه أبيض مبقع ظل أسود حول العينين وأحمر شفاه يلطخ الوجه المشوه بالندوب المصنوعة بواسطة السيليكون.

كانت عملية المكياج تستغرق ساعتين كل يوم لتضاف إلى الأداء التمثيلي الأسطوري الخالد، أداء أكسب الراحل جائزة أوسكار أفضل ممثل مساعد، لقد خلد ليدجر وحفر مكانة لا يمكن أن تمحى من ذاكرة الفن السابع على الإطلاق 

لا يختلف اثنان حول الموهبة الكبيرة التي يتمتع بها توم هاردي موهبة تؤهله للقيام بأدوار معقدة صعبة تتطلب تحولات جسدية قاسية أحياناً.

ولا شك أن الكثيرين سيجدون صعوبة حقيقية في التعرف إلى الوسيم البريطاني بدور أخطر سجين بريطاني مايكل جوردان بيترسون المعروف باسم تشارلز برونسون.

استطاع هاردي زيادة وزنه حوالي 40 رطلاً في خمسة أسابيع لا أكثر لذا بدا ضخماً مخيفاً برقبة ضخمة مفتولة العضلات ورأس أصلع أصبح توم هاردي شخصاً مختلفاً للغاية ولا شك أن أداءه التمثيلي الرائع أضاف الكثير للفيلم الذي حمل كمية رائعة من الإثارة والتشويق والعنف. 

سيكون من العسير حقاً التعرف إلى نجم التسعينات الأشهر جون ترافولتا في هذا الفيلم لسبب بسيط أنه لم يؤدي دور رجل أصلاً.

يعد Hairspray أحد أشهر الأفلام الموسيقية لأسباب عديدة لكن لا شك أن قيام جون ترافولتا بدور إدنا تورنبلاد كان أكثر ما يثير الذهول فيه.

كان ترافولتا يؤدي في الفيلم دور إدنا المرأة السمينة التي تخاف من الخلاء لذا تعين عليه ارتداء الكثير من الجلد الصناعي لمنحه جسد إدنا المكتنز والذي غير مظهره جذرياً إضافة إلى تحد من نوع آخر هو ارتداء الكعب العالي.

لكن ورغم غرابة الدور وغرابة شكل إدنا إلا أن أداء ترافولتا كان بحق رائعاً لا ينسى ولا شك أنه من أكثر أدوار النجم الشهير شهرة وغرابة أيضاً.

إنه فيلم الطفولة الأشهر العائلة الضخمة المكونة من عدد مرعب من الأطفال الأشقياء الذين يجدون لذة خاصة في تعذيب المربيات البائسات، حتى تأتي المربية الغامضة ماكفي التي ترغمهم على تحسين سلوكهم بطريقة مريبة.

يبدو الفيلم نوعاً ما شبيهاً بالفيلم الموسيقي الجميل Sound of Music لكن الآنسة ماريا استخدمت سحر الموسيقى لا السحر المرعب كما أنها لم تكن قبيحة على الإطلاق.

لقد كان تحول إيما مرعباً بحق حيث ارتدت الجلد الصناعي حول وجهها خاصة أنفها الذي تحول إلى نوع من ثمار الشمام إضافة إلى فك من الأسنان الصناعية وحاجبين كثيفين موصولين معاً.

وبالطبع الكثير من الثآليل التي حولت الممثلة الحسناء إلى ساحرة شمطاء خارجة من أشنع كوابيس طفولتنا، ومع ذلك يستحيل حقاً إنكار سحر المربية ماكفي والفيلم الرائع الذي خطف القلوب منذ أول لحظة.

كان ظهور سيد الظلام المرعب أكثر حدثًا منتظرًا من قبِل عشاق السلسلة الأشهر حول العالم، لقد نهض اللورد فولدمورت من الموت وعاد ليبث الرعب في عالم السحرة الذي أغرمنا به بشدة.

إن التحول إلى أشهر أشرار السينما ليس بالأمر السهل قطعاً لكن المكياج المكمل للأداء التمثيلي الرائع جعل من رالف تينس كابوساً خارقاً للطبيعة.

وصف سيد الظلام في الكتب على أنه طويل القامة شاحب للغاية بملامح مشوهة وعينين حمراوين كعيون الثعابين وصوت بارد عال صحيح أن صناع الفيلم لم يلتزموا تماماً بهذه الصورة لكن خبراء التجميل استطاعوا وبنجاح تحويل النجم الوسيم إلى وحش كابوسي شبيه بالثعابين ببشرة شاحبة كالطبشور وأنف مطموس المعالم.

كانت التغييرات تستغرق ساعتين يومياً ورغم أن عيني اللورد فولدمورت في الفيلم لم تكن حمراء مشقوقة كعيون الثعابين إلا أنه كان مرعباً مخيفاً بكل تأكيد.

دومًا ما ينجح جيم كاري في إذهالنا سواء بمواهبه الرائعة أو بشخصيات أفلامه التي لا تنسى حتى عندما يلعب دور الشرير فإنه ينجح في إذهالنا وجعلنا نغرم بالشخصية.

لا شك أن شخصية الكونت أولاف الشرير الماكر أحد أكثر الشخصيات المحبوبة رغم شرها، كان تحول جيم رائعاً بحق الكونت أولاف الجشع الكريه بحاجبيه الكثين الموصولين وشعره الأشيب وتلك النظرات المجنونة كان جيم مرعباً بشكل مثالي كشرير قصة أطفال.

ورغم أن الرائع نيل باتريك هاريس قدم الدور نفسه في مسلسل مقتبس عن الفيلم ببراعة حقيقية، إلا أن لا أحد يستطيع ينكر براعة جيم كاري وموهبته الفذة التي تركت بصمة فريدة من نوعها في هوليوود. 

تعد تشارليز ثيرون إحدى أجمل نجمات هوليوود قاطبة لكنها تخلت تماماً عن جمالها الخلاب هذا لتتمكن من إبهارنا بأداء أسطوري أثبتت به ثيرون أنها أكثر بكثير من مجرد وجه جميل.

كانت حياة النجمة الجنوب إفريقية صعبة بكل تأكيد حيث أن أمها أطلقت النار على أبيها الثمل عندما كانت تشارليز في السادسة عشر ولعل هذه التجربة القاسية كانت السبب الذي دفعها لتأدية دور القاتلة المتسلسلة إيلين وورنوس.

كان الفيلم رائعاً بحق لكن ما زاده روعة كان التحول الجذري المذهل الذي خضعت له ثيرون حيث انقلب شكلها تماماً إذ وضع على وجهها بعض الجلد الإصطناعي الذي منحها بشرة مبقعة قبيحة وجبهة بارزة.

إضافة إلى ذلك ارتدت ثيرون طاقماً من الأسنان الصناعية التي غيرت وجهها بالكامل، لقد كان المكياج مذهلاً بلا شك حول النجمة خارقة الجمال إلى وحش قبيح ومجرمة قاتلة لكن أداء ثيرون الأسطوري كان ما منحها جائزة أوسكار أفضل ممثلة عن هذا الفيلم الرائع الذي رغم كل الانتقادات الموجهة إليه لم يخف أحد إعجابه الشديد بأداء تشارليز ثيرون وبراعة المكياج المثالي.

يعد ملائكة في أمريكا أحد أكثر المسلسلات القصيرة شهرة خاصة أنه احتوى اسمين من أكبر أسماء هوليوود هما آل باتشينو وميريل ستريب.

تدور أحداث المسلسل في نيويورك حيث الإيدز يحصد بمنجله آلاف الأرواح وقد أدت ميريل ستريب في هذا المسلسل عدداً من الأدوار لكن دور الحاخام كان واحداً من أبرزها بلا شك حيث بدت ميريل نسخة غريبة من البروفيسور دمبلدور بشعر أبيض مستعار وجلد إصطناعي وحواجب كثيفة جعلها لا تشبه نفسها.

رغم الانتقادات الكثيرة التي وجهت للمسلسل إلا أن المكياج الخاص بشخصية الحاخام كان رائعاً مختلفاً وأصبح علامة فارقة في تاريخ ستريب الثري العريق.

قد يبدو أن إنشاء هجين بين البشر والقرود أمراً صعباً عسيراً لكن فريق المكياج الخاص بفيلم Planet of Apes كان على قدر التحدي واستطاع تحويل الرائعة هيلينا بونهام كارتر الشهيرة بدور بيلاتريكس ليسترانج في سلسلة هاري بوتر إلى حيوان متحول بفضل سحر المكياج.

إذ استخدم الفنانون الجلد الصناعي لتشكيل أنفها المنحنى وأذنيها الضخمتين إضافة إلى طاقم من الأسنان الصناعية طبعاً، عملية شاقة مملة كانت تستغرق أربع ساعات وساعة ونصف بعد انتهاء التصوير لإعادة هيلينا لشكلها الطبيعي مجدداً.

كما اضطرت هيلينا للمشي كالقردة وتطويع حنجرتها كذلك، لكن هذا الجهد الجبار كانت نتيجته مذهلة بلا أدنى شك واستطعنا الاستمتاع بعمل رائع لا يزال خالداً رغم وجود كثير من الأجزاء اللاحقة لكن يبقى لهذا الفيلم مذاق لا ينسى بالقطع. 

كان المنبوذ أو Castaway من تلك الأفلام التي تصنع لتخلد إلى الأبد إنها قصة روبنسون كروزو المعاصر الرجل الذي يجد نفسه وحيداً على جزيرة قصية ليمضي أربع سنوات كاملة يصارع لأجل البقاء كان الفيلم رائعاً بحق لكن أداء توم هانكس الأسطوري كان أجمل ما فيه لقد قدم توم هانكس جهداً جباراً بلا شك حيث أنه وفي فترة الإنتاج اكتسب حوالي 50 رطلاً ليصور مشاهد ما قبل الجزيرة.

أمًا مشاهد الجزيرة فرغم قسوتها إلا أنها كانت رائعة بحق وبدا واضحاً فقدان الوزن الكثير على هانكس حيث أن الشخصية أمضت أربع سنوات على جزيرة معزولة فبالقطع لم يكن موفور الصحة، لقد قدم هانكس الكثير من الأفلام الرائعة الخالدة لكن سيبقى لتشاك وصديقه ويسلون مكانة كبيرة في قلوب كل من شاهد الفيلم الرائع.

إنه أحد أشهر نجوم هوليوود وأكثرهم موهبة بلا شك الرائع الموهوب إدوارد نورتون الذي أذهلنا بأداء تمثيلي مذهل في أفلام مثل Fight Club و Primal fear لكن دور ديريك فينيارد كان وبحق صاعقاً.

لقد تحول نورتون الوسيم ذو الملامح الطفولية المحببة إلى وحش نازي عنصري، لأجل الدور زاد نورتن وزنه حوالي 50 رطلاً محولاً هذا الوزن إلى عضلات مفتولة قوية كما حلق شعر رأسه.

لكن أكثر ما كان بحق مرعباً في شكله هو صليب سواستيكا الموشوم على صدره بفخر ذلك الرمز الكريه للنازية، لقد جسد نورتون وببراعة وصدق حقيقيين دور الشاب الذي تغريه النازية الجديدة وتعميه الكراهية والحقد والذي يكتشف لاحقاً أن كل ما حارب لأجله كان وهماً.

حتى لو لم تشاهد الفيلم فأنت بالقطع شاهدت تلك الابتسامة الفخور الباردة التي ستجمد الدم في عروقك ابتسامة مجرم لا يكترث لما اقترفته يداه وابتسامة ممثل استثنائي قلّ ما يتكرر.

تعتبر ديمي مور واحدة من حسناوات هوليوود ومن أشهر نجمات التسعينات بلا شك وقد تركت بصمة لا تنسى بشخصية جوردان أونيل جندية البحرية الشجاعة التي تقتحم المخاطر بلا خوف في الفيلم الشهير الذي أخرجه ريدلي سكوت.

ضخمت ديمي من جسدها الرشيق وحولته إلى جسد مفتول العضلات كما أنها حلقت شعر رأسها بالكامل لأجل الدور الذي خلد اسمها في هوليوود رغم كل الانتقادات التي وجهت إلى الفيلم إلا أن الجميع كان مُعجباً بشدة بالأداء الرائع المميز للجميلة التي رفضت استكمال الشخصية لأجل رعاية بناتها والقيام بأهم أدوار حياتها الأمومة.

رحل الرائع روبين ويليامز عن عالمنا عام 2014 بعد سنوات طويلة من الإبداع والفن الرائع والضحكات الصافية من القلب التي يعود الفضل فيها إلى روحه المرحة النقية.

لم يعلم أحد مدى الظلام القابع داخل قلب ويليامز الذي رحل تاركاً سلسلة من الأعمال الرائعة التي لا تنسى لكن السيدة داوتفاير كانت أكثرها شهرة وخلوداً، بشعر مستعار وبذلة كاملة للجسد وجلد صناعي يغطي الوجه استطاع ويليامز التحول إلى امرأة عجوز هي المربية داوتفاير الرجل المتخفي الذي يريد رؤية أطفاله والتواصل معهم.

كان التحول إلى شكل السيدة داوتفاير عملية شاقة طويلة وكانت تأخذ ساعات طويلة للتحضير لكنها استحقت كل هذا العناء الذي جعلها من أبرز وأشهر الشخصيات في السينما.

يعد فيلم هوك أحد أشهر أفلام سبيلبيرغ خاصة أنه يضم نخبة من ألمع نجوم هوليوود كجوليا روبرتس و وروبين ويليامز لكن أغلب المشاهدين أصيبوا بالذهول عندما اكتشفوا أن الممثلة غلين كلوز تلعب دور القرصان كاتلز في الفيلم وهو أحد أفراد طاقم الكابتن هوك عدو بيتر بان الأزلي.

على الرغم من صغر حجم الدور إلا أن تحول كلوز إلى رجل عجوز خشن كان مذهلاً بالتأكيد بشعر مستعار أشيب ولحية مشعثة وبعض الجلد الصناعي تحولت الممثلة الجميلة إلى قرصان عجوز حانق بفضل براعة المكياج الاحترافي الرائع. 

يستحيل ألا تكون قد سمعت بالدون فيتو كورليوني العراب الهارب من جحيم صقلية إلى أحضان بلاد المهاجرين الرحيبة أميركا.

لا تزال تحفة كوبولا الأسطورية خالدة بعد أكثر من نصف قرن على عرضها ولا نزال حتى اليوم مذهولين بالأداء الأسطوري لمارلون براندو الذي كان عدو منتجي هوليوود اللدود.

لكن فرانسيس كوبولا أصر على وجوده وهو ما نشكره عليه وبشدة، قدم لنا براندو دوراً لا ينسى وشخصية أسطورية عظيمة أصبحت رمزاً سينمائياً لا يضاهى، لإتقان الشخصية قام براندو بوضع فك سفلي متحرك لإضفاء مظهر البولدوغ المميز للدون فيتو كما أنه زاد من وزنه وارتدى شعراً مستعاراً أخفى شعره الأشقر الطويل.

إضافة إلى مكياج دقيق لإضفاء طابع العمر المتقدم كالتجاعيد حول الفم وبقع النمش، لمسات احترافية رائعة في زمن لم يعرف التقدم التقني الذي نعرفه اليوم، لا تنسى أننا نتحدث عن السبعينات هنا

بصوته المبحوح المميز وتعابير وجهه الرائعة استطاع مارلون براندو ترك أثر لا يمكن أن يمحى في ذاكرة السينما وأن يخلد حتى آخر الزمان كالعراب الدون فيتو كورليوني أخطر رجال باليرمو.

هكذا حاولنا اليوم استعراض نبذة عن قوة "المكياج" السينمائي أو الدرامي، مع رصد أبرز النجوم الذين أذهلوا العالم بالتغييرات التي قاموا بها والتضحيات الحقيقية التي قدموها لأجل أعمالهم ضمنت لهم الخلود الفني السينمائي والدرامي وفي قلوب كل مَن شاهد أعمالهم بلا شك.

نرشح لك:  أبطال The Crown 6 يجسدون هذه المشاهد الواقعية للعائلة التاريخية.. ما حقيقتها؟