تريند 🔥

🌙 رمضان 2024

أبطال The Crown 6 يجسدون هذه المشاهد الواقعية للعائلة التاريخية.. ما حقيقتها؟

أبطال The Crown 6 يجسدون هذه المشاهد الواقعية للعائلة التاريخية.. ما حقيقتها - أراجيك فن
ساندي ليلى
ساندي ليلى

20 د

منذ انطلاقه للمرة الأولى عام 2016 استطاع The Crown خلق حالة جدل عالمي لم يسبق لنا رؤيته من قبل، يمكن لأي كان أن يصنع مسلسلاً يروي قصة الملكة كاثرين دي مديتشي، لا مشكلة إطلاقاً إذ إن الملكة ماتت قبل خمسة قرون ولن تجد أي معترض لكن أن تروي سيرة حياة أشهر عائلة ملكية في العالم وتجسد حياة أطول الملكات حكماً قبل موتها حتى فهذا يحتاج إلى براعة حقيقية وثقة قوية بالنفس بلا أي شك.

 لم يكن "التاج" مجرد مسلسل سيرة ذاتية بل هو جرعة مكثفة قوية من الدراما والتاريخ والسياسة حكاية ملحمية لامرأة استثنائية شغلت عرش بريطانيا لأعوام مديدة، بعد كثير من الشكاوى التي اتهمت العمل أنه غير دقيق تاريخياً أخلى صناعه مسؤوليتهم وأعلنت نتفليكس أن أحداثه دراما خيالية.

فيديو يوتيوب

لكن وعَبر المواسم كان هناك عدد من المشاهد التي تشي بدقة تاريخية مقبولة، في الواقع كان أكثر ما انتظره المشاهدون من المسلسل شيئاً لم يتحقق حتى موسمه الرابع، إذ لم تعد القصة قصة الملكة إليزابيث فقط بل أصبحت قصة محبوبة بريطانيا وأميرة ويلز السابقة ديانا سبنسر الزوجة الأولى للملك تشارلز الذي كان أميراً آنذاك.

تعمق العمل في استعراض العلاقة المضطربة الغريبة بين الزوجين والزواج البائس الذي ألقت كاميلا باركر بولز الملكة الحالية بظلالها عليه، لا عجب أن الملك تشارلز أعلن رفضه القاطع والكامل للمسلسل، حقًا مَن الذي يريد رؤية قصة حياته وتفاصيلها مجسدة على الشاشة؟ 

كاد المسلسل أن ينتهي واقتربت الرحلة من النهاية إذ عرض النصف الأول من الموسم السادس والأخير منذ أيام قليلة مثيراً عاصفة جدلية فاقت كل الجدل السابق؛ إذ ركزت الحلقات الأربع على الأسابيع الأخيرة من حياة ديانا وعلاقتها المثيرة للجدل مع دودي الفايد إضافة إلى كشف كثير من الأسرار والخبايا التي أثارت أسئلة لا تنتهي عما إذا كان ما حصل في العمل حقيقة أم من نسج الخيال.

لقد آن أوان الوداع وشارف أكثر أعمال نتفليكس شعبية وشهرة وجدلاً أيضاً على الانتهاء فكيف ودع أبطال العمل الشخصيات التاريخية الشهيرة التي أبدعوا في تقديمها؟ هذا ما سنراه ونعرفه في مقالنا هذا اليوم مع "أراجيك فن" والذي سنقدم فيه أيضاً إجابات شافية لكل الأسئلة المصيرية التي قد تخطر في بالك عزيزي القارئ فلنبدأ مع أهم شخصيات العمل قاطبة الثنائي الذي دارت أغلب أحداث الموسم حوله.

8.6/10
إعلان الفيلم

صفحة IMDb

تقييم أراجيك

The Crown

مسلسل “The Crown” هو دراما تاريخية تتبع حياة الملكة إليزابيث الثانية وعائلتها الملكية في بريطانيا. يتميز المسلسل بتفاصيل دقيقة ومشاهد مذهلة تعيد إحياء الأحداث التاريخية الهامة التي شهدتها بريطانيا في القرن العشرين، مثل وفاة الملك جورج السادس وتتويج الملكة إليزابيث الثانية، والأحداث السياسية والاجتماعية التي شهدتها المملكة في تلك الفترة. يتميز المسلسل بأداء ممتاز من قبل الممثلين وإخراج متقن للغاية، مما يجعله واحدًا من أفضل المسلسلات التاريخية التي تم إنتاجها على الإطلاق. انطلق عرض الجزء الأول من المسلسل خلال عام 2016 واستمر حتى عرض الموسم السادس والأخير عَبر جزئين خلال شهري نوفمبر وديسمبر 2023.

عرض المزيد

  • name

    مناسب من عمر 18 سنة فما فوق.

  • إنتاج

    2016
  • إخراج

    ستيفن دالدري

بطولة

إليزابيث ديبيكي،
أوليفيا كولمان،
كلير فوي،
مات سميث

النوع

دراما تاريخية

متاح على

netflix_url

ديانا ودودي رفيقا الحياة والموت 

خلال حلقات النصف الأول من الموسم الأخير ركز العمل عَبر حلقاته الأربع على تفاصيل الأسابيع الثمانية الأخيرة من حياة أميرة ويلز ديانا.

في تلك الفترة كانت ديانا ضحية للصحافة التي لاحقتها في كل لحظة وفي كل ثانية محيلة حياتها جحيماً مطبقاً، بالطبع لا أحد يعرف فحوى الأحاديث التي أجرتها ديانا مع من حولها خاصة مع دودي لذا من الطبيعي أن يتداخل الواقع مع الخيال عند حكاية قصتهما إلا أن هناك بعض الوقائع التاريخية المثبتة التي نجح العمل في تجسيدها 

حملت الحلقة الأولى عنوان Persona Non Grata أي شخص غير المرغوب فيه ركزت هذه الحلقة على بداية نشوء العلاقة بين ديانا ودودي؛ حيث كشفت بعضاً من الحقائق التي لم تكن معروفة من قبل أولها وأكثرها إثارة للدهشة حقيقة زيارة ديانا لتوني بلير رئيس وزراء بريطانيا في تشيكرز.

إذ عرض المسلسل في بداية الموسم زيارة تقوم بها ديانا مع ابنها ويليام لبلير وعائلته حيث تجري محادثة هادئة معه حول رغبتها في إعادة تشكيل حياتها خارج قفص العائلة الملكية إضافة إلى الاستمرار في أعمالها الإنسانية خاصة موضوع الألغام الأرضية التي ابتلي بها العالم عقب الحرب العالمية الثانية، نرى هنا ديانا الأم الحنون المتفانية التي تركض بنشاط وحب مع ابنها لإسعاده.

لاحقاً في الحلقة نرى بلير جالساً مع الملكة يروي لها ما حدث قائلاً جملة مهمة " عندما تتكلم ديانا يصغي العالم" مبرهناً على التأثير الخيالي الذي لم تستطع أي أميرة أخرى امتلاكه بعد ديانا لكن وفي الواقع كانت الدعوة موجهة من قبل زوجة بلير شيري وكانت دعوة غذاء عادية وقد كتب بلير في سيرته الذاتية أن الحديث مع ديانا دار حول علاقتها مع دودي.

تتابع أحداث الحلقة بناء علاقة ديانا بدودي حيث ترحل مع طفليها إلى سان تروبيه بدعوة من محمد الفايد الثري المصري صاحب متجر هارودز الشهير وهو ما حدث حقاً؛ إذ كان هناك علاقة متينة جمعت بين محمد والأميرة حيث التقيا في مباراة بولو عام 1986 وبقيا على تواصل مستمر منذ ذلك الحين. 

كان أفضل ما حدث في الموسم هو التركيز الواضح على شخصية دودي الفايد الذي يتم إهماله دوماً رغم أنه شخصية عامة شهيرة وضحية لا ذنب لها كديانا تماماً، تم تصوير دودي في المسلسل كرجل خاضع لأبيه يرغب فقط في نيل رضاه والارتقاء لتطلعاته التي لا حدود لها، لا أحد يعلم حقاً طبيعة العلاقة بين الرجلين فمحمد الفايد لم يتحدث إطلاقاً عن هذا الأمر لذا يمكننا القول إن هناك شيئاً من الخيال تواجد في تصوير عائلة الفايد.

إذ أنه وضمن أحداث العمل يرغم محمد الفايد ابنه الأكبر دودي على ترك خطيبته الأمريكية والالتحاق به في سان تروبيه رغبة منه في ربطه بالأميرة الحسناء؛ الأمر الذي أثار ذهولاً لدى المشاهدين؛ هل كان لدودي الفايد خطيبة عندما التقى ديانا؟ 

نرشح لك:  مسلسل The Crown 6.. هل ينكشف لغز الأيام الأخيرة في حياة الأميرة ديانا؟
في الموسم الخامس رأينا دودي يتسوق مع امرأة شقراء لشراء الأقمشة واكتشفنا أن هذه الشقراء هي خطيبته عارضة الأزياء كيلي فيشر التي هجرها لاحقاً لأجل ديانا.

في الواقع كان هناك كيلي فيشر وكانت عارضة أزياء ادعت أن دودي الفايد تقدم لخطبتها كما رفعت دعوى قضائية ضده لخرقه العقد المبرم بينهما رغم نفي العائلة لهذه الحقيقة إلا أن كيلي أصرت على قصتها وأسقطت الدعوى بعد مقتل دودي. 

يستمر الموسم في استعراض علاقة ديانا الجديدة والتركيز الصحفي المرعب الواقع عليها وتلك الحرب الغير معلنة بينها وبين كاميلا، لقد كانت ديانا كالشمس قوية ساطعة حارقة وكانت ولا تزال بعد أعوام رحيلها الطويلة شوكة في حلق كاميلا التي عجزت تماماً عن ملئ فراغ ديان. 

تناول الموسم بعض التفاصيل علاقة الثنائي خاصة محاولات دودي الدائمة لفت أنظار ديانا فالمشهد الذي اختتمت به الحلقة الأولى حدث بالفعل إذ إن دودي أهدى ديانا بالفعل ساعة كارتييه بقيمة 6500 جنيه استرليني.

 أمًا زيارة ديانا ودودي المفاجئة لوسيطة روحية في ديريشاير فلم تكن من وحي الخيال قطعا إذ كان لديانا وسيطة روحية مفضلة تدعى ريتا روجر والتي لا تزال حية إلى هذا اليوم وقد تعرف كثيرون على الثنائي عندما زارا الوسيطة في أغسطس عام 1997.

لم يفت على صناع العمل الإشارة إلى القلق الذي أثارته علاقة ديانا مع دودي حيث شهدنا في الحلقة الثانية Two Photographers اجتماعاً بين العائلة الملكية والمسؤولين في قصر باكينغهام؛ حيث جرت مناقشات قلقة حول هذه العلاقة والتأثير الإعلامي الذي قد تسببه في الواقع كانت هذه المخاوف حقيقية وقد كشف بول بوريل كبير الخدم السابق للأميرة ديانا وصديقها المقرب عن وجود مخاوف داخل العائلة الملكية بشأن هذه العلاقة.

فيما حملت الحلقة الثالثة المعنونة بـ Dis-moi oui المزيد من الصدمات ولعلها كانت أقوى حلقات الموسم قاطبة، حيث أنه وضمن أحداث الحلقة يشتري دودي الفايد خاتماً ماسياً عملاقاً من باريس ويتقدم لديانا التي ترفضه برفق معلنة عزوفها عن الزواج بعد طلاقها العسير ورغبة منها في حماية طفليها من مزيد من الألم؛ فهل حدث ذلك حقًا؟ 

في الواقع يعتبر هذا واحداً من أكثر الأسرار غموضًا؛ إذ تتضارب الأقاويل بين مؤكد لوجود خطبة بينهما وبين غير المؤكد لأن طبيعة العلاقة بينهما كانت صداقة لا أكثر لا أحد يعرف الجواب الحقيقي فالوحيدان القادران على ذلك رحلا إلى عالم لا صحافة فيه ولا نميمة.

لكن ووفقاً للغارديان عام 2007 فقد أظهرت كاميرات المراقبة يوم الحادث وجود دودي في متجر المجوهرات ريبوسي في باريس يتفقد الخواتم وذكرت الغارديان أيضاً أنه وبعد الوفاة تم انتشال خاتم يحمل نقش قولي نعم من جناح الزوجين.

فيما ادعى محمد الفايد أن ابنه والأميرة كانا مخطوبين ادعى بعض المقربين لديانا عكس ذلك حيث إن الأميرة لم ترغب أبداً في الزواج بعد تشارلز.

لكن أبرز ما انتظره الجمهور لم يكن موضوع علاقة الثنائي الجدلية؛ لقد كان الشيء الأكثر انتظاراً منذ أول حلقة هو ذلك الحادث الأليم؛ فكيف صور العمل موت الأميرة ديانا؟ 

كانت الحلقة الثالثة مميزة حقاً؛ ركزت على ديانا ودودي كان الموت مخيماً عليها كل لقطة تنذر برحيل قريب مكالمة ديانا الأخيرة مع طفليها، المطاردة الجنونية من قبل الصحفيين، السائق الثمل لم يكن هناك أشلاء متناثرة أو دماء فهذا غير المهم.

كان هناك صوت اصطدام حاد لا أكثر سبقته مشاهد تخلو تماماً من الموسيقى تتجاذب فيه ديانا الحديث مع دودي غير العالمة أنها لن ترى أطفالها مجدداً، كان مشهد الحادث ممتازاً لأنه لم يصور أصلاً لم يكن هناك أي داع الجميع يعلم كيف ماتت ديانا لكن أحداً لا يعلم ما آخر كلماتها ما الذي فكرت فيه لكن ما قدمه العمل للحظات ديانا الأخيرة كان مؤثراً بحق.

لم يقدم العمل أية تفاصيل مميزة بهذا الخصوص لقد كان المشهد صعباً بلا شك يحمل قدراً هائلاً من الحزن على فراق تلك المرأة الاستثنائية التي تركت بروحها الجميلة المحبة أثراً لا يمكن أن يمحى حتى بعد كل هذه الأعوام لا يزال العالم يذكر ديانا ضحية الباباراتزي وأميرة القلوب.

لكن صناع العمل أولو الاهتمام بدودي بشكل ملائم؛ دودي الذي يبدو أن العالم نسي وجوده تقريباً رغم أنه كان أيضا شاباً مفعماً بالحياة والحب، لم يهمل العمل تصوير مشاهد لجنازة دودي الفايد فيما يحاول والده المفجوع التماسك أمًا ديانا فقد صور المسلسل ذلك الذهول المتألم والصدمة التي لفت العالم عند رحيلها.

وركزت آخر حلقة في الموسم على جنازتها المهيبة التي حضرها ملايين حول العالم كما تضمنت لقطات من الجنازة الحقيقية كأنما أراد صناع العمل توجيه تحية حب ووداع لديانا وتمرير رسالة خفية لكل منتقدي العمل أن هذا المسلسل وأحداثه ليس من وقع الخيال تماماً.

ضمن أحداث الحلقة الأخيرة تعود ديانا بصورة شبح أو ذكرى تطارد تشارلز وإليزابيث وهو المشهد الذي أثار امتعاض الصحافة البريطانية التي استمتعت بتمزيق العمل نقداً.

لربما كان المشهد من وحي الخيال لكن شبح ديانا كان هناك بلا شك يطارد العائلة الملكية التي فشل كل أفرادها في امتلاك شعبية ديانا الكاسحة.

رحلت ديانا شابة محبة جميلة لكن روحها الرائعة بقيت هناك كذكرى دافئة في قلوب كل من عرفها ومن لم يعرفها لتتحول الأميرة المنبوذة إلى رمز أسطوري لن ينسى.

وهنا لا بد لنا من الإشادة بالأداء الأسطوري لإليزابيث ديبيكي التي قدمت أفضل أداءً ممكنًا لديانا رقيقة جميلة حالمة بعيون صادقة لامعة بحركاتها المميزة وأسلوب كلامها الودود.

لقد جسدت ديبيكي ديانا ببراعة جعلتها تتقمص روحها تقريباً حتى لتجد صعوبة في عدم تخيل ديانا الحقيقية بصورة ديبيكي أمًا خالد عبد الله فقد قدم أداء مميزاً بدور دودي الفايد الابن الضال الساعي بشغف لإرضاء أبيه والحبيب المتفاني الذي سيفعل أي شيء لأجل محبوبته لقد كان التناغم الواضح بين الاثنين رائعاً حقاً وأضاف الكثير للعمل الذي سيخلد طويلاً في ذاكرة التلفاز بلا أي شك.


تشارلز وكاميلا الزوجان الملكيان 

يعتبر الكثيرون أن وجود كاميلا باركر بولز في حياة تشارلز كان السبب الأساسي لانهيار زواجه من ديانا لذا كما يمكن لك أن تتخيل لما لا يحمل لها البريطانيون حباً من أي نوع رغم كثرة محاولات تحسين صورتها لكن كاميلا عاشت منافسة عسيرة مع ديانا حتى بعد موت الأخيرة.

في الحلقة الأولى يقيم تشارلز حفل عيد ميلاد لكاميلا بمناسبة بلوغها الخمسين من العمر داعياً الصحافة وأمه الملكة في محاولة حثيثة لتحسين صورة كاميلا أمام الجمهور لكن الملكة لم تحضر إنما كان من حضر هو الأميرة مارغريت شقيقتها الصغرى التي تحاول لاحقاً إقناع أختها بمحاولة تقبل وجود كاميلا وأثناء الحفل يلقي تشارلز خطاباً شاعرياً يعلن فيه أن كاميلا كانت المرأة الوحيدة التي أحبها على الإطلاق؛ فهل حدث هذا بالفعل؟ 

لقد أقام تشارلز وبكل تأكيد حفل عيد ميلاد لكاميلا لكن الصحافة لم تكن مدعوة ولم يعتقد أبداً أن الملكة ستحضر كما أن تشارلز لم يلق أي خطاب فالشخص الوحيد الذي تكلم كان توم باركر بولز ابن كاميلا، إضافة إلا أن الأميرة مارغريت لم تكن في الحفل ولم يرد أي تصريح عنها يخص علاقة تشارلز وكاميلا كما أنها كانت على علاقة جيدة مع الأميرة ديانا.

لكن حملة تحسين صورة كاميلا  كانت حقيقية جداً لقد حاول تشارلز وكاميلا كل ما بوسعهما لنيل القليل من شعبية ديانا لكنهما فشلا تماما في مساعيهما ففي عقول البريطانيين كان وجود كاميلا في حياة تشارلز سبباً في دمار حياة أميرة القلوب.

أمًا الملكة فقد صورها المسلسل غير الموافقة على الإطلاق على علاقة ابنها مع كاميلا معربة عن رفضها القاطع لوجودها أمًا في الواقع فقد استغرق الأمر بعض الوقت حتى يحدث تقارب بين المرأتين وفقاً للمؤرخ روبرت لاسي كانت الملكة مترددة في قبول طلب تشارلز بأن تكون أكثر استيعاباً لكاميلا ويقال إنها أشارت ذات مرة إليها على أنها "تلك المرأة الشريرة".

لم يتوانِ المسلسل عن استعراض المنافسة الخفية بين ديانا وكاميلا لكن ولأن تركيز الأحداث كان على ديانا أكثر لم يتم التطرق لتلك القضية كثيراً ولم نشاهد الكثير من كاميلا أيضاً بدلاً من ذلك ركز المسلسل على الإحباط الشديد الذي شعر به تشارلز تجاه شعبية ديانا حيث عرض العمل مشهداً لتشارلز في الليلة التالية لحفل عيد ميلاد كاميلا حين يشعر بالفزع عندما يرى أن صور ديانا بملابس السباحة تطغى على أخبار كاميلا.

الأمر الذي جعله ينفعل على طاقمه، في الواقع ربما لم يحدث هذا أبداً على الرغم من التقارير التي تفيد بأن تشارلز كان يعاني الكثير من التوتر لكن من المستبعد وقوع حرب إعلامية بهذه الطريقة.

يبدو أن صناع العمل مغرمون بهذه النظرية لذا فقد استعرضوا الحكاية القابعة وراء الصورة الشهيرة لتشارلز مع ولديه ويليام وهاري في أراضي بالمورال اسكتلندا؛ حيث ادعى المسلسل أن جلسة التصوير هذه نسقت من قبل مارك بولاند خبير العلاقات العامة مع مصور جدير بالثقة لكن هذا لم يكن صحيحاً إذ إن هذه الصورة التقطت من قبل عدد من المصورين الملكيين مقابل ترك العائلة في خصوصية.

عندما قتلت ديانا كانت العائلة الملكية في بالمورال ولو كان تصوير حادث ديانا منتظراً فإن تصوير ردة فعل العائلة كان منتظراً بالقدر نفسه حاول المسلسل تصوير تشارلز على أنه زوج سابق محب يحاول التعويض عما حدث من خلال الإصرار على إرسال طائرة تابعة لسلاح الجو الملكي لنقل جثة ديانا من باريس.

لكن هذا لم يكن ما حدث بالضبط إذ إن الملكة وليس تشارلز كان من نظم عودة ديانا إلى الوطن كما أن شقيقتي ديانا الأكبر سناً كانتا إلى جانب تشارلز، لا أحد يعلم ما الذي دار خلف أسوار باكينغهام المنيعة فالعائلة تعرف تماماً كيف تخفي أسرارها.

لكن من المؤكد أن تشارلز لم يقضي أي وقت انفرادي مع الجثمان ولم يسمعه أحد يبكي على الأقل ممن شارك شهادته مع الصحافة، لقد كانت جنازة ديانا جهداً جماعياً ولم يكن إصراراً عنيداً من تشارلز كما صور المسلسل الذي بدا مصراً للغاية على تحسين صورة تشارلز ومنحه الفضل في جنازة ديانا المهيبة.

 إضافة إلى ذلك قام العمل بتصوير مشهد عاطفي مؤثر لتشارلز وهو يخبر ولديه بوفاة أمهما حيث كانا معاً في غرفة واحدة يسمعان الخبر الصاعق وهو ما ينكره الأمير هاري الذي يمتلك علاقة مضطربة جداً مع أبيه حيث قال في مذكراته أنه كان وحيداً في الغرفة بينما أخوه في غرفة أخرى ويتذكر أنه جلس بمفرده حتى التاسعة صباحاً.

لا ندري حقاً كيف كانت ردة فعل تشارلز وهل كان بالفعل حزيناً على رحيل زوجته السابقة، لا يمكن لأي كان معرفة ما الذي حصل بالضبط؛ هل كان ما عرضه المسلسل حقيقة؟ أم شيئاً من وحي الخيال؟ هذا أمر يصعب حقاً معرفته لقد أصبح تشارلز الذي لطالما امتلك علاقة سيئة مع الصحافة ملكاً.

وأصبحت كاميلا ملكة لكنهما وحتى مع منصبهما الجديد لم ينجحا إطلاقاً في شغل مكانة ديانا أو حتى نيل محبة الشعب وهنا يجدر بنا التنويه للأداء الرائع الحساس لدومينيك ويست الذي أبدع في تجسيد الأمير تشارلز بطريقة عاطفية مذهلة لفتت أنظار النقاد والجمهور على حد سواء لربما كانت أغلب مشاهد العمل من وحي الخيال وربما لا لكن المؤكد أن هذا العمل امتلك طاقم تمثيل رائع بشكل لا يصدق.


محمد الفايد المليونير الانتهازي! 

بالنسبة لمسلسل "التاج" كان محمد الفايد شخصًا انتهازياً يرغب وبشدة في التقرب من الطبقة الأرستقراطية البريطانية وقد كان العقل المدبر وراء قصة ديانا ودودي الرومانسية، إضافة إلى أنه أمر دودي بالقدوم إلى سان تروبيه وهجر خطيبته الأمريكية للقاء ديانا.

وفقاً للمسلسل كان محمد الفايد أباً قاسياً دفع ابنه دفعاً للارتباط مع ديانا تحقيقا لمطامعه الخاصة غير آبه بما يريد ابنه كما أن المسلسل اتهم الفايد أنه من أبلغ مصور الباباراتزي الشهير ماريو برينا عن مكان وجود دودي وديانا على متن يخته جونيكال؛ حيث التقط برينا الصور الشهيرة للثنائي الصور التي أكسبته مليوني دولار لا نعلم إن كان ما ورد في المسلسل صحيحاً.

لكن وفي الواقع بعد وفاة ديانا ودودي، رفع الفايد دعوى قضائية ضد المصور البريطاني فريزر لقيامه بالتقاط صور لديانا ودودي على متن قارب قائلاً إن ذلك يعد انتهاكاً للخصوصية وقال برينا إنه لم يواجه أي إجراء من هذا القبيل، مضيفاً أن صوره كانت قانونية لأنها "التقطت في الهواء الطلق في مكان عام"معرباً عن أسفه لقمع الخصوصية الذي حدث منذ ذلك الحين حيث حاولت الحكومات والنجوم منع المصورين من التقاط الصور.

ككل شيء آخر في المسلسل يصعب التأكد من هذه الحقائق فمالك متجر هارودز الفاحش الثراء فارق الحياة دون أن يقدم أي تصريح بهذا الخصوص لكن وفي الواقع كانت علاقة محمد بديانا قوية للغاية وكانا صديقين لعدة سنوات لذا فمن غير المعروف مدى تدخل الفايد بهذه العلاقة.

في العمل لم تتوقف محاولات الفايد للتقرب من الملكة حتى بعد موت ابنه إذ ظهر في مشهد وهو يرسل الكثير من البرقيات وهدايا من دودي لتدفن مع ديانا، لكن بلا رد ولا يوجد أية معلومات موثقة إن كان هذا صحيحاً أم لا فكما قلنا التزم الفايد الصمت حيال هذه القضية.

لذا فلا شيء مؤكد هنا لكن من المؤكد أن أداء سليم داو كان أسطورياً لقد نجح في تجسيد دور الثري العصامي الذي يريد إثبات وجوده والأب المفجوع الذي خسر ابنه البكر المنسي من قبِل العالم، لا نعلم حقاً السبب الذي جعل صناع العمل يقدمون محمد الفايد بهذه الطريقة.

هل هي شائعات موثوقة أم أنها مجرد خيالات درامية لتبرير علاقة دودي بديانا؛ لن نعرف الإجابة إطلاقاً لكن ينبغي مدح صناع المسلسل لمنحهم حصة كبيرة من الاهتمام لعائلة الفايد التي غالباً ما يتناسى العالم خسارتهم الأليمة. 


ويليام وهاري الضحايا الأبرز للمأساة 

لم يركز القسم الأول من الموسم على الأميرين إذ إنه وفي الغالب سيكونان محور القسم الثاني بأكمله، كان ويليام وهاري صغيرين في السن عندما ماتت والدتهما المحبة الجميلة التي امتلكت علاقة مميزة مع طفليها خاصة هاري الذي أحب أمه لدرجة أن موتها سبب له اضطراب حقيقي لاحقاً في حياته.

هاري الذي أعلن أنه يشاهد المسلسل لكن مصادر مقربة منه أفادت أنه لن يشاهد الموسم الأخير بسبب حساسية ما سيعرضه من يمكن له أن يلومه يصعب حقاً على أي كان رؤية مقتل أمه يجسد في مسلسل تلفزيوني.

رغم أن الأحداث لم تركز كثيراً على الأميرين إلا أن دورهما كان كبيراً وأساسياً بلا شك، مع بداية الموسم نرى ويليام وهاري في رحلة مع أمهما إلى سان تروبيه بدعوة من محمد الفايد وهنا يعرض المسلسل موقفاً معارضاً من ويليام الذي يبدو قلقاً من علاقة أمه بدودي حيث يصفه بأنه "غريب الأطوار".

لكن وفي الحقيقة بقي الأميران صامتين تماماً بشأن العلاقة بين الأميرة والوريث لكن هاري قال في مذكراته إنه وشقيقه وجدا دودي "رجلاً لطيفاً للغاية" وأنهما كانا سعيدين طالما أن أمهما سعيدة، أمًا المكالمة الأخيرة التي أجرتها ديانا مع ولديها فقد عرضها المسلسل بشكل مؤثر وداعي كأنما أرادت ديانا سماع صوت الأطفال للمرة الأخيرة وأثناء المكالمة الهاتفية يسأل ويليام أمه إن كانت ستتزوج من دودي الفايد الأمر الذي تنكره تماماً.

في الفيلم الوثائقي الصادر عام 2017 ديانا أمنا تحدث ويليام وهاري عن المكالمة الأخيرة مع أمهما متأسفين لحقيقة أنها كانت قصيرة للغاية وأنها كانت محادثة عادية جداً لم يكن أحد يعلم أنها الأخيرة، لا يوجد أي شك أن موت ديانا كان أقسى صدمة في حياة الأخوين.

وقد صور المسلسل هذه الصدمة بجرعة إضافية من الدراما حيث إنه وضمن الأحداث يختفي الأمير ويليام لمدة 14 ساعة في سفوح بالمورال مما يثير قلق العائلة خاصة أن صدمة موت أمه ما تزال حديثة تملأه بالغضب من ردة فعل عائلته التي بدت غير المكترثة.

لكن هذا لم يحدث إطلاقاً فالأمير ويليام هو وريث العرش ولا شك أن كل العيون عليه ولا يمكن له أن يذهب لأي مكان بلا مراقبة، في الواقع أمضت الملكة الكثير من الوقت مع حفيديها في الأيام التي تلت الحادثة مؤدية دورها كجدة حيث قامت بتوجيه الأطفال للتعامل مع الخسارة وقد تحدث ويليام البالغ بهذا الخصوص عام 2016 قائلاً " بعد أن فقدت أمي في سن مبكرة جداً كان من المهم بشكل خاص بالنسبة لي أن يكون هناك شخص مثل الملكة أتطلع إليه شخص كان هناك وتفهم بعضاً من الأمور الأكثر تعقيداً عندما تفقد أحد أحبائك".

أمًا مشهد الجنازة الذي رأينا فيه مشاهد من الجنازة الحقيقية فكان مؤثراً بشكل لا يوصف الحزن والألم والدموع وتلك التساؤلات التي لم تجد جواباً حتى اليوم.

نرشح لك: منتجو مسلسل The Crown يكشفون كواليس تصوير مشهد وفاة الأميرة “ديانا”!
لربما كان هناك القليل من المبالغات الدرامية في المسلسل لكن الأمر المؤكد هو أن خسارة ويليام وهاري لأمهما كانت حدثاً مدمراً يصعب تجاوزه ويبدو أنهما سيكونان بطلي القسم الثاني من الموسم ليستكمل العمل رواية قصته عن العائلة الملكية.


الملكة إليزابيث والأمير فيليب 

عَبر مواسم المسلسل تناوبت ثلاث ممثلات بارعات لتأدية دور الملكة؛ أولهن كانت الرائعة كلير فوي التي جسدت دور الملكة في فترة شبابها لاحقاً تم استبدالها بالأسطورية أوليفيا كولمان التي أبدعت في تجسيد دور الملكة لينتهي الأمر بإميلدا ستونتون التي تجسد دورها في شيخوختها.

لقد قدمت كل واحدة من هؤلاء الممثلات بصمتها الخاصة المميزة للشخصية لكن الموسم الأخير لم يركز على الملكة بقدر ما ركز على ديانا ومع ذلك أثارت بعض المشاهد جدلاً حاداً خاصة المشهد الذي تتجادل فيه الملكة والأمير مع تشارلز حول إن كان ينبغي دفن ديانا في جنازة خاصة من تنظيم عائلة سبنسر أم ينبغي أن يكون لها جنازة رسمية.

في الواقع وفي عام 1997 ظهرت ادعاءات كثيرة آنذاك تفيد بنشوء خلاف بين العائلة الملكية حول إقامة جنازة رسمية للراحلة وسط تزايد الاستياء من موقف العائلة في أعقاب الوفاة وهو ما نفاه قصر باكينغهام بغضب حيث أصدر القصر بياناً مفصلاً ينكر فيه حدوث أي خلافات من أي نوع.

حيث جاء في البيان أنه "في أعقاب الوفاة المأساوية لأميرة ويلز كان هناك موجة من التكهنات والقصص غير الدقيقة حول الأحداث التي سبقت الجنازة وبعدها وهذه القصص تحتاج إلى تصحيح" على الرغم من اعتراف القصر بوجود " بعض الخلافات الطفيفة حول التفاصيل إلا أنها حلت بسرعة وبشكل ودي".

لقد كان أغلب ما ورد في الحلقة الأخيرة مستمداً من الشائعات والأقاويل التي أصر القصر بشدة على إنكارها لكن من المحتمل جداً أن يكون رفض الملكة إقامة جنازة رسمية لديانا حقيقة واقعة.

إضافة إلى هذا استعرض المسلسل موقفاً جدلياً آخر وقعت فيه الملكة عقب وفاة ديانا حيث كان هناك تباطؤ مثير للغيظ في إعلان الحداد على ديانا كما أن الملكة التزمت قلعة بالمورال ولم تعد إلى لندن الأمر الذي أثار استياء الشعب بشدة.

والذي بدأ بالضغط على الملكة والقصر لتوضيح موقفهم نرى في الحلقة الرابعة الملكة وهي تنحني لهذه الضغوط المتزايدة وتعود إلى لندن لترى شبح ديانا يشجعها على الامتثال لمطالب الشعب لتعلن الملكة في الصباح التالي عودتها إلى لندن.

ويصور المسلسل الخطاب الشهير المتلفز الذي ألقته الملكة حينها في لفتة درامية لا شك فيها لكنها لم تكن بعيدة حقاً عن الواقع.

إذ أنه وبعد ضغوط كبيرة من الصحافة البريطانية والجمهور وحنى توني بلير خاطبت الملكة الأمة لتعلن حزنها وحدادها على الراحلة لكن لا يمكن القول إن هاجس شبح ديانا كان السبب؛ إنما السبب كان وببساطة الضغط الإعلامي الشديد الذي لم يسبق رؤيته إطلاقاً، لا أحد يمكن له القول إنه يعرف تماماً طبيعة العلاقة بين الملكة وديانا لكن المسلسل تبنى نظرية أن الملكة عاملت ديانا كعدو لها كأنما يستمتع باستفزاز العائلة بأي طريقة ممكنة.

لا يمكن لنا القول إن العمل أعاد ديانا للحياة فهي لم ترحل يوماً وبقيت هناك في قلوب البريطانيين والعالم بأسره رمزاً للحب والحرية والجمال؛ لذا لا يمكننا لوم صناع العمل على تركيزهم المطلق على قصتها في هذا الموسم.

في النهاية لا يمكن اعتبار المسلسل مرجعية تاريخية موثوقة، إنه عمل درامي تلفزيوني رائع بلا شك لكن الخيال لعب دوراً مهماً في سرد أحداثه، لكن ومع ذلك احتوى قدراً لا بأس به من الحقائق التي اندمجت مع الخيال لتقدم لنا عملاً لا ينسى ورغم كل الانتقادات التي توجهت للعمل إلا أن إنكار براعته وشعبيته ضرب من المستحيل.

ذو صلة

 لا أحد يعرف ما الذي يدور هناك خلف أسوار باكينغهام العريقة لكن يسعنا الاستمتاع بالخيال والدراما الذي يقدم لنا في مسلسل متقن رائع كمسلسل التاج.

أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية

بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك

عبَّر عن رأيك

إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.

ذو صلة