مسلسل The Crown 6.. هل ينكشف لغز الأيام الأخيرة في حياة الأميرة ديانا؟
5 د
شهد المسلسل التاريخي "The Crown" على نتفليكس تحولًا بطيئًا على مدى اَخر موسمين؛ إذ لا يزال يقدم تفسيرًا لبعض الأحداث المثيرة التي وقعت في العائلة الملكية، ولكن كما نشاهد المسلسل ونقترب من نهايته ونشهد أحداثًا مثل وفاة الأميرة ديانا، ندرك أن هذا تمثيل درامي يسلط الضوء على مأساة حقيقية.
تنطلق افتتاحية أحداث الجزء الأول من الموسم السادس من مسلسل "The Crown" مع مشاهدة رجل يخرج لنزهة منتصف الليل مع كلبه في باريس. بينما يحاول إقناع كلبه بالتبول في مكان ما، يشاهد مطاردة سيارات عالية السرعة ويسمع صوت انفجار هائل داخل نفق.
تركز الحلقات الأربع الأولى من الموسم السادس من "The Crown" على تناول الأسابيع الثمانية الأخيرة في حياة الأميرة ديانا ما بين الحقائق والفرضيات ومسببات إثارة الجدل عالميًا.
نقطة التحول
على الرغم من أن الحلقة الأولى تبدأ بوفاتها، إلا أننا نعود سريعًا بالزمن إلى الوراء (فلاش باك) ثمانية أسابيع حيث تسافر مع الأمير ويليام (روفوس كامبا) والأمير هاري (فلين إدواردز) إلى سانت تروبيز كضيوف لمحمد الفايد (سليم داو).
نرشح لك: أبطال The Crown 6 يجسدون هذه المشاهد الواقعية للعائلة التاريخية.. ما حقيقتها؟
هذه الرحلة المشمسة هي نوع من التحول بالنسبة لديانا، فهي فرصة للهروب من الحياة في المنزل، حيث تحاول تجاهل طليقها الأمير تشارلز (دومينيك ويست) الذي يُقيم حفلة عيد ميلاده الخمسين لشريكته كاميلا باركر-باولز (أوليفيا ويليامز).
يتتوق تشارلز لحضور أحد أفراد عائلته الحفل، ولكن بشكل أكثر خصوصية، والدته الملكة إليزابيث الثانية (إيميلدا ستونتون)، حيث يعزز حضورها علاقته مع كاميلا في أعين الجمهور، وسيكون لهذا تأثير كبير على تشارلز أيضًا.
لكن الملكة ترفض ببساطة، وتخبر ابنها الأكبر عندما يدعوها؛ بأنها لا تريد أن تعطي موافقتها على أي شيء. تقول له ببساطة: "كيف يمكنني منح موافقتي عندما لا أوافق؟".
تزيد الأمور تعقيدًا بالنسبة لتشارلز بحقيقة أن ديانا تمكنت من جذب المصورين الصحفيين الذين كانوا يحاصرونها في St. Tropez فقد وعدتهم بأنه إذا تركوها وحدها في هذه الرحلة، فإنها ستقدم لهم مواد أفضل في وقت لاحق.
نرشح لك: نجمة مسلسل The Crown تكشف تحدّيات تصوير مأساة الأميرة ديانا!
والحقيقة أنها طلبت منهم أن يتركوها وهي ترتدي ملابس جريئة، مما أدى إلى نشر صور لها متصدرة الصفحات الأولى للصحف، محتلة كل مساحات تغطية حفلة كاميلا. وكل ما يريده تشارلز وقتذاك هو عنوان إيجابي في صحيفة "The Daily Mail" بشأن كاميلا، ومرة أخرى، يتم إحباطه من قبٍل زوجته السابقة.
الإعلام والسلطة
كما هو الحال مع جميع مواسم "The Crown" السابقة؛ يتناول هذا الموسم أيضًا علاقات أفراد العائلة الملكية مع وسائل الإعلام والجمهور عمومًا.
إنها علاقة تزداد خطورة مع مرور العقود، وتغير التاريخ بفعل مطاردة المصورين الصحفيين التي أدت إلى وفاة الأميرة ديانا. ولكن هذا الموسم يظهر أيضًا كيف أثرت وسائل الإعلام على تشارلز وكاميلا.
وفقًا لما تصوره الحلقات، يعيش تشارلز وتيرة حياته وفقًا لدورة الأخبار، وتتأثر مشاعره بقدر إيجابية التغطية الإعلامية، وهو يدرك أخيرًا أنه لا يمكنه الفوز معهم، بينما ديانا لا تُقهَر عندما يتعلق الأمر بالعلاقة مع وسائل الإعلام.
الرحلة إلى St. Tropez ليست مجرد هروب لديانا، بل هي أيضًا خطة محكمة. أكد محمد أن ابنه دودي، الذي يرتبط بالممثلة الأمريكية كيلي فيشر، سيكون هناك ليكون نوعًا ما رفيق لديانا.
يعارض دودي هذه الفكرة في البداية بسبب خطيبته، لكنه سرعان ما يقتنع بأن والده متحمسًا لشيئين في هذه الحياة؛ الحصول على ما يريد بالضبط، والعائلة الملكية. في هذه الحالة، ما يريده هو مكانًا في العائلة الملكية، والرومانسية بين "دودي" و"ديانا" هي وسيلته للوصول إلى هناك.
خديعة الحب
لحسن الحظ بالنسبة لمحمد، تعمل الخطة وبشكل يُظهره العرض ببطء بشكل طبيعي. تحترم ديانا حدود خطبة دودي، حتى يلمح إلى أن الخطوبة قد انتهت. يتميز الاثنان بتجاربهما المشابهة مع علاقتهما بآبائهما (هو مع والده المسيطر، وهي مع والدها الذي أهملها)، ومن هنا تبدأ الإثارة.. إلى أين ستتجه الأمور؟
إلى أن نشاهد عودة ديانا إلى منزلها في لندن بعد قضاء وقت مع دودي ومحمد في "تروبيز". عندما تفتح باب الشقة، تجد المنزل مليئًا بأزهار الورد، وتفتح صندوقًا يحتوي على ساعة مرصعة بالألماس تحمل ورقة تقول: "باريس في الأسبوع المقبل؟" بإمضاء (من دودي).
العالم يعرف الكثير عن ديانا وهو ما يصعب على هذا الموسم ويضيف تحديات على فريقه؛ السؤال لمعظم المشاهدين لم يعد "ماذا سيتناول المسلسل؟" بل هو "كيف سيعالج المسلسل ما نعرف جميعًا أنه سيحدث بأسلوب متقن؟".
عندما تنتهي الحلقة، وديانا تقرأ رسالة من دودي يدعوها فيها إلى باريس، لا يمكنك إلا أن تشعر بالتوتر؛ هذه لحظة بداية نهايتهما. ليس شعورًا جيدًا أن تعرف أن ما تشاهده هو محاكاة لمأساة حقيقية جدًا، وهذه الحلقات القليلة الأولى تصطدم مع مسار الواقع الذي ينتهي بوفاة ثلاثة أشخاص.
من الصعب على المواسم الخامسة والسادسة من "The Crown" أن تُقارن بالمواسم الأولى من هذه الدراما التاريخية المثيرة، حيث تحول هذا المسلسل بشكل كبير على كافة المستويات.
كانت جودة المواسم الأولى مدعومة بأداء مذهل من كلير فوي وجوش أوكونور وإيما كورين، لكننا كنا بعيدين بما فيه الكفاية عن الفترات الزمنية في تلك المواسم بحيث يمكننا قبول المسلسل كتمثيل درامي لأحداث تاريخية.
المواسم الخامسة والسادسة تقدم لنا تحديًا أصعب، وعلى الرغم من أن إليزابيث ديبيكي تستحق كل التقدير والإشادة والإعجاب بأدائها الاستثنائي للأميرة ديانا شكلاً ومضمونًا، إلا أن المواد التي تعتمد عليها دراميًا تشكل صعوبة وتحديات كثيرة تطاردها بهذا الدور.
يظهر المسلسل بمظهر مختلف، بحسب ما مرت 45 سنة كاملة بعد تتويج الملكة، وهذا أمر جيد، إلا أن عام 1997 لا يزال ذكرى مثيرة حية بالنسبة للكثيرين منا. يظهر المسلسل تحولًا في مضمونه مع تقدم المواسم، على المتابعين الاستعداد لمشاهدة هذا التطور وفهم سعيه المتزن حول طرح وثائق أكثر تعقيدًا في حياة العائلة الملكية.
الموسم السادس من مسلسل "The Crown" الجزء الأول انطلق مشاهدته على نتفليكس في اليوم السادس عشر من نوفمبر الجاري، والجزء الثاني سيعرض في الخميس الرابع عشر من ديسمبر المقبل لهذا العام.
أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية
بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك
عبَّر عن رأيك
إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.