فيلم The Hedy Lamarr Story عن الفاتنة العبقرية التي أخطأت طريقها للفن
5 د
هيدي لامار واحدة من أيقونات الجمال والسينما في عصر هوليود الذهبي في الأربعينيات والخمسينيات، قدمت عشرات الأفلام في أدوار رئيسية ومساعدة. كان جمالها هو بوابتها لهوليود، وقبلها كذلك في السينما الأوربية، ولكن كان لها وجه آخر لم يتقبل المجتمع في تلك الحقبة أن تُظهره، فظل مخفيًا حتى تمّ الاعتراف به عالميًا، وفيلم Bombshell: The Hedy Lamarr Story هو وسيلة جديدة للاحتفاء به.
هو فيلم تسجيلي إنتاج 2017، يدور بصورة رئيسية عن عبقرية هيدي لامار واختراعها الذي بفضله تستخدم اليوم البلوتوث والواي فاي بمنتهى السهولة كأساسيات للحياة.
هيدي لامار جمال خارق لم يدع أحداً يرى ما وراءه
يتتبع الفيلم حياة هيدي لامار أو هدويج إيفا ماريا كيسلر عبر مجموعة من شرائط الكاسيت التي تمّ تسجيلها معها قبل وفاتها عام 2000، وذلك بالدمج مع مشاهد من أفلامها، وأيضًا من أفلام عائلية لها مع أولادها، ليقدم فكرته الأساسية وهي التعريف بالجوانب الخفية لها، ولكن جنبًا بجنب مع سيرة حياتها التي قد لا تكون معروفة للكثير من المشاهدين كواحدة من نجمات عصر زائل ربما لم يشاهدوا لها أحد أفلامها من قبل.
عاشت هيدي كطفلة مدللة لعائلة يهودية ميسورة الحال في النمسا، ولوالد ووالدة محبّين للفن، والجمال، لتتنقل في طفولتها بين المسارح والأوبرا، وفي سن السادسة عشر عرفت قوة جمالها وتأثيرها على من حولها، ولكن في ذات الوقت كان لديها ولع مشترك مع والدها فيما يخصّ العلوم والمخترعات، ولكن بينما كان هذا الطريق مغلقًا في وجهها ولن يتطور أكثر من هواية مسلية، كان هناك طريق آخر ممهّد أمامها في المسرح ثم السينما الأوربية لتقدّم عدداً من الأفلام في أدوار ثانوية حتى وصلت لدور البطولة في الفيلم الذي وضع اسمها في مصاف النجمات، ولكن كان كوسم لا يمكن الهروب منه بعد ذلك وهو فيلم Ecstasy.
ظهرت هيدي في هذا الفيلم عارية تمامًا في مشهد شهير ذي مغزى جنسي واضح، ونتيجة لذلك تمّ منع هذا الفيلم في كل من ألمانيا والولايات المتحدة، على الرغم من أنه حظي بنجاح كبير في باقي الدول الأخرى. وبعد هذا الفيلم فقدت اهتمامها بالتمثيل السينمائي واتجهت للمسرح حتى تزوجت من مليونير يهودي الأصل يعمل في صناعة الأسلحة خلال الحرب العالمية الثانية، وعلى صلة قوية بكل من هتلر وموسوليني!
خلال هذه الفترة عانت من الوحدة والملل مع المزيد من التضييق من زوجها الغيور الذي لم يغفر لها المشهد الشهير في فيلم اكستاسي قبل زواجهما. ونتيجة لذلك، هربت منه مرتدية ملابس خادمتها إلى لندن، ومن هناك إلى هوليود، لتعود مرة أخرى إلى التمثيل بعد تغيير اسمها هربًا من اسم عائلتها اليهودي، وكذلك من لعنة الفيلم الشهير الممنوع من العرض في الولايات المتحدة.
مسيرة مهنية متوسطة وإنجازات فوق العادة
عاشت هيدي لامار أغلب سنوات حياتها في الولايات المتحدة، وتزوجت فيها خمس مرات من ضمن ست زيجات لها. وكانت حياتها في العصر الذهبي لها حالة توازي عجيبة بين مسيرة فنية متوسطة تصاعدت فيها الأفلام من الأدوار الثانية، وحتى أدوار البطولة، ثم تجربة الإنتاج وتجربة الإخراج، وتصبح أيقونة الجمال الهوليودية الجديدة التي تأثرت بها عشرات الممثلات في هوليود وخارجها، سواء في تسريحة شعرها أو طريقتها في وضع مساحيق التجميل.
ولكنها افتقدت الاحترام الذي تمّ تقديمه بأريحية لممثلات أخريات في ذات الحقبة مثل جريتا جاربو ومارلين ديتريش والذي جمع ثلاثتهم الهروب من أوربا والاحتضان في هوليود.
هربًا من هذا الإحباط والأدوار المكررة كان للامار حياة خفية خاصة بها وحدها مع القليلين فقط من المقرّبين، وهي بين جدران المعمل الذي أنشأته، واختراعاتها البسيطة التي توالت، ثم اشتراكها في أمرين لهما مكانة كبيرة حتى اليوم؛ الأول هو مساعدة هوارد هيوز مخترع الطائرات الشهير في تطوير إحدى طائراته وذلك بدراستها لأشكال الطيور والأسماك لتضيف عدة تعديلات جوهرية على كل من الأجنحة والجسم. الاختراع الثاني هو القفزات الترددية والذي قامت باختراعه بمساعدة صديقها في ذلك الوقت الملحن الموسيقي جورج أنثيل، وكانت تلك الطريقة التي اختارتها لمحاربة النازي لأن الغرض منه هو جعل التوربيدات الخاصة بالقوات البحرية الأمريكية من الصعوبة تخمين مسارها وبالتالي تحقق أهدافها بنجاح، وقد أثبتت مع أنثيل براءة اختراعهما ذلك، والذي قدماه للبحرية، ولكن تلك الأخيرة قامت برفضه بوضوح، وتمّت إهانة لامار بإخبارها إنها لو رغبت في معاونة المحاربين الأمريكيين والمساهمة في الحرب، فذلك يكون عن طريق المساهمة في بيع سندات الحرب.
لتعود مرة أخرى لامار إلى نقطة الصفر. وكون أهم إنجازاتها في الوجود هو جمالها، بدأت بالفعل في حملة كبيرة لجمع التبرعات للجيش الأمريكي.
تكريم بعد فوات الآوان
عاشت لامار ازدهاراً في المسيرة الفنية ونشرت كتاب مذاكرتها “اكتساسي وأنا”، ولكن كما كان متوقعاً مع تقدم عمرها بدأت فتنتها في الذبول، لتحاول الحفاظ على جمالها بعمليات التجميل، حتى سخرت منها الصحف ذات يوم، وبدأت في الاختباء في منزلها حتى وفاتها عام 2000 عن عمر 85 عامًا، وتوقفت عن التعامل مع البشر وقلّلت من لقائها بأولادها حتى.
وخلال هذه الفترة وخلال الحرب الكوبية الأمريكية، استخدم الجيش الأمريكي اختراع القفزة الترددية بنجاح، ولكن ذلك لم يجلب على لامار لا المال ولا التكريم المتوقعين، بل ظلت مُنحّاة جانبًا حتى عام 1997 حيث تمّ تكريمها كمخترعة رائدة في احتفال مهيب لم تستطع حضوره خوفًا من الأضواء التي أصبحت لا تُسلّط سوى لكشف تجاعيدها بعدما غادرها الجمال، فقدّم ابنها خطابها عوضًا عنها.
عاشت لامار ضحية لجمالها الذي قالت إنه لعنة عليها لم يجتذب سوى الزيجات الفاشلة كالمغناطيس. وكما وصلت إلى أوج المجد وحيدة، توفيت وحيدة في شقتها.
أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية
بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك
عبَّر عن رأيك
إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.