ما هي الشخصية السيكوباتية وكيف سلطت الشاشة الضوء عليها؟

كثيرٌ ما سلطت الأعمال التلفزيونية من مسلسلات وأفلام الضوء على شخصيات غير متزنة عقليًا ومريضة نفسيًا. طبعًا يُعتبر تجسيد مثل هذه الشخصيات تحديًا كبيرًا للممثل، وفي هذا المقال اليوم سنتكلم عن السيكوباتية وكيف تمكن بعض الممثلين التميز في تجسيدها رغم صعوبتها.

في البداية السيكوباتية أو كما تُسمى الاعتلال النفسي المعادي هي مرض عقلي له عوارض كثيرة ومن أبرزها عدم الشعور بتأنيب الضمير بتسبيب الأذى لا بل حتى التلذذ بتعذيب الضحية، ويقتلون بدم بارد. بعضهم يتصف بالذكاء، وبالشخصية الجذابة، والأهم من ذلك قد تتعامل معهم دون معرفة أنهم سيكوباتيين.

طبعًا الشخصية السيكوباتية لا تظهر فجأة فهي نتيجة ظلم وصدمة تعرض لها المريض في طفولته، لذلك معظم القتلة السفاحين تم تشخيصهم على أنهم سيكوباتيين.

لا يمكننا التحدث عن الشخصية السيكوباتية دون أن يخطر على بالنا شخصية الجوكر، ظهرت شخصية الجوكر منذ عام 1940 ومنذ ذلك الوقت إلى يومنا هذا تفنن بعض الممثلين بتجسيد الشخصية مثل خواكين فينيكس في فيلم الجوكر وهيث ليدجر في فيلم باتمان: فارس الظلام.

إن ألقينا نظرة عن كثب على ماضي شخصية الجوكر سنرى أنه عاش حياة تعيسة وكان فاشلًا في حياته العملية وكثير ما تعرض للتنمر. أي أن شخصيته السيكوباتية نشأت نتيجة الظلم. وبحسب ما ذُكر في فيلم الجوكر لخواكين فينيكس أن (آرثر) كان يتعرض للتعذيب الجسدي في طفولته من والدته التي تبين لاحقًا أنها تبنته وكانت هي الأخرى مريضة عقليًا وتعاني من الهلوسات.

نرى هنا كيف نشأت الشخصية السيكوباتية ولكن ما الذي دل عليها؟ في الواقع رأينا كيف أن الجوكر (خواكين فينيكس) بدأ عالمه الإجرامي في قتل ثلاثة شبان في القطار عند عودته إلى منزله، وعندما تكلم عن الأمر قال الغريب إنني لم أشعر بالندم. وكما ذكرنا الشخصية السيكوباتية غالبًا ما تكون قاتلة بدم بارد وهذا ما رأيناه عند خنق آرثر والدته في المشفى دون أن يرف له جفن.

وأما عن هيث ليدجر فكان أستاذًا بكل معنى الكلمة، فجسد الشخصية السيكوباتية بحذافيرها في فيلمه باتمان: فارس الظلام. ففي حوار دار بين الجوكر وشرطي في قسم الشرطة قال الجوكر جملة اختصر فيها السيكوباتية:

في هذا الحوار نرى كيف أن الجوكر السيكوباتي، يتلذذ في تعذيب ضحاياه دون أي تأنيب ضمير. لهذه الأسباب كما ذكرت سابقًا يصعب أن نسمع كلمة السيكوباتية ولا يخطر الجوكر على بالنا.

أقرأ أيضُا: La Casa De Papel: عندما اكتشفنا أن التشويق والإثارة ليس حكرًا على الدراما الأمريكية

سلط مسلسل Vis A Vis ذو المواسم الخمسة الضوء على شخصية زوليما زاهر التي تميزت بأنها شخصية سيكوباتية من الطراز الرفيع ويمكن اعتبارها أنها النسخة النسائية من الجوكر. أدت الشخصية المبدعة نجوى نمري ذات الأصول الأردنية. تدور أحداث هذا المسلسل في سجن نسائي.

خلال المسلسل نعود إلى ماضي زوليما أي في طفولتها ونرى أنها تعرضت لصدمة سببتها لها عائلتها، إذ كانوا يريدون أن تتزوج وهي طفلة من رجل كبير بالسن، بالإضافة لتعرضها للظلم والاضطهاد. هنا نرى سبب ظهور الشخصية السيكوباتية لزوليما. في المسلسل لم يُذكر الكثير عن ماضي الشخصية لكن ما عُرض كان كافيًا.

أما عن أعراض السيكوباتية فهي جلية لا تحتاج إلى البحث كثيرًا. زوليما كانت أيضًا قاتلة بدم بارد، مستعدة لفعل أي شيء للوصول إلى هدفها. في المسلسل نرى أنها ضحت بشاب كان يُفترض أن يكون عشيقها لكن تسليمه للقتل بهذه السهولة يجعلنا نعيد التفكير قليلًا.

كي لا نفكر كثيرًا ما لم أذكره سابقًا أن الشخصية السيكوباتية في بعض الأحيان لا تعرف الحب أبدًا لهذا السبب نرى بعض السيكوباتيين متنقلون كثيرًا في علاقاتهم، وهذا بالظبط ما أوصلتنا إليه زوليما.

وأما عن الحديث كيف أنها قاتلة بدم بارد فظهر ذلك عدة مرات لعل أبرزها حين أعطت الأمر لصديق لها بالخارج بقتل طفلة صغيرة للانتقام من عائلتها، وكيف أنها قتلت سجينة كانت معها لمجرد شعورها أنها تهدد بعودتها للسجن بعد هربها. طبعًا هناك الكثيرة من الأدلة عن كونها قاتلة بدم بارد لكن سنكتفي بما ذكرناه.

في حديث دار بين زوليما والطبيب بعد اندلاع ثورة في السجن سألت زوليما الطبيب إن كانت شخصية سيكوباتية فقال:

وبحسب تقييمات المشاهدين رأى الكثير منهم أن لزوليما شخصية ساحرة للغاية، وفي المسلسل نرى أنها شخص ذكي جدًا، أي أنها تجسيد كامل للشخصية السيكوباتية.

أقرأ أيضًا: 5 تصرفات تدل على أنك مرتبط بشخص مضطرب نفسياً أو شخصية سيكوباتية .. انتبه!

La Casa De Papel أو كما تُرجم إلى الإنجليزية Money Heist في المسلسل لا نعرف ما هو ماضي برلين ولكن من الواضح أن الشخصية كُتبت لتكون سيكوباتية بامتياز. نرى برلين (أدى الشخصية الممثل بيدرو ألونسو) شخصية ساحرة ولا مشكلة له بالقتل بدم بارد حين شعر أن خطتهم في سرقة دار سلك العملة الإسبانية تُهددها عاملة هناك كان معها هاتف محمول، أي أنه مستعد لفعل أي شيء للوصول إلى مبتغاه. وكما ظهر لنا ذكاء هذه الشخصية في التخطيط لسرقة بنك إسبانيا، التي اعتُبرت من أكثر الخطط جنونًا بحسب وصف البروفيسور.

أخبرنا في التعليقات إن سبق وشاهدت شخصية سيكوباتية وما الذي دل عليها وما سبّب ظهورها.