كيف تعزز التركيز في شخصية الطفل من الصغر؟
4 د
يتعلم ويكتسب الأطفال المعلومات الجديدة بمعدل نحلم به نحن كبالغين. كأهل يمكن استغلال هذه النقطة لصالحهم في غرس بذور التركيز في شخصيتهم منذ الصغر بحيث تبقى معهم ما بقي من حياتهم. يغطي هذا المقال قسمين في الأول منه نصائح لتحسين التركيز خلال فترة ما قبل المدرسة وسنوات الدراسة المبكرة وفي الثاني فترة المدرسة الإعدادية.
فترة ما قبل المدرسة
من بين المفاهيم الهامة التي يتعلمها الأطفال الصغار خلال هذه الفترة “السبب والنتيجة” ولماذا تحدث الأمور، وأمام تساؤلاتهم أسوأ إجابة ستكون “لأن”. علينا بدلاً من ذلك تشجيعهم لبدء محادثات معهم بدلاً من توجيههم نحو أسئلة تتطلب أجوبة محددة بسيطة. اسألهم عن رأيهم وتحدث معهم باحترام لتعلمهم كيف يجرون حديثاً بطريقة مؤدبة وأن أفكارهم قيّمة، وستكون قد دعمت تفكيرهم المبني على أمور ذات قيمة أكبر. إن تساءلت هنا كيف لهذا بالضبط أن يقود إلى تحقيق تركيز عالٍ للطفل؟ هذا لأنك تريد لطفلك أن يكبر ليصبح شخصاً يقوم فعلاً بالتفكير بما يفعله وليس فقط أن يقوم به بشكل متهور.
يحب الأطفال في الأعمار الصغيرة أن يبقوا مشغولين ويحاولون معرفة إذا ما كانوا قادرين على فعل أمر ما. استغل هذه النقطة في صالحك وقم بإعطائهم مهاماً بسيطة تحمل مخرجات قابلة للتحقق، ليتعلموا أن القيام بمهام ذات نتائج هو شيء متوقع. علمهم مسح الغبار وإعادة الأغراض إلى أماكنها، وادمج المرح في مثل هكذا مهام بالاستماع إلى الموسيقى أو الرقص أو أياً يكن مما يحبون ويحمسهم، وبهذا يكون العمل جزءاً من نشاط هم يستمتعون به وليس مجرد مهمة أخرى أوكلت لهم. باتباع النصائح السابقة ما أمكن ذلك يمكن للأهل خاصةً ذوي الأطفال المصابين بنقص الانتباه وفرط النشاط أن يعززوا فضول وإبداع أطفالهم الغريزي فيهم أثناء تعليمهم القيام بالمهام.
اقرأ أيضًا: للمربين وأولياء الأمور: لماذا عليكم التوقف عن المقارنة بين الأطفال؟!
يتعرف الأطفال في الفترة الثانية على مهمات أكبر كالقراءة والكتابة والحساب
من المهم للأطفال استيعاب فكرة أن إتمام المهام يعطي شعوراً رائعاً، لكننا نجد الأطفال يتعلمون التفريق بين العمل واللعب كمفهومين منفصلين وربما في بعض الأحيان كمفهومين مختلفين ويصبح لديهم العمل سيئاً لأنه ليس لعباً والذي هو جيد. يأتي دورنا هنا بإثارة انتباههم نحو مشاعر الرضى المنعكسة من إنجاز المهام والقيام بالأعمال. تكمن أهمية إتمام المهام والواجبات عند البالغين ليس كأمر عليهم القيام به بل يدعم عندهم الإحساس الداخلي بالإنجاز ويوجد معناً، وهذا ما تريد تحقيقه في الطفل؛ أن التهرب من العمل لا يتم تقديره وسيتراكم في النهاية بينما يمكن الانتهاء منه في وقته.
يأتي إحساس تقدير الذات من الإنجاز وعلى الأهل التأكد من ملاحظة إنجازات أطفالهم ولا يعني هذا بالضرورة تقديم شيء مادي بالمقابل، وإن كان كذلك فلا يجب إغفال تقديم الملاحظات البناءة كأن تقول له:
“أحسنت لقد قمت بواجباتك بمسؤولية كبيرة”.
يجب الكف عن الانخراط الدائم في واجبات الأطفال وندعهم يستلمون زمام العمل بأنفسهم ونؤمّن لهم الظروف والمواد اللازمة. يمكنك تذكيرهم مرة واحدة بواجباتهم، وأن تجاوب على أسألتهم إن استعصى عليهم فهم أمر ما، لكن ليس واجبك أن يتم إنجاز الواجبات بطريقة مثالية. تواصل مع أطفالك بغير ما يخص إنجازاتهم العلمية هذا التواصل سيكون له الفائدة والأثر الكبير عند الأطفال خاصة المصابين باضطراب نقص الانتباه. ننصح هنا بسؤال الأطفال كيف ستقوم بهذا العمل بدلاً من إخبارهم بذلك ويمكن مساعدتهم في وضع جدول أعمال يتولون هم فيه ترتيب واجباتهم.
إن كان عليك جر طفلك للطاولة ليقوم بحل وظائفه، فستكون قد نجحت بجعله يقوم بها ولكن طفلك سيتعلم أن الدراسة عذاب لا يطاق. في مثل هكذا حالات يمكنك اتباع هذه الطرق:
المفاوضة: ليس عليه القيام بالمهمة كلها بل فقط بالذهاب إلى الطاولة.. سيكون عليه الآن فقط الجلوس على الطاولة.. قم بقراءة المسألة بصوت عالٍ.. اذهب إلى الطاولة واجلس عليها اقرأ المسألة عن الورقة وحلها.
على الرغم من أن الإصرار عامل للنجاح لكنه سلوك يدفع الأطفال للاستسلام كلما زاد الضغط عليهم وهنا عليك أن تريهم أن الصعوبة الكامنة في المدرسة وغيرها جزء مهم منها، وأن هناك مهام تحمل صعوبة كبيرة ولن يكون لدينا خيار لتركها بل القيام بها والاستفادة منها، فالصعوبة تأتي مما لا نعرفه ومتى تمكنا من إنجازه كلما ازدادنا قوة ومعرفة. الخطوة الأولى في القيام بأي عمل تكون صعبة ولذا يمكننا اتباع استراتيجيات سلوكية مفيدة:
- تفكيك المهمة لأجزائها البسيطة.
- الاحتفال بانتهاء كل مهمة بنجاح.
- الانتقال ببطء نحو المهمة التالية.
- تقدير مجهود الطفل وعمله عندما يبدأ وينتهي.
- عمل مقارنات بين واجباته وإنجازها وبين هواياته أو ألعابه أو نشاطات في حياته ليربط أهمية كل منها على مستوى واحد.
- إبعاد أي أشكال الإلهاء الإلكترونية أو غيرها.
- علينا أن نتحلى بصبر ومراعاة في تعاملنا مع الأطفال دوماً فاستجابتهم لما حولهم حساسة وقوية وتحدد شخصيتهم وسلوكهم المستقبلي.
أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية
بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك
عبَّر عن رأيك
إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.