هذه السمات الثمانية توجد فقط لدى أصحاب الذكاء المرتفع، هل أنت منهم؟

نعجب بالأذكياء وتصرفاتهم التي يتخللها صفات وتصرفات حكيمة وسليمة، على الرغم من اهتمامنا بالمظهر الخارجي، فما الذي يجعلهم أكثر جاذبيّة وتقديراً؟

الأشخاص أصحاب الذكاء المرتفع يقضون حياتهم في التعامل مع الناس بشكل منطقي وعقلاني، فيتعاطفون ويحبون ويقدمون المساعدة بطرق مبتكرة وجديدة تزيد من التقارب الاجتماعي والنفسي بينهم، بالإضافة إلى كونهم قادرين على جمع ثروة بذكائهم والتعامل مع المواقف الصعبة والخروج من أي مشكلة بأقل خسائر.

 الذكاء العاطفي وتأثيره على إنجاح المرء بشكلٍ غير مسبوق!

ظلّ مفهوم الذكاء يشغل العلماء والمفكرّين على مر العقود، فعلى الرغم من كوننا نملك نظرة شاملة عن الذكاء، إلّا أن تعريفه لا ينحصر ضمن إطار واحد. والآن يتم تعريف الذكاء بعدّة طرق ويصنّف بعدة مستويات، فيدخل في التعاريف المختلفة العاطفة والتعلّم والإبداع والتكيّف والتفكير المجرّد وحل المشكلات واتخاذ القرار.

قام العالم النفسي روبرت ستيرنبرغ بتعريف الذكاء بأنه “القدرات العقلية للتكيّف مع أي حدث وسياق في البيئة”، تلك القدرات يكتسبها الفرد بالوراثة من ذويه، ويرى باحثون آخرون أنّها تتأثر بالبيئة المحيطة بالشخص والحياة التي عاش بها، فيزداد ذكاء الشخص عندما يولد بين أشخاص مرتفعي الذكاء ويضعف في الحالة المعاكسة.

قد نصادف في حياتنا أشخاص يتمتعون بذكاء مرتفع في الرياضيات، والبعض الآخر في الطب، وأشخاص آخرون في الحياة العمليّة. ومن المستحيل أن يملك أي إنسان جميع أنواع الذكاء. يقول هوارد جاردنر ” لا يوجد ذكاء واحد وهناك أشكال متعددة يمثل كل منها مهارات ومواهب في مجال معيّن”، وبذلك ذكر في البداية سبعة أنواع للذكاء هي الذكاء اللغوي والذكاء المنطقي والرياضي والذكاء الموسيقي والذكاء الحركي والجسدي والذكاء الشخصي.

وبعد مرور فترة معيّنة قسّم روبرت ستيرنبرغ الذكاء إلى ثلاثة أقسام وبذلك غطّى الأطراف التي افتقدها جادرنر، والجوانب التي اقترحها هي:

وفي تصنيف آخر صُنّف الذكاء إلى نفسي واجتماعي وتربوي، بينما العالم سبيرمان لم يقسّم الذكاء لأنّه يرى الذكاء أنّه مزيج متجانس، فلا يمكن فصل المزيج وحصره ضمن أنواع معيّنة.

نتمتع أغلبنا بمزيج من الذكاء يميّزنا عن الآخرين، ولكن بمستويات معيّنة، ومن يتمتعون بذكاء مرتفع نراهم منذ الصغر قادرين على إبراز ذكائهم في عدّة مجالات، وفي سبيل ذلك يشترك الأشخاص ذوي الذكاء المرتفع بصفات وخصل عديدة منها:

يستطيع الشخص الذكي جداً الاعتراف بما لا يعرفه ولا يملكه، بينما الأشخاص الأقل ذكاءً يبالغون في تقدير قدراتهم المعرفيّة، لذلك الشخص الأذكى يسعى للقيام بقدرات عالية ويبحث ليتعلّم ما لا يعرفه لذلك نراه الأعلى علماً وكفاءةً. يقول جيم وينر “الأذكياء لا يخشون أن يعترفوا بأنّهم لا يعرفون”.

يستطيع الأشخاص الذين حصلوا على درجة عالية من الذكاء في الاختبارات التغلّب على اندفاعاتهم العاطفيّة والنفسيّة في المواقف المستعصية، لذلك في أصعب الأوضاع يخططون ويجدون استراتيجيات وطرق تزيل العقبات في سبيل إيجاد الحل والرد الأمثل.

في دراسة أجريت عام 2009 خيّر بعض الأشخاص بين مكافئتين بحيث يتم دفع مبلغ بسيط لهم حالاً أو يحصلوا على مبلغ أكبر بعد فترة زمنيّة، وكانت النتيجة أن الأشخاص الأكثر ذكاءً اختاروا المكافأة الثانية وضبطوا أنفسهم.

يقوم الشخص صاحب الذكاء المرتفع بتحصين نفسه من السقوط والفشل، فيغيّر من سلوكه وعمله بشكل فوري بما يتناسب مع البيئة المحيطة ومعطياتها. لذلك يغيّر ذاته بمرونة ويزدهر في حياته الجديدة رغم العقبات الكبيرة التي تواجهه والحرمان من طرقه السابقة للنجاح.

الانفتاح هنا يعني البحث عن آراء أخرى وقيم وتعاليم بهدف إيجاد رأي شخصي يستند إلى أدلّة متوازنة بغض النظر عن ظاهر الأشياء والأعمال، وهذا بالضبط ما يفعله الشخص مرتفع الذكاء، حيث يؤكد علماء النفس أن الشخص الذكي لا يغلق ذاته وعقله أمام الأفكار غير الاعتيادية والفرص الجديدة متشبثّاً بما يملك.

يجد علماء النفس وفق بعض الدراسات أن الأشخاص الأذكياء يتمتعون في الغالب بذكاء لفظي، لذلك نجد الكاريكاتوريين والكوميديين المحترفين يملكون درجة عالية من الذكاء تميّزهم بحس فكاهي فريد أكثر من غيرهم.

يستطيع الأشخاص الذين يملكون ذكاء من النوع العاطفي التعاطف والإحساس بما يشعر به الآخرين، فالتكيّف النفسي بهدف معالجة مشاكل الآخرين والشعور بهم يجعل منهم في صلب التوافق مع احتياجات الآخرين. ووفق بعض العلماء الأذكياء يهتمون بالتعرّف والتحدث مع أشخاص ودودين ليتصرفوا بطريقة تلبّي حاجتهم.

يهتم الشخص ذو الذكاء المرتفع في كلامه وأفعاله وعمله بإإرضاء نفسه والدوافع والأحلام التي يملكها وإرضاء الأشخاص المقربين منه فقط، بينما الأشخاص الأقل ذكاءً تقوم معظم تصرفاتهم بهدف إرضاء من حولهم بشكل موازي لأهميّة إرضاء ذاتهم الشخصيّة.

يرتبط الانفتاح لدى الأشخاص بشغفهم في الحصول واستكشاف كل ما هو جديد وقديم، فهم لا يتركون أمراً دون دراسته بدافع الفضول والتعلّم، وتلك الرغبة في التعلم ومعرفة المزيد في هذا العالم لا يمكن أن تنتهي عند حد معين، بل تبدأ منذ الطفولة ولا تنتهي حتّى بعد بلوغهم 50 عاماً، وفي دراسة أجريت في بريطانيا الأشخاص الذين سجلوا  ذكاء مرتفع في سن المراهقة والبلوغ، استمر فضولهم وشغف الاكتشاف لديهم إلى شيخوختهم.

تعد هذه الصفات أبرز ما يشترك به الأذكياء، ويتواجد العديد من الصفات الأخرى عند كل شخص بما يتناسب مع مزيج الذكاء الذي يمتلكه، ولا يمكن أن تنطبق جميع الصفات على كل شخص، فبصمة الذكاء كما بصمة الأصبع لا تتكرر ذاتها لدى مجموعة من الأشخاص.

لماذا يحظى الذكاء العاطفي بهذه الأهمية؟