النجوم النيوترينية العملاقة تتواجد لمدة أقل من غمضة العين!
3 د
لا يمكن إنجاز الكثير في بضع مئات من المللي ثانية، لكن ذلك لا ينطبق على النجوم النيوترونية التي شوهدت ضمن وميض انفجارين من أشعة غاما، لتعكس توافر الوقت الكافي لتعليمنا المزيد من الأشياء عن الحياة والموت وولادة الثقوب السوداء.
من خلال غربلة أرشيف الومضات عالية الطاقة المشاهدة في سماء الليل، اكتشف علماء الفلك مؤخراً أنماطًا جديدة من تذبذبات الضوء التي خلفتها مجموعتان مختلفتان من النجوم المتصادمة، ممّا يشير إلى حدوث توقّفٍ في مسارهم خلال عمليّة التحول من جسمٍ فائق الكثافة إلى حفرة لا نهائية من الظلام.
من الناحية التقنية، يعادل ذلك التوقف المؤقّت الحاصل في مكان ما بين 10 و 300 مللي ثانية نجمين نيوترونيين حديثي التكوين بحجمٍ هائل، يدوران بسرعةٍ كافية لإيقاف مصيرهم الحتمي لفترة وجيزة مثل الثقوب السوداء، وذلك بحسب اعتقاد الفلكيين.
وفقاً لعالم الفلك "كول ميلر"، في جامعة ماريلاند كوليدج بارك (UMCP) في الولايات المتحدة "نحن نعلم أنّ انفجار أشعة غاما القصير (GRBs) يتشكل عندما تصطدم النجوم النيوترونية التي تدور حول بعضها ببعضها الآخر، ليكون مصيرها النهائي على هيئة ثقب أسود، وعلى الرغم من رصدها في أوائل التسعينيات، لكنّ التسلسل الدقيق للأحداث بقي غير مفهوم حتّى الآن".
خلال فترة ال30 عاماً الماضية، حلَّق مرصد كومبتون الخاصّ بأشعة جاما حول الأرض ليجمع لمعان الأشعة السينية وأشعة جاما التي تدفقّت من أحداث كارثية بعيدة. يحتوي أرشيف الفوتونات عالية الطاقة على مجموعة من البيانات حول أشياء مثل اصطدام النجوم النيوترونية، التي تطلق نبضات إشعاعية قوية تُعرف باسم انفجارات أشعة جاما.
تعدّ النجوم النيوترونية وحوش الكون الحقيقية، لأنّها تحزم ضعف كتلة شمسنا داخل مساحة من الفضاء تعادل حجم مدينة صغيرة تقريباً. حيث تتشكّل عندما تحرق المزيد من النجوم العادية آخر وقودها، أي حوالي 8 إلى 30 ضعف كتلة شمسنا، تاركة خلفها لبّاً يعادل 1.1 إلى 2.3 كتلة شمسية، غير قادرٍ على مقاومة ضغط جاذبيتها. لا يقتصر دور النجوم النيوترونية على إجبار الإلكترونات على تكوين بروتونات لتحويلها إلى غبار كثيف من النيوترونات، بل يمكن أن تولّد مجالات مغناطيسية واسعة على عكس أيّ شيء آخر في الكون. يمكن للحقول المغناطيسية المتشكّلة في دوران عالٍ، تسريع الجسيمات إلى سرعات عالية لا يمكن تخيّلها مع تشكيل نفاثات قطبية تبدو وكأنّها تنبض مثل المنارات فائقة الشحن.
على مدار السنين الماضية، بقيت الآلية المسؤولة عن مقاومة النجوم النيوترونية للجاذبية لغزاً محيّراً، على الرغم من الدور المحتمل للمجالات المغناطيسية. بحسب الخبراء ربّما يوفر الاكتشاف الجديد بعض الأدلة، على اعتبار أنّ تلك التصادمات أنتجت جسماً أكبر بحوالي 20 بالمائة من النجم النيوتروني ثقيل الوزن الذي يحمل الرقم القياسي الحالي المقدّر بحوالي 2.14 ضعف كتلة شمسنا، بالإضافة إلى امتلاكه قطراً يصل إلى ضعفي قطر النجم التيوتروني النموذجي.
كما من المحتمل أن تكون الدورات التي تمكّن كلّ نجم نيوتروني من تحقيقها خلال فترة حياته القصيرة البالغة لجزء من الثانية، مدعومةً بزخمٍ زاويّ كافٍ لمقاومة جاذبية انفجارها الداخلي.
أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية
بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك
عبَّر عن رأيك
إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.