ناسا تؤخر مهمة الزهرة الحاسمة، وتثير رد فعل عنيف بين العلماء
3 د
ّأخّرت وكالة ناسا تمويل مهمّة فيريتاس إلى كوكب الزّهرة، ممّا تسبّب في خيبة أمل وإحباط بين العلماء.
يمكن أن يوفّر الاكتشاف الأخير لبركان نشط على كوكب الزّهرة رؤى قيّمة حول جيولوجيا الكوكب وما إذا كان صالحاً للسكن.
كان من المتوقّع أن تبني مهمة فيريتاس ملاحظات على هذه النتائج، لكن خفض الميزانية وقضايا القوى العاملة أدّت إلى تأخيرات وانتقادات من المجتمع العلمي.
أثار قرار ناسا الأخير بتأجيل تمويل مهمّة حاسمة إلى كوكب الزّهرة ردّ فعل من خيبة الأمل والإحباط والنّقد من المجتمع العلمي. كان من المفترض أن يكون خبر اكتشاف بركان نشط على كوكب الزّهرة سبباً للاحتفال، لكنّ التّخفيضات في تمويل مهمة Venus Emissivity وRadio Science وInSAR وTopography وSpectroscopy (VERITAS)، والتي كان من المقرّر إطلاقها في عام 2028، أدّت إلى حالة من عدم اليقين والفزع بين العلماء الذين كانوا ينتظرون بفارغ الصبر الإطلاق.
من المعروف أنّ كوكب الزّهرة هو كوكب جهنّمي وغير مضياف، بدرجات حرارة سطحيّة شديدة وضغط جوّي أكبر 100 مرة من الأرض. على الرّغم من ذلك، فإنّ سطح الكوكب مغطّى بالبراكين، ويشتبه العلماء منذ فترة طويلة في أنّها لا تزال نشطة. ومع ذلك، حتى وقت قريب، كانوا يفتقرون إلى دليل قاطع على ذلك. قام الباحثون بتحليل بيانات عمرها 30 عاماً من مهمّة ماجلّان واكتشفوا فتحة بركانيّة غيّرت شكلها على مدار ثمانية أشهر، مع وجود حمم بداخلها وتدفّق محتمل للحمم البركانية. تشير هذه النتيجة إلى أنّ البراكين على كوكب الزهرة يمكن أن تنفجر بفواصل قد تكون شهوراً أو سنوات أو عشرة آلاف عام، ممّا يجعل الكوكب أكثر تشابهاً مع الأرض من حيث تواتر اندلاع البراكين الكبيرة.
أشاد المجتمع العلمي بهذا الاكتشاف باعتباره مذهلاً، لأنّه يفتح إمكانيّة التّعرّف على جيولوجيا كوكب الزّهرة وغلافه الجوّي وما إذا كان الكوكب صالحاً للسّكن في يوم من الأيّام. كان من المتوقّع أن تبني مهمّة VERITAS ملاحظات على هذه النتائج، وأن تجيب على بعض أكبر الأسئلة حول الكوكب ونشاطه البركاني.
أصيب المجتمع العلمي بخيبة أمل وفزع عندما توقّف تمويل البعثة، ممّا تركها في حالة غير مستقرّة من عدم اليقين. تسبب هذا القرار غير المتوقّع في ردّ فعل عنيف بين الحاضرين في المؤتمر، الذين سرعان ما توجّهوا إلى تويتر للتّعبير عن دعمهم للمهمّة، باستخدام هاتاغ #SaveVERITAS. كما أصدرت جمعية الكواكب بياناً وصفت فيه تأخير إطلاق المهمّة لمدّة ثلاث سنوات على الأقل بأنّه "غير مُبرّر" ودعت وكالة ناسا إلى الالتزام بإطلاق المهمّة بحلول عام 2029.
أشارت ناسا إلى مشاكل في مهمة أخرى؛ مهمّة Psyche، كسبب لتأخير VERITAS لمدّة ثلاث سنوات على الأقل. تتمّ إدارة كلا المهمّتين من قبل مختبر الدفع النفاث (JPL)، وهو مركز أبحاث NASA / Caltech المسؤول عن بناء المركبات الفضائية الروبوتية، مثل مركبات المريخ الجوالة. واجه مختبر الدفع النفاث مشاكل في تلبية متطلباته لمهمة Psyche، الّتي تهدف إلى زيارة كويكب معدني، وقد فات موعد إطلاقه العام الماضي. وجدت مراجعة مستقلّة عن الإطلاق الفائت أنّه كان بسبب مشاكل القوى العاملة في مختبر الدفع النفاث.
صرّحت المتحدّثة باسم ناسا كارين فوكس أنّه "نظراً لأنّ مهمّة كوكبية لا تزال في مرحلة تشكيلها المبكّرة، قرّرت ناسا تأجيل إطلاق فيريتاس في موعد لا يتجاوز عام 2031". كانت الحجّة المقدّمة هي أنّه من خلال تأخير فيريتاس، سيتمّ تكليف موظفي مختبر الدفع النفاث للعمل في مهام أخرى. ومع ذلك، تمّ استجواب هذا الأساس المنطقي من قبل المحقّقة الرئيسية في فيريتاس، سو سمريكار، في قاعة مدينة ناسا خلال المؤتمر. وذكرت أن التأخير الأطول "لا علاقة له بالقوى العاملة في مختبر الدفع النفاث" وأنّ المهمّة كانت "استشهاداً فعليّاً" من أجل مهام أخرى تتجاوز الميزانية.
تمّ توضيح أنّ الأموال اللّازمة لدفع تكاليف الفريق الهندسي قد تمّ القضاء عليها تماماً، ونتيجة لذلك، سيتمّ الآن حلّ فريق متمرّس كان يعمل معاً لأكثر من 10 سنوات في بعض الحالات. قبل التأخير، كانت البعثة في الموعد المحدد وعلى الميزانية. تكهن بعض المراقبين الخارجيين بأن ناسا ربما تكون قد أفرطت في الالتزام باختيار مهمتين فينوس في عام 2021 وأدركت بعد فوات الأوان أن ميزانيتها لن تمتد لتغطية كليهما.
التخفيضات في الميزانيات أمر شائع في صناعة الفضاء ، والعلماء معتادون على خيبة أمل العمل في مجال الفضاء
أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية
بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك
عبَّر عن رأيك
إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.