تريند 🔥

🌙 رمضان 2024

أطول فترة سبات كُشف عنها.. إحياء دودة خيطية كامنة لمدة 46,000 سنة في التربة الجليدية السيبيرية

مريم مونس
مريم مونس

2 د

اكتشاف ديدان خيطية من النوع Panagrolaimus kolymaensis ظلت حية في التربة الجليدية السيبيرية لمدة 46,000 سنة.

استخدم العلماء الديدان الخيطية Caenorhabditis elegans كنموذج لمقارنة الجينات وفهم كيفية نجاة الديدان الخيطية Panagrolaimus kolymaensis.

تشير النتائج إلى قدرة استثنائية للديدان الخيطية على التكيف والبقاء في حالات السبات على مدى فترات زمنية جيولوجية.

فاجأتنا ديدان خيطية في تحمل الظروف الجوية للتربة الجليدية السيبيرية لمده مدهشة تبلغ 46,000 عام، محطمة بذلك الرقم القياسي السابق لبقاء الديدان الخيطية بفارق عشرات الآلاف من السنين. واكتُشفت الديدان الخيطية، التي تنتمي إلى أنواع Panagrolaimus kolymaensis، في حفرة سنجاب متحجرة بالقرب من نهر كوليما في شمال شرق سيبيريا، مما ألقى الضوء على قوة الحياة تحت الظروف القاسية.

تمكن الباحثون من تأكيد عمر وأنواع الديدان الخيطية المحاصرة في التربة الجليدية، والتي تم إحياؤها لأول مرة من قبل العلماء في عام 2018، في دراسة نشرت في مجلة PLOS Genetics يوم الخميس 27 يوليو. أكد الباحثون أن البقاء في بيئات قاسية لفترات طويلة مثل هذه هو إنجاز يمكن تحقيقه من قبل عدد قليل من الكائنات الحية، مشددين على متانة P. kolymaensis الاستثنائية.

تستطيع الديدان الخيطية مثل P. kolymaensis أن تدخل في حالة سبات أو "الكريوبيوزيس"، رداً على الظروف القاسية مثل درجات الحرارة المتجمدة أو الجفاف الشديد. ففي مثل هذه الحالات، تتمكن من تقليل عملياتها الأيضية، مثل استهلاك الأكسجين وإنتاج الحرارة، إلى مستويات غير قابلة للكشف. سمحت هذه القدرة للديدان الخيطية التي تم اكتشافها بالبقاء في حالة الكريوبيوزيس، وهي فترة تمتد من 2.6 مليون إلى 11,700 سنة مضت، والتي شملت العصر الجليدي الأخير.

حتى هذا الاكتشاف، كان الرقم القياسي لأطول كريوبيوزيس مسجل في الديدان الخيطية من نوع Plectus murrayi و Tylenchus polyhypnus التي نجت في الطحلب لمدة 25.5 سنة وفي الأعشاب المجففة لمدة 39 سنة على التوالي.

ذو صلة

لفهم آلية بقاء الديدان الخيطية، قارن فريقبحث الجينوم الجيني للديدان الخيطية القديمة مع ديدان Caenorhabditis elegans، وهي أول كائن متعدد الخلايا تم تسلسل جينومه بالكامل. وكشفت الدراسة عن جينات مشتركة مرتبطة بالكريوبيوزيس. كما أظهرت اختبارات معملية إضافية على الديدان P. kolymaensis و C. elegans المعرضة للجفاف أن الأخير أدى إلى ارتفاع في إنتاج سكر يسمى تريهالوز، والذي يعتقد أنه يمكن أن يحمي غشاء خلايا الديدان الخيطية من الجفاف. وعندما تم تجميد الديدان في درجات حرارة منخفضة للغاية، نجت فقط الديدان المجففة، بينما توفيت تلك التي لم يتم تجفيفها مسبقاً على الفور.

يمكن القول أن هذا الاكتشاف المدهش للدودة الخيطية يوسع فهمنا لقدرات الحياة على البقاء في الظروف القاسية، ويفتح الباب أمام احتمالات جديدة للبحث في مجالات مثل علم الأحياء المتطرفة وأصول الحياة. كما يشير إلى الحاجة للتفكير بعمق في الآثار البيئية والبيولوجية لتغير المناخ، الذي قد يؤدي إلى استيقاظ المزيد من الكائنات الحية القديمة غير المعروفة تمامًا للعلم الحديث.

أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية

بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك

عبَّر عن رأيك

إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.

ذو صلة