بعد دعمه بالذكاء الاصطناعي.. هل سيصبح بحث جوجل مدفوعًا؟

منذ بدايته في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، كان بحث جوجل Google Search متاحًا مجانًا للمستخدمين. ومع ذلك، يبدو أن عملاق التكنولوجيا يفكر الآن في استكشاف طرق مختلفة لتوليد الإيرادات، بما في ذلك إمكانية تقديم نسخة مدفوعة من الخدمة. تشير تقارير حديثة إلى أن Google قد تدخل تغييرات جذرية على منتجها الرئيسي، ما يعد تحولًا عن النموذج المجاني الذي ظل سمة مميزة للخدمة على مر السنين.

تعتمد Google اعتمادًا كبيرًا على الإعلانات كمصدر رئيسي للدخل، ولكن لديها أيضًا منتجات مدفوعة مثل اشتراك Google One. ومع ذلك، ظل بحث Google مجانيًا منذ إطلاقه، مما يجعل فكرة النموذج المدفوع جديدة نسبيًا.

في ظل التنافس المتزايد في مجال الذكاء الاصطناعي، تسعى الشركات، بما في ذلك Google، إلى تقديم منتجات جديدة. لقد شهدنا بالفعل مبادرات من Google مثل Bard و Gemini، وتخطط الآن لإطلاق محرك بحث مدعوم بالذكاء الاصطناعي. وفقًا لتقرير من صحيفة Financial Times، يستكشف العملاق التكنولوجي خيارات لدمج ميزات البحث المدعومة بالذكاء الاصطناعي ضمن خطط اشتراك متميزة. بالرغم من أن Google تقدم حاليًا خططًا مختلفة، مثل مساعد Gemini AI في Gmail وDocs، إلا أن هذه الاشتراكات لا تسهم حتى الآن في تحسين تجربة البحث نفسها.

يختبر عملاق التكنولوجيا، Google، نتائج بحث معززة بالذكاء الاصطناعي منذ مايو من العام الماضي، لكنه لم يدمج بعد هذه الميزات في محرك بحثه الرئيسي. السبب الأساسي وراء ذلك يعود إلى كون استعلامات الذكاء الاصطناعي تحتاج إلى قوة حاسوبية أكبر بكثير مقارنة بالاستعلامات التقليدية، مما يجعلها أكثر كلفة. وبالتالي، قد لا يكون من المجدي اقتصاديًا لـ Google تقديم "تجربة بحث" معززة بالذكاء الاصطناعي بشكل مجاني. لهذا السبب، قد يكون اعتماد نموذج اشتراك مدفوع لاستخدام محرك البحث المدعوم بالذكاء الاصطناعي خيارًا أكثر منطقية بالنسبة لـ Google.

حتى الآن، لا تزال Google في مرحلة الاستكشاف ولم تتخذ أي قرارات نهائية بهذا الشأن. الأخبار الإيجابية هي أن Google لا تخطط لجعل محرك البحث العادي خدمة مدفوعة. ومع ذلك، قد يتطلب استخدام محرك البحث المدعوم بالذكاء الاصطناعي اشتراكًا مدفوعًا.

تثير فكرة تطبيق Google لميزات الذكاء الاصطناعي على محركات البحث العديد من المخاوف. في البداية، قد يؤثر تقديم البيانات المستخرجة مباشرةً إلى المستخدمين بواسطة الذكاء الاصطناعي على الناشرين على الإنترنت بشكل كبير، إذ يمكن أن يؤدي ذلك إلى تقليل الزيارات إلى مواقعهم. ثانيًا، يُعدّ هذا التغيير محفوفًا بالمخاطر بالنسبة للمعلنين أيضًا؛ فإذا كان المستخدمون يحصلون على إجابات مباشرة لاستفساراتهم من الذكاء الاصطناعي، فقد يقل احتمال قيامهم بزيارة مواقع المعلنين، مما يؤثر سلبًا على نموذج الأعمال الإعلاني لـ Google.

من جهة أخرى، يمكن أن يقدم محرك البحث المدعوم بالذكاء الاصطناعي والمتاح ضمن اشتراك مدفوع فوائد عديدة للمستخدمين، منها تسريع الوصول إلى المعلومات وتخطي الحاجة لتصفح مواقع متعددة. ومع ذلك، قد يُنظر إلى هذا النموذج على أنه ذو تأثير سلبي على الناشرين والمعلنين على الإنترنت.

في الختام، يبدو أن Google لن تتخذ خطوات متسرعة نحو دمج الذكاء الاصطناعي في محرك البحث بطريقة تُغيّر من أساسيات طريقة عمل بحث Google. من المتوقع أن تُدخل الشركة تحسينات على الذكاء الاصطناعي تُعزز تجربة البحث بشكل عام دون تغيير جذري في نموذج العمل الأساسي.

سيكون من الجيد رؤية كيف ستنفذ Google تقنية الذكاء الاصطناعي في محرك البحث وما إذا كانت ستقدم نسختين من محرك البحث؛ واحدة مجانية وأخرى ضمن اشتراك مدفوع.