حلقة غامضة حول كوكب قزم بعيد تتحدى قواعد الفيزياء!

في عام 2002، اكتشف العلماء كوكبًا قزمًا، أطلقوا عليه اسم «كواور» (Quaoar)، يبلغ عرضه 1121 كيلومترًا، ويمتلك قمرًا خاصًا يُسمى «ويووت» (Weywot)، ويبلغ عرضه نحو 160 كيلومتر. كما يحتل المركز رقم 7 في أكبر الكواكب القزمة التي نعرفها، ويُعد هذا الكوكب أحد الأجسام العابرة لنبتون، وهي عبارة عن كواكب صغيرة تدور خارج مدار كوكب نبتون، الذي يقع في نهاية نظامنا الشمسي، ويقع كوكبنا القزم في منطقة حزام كايبر التي تبعد عن شمسنا بمسافة هائلة. ولكن نُشرت دراسة يوم الأربعاء الموافق 8 فبراير / شباط 2023 في دورية «نيتيشر» (Nature)، أثارت العديد من التساؤلات، وحيرت العلماء، فما قصتها؟ 

اتضح أنّ كوكب كواور يمتلك حلقة تدور حوله. ولكن هذا أمر عادي؛ فهناك كواكب مثل: زحل وأورانوس والمشتري ونبتون تمتلك حلقات حولها من الغبار والحطام، أيضًا بعض الكواكب القزمة، مثل: كوكب قزم آخر عابر لنبتون يُسمى «هاوميا» (Haumea)، والأمر لا يقف عند الكواكب؛ فالكويكبات أيضًا تمتلك حلقات، مثل: كويكب «تشيركلو» (Chariklo). لكن ما الذي يميز حلقة كواور ويُثير الضجة حوله هكذا؟ 

ببساطة، تقع حلقة كواور على مسافة كبيرة من الكوكب، وهذا أمر عجيب؛ فخلال ملاحظات العلماء في التلسكوبات بين عامي 2018 - 2021، اعتقدوا أنه من المستحيل وجود حلقة هناك على هذه المسافة التي تقع عند مسافة 3885 كيلومتر من مركز كواور. وهذا يعني أنها بعيدة جدًا عن الكوكب، بمسافة تقل فيها الجاذبية، ولا يستطيع الكوكب إبقائها كحلقة، إذ تكون الجاذبية ضعيفة، ويصعب تماسك الحلقة. فضلًا عن أنّ الحلقة تكون قد تخطت ما يُسمى بـ «حد روش»، وهو يُشير إلى المسافة التي يستطيع خلالها الجسم السماوي التماسك تحت تأثير جاذبية الجرم التابع له، وعندما يقترب من أي جرم سماوي آخر؛ فإنه يتشتت. وفي حالة كوكبنا القزم، يكون قد تجاوز حد روش. 

وعندما حلل علماء الفيزياء البيانات، توّصلوا إلى وجود حلقة حول الكوكب. وتوّصلت العديد من التلسكوبات الأرضية أيضًا إلى نتائج مماثلة. واتضح أنّ هذه البيانات ليست لها علاقة بالغلاف الجوي للأرض. فلا تشوه في الصورة. والآن يفكر علماء الفلك إما في تغيير فكرتهم بخصوص حد روش أو البحث عن تفسير مناسب لوجود حلقة حول كواور. 

يقع هذا الكوكب القزم خلف كوكب نبتون، واتضح أنّ له حلقة غامضة، يصعب تفسيرها. 

وجد الباحثون أنّ الحلقة بعيدة تمامًا عن الكوكب القزم، وهذا يساعدها لتتحول إلى قمر، لكن لم يحدث ذلك، ما أثار العديد من التساؤلات.