تريند 🔥

🌙 رمضان 2024

“روبوتات التداول” وعالم الاستثمار.. هل يجب أن نثق بالذكاء الاصطناعي في إدارة أموالنا؟

منة الله سيد أحمد
منة الله سيد أحمد

4 د

أشارت دراسة أُجريت في الولايات المتحدة عام 2023، إلى أن ثلث المستثمرين تقريبًا عن استعدادهم للسماح لروبوتات التداول باتخاذ جميع القرارات نيابةً عنهم.

يحذر الخبراء من مخاطر استخدام الذكاء الاصطناعي في الاستثمار، كونه لا يستطيع رؤية المستقبل أكثر من الإنسان، ولا أن يواجه أحداث غير متوقعة أدت إلى تعثر أسواق الأسهم، مثل أحداث 11 سبتمبر، و جائحة كورونا.

على الرغم من المخاطر، يحرص عدد كبير من المستثمرين على السماح للذكاء الاصطناعي باتخاذ القرارات نيابةً عنهم، أملًا  في الحصول على قرارات مالية موضوعية ومنطقية بدون تحيز.

أثارت قدرة الذكاء الاصطناعي ضجة خلال السنوات الأخيرة، وقد أشارت دراسة أُجريت في الولايات المتحدة عام 2023، إلى أن ثلث المستثمرين تقريبًا عن استعدادهم للسماح لروبوتات التداول باتخاذ جميع القرارات نيابةً عنهم.

وإذا بحثت عن "الاستثمار باستخدام الذكاء الاصطناعي" عبر الإنترنت، ستجد نفسك وسط عروض لا نهاية لها تدعوك إلى استخدام الذكاء الاصطناعي في إدارة أموالك. وستجد البعض يشيرون إلى إمكانيات "روبوتات التداول" المدعومة بالذكاء الاصطناعي في تحقيق عوائد مربحة. لكن الشركات المالية الرصينة تُحذر من أن رأس المال قد يكون في خطر عندما يتم اتخاذ القرارات المالية عن طريق الكمبيوتر أو إنسان أخرنيابةً عن المستثمر.

قال جون آلان، رئيس قسم الابتكار والعمليات في جمعية الاستثمار في المملكة المتحدة: "يجب على المستثمرين أن يكونوا حذرين أكثر في استخدام الذكاء الاصطناعي. الاستثمار أمر خطير للغاية ويؤثر على الناس على المدى الطويل. لذلك، يجب الانتظار حتى يُثبت الذكاء الاصطناعي نفسه قبل أن نحكم على فعاليته، وفي هذه الأثناء، يظل الاعتماد على خبراء الاستثمار أمرًا مهمًا".

فبالرغم من أن "روبوتات التداول" التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي قد تؤدي في نهاية المطاف إلى إبعاد بعض خبراء الاستثمار ذوي التدريب العالي والخبرة عن العمل. لكن، يظل التداول باستخدام الذكاء الاصطناعي محط شكوك ومشكلات.

ويرجع السبب وراء كون التداول باستخدام الذكاء الاصطناعي محط شكوك، إلى أنه ليس كبلورة زجاجية تستطيع رؤية المستقبل أكثر من الإنسان، وأن تواجه أحداث غير متوقعة أدت إلى تعثر أسواق الأسهم، مثل أحداث 11 سبتمبر، و جائحة كورونا.  

أما السبب الثاني يركز على جودة بيانات وبرامج الذكاء الاصطناعي التي يستخدمها المبرمجون البشر، حيث من الممكن أن تكون قرارات الروبوتات متأثرة بجودة تلك البيانات.

كانت البنوك الاستثمارية تستخدم الذكاء الاصطناعي الأساسي أو "الضعيف" لتوجيه قراراتها في السوق منذ الثمانينيات، ومع ذلك لم تتنبأ أنظمة الذكاء الاصطناعي هذه بأحداث 11 سبتمبر، أو حتى أزمة الائتمان.

وبالحديث عن يومنا هذا، وعن الذكاء الاصطناعي التوليدي، وهو الذكاء الاصطناعي الأقوى بكثير، والذي يمكنه إنشاء شيء جديد ومن ثم التعلم منه. وعند تطبيقه على الاستثمار، فإنه يمكنه استيعاب كميات كبيرة من البيانات واتخاذ قراراته الخاصة، ومع ذلك، إذا تم تغذية هذا الذكاء الاصطناعي في الأصل ببيانات سيئة من قبل المبرمجين البشريين، فإن قراراته قد تزداد سوءاً.

ولتوضيح ذلك، استشهدت إليز جورير، الأستاذة المشاركة في العلوم المالية في كلية إدارة الأعمال "إسسيك" في باريس، والمتخصصة في دراسة الأخطاء التي يرتكبها الذكاء الاصطناعي، بجهود التوظيف التي بذلتها أمازون في عام 2018 كمثال، قائلة: "كانت أمازون من أوائل الشركات التي طورت أداة الذكاء الاصطناعي لاستهداف الأشخاص".

واستطردت: "لذلك، فإنهم يحصلون على آلاف السير الذاتية، وتقوم أداة الذكاء الاصطناعي بقراءة السير الذاتية لهم، وتخبرهم بمن يصلح للتوظيف".

وأضافت: "كانت المشكلة هي أن أداة الذكاء الاصطناعي تم تدريبها على موظفي الشركة، حيث إن معظمهم من الرجال، ما أدى بالنتيجة إلى أن تقوم الخوارزمية بتصفية جميع النساء".

وهنا، وفق جورير، "اضطرت أمازون إلى إلغاء التوظيف المدعوم بالذكاء الاصطناعي".

ومن جهة أخرى، قالت البروفيسورة ساندرا واتشتر، الباحثة في الذكاء الاصطناعي بجامعة أوكسفورد: "إن الذكاء الاصطناعي التوليدي يمكن أيضًا أن يخطئ وينتج معلومات غير صحيحة، وهو ما يسمى بـ(الهذيان).

وأضافت: أن "الذكاء الاصطناعي التوليدي عرضة للتحيز وعدم الدقة، ويمكنه تقديم معلومات خاطئة أو اختلاق الحقائق بالكامل، ومن دون تتبع، سيكون من الصعب اكتشاف هذه العيوب".

وحذرت البروفيسورة أيضًا من أنَّ أنظمة الذكاء الاصطناعي الآلية يمكن أن تكون معرضة لخطر تسرب البيانات، وهو ما يحدث حين يطرح المتسللون على الذكاء الاصطناعي سلسلة من الأسئلة المحددة على أمل أن يكشف عن شفرته وبياناته الأساسية.

وعلى الرغم من كل تلك المخاطر، لماذا يحرص عدد كبير من المستثمرين على السماح للذكاء الاصطناعي باتخاذ القرارات نيابةً عنهم؟ أوضح ذلك عالم النفس التجاري ستيوارت داف، قائلًا: "إنَّ بعض الناس يثقون ببساطة في أجهزة الكمبيوتر أكثر من غيرهم من البشر".

وتابع: "من المؤكد أن يعكس ذلك حكمًا غير واعٍ بأن المستثمرين من البشر غير معصومين من الخطأ، في حين أن الآلات هي صانعة قرار موضوعية ومنطقية ومدروسة". 

ذو صلة

وأضاف: "قد يعتقدون أنَّ الذكاء الاصطناعي لن يمر بيوم عطلة أبداً، ولن يتعمد أبداً خداع النظام، أو يحاول إخفاء الخسائر".

وفي نهاية حديثه قال داف: "مع ذلك، فإنَّ أداة الاستثمار في الذكاء الاصطناعي قد تعكس ببساطة كل أخطاء التفكير والأحكام السيئة لمطوريها، والأكثر من ذلك، قد تفقد فائدة الخبرة ورد الفعل السريع عندما تقع أحداث غير مسبوقة في المستقبل، مثل الانهيار المالي، وجائحة كورونا"، لافتًا إلى أن "عدداً قليلاً جداً من البشر يمكنهم إنشاء خوارزميات الذكاء الاصطناعي للتعامل مع تلك الأحداث الضخمة".

أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية

بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك

عبَّر عن رأيك

إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.

ذو صلة