عالم أمريكي يحطم الرقم القياسي بالبقاء تحت الماء لمدّة 100 يوم!

يعيش العالم الأمريكي جو ديتوري حالياً في مسكن تحت الماء بمساحة 55 متراً مربعاً، تحت جزر فلوريدا كيز، بهدف تحطيم الرقم القياسي لأكبر وقت يقضيه في مسكن تحت الماء، وذلك لمدة 100 يوم. إنّ ديتوري غوّاص سابق في البحريّة الأمريكية وخبير في الهندسة الطّبية الحيوية، وهو مهتم بدراسة آثار الضّغط العالي على جسم الإنسان.

يختلف مسكن ديتوري القابع تحت الماء عن الغواصّة، حيث لا يحتوي على فتحات صلبة أو أقفال هوائيّة، وبالتّالي فإنّ الهواء داخل المسكن يتأثّر بوزن المحيط، ممّا يزيد من ضغط الهواء من حوله.

في حين أنّ الضّغط العالي يمكن أن يسبّب دخول بعض النّيتروجين إلى الدّم، ممّا يؤدّي إلى مجموعة من الآثار 'المخدّرة'، بما في ذلك شعور بالنشوة الخفيفة وسلوك مشابه للثّمالة. ولكن لحسن الحظ فإنّ ديتوري يسكن على عمق عشرة أمتار فقط، لذلك لا يمثل التأثير المخدّر الناجم عن النيتروجين خطراً.

ومع ذلك، فإنّ ديتوري سيواجه تغيرات جسدية أخرى، مثل التعرّض لنصف كمية ضوء الشمس الموجودة على الأرض، والتي يمكن أن تعطّل إيقاع الساعة البيولوجية، وقد لا يتعرّض لما يكفي من فيتامين د أثناء العيش في بيئته تحت الماء.

إلى جانب الحدّ الأدنى من المشي حول المسكن الصغير، فإنّ السباحة هي التّمرين الوحيد الذي يُمكِن لديتوري الحصول عليه، ممّا يؤدّي إلى خسائر محتملة في كتلة العظام والعضلات.

الآثار طويلة المدى للضّغط العالي على جسم الإنسان غير مفهومة جيداً، وقد أظهرت أطقم الغوّاصات آثاراً طويلة المدى، مثل أنماط النّوم المضطربة ومشاكل بعض الهرمونات المرتبطة بالنوم، فضلاً عن فقدان كتلة العظام والعضلات حتى بعد شهرين فقط تحت سطح البحر.

بالرّغم من التحدّيات الصّحية المحتملة، إلّا أنّ ديتوري متحمّس للعيش في بيئة تحت الماء والبحث عن آثار الضّغط العالي على جسم الإنسان. ويأمل أن تساعد هذا التجربة على تحسين تصميم المساكن تحت الماء وتحديد الاحتياجات الصّحية للأشخاص الذين يعيشون فيها.

تجربة ديتوري هي جزء من سلسلة من التحديات الصحية والتجارب التي يخوضها الأفراد بهدف اكتشاف حدود جسم الإنسان وتحدّي النفس. وهي تذكّرنا بأن الإنسان لديه القدرة على تحقيق العديد من الإنجازات الرائعة عندما يستخدم قدراته الجسدية والعقلية بطريقة صحيحة وفعالة