عذرًا يا سادة.. عقد زواج الذكاء الاصطناعي و Web3 لم يحن وقته بعد!

هل تريد جمع الملايين؟ الأمر بسيط للغاية مثل العد من واحد الى ثلاثة. أولاً، ما عليك سوى اختيار مجال رائج، ويفضل أن تصرخ بأعلى صوتك على منصات التواصل الاجتماعي من أجل بعض الدراما. بعد ذلك، لوح بالعصا السحرية وقم برش قليلًا من "AI" و "Web3" على عرضك التقديمي وشاهد أصحاب رؤوس الأموال المغامرين وهم يتسلقون فوق بعضهم البعض لإغراقك بالمال.

المشهد الذي تكلمنا عنه ربما يكون ساخر لكن فيه قليلًا من الواقع، ومع ذلك دعنا نواجه الحقيقة، نحن في عصر يتم فيه الترويج للذكاء الاصطناعي وتقنيات البلوكتشين كمصابيح مضيئة لمستقبل مؤتمت وموزع بالكامل. كل من المستثمرين المؤسسيين والمضاربين على منصات التواصل الاجتماعي يتطلعون بشغف شديد إلى ويب أفضل يهيمن عليه الذكاء الاصطناعي والعقود الذكية. ولكن وسط هذا الضجيج الصاخب، ربما نكون نسابق الزمن ونحاول بطريقة ما التقدم على أنفسنا قليلاً، الا توافقني الرأي؟ تحقيق هذا اليوتوبيا التكنولوجية لا يزال بعيدًا عنا 10 سنوات على اقل تقدير. نعتذر عن كوننا محطمين الأحلام السعيدة، ولكن التركيز الزائد على هذا الأفق المتألق يعرضنا لخطر تجاهل القيمة الفعلية التي يمكن أن يضيفها الذكاء الاصطناعي، والذي هو بالفعل يضيفها إلى واقعنا اليوم.

لا يمكن إنكار أن الذكاء الاصطناعي مرتبط بتغيير العديد من القطاعات. الآن، تعمل أدوات الذكاء الاصطناعي كمساعدين شخصيين للمطورين، تساعدهم في كتابة التطبيقات بشكل أفضل وبسرعة أكبر. هذه فقط البداية والمرحلة الأولى، ومن المؤكد أننا سنرى ازدهارًا في تطوير التطبيقات وصعود الأدوات التي تعمل بالذكاء الاصطناعي والتطبيقات اللامركزية (dapps).

ستؤدي هذه المرحلة إلى نمو مفرط في تطوير التطبيقات، مما يؤدي إلى زيادة في الأدوات القائمة على الذكاء الاصطناعي والتي تهدف إلى سد الفجوة بين مجموعات البيانات التي تدفع الذكاء الاصطناعي وحالات الاستخدام العملي التي يبحث عنها المستهلكون.

سيشمل هذا النمو بالتأكيد التطبيقات اللامركزية (dapps)، بما في ذلك ألعاب Web3 المبنية على بلوكشين لتقاسم الإيرادات وشبكات DeFi.

بعد ذلك سيأتي فجر الذكاء الاصطناعي المدمج، الذي سيكون جزءًا لا يتجزأ من أنظمة تطبيقات Web3. هذا التكامل قد يؤدي إلى نماذج أعمال وتكنولوجيات جديدة.

وفي المرحلة الثالثة، وهو الموضوع الذي يتم الحديث عنه بشكل مبكر جدًا، والذي يتعلق الأمر بتكامل الذكاء الاصطناعي و Web3. تخيل بلوكتشينات وبروتوكولات يعززها الذكاء الاصطناعي، لتقديم خدمات وتجارب جديدة. هنا، يمكن للذكاء الاصطناعي أن ينظم الشبكات، والتعلم الآلي يمكن أن يتشابك مع تحفيزات Web3 واللامركزية لتقديم منصة حيث يزدهر التفاعل والشفافية وتبادل القيم. الاحتمالات لا حصر لها مثلًا: رموز غير قابلة للاستبدال (NFTs) ديناميكية، عوالم افتراضية يدعمها الذكاء الاصطناعي، وحتى الذكاء الاصطناعي الذي ينظم شبكات Web3.

مع ذلك، قبل أن نغرق في هذا الحلم المستقبلي، من المهم تذكر أن تحقيق هذه المرحلة النهائية لن يكون بالأمر السهل. سيكون عملية طويلة ومكلفة. ولكن بمجرد أن نصل إلى هناك، سيكون لدينا عدد هائل من التطبيقات والخدمات التي تقدم للأشخاص مزيدًا من الملكية والتحكم. حتى ذلك الحين، رش بعض الذكاء الاصطناعي و Web3 على عروضك التقديمية. لكن الأمر الأهم هو عدم التغاضي عن القيمة الحالية لهذه التقنيات بينما نتقدم نحو مستقبل أكثر آلية ولا مركزية.