لا نعرف سوى 5% عن الكون وربما أقل .. المادة السوداء والطاقة المظلمة هما الحل لفهم الكون!!

اختلفت صورة الكون في أذهاننا حاليًا، من صورة بسيطة إلى صورة معقدة مليئة بالظواهر الغريبة مثل الطاقة المظلمة والمادة السوداء، وعلى مدى قرون طويلة سعى العلماء لاكتشاف أسرار الكون، من بناء الأهرامات في مصر القديمة، إلى رياضيات اليونان، ثم الجهود الكبيرة لتقدير مُحيط الأرض، إلى فهم الظواهر الطبيعية مثل المذنبات والكسوف.

على مدى عقود من الزمن تطور مفهومنا للكون، بداية الأمر أننا عرفنا أن الشمس هي مركز النظام الشمسي وليست الأرض، مرورًا بنظرية نيوتن التي استمرت لفترة حتى اُستبدلت بالنظرية النسبية لأينشتاين، وهذا غير مفهومنا أكثر عن الكون.

نرى الكون الآن على أنه كيان ديناميكي في توسع دائم، مدفوع بقوة غير مرئية تسمى الطاقة المُظلمة، يوجد تمدد ثابت للزمكان يُسبب توسع الكون، بل يتسبب كذلك في تسارع هذا التوسع، ويشوه طول موجات الفوتونات، ويُسبب احمرارها، والأدهى من ذلك فلا يوجد مركز لهذا الكون، فالغريب أن طبيعة هذا التوسع يحدث بأن تتحرك كل نقطة بعيدًا عن جارتها.

بجانب الطاقة المظلمة توجد المادة السوداء، وهي كيان آخر غير مرئي، يعمل كغراء ليحافظ على تماسك نسيج الكون، ويحتفظ بالمجرات معًا، ويواجه تأثير توسع الكون المستمر، ويشكل كل من المادة السوداء والطاقة المظلمة معًا ما يقرب من 95% من الكون الذي نعيش فيه.

بالرغم من كل التطورات التكنولوجية التي توصلنا لها حتى يومنا الحالي، فإن ما نعرفه عن أجسامنا، والنجوم، والمجرات لا يُشكل سوى 5% من الكون أو أقل، فرحلتنا لكي نفهم الكون لم تنته بعد، إنما هي مجرد البداية، إذ نحاول فك ألغاز الكون، ونطور معرفتنا باستمرار منذ الحضارات القديمة، وبينما نحن على كوكبنا الصغير في هذا الفضاء الشاسع، فإننا نحاول جاهدين كشف هذا الكون الضخم المتوسع بلا انقطاع.